وبارك الله فيكِ ميشو على متابعتك واهتمامك
تسلمى يا رب
عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
رابعة المعجزات : "نبوع الماء من بين أصابعه عليه أفضل الصلاة والسلام".
ومن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وصدق رسالته : نبوع الماء من بين أصابعه الشريفة, فقد قال أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر, والتمس الناس الوضوء (بفتح الواو يعني الماء الذي يتوضأ به), فلم يجدوه, فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء (بفتح الواو), فوضع يده في ذلك الإناء , وأمر الناس أن يتوضئوا منه, فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه, فتوضأ الناس من أولهم إلى آخرهم. قال قتادة : قلت لأنس : كم كنتم ؟ قال : زهاء ثلاثمائة رجل.
فهذه معجزة ظاهرة, إذ ليس في طوق البشر ان يأتوا بمثلها, إذ لم يجر سنة الله في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل على صدق نبوة من ادعاها, فقد كانت هذه آية نبوته صلى الله عليه وسلم, إذ وقعت في سوق المدينة العاصمة وحضرها وشهدها قرابة ثلاثمائة رجل من أصدق الرجال وأذكاهم وأتقاهم.
أترككم في أمان الله وإلى موعدنا مع المعجزة الخامسة وهي "فيضان ماء بئر الحديبية"
جزاك الله خير وبارك الله فيك ياخي في الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
خامسة المعجزات : فيضان ماء بئر الحديبية
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية هو وأصحابه سنة ست من الهجرة كان هناك بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء, وكانوا 1400 رجل, وخافوا العطش, فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يجلس على حافة البئر, فدعا بماء, فجيء به إليه فتمضمض منه, ومج ما تمضمض به في البئر, فما هي إلا لحظات وإذا البئر فيها الماء, فأخذوا يسقون فسقوا وملئوا أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم وهم وكما سبق ذكره ألف وأربعمائة رجل, وهم أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم, وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الفتح " ولقد رضي الله على المؤمنين إذ بايعوك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" (سورة الفتح الآية 18).
ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقي منها أهلها معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبوية صادقة تنطق قائلة : أن صدقوا محمدا في ما جاءكم به ودعاكم إليه, فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم حقا وصدقا.
في رعاية الله وحفظه وإلى المعجزة السادسة بإذن الله والتي تحمل عنوان : "قدح لبن روى فئاما من الناس ببركته صلى الله عليه وآله وسلم".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
سادسة المعجزات : قدح لبن روى فئاما من الناس ببركته صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه القصة التالية :
قال : والله, إني كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع, وإني كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع, ولقد قعدت يوما على طريق الناس, فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ماسألته إلا لكي يطلب مني أن أتبعه فلم يفعل’ فمر عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى وما سألته إلا لكي يفهم ويطلب مني أن أتبعه. فلم يفعل, فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي, وما في نفسي فقال : "أبا هريرة" قلت له : لبيك يا رسول الله فقال "الحق" واستأذنت فأذن لي, فوجدت لبنا في قدح, قال : "من أين لكم هذا اللبن ؟" فقالوا : أهداه لنا فلان . قال : "أبا هر" , قلت : لبيك يا رسول الله, قال :" انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي" ( وأهل الصفة كانوا أضياف الإسلام ليس لهم لا أهل ولا مال . إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم هدية أصاب منها وبعث إليهم منها, وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم, ولم يصب منها.)
قال أبوهريرة : وأحزنني ذلك, وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي, وقلت : أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم, وقلت : ما يبقى لي من هذا اللبن ؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال : "يا أبا هريرة خذ فأعطهم" فأخذت القدح, فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى, ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة, ثم رفع رأسه ونظر إلي وابتسم, وقال : "أبا هريرة", فقلت لبيك رسول الله, قال :"بقيت أنا وأنت" فقلت : صدقت يارسول الله. قال : "فاقعد فاشرب" قال : فقعدت فشربت, ثم قال لي : "اشرب" فشربت فما زال يقول لي : "اشرب", فأشرب حتى قلت : لا, والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا, قال : "ناولني القدح" فرددته إليه فشرب من الفضلة.
وهكذا تتجلى هذه المعجزة – وهي آية النبوة المحمدية- إذ قدح لبن لا يروي ولا يشبع جماعة من الناس – كلهم جياع- بحال من الأحوال, فكيف أرواهم وأشبعهم ؟ إنها المعجزة النبوية وآية أخرى للكمال المحمدي أن يكون صلى الله عليه وسلم هو آخر من يشرب من ذلك القدح الذي شرب منه جماعة من الناس.
أستودعكم الله وإلى أن نلتقي مع المعجزة السابعة بإذن الله تحت عنوان " امتلاء عكة سمن بعد فراغها".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
المعجزة السابعة : امتلاء عكة سمن بعد فراغها
روى الحافظ أبو يعلى عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كانت لأمي أم سليم شاة , فجمعت من سمنها في عكة, فملأت العكة, ثم بعثت بها ربيبة فقالت: يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها, فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم قال: "أفرغوا لها عكتها ". فأفرغت العكة و دفعت إليها قالت: فانطلقت بها و جئت و أم سليم ليست في البيت فعلقت العكة على وتد, فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر, فقالت: يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت : بلى قد فعلت, فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فانطلقت و معها ربيبة فقالت يارسول الله ! إني بعثت معها إليك بعكة فيها سمن قال: "قد فعلت قد جاءت" قالت: والذي بعثك بالحق و دين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً. قال أنس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أم سليم أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي و أطعمي".
فجئت إلى البيت, فقسمت في قعب لنا, كذا أو كذا و تركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين.
فهذه إحدى المعجزات المحمدية إذ ليس مما جرت به سنة الله في الخلق أن يمتلئ الإناء سمنا بعد إفراغه منه, ويرى ذلك رأي العين وينتفع به.
في أمان الله ورعايته وإلى أن نلتقي إن شاء الله مع المعجزة الثامنة والتي تحمل عنوان "الطعام القليل يشبع العدد الكثير ".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
المعجزة الثامنة : الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله : قال أبو طلحة لأم سليم : لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع, فهل عندك من شئ ؟ قالت : نعم, فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه , ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد و معه الناس, فقمت عليهم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرسلك أبو طلحة ؟ " فقلت : نعم قال : "بطعام؟ " قلت: نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه : " قوموا". فانطلق, وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة : يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس, ليس عندنا ما نطعمهم فقالت : الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم, فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلم يا أم سليم ما عندك ؟". فأتت بذلك الخبز, فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت, وعصرت أم سليم عكة فآدمته, ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول , ثم قال : "ائذن لعشرة" فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا, ثم خرجوا , ثم قال : ائذن لعشرة " فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا, ثم خرجوا , فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً.
أليست هذه من أعظم المعجزات؟ بل و ربي إنها لمن أعظم المعجزات. إن أقراصا عدة حملها غلام تحت إبطه يطعم منها ثمانون رجلا, ويشبع كل واحد منهم شبعا لا مزيد عليه, إن لم تكن هذه معجزة فما هي المعجزات يا ترى؟
ملاحظة :
ففت : يعني قام بتفتيت الخبز
عكة : يعني قلة من السمن
دمتم في رعاية الله وحفظه حتى نلقاكم بإذن الله مع المعجزة التاسعة تحت عنوان : " تكثير الطعام".
باركـ الله فيكـ
ط ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــيف
وجزاكـ الله خيراً
وأدامكـ فى كنفه ورعايته
اللهم آمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــين