متحف اللوفر
http://www.lakii.com/img/all/Dec05/aTu5bV12160729.jpg
أو لنقل متحف اللوفر الكبير ، ... وقصة المكان هى قصة القلعة التى تحولت الى قصر ، تحول بدوره الى متحف ، وأى متحف ؟ أجمل متاحف العالم دون شك ولا مبالغة, ولقد شهد المكان مرور الأباطرة والملوك والرؤساء والوزراء ... وساهم كل من مر به ، بشكل أو بآخر ، فى الإضافة اليه . ثم ها هو اليوم يبلغ آخر مراحل تطويره الذى توالى على مدى ثمانية قرون, وفى البداية ، كان القصر مجرد قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190 ، تحاشيا للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينه أثناء فترات غيابه الطويلة فى الحملات الصليبية ، وأخذت القلعة إسم المكان الذى شُيدت عليه, وإذا لم يتوقف لويس الثامن سوى مرات قليلة فى المكان ، فإن القديس لويس تردد عليه كثيرا ، وأضاف اليه قاعة ضخمة فى الجناح الغربي مازالت تحمل إسمه الى الآن. وتحولت القلعة الى مقر إقامة خاص بالملك شارل الخامس, إلا أن فرانسوا الأول هو من أعطي للوفر - بعد إنقضاء 3 قرون على تشييده - إنطلاقته الفنية بتشجيعه لفنون وعلوم عصره ، ولسبب غير معروف ، أثارت القلعة إهتمامه ، فقرر القيام ببعض التعديلات فيها ، ولم يكن ذوقه الرفيع ليتوافق مع طراز العصور الوسطي ، وأنتهى به الأمر الى القرار بهدم القلعة تماما ، وتشييد قصر على نمط وذوق عصره . فكلف المهندس الإيطالى سيريليو بالعمل ، ثم إنتهى بتغييره وبتكليف ليسكو بالمهمة, فى نفس الوقت الذى بدأ فيه فى إعادة بث الروح فى مفهوم جمع التحف الفنية بتكليف الإيطاليين بريماتيس و أندريا ديلاسارتو بالبحث فى إيطاليا عن أفضل ما سيزين حوائط قصور البلاد, وعند وفاة الملك فى سنة 1547 ، وعلى الرغم من قلة عدد مجموعة التحف الملكية حينئذ ، إلا أنها كانت تضم 12 لوحة من أجمل لوحات المتحف الحالية ، منها 4 لوحات لــ (رافائيل) و 4 لوحات لــ (ليوناردو دافنشي), أمر هنرى الرابع ببناء جناح الملك الكبير ، ولم يسكنه بسبب ضيقه. إلا أن القصر صار محل الإقامة الرسمي لكل من (فرانسوا الثانى) و (شارل التاسع) و (هنرى الثالث)، أما (هنرى الرابع)، فلقد أعطى للساحة المربعة شكلها الحالى، وأمر بتعديل ممر (أبوللو) ومد الممر البادئ عند ضفة النهر حتى (حديقة التويلرى)... وأدى بناء قصر حديقة لكسمبورغ تحقيقا لأمر (كاترين دومديسيس) الى إبطاء العمل فى قصر اللوفر, وبدوره قرر لويس 13 مواصلة البناء ، وبحيث تضاعفت المساحة المسكونة من القصر ، وتضاعفت مساحات ساحاته أربع مرات . وفى عهد لويس 14 ، أقتصر العمل على صيانة وتجميل القصر من الداخل ، وأدت عدم إثارة المكان لإهتمام الملك الى التخلى عنه, لكن ولحسن الحظ ، لم يتخل لويس 13 عن مواصلة تجميع التحف الفنية ، فقد كان عدد اللوحات ساعة صعوده العرش لا يتجاوز المأتين ، وبلغ عددها عند وفاته أكثر من الفين ، وإن كانت موزعة على قصور فرساى وفونتنبللو ولكسمبورغ, وأُهمل القصر حتى قيام الثورة التى أحيت فكرة إنشاء متحف يمكن الجمهور من رؤية الكنوز الفنية الكثيرة ، وهى الفكرة التى كان سانين قد أقنع الملك لويس 15 بأهمية تنفيذها, وفى 26/6/1791 أعلن النائب باربير عن قيام (متحف رائع)... إلا أنه توجب إنتظار شهر أغسطس 1792 ، ليتم تكليف لجنة بإختيار التحف واللوحات التى سيتم عرضها, وأفتتح (متحف الجمهورية) أو (المتحف الفرنسي) فى 8/11/1793 ، ثم تقرر إغلاقه بعد مضي ثلاث سنوات بسبب أعمال الصيانة التى تمت فيه ، وأعيد إفتتاحه فى عام 1799 بإسم (المتحف المركزى للفنون) . ثم تغير إسمه مكررا ليصبح (متحف نابليون), وكانت حملات الجمهورية ، ثم الإمبراطورية المنتصرة والعديدة قد ساهمت فى إثراء المتحف ، فتراكمت فيه أهم أعمال المدن الإيطالية الفنية, وساهم نابليون الأول بدوره فى تعديل معمارية القصر ، فتمت صيانة أعمدته ، ونحت واجهته المطلة على النهر .. وأستمر العمل فى تعديل قاعاته ، ودُرس مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلري ليكونا قصرا واحدا إلا أن خسارة معركة ووترلو ، وقدوم المتحالفين وقيامهم بالإستيلاء على أكبر قدر ممكن من الكنوز المتراكمة دون أن يتمكن من إعتراضهم احد ... - وإن كان قد تم القيام بتوزيع أكبر عدد ممكن من التحف الفنية ، حتى لا تقع بين ايدى المنتصرين الجدد ، فى كامل أنحاء فرنسا بإهدائها الى الكنائس ومتاحف المقاطعات -... وقد أدى كل ذلك الى التخلى عن مشروع القصر/المتحف، مؤقتا على الأقل, ولم يمنع الوضع السياسي حينها لويس 13 عن مواصلة إغناء القصر بعدد من التحف الفنية النادرة ، كتمثال فينوس ربة الجمال (للنحات ميللو) ، والإنتهاء من نحت الأجزاء الداخلية من القصر, تحت حكم شارل العاشر ، تم تجديد الطوابق الأولى فى الأجنحة الأربعة ووضع التحف الأثارية المصرية الفرعونية واليونانية, أما لويس فيليب ، فأفتتح القاعة الآشورية ، وأعاد طرح مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلرى ، دون جدوي ، بسبب رفض النواب ، إلا أن حكومة ثورة 1848 أتخذت قرار إنهاء العمل فى القصر وتسميته بــ (قصر الشعب) ، وذلك بعد أربعة أيام من قيامها, وتم تنفيذ مشروع ربط القصرين أيام نابليون الثالث ، وأستغرق العمل خمس سنوات ... إلا أنه ، وللأسف ، وبعد مضي 13 عاما ، أحرقت حكومة الكومون قصر التويلري ، وأحرقت معه 70 الف كتاب ومخطوطة ، وكاد اللوفر أيضا أن ينتهى رمادا ، لولا تدخل بحارة الجنرال دواي, وترددت الجمهورية الثالثة أمام مشروع إعادة ربط القصرين ، ثم إنتهت بتقرير مسح جميع ما تبقى من آثار الملوك, واللوفر كما هو الآن أكبر متحف فى العالم ، إلا أنه لم يكن بالقادر قبل مراحل التوسيع المتواصلة - التى بدأت مجددا فى سنة 1984 - على عرض جميع كنوزه ... وأستمر العمل فيه حتى بداية سنة 1998، ليأخذ شكله النهائى الذى هو عليه الآن, وتبلغ المساحة المخصصة للعرض 60 الف مترا مربعا، وبحيث يبلغ عدد التحف المعروضة فيه 30 الف تحفة (بدلا من 25 الف) ، كما يقارب عدد العاملين فى المتحف الآن قرابة الـ 1500 موظف ، وهو يستقبل سنويا أكثر من خمسة ملايين زائر, وتستخدم الإضاءة الطبيعية فى إضاءة المعروضات المنتشرة فى أجنحة المتحف ، بما فيها جناح ريشليو - الذى كان مقرا لوزارة المالية حتى المنتصف الثانى من الثمانينيات, وتؤكد الأهرامات الزجاجية الحديثة ، التى تعكس على لوحاتها لون الحوائط العسلية على ضرورة إستخدام ذلك النوع من الإضاءة, وتقع المنطقة المعدة لإستقبال الزوار فى قاعة نابليون تحت الهرم ، وفيها عدد من المحلات (مكتبات ، مصرف معلومات ، مقهى ومطعم ، وأكشاك لبيع البطاقات البريدية والتحف التذكارية), وينقسم المتحف جغرافيا الى ثلاث أجنحة (ريشليو ودونون وسوللي) تنقسم بدورها الى عشرة دوائر وتتم الزيارة إنطلاقا من قاعة نابليون نحو كل واحدة منها, لدوائر 1 و 2 و 3 فى جناح ريشليو ، ثم من 4 الى 7 فى جناح سوللى والبقية فى جناح دونون ( يضم جناح ريشليو مثلا فى الطابق تحت الأرضي الأول قسم خاص بالإسلام من ضمن مجموعة تحف قسم الآثار الشرقية), ولقصر اللوفر ساحتين رئيسيتين : ساحة نابليون (بالهرم) ، والساحة المربعة,ومن المؤكد أن يوما واحدا لن يكفيك لزيارة المتحف ، الذى يضم أعدادا ضخمة من اللوحات الفنية (أشهرها الجيوكاندا أو الموناليزا) ومن التماثيل (تمثال ربة الجمال فينوس - للنحات ميللو -) بالإضافة الى ألوف من القطع الأثرية الثمينة, ويمكننا (تلخيص) الأقسام والمدارس الفنية التى يضمها المتحف كالآتى:الشرقيات.- مصر القديمة.- الحضاراتان اليونانية والرومانية بالإضافة الى المدارس الفنية التالية :- المدرسة الفرنسية.- المدرسة الإيطالية.- المدرسة الهولندية الفلمندية.- المدرسة الإنجليزية. مع عدد من المنحوتات والتحف النادرة .. وبالطبع لن يتسع لنا المجال هنا لنتحدث عنها بالتفصيل . إلا أننا نستطيع التأكيد على مدى الأهمية الثقافية والفنية التى تسكن كل زاوية من زوايا هذا المتحف الساحر , معلومات موجزة :
- المدخل الرئيسي : الهرم (ساحة نابليون) إلا أنه يمكنك الدخول باشرة عبر كاروسل اللوفر ، الذى تصله بإستخدام المترو ، أو من موقف السياراتالباركنغ).
- يقفل المتحف أبوابه يوم الثلاثاء وهو مفتوح للجمهور بقية أيام الأسبوع من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساءا.
- يظل جناح ريشليو مفتوحا كل أمسية أيام الإثنين حتى العاشرة ليلا.
- تفتح جميع الأجنحة للجمهور حتى العاشرة ليلا من مساء كل يوم أربعاء.
- تتغير تسعيرة الدخول الى المتحف صباح كل أول يناير من كل عام.
- عنوان المتحف: Musée du Louvre, 34-36 Quai du Louvre 75001 Paris .
ميدان تروكاديرو
http://www.lakii.com/img/all/Dec05/pyeZsq12160730.jpg
يوجد خلف ميدان تروكاديرو ما يسمي بــقصر شايو Palais du Chaillot وبرج إيفل... ويفصل قصر شايو ميدان تروكاديرو عن البرج ، والقصر مجمع لعدد من المتاحف الهامة, وكان قصر شايو جناحا من أجنحة المعرض الكوني (1878) ، وأخذ شكله الحالى بمناسبة معرض آخر أقيم سنة 1927. وهو يتكون من جناحين يشبهان ذراعين مفتوحتين لضم الساحة المواجهة ، والبرج ، وحدائق شامب دو مارس Champ du Mars ، والمدرسة العسكرية Ecole Militaire ... التى تقع جميعها فى مواجهته,وتزين الساحة الفسيحة الواقعة أمام القصر أحواض مائية ضخمة ، ونافورات ، ويفصلها عن البرج جسر الأينا, وتقع أيضا خلف القصر ساحة رخامية مرتفعة، تمكن الزائر من إلقاء نظرة شاملة على البرج وعلى الحدائق المحيطة المنبسطة كسجادة خضراء, ويضم قصر شايو كما لمحنا عدد من المتاحف ...، فى الجناح الأيمن (من ناحية ميدان تروكاديرو): متحف البحرية Musée de la Marine ، ويضم نماذج مصغرة عديدة لسفن ومراكب شهيرة (كسفينة سانتا ماريا ، التى قام كريستوف كولومبوس على متنها بأول رحلاته لإكتشاف العالم الجديد), متحف الأنسان Musée de l'homme ، ويضم مجموعات ضخمة وهامة من أعمال ومقتنيات علماء الأجناس والإناسة ، ويبين بالصور والرسوم والوسائل التوضيحية المختلفة طرق معيشة عدد من الأجناس البشرية المختلفة ، كما يضم مجموعات من التحف الفنية لكثير من الحضارات (الصين ، المايا ، المنغول ، الأزتك ، ماليزيا ...), وفى الجناح الأيسر (من ناحية ميدان تروكاديرو): متحف المعالم الفرنسية Musée des Muniments ، ويحتوى على أعمال مقلدة لأهم معالم مختلف المناطق (والمدارس الفنية) الفرنسية على مر العصور ، بالإضافة الى مجموعة ضخمة من الرسوم الزيتية الحائطية المقلدة, متحف السينما Musée du Cinéma ، ويشمل كل ماعلاقة له بالسينما ، بدءا بأول آلات التصوير والعرض السينمائية ، وأزياء وديكور وبلاتوهات عدد من الأفلام الفرنسية الشهيرة ، وهو يتكون من قرابة ستين قاعة مخصصة لصناعة السينما فى فرنسا ، ومخصصة لتاريخ تلك الصناعة. كما توجد فى طرف هذا الجناح المكتبة السينمائية (او السينماتك) Cinématique التى تعرض من ثلاثة الى أربعة أفلام يوميا (ليست بالضرورة أفلاما تجارية أو ترفيهية) ، وهى ملتقى هواة وطلاب ومخرجى الفن السينمائى, وحين تعبر الساحة ، وتنزل الدرجات التى تقود الى النافورات والأحواض المائية المزينة بكثير من التماثيل البرونزية والحجرية الجميلة (وهى محل عروض مائية موسيقية فى أمسية الصيف) ، وفى الحديقة الواقعة يسارا ، ستعثر على مبنى صغير مخصص للأحياء المائية Aquarium, وبالتحديد لأسماك المياه العذبة, ثم وبإجتياز جسر الإينا ، وعلى ضفتى النهر ، توجد محطات قوارب النزهة البحرية (وبعضها مزود بمطاعم) التى تمكنك من القيام بنزهة وزيارة جميلة لمعالم باريس ، بعبور النهر الذى يخترق المدينة على طول 13 كيلومترا, وتحت برج إيفل (الواقع بعد الجسر مباشرة) تمتد حديقة شامب دو مارس ، وفى طرفها (أى فى مواجهة قصر شايو) يوجد مبنى المدرسة العسكرية. وكانت الحديقة تتبع المدرسة (56/1767) ، إلا أنها أفتتحت للجمهور عام 1780 ، وأصبحت مقرا للمعارض والأسواق الشعبية ، ... وانتهت بأخد شكلها الحالى بعد بدء العمل فيها سنة 1908 ، والذى أستمر عشرين عاما.
حديقة التويلري
http://www.lakii.com/img/all/Dec05/20w2cm12160737.jpg
بدءا من قصر اللوفر ، وعبر حديقة التويلري ، وميدان الكونكورد وجادة الشانزاليزيه ، وإنتهاءا بقوس لاديفانص الكبير ، يمتد ما يسمى بطريق النصر LA VOIE TRIMOPHALE الذى يمكنك الوصول الى أى معلم من معالمه بفضل محطات مترو الخط رقم 1 الذى يخترقه بالكامل, والحديقة فى الأصل عبارة عن قطعة أرض لأستئصال الآجور ، ومن هنا إسمها (Tuile تعنى آجور أو قرميد ), ويرجع الفضل فى إقامة الحديقة الى الملكة كاترين دوميديسيس التى رغبت فى تزويد قصر اللوفر بحديقة جميله تعتبر إمتدادا للقصر ، لتقربه من النهر عبر ممرات تغطيها ظلال الأشجار ، فتم تكليف برنار باليسي بإقامة حديقة على نمط الحدائق الإيطالية .... إلا أن (لونوتر) قام فى مرحلة لاحقة بتعديلها لتساير النمط الفرنسي, وفى عهد الإمبراطورية الثانية ، شيّد الجناحين Jeu de Paume و L'Orangerie. وهما الآن متحفان، ومحل لعدد من المعارض والمظاهرات الفنية. بالإضافة الى إمتداد جناحين من أجنحة متحف اللوفر الملاصق. ويجد فى الجناح الأيسر متحف الففنون والموضه Musée des Arts et de la Mode ومتحف فنون الديكور Musée des Arts Décoratifs, والحديقة مكان نزهة وإستراحة منذ بداية قيامها، فلقد كانت مع الكاروسل الملاصقة وذات القوس الصغير مخصصة للأسرة الملكية، ثم أصبحت من حدائق الباريسيين المفضلة، لوقوعها فى قلب باريس، على مقربة من عدد كبير من مكاتب الشركات والمحلات، حيث يتوجه اليها العاملين إثناء فترة إستراحة الغداء، للتمتع بتماثيلها وأحواضها المائية. هذا بالإضافة إلى كونها مكان إقامة مدينة ملاهى ضخمة خريفا مما يجذب إليها أعداد كبيرة من الزوار.
كاتدرائية نوتردام
http://www.lakii.com/img/all/Aug05/l0OU0B08021015.jpg
على معبد رومانى قديم ، تم بناء كنيسة رومانية ، وعلى هذه بُنيت كاتدرائية نوتردام ، وهى واحدة من أكبر واجمل كاتدرائيات العاصمة ، وكان قد بدأ العمل فيها عام 1162 تحقيقا لرغبة مطران باريس (موريس سوللي) فى بناء كاتدرائية قادرة على إستقبال أكبر عدد ممكن من المؤمنيين... وأنتهى العمل فيها بعد قرابة مائة وثمانون عاما (1420), وشهدت الكاتدرائية بالطبع عدد من الأحداث الدينية والتاريخية الهامة، كرد الإعتبار لجان دارك وزواج هنرى الرابع، وتتويج نابليون إمبراطورا, إلا أن الثورة العلمانيه هدمت التماثيل (28 تمثالا)، وأذابت معظم أجراس الكاتدرائية (متبق منها واحد فى أحد برجى الكاتدرائية، يبلغ وزنه 12 طنا), ولقد ساهم فيكتور هوغو بروايته الشهيرة (نوتردام دوباري) التى ترجمت الى العربية بعنوان أحدب نوتردام فى إثارة إهتمام السلطة السياسية حول الكاتدرائية، فبدأ العمل على صيانتها تحت إشراف المهندس فيولى لودوك, ولم تلم بالكاتدرائية كثير من الإضرار، إذ خرجت سالمه من تمردات القرن 19 وقصف حروب القرن العشرين . وتم فيها الإحتفال بإنتصار 1944 (إنتصار الحلفاء) إنتصارا على مستوي الحدث - هذا الاحتفال الذي نجى فيه الجنرال شارل ديغول من محاولة لاغتياله, وتتركب واجهة الكاتدرائية من ثلاثة بوابات ضخمة هى - من اليمين الى اليسار - حين تكون فى مواجهتها: بوابة القديسة آن وبوابة القيامة، وأخيرا بوابة العذراء, ويبلغ طول كل برج من برجي الكاتدرائية 69 مترا، ويمكن صعودها بركوب الـ 286 سلمة، لتتمكن من أعلاها من رؤية قصر العدل، أو الجسور التي تربط جزيرة (لاسيتى - او المدينه -) ببقية العاصمة... وتزين الواجهة (وردة) زجاجية مركبة وملونه يبلغ قطرها 51 مترا, أما داخل الكاتدرائية، فقاعة ضخمة يبلغ طولها 120 مترا وعرضها 50 مترا وارتفاعها 52 مترا، وبحيث يمكنها استقبال قرابة الــ 9000 شخص، ويبلغ قطر كل عمود من الأعمدة الحاملة للسقف 5 أمتار, خلفية الكاتدرائية (التى تكاد تواجه معهد العالم العربي) ذات نمط معماري يرجع الى القرون الوسطي؛ وهى تركيبة هندسية رائعة من الأقواس التى يبلغ طول اطولها 15 مترا، وهى من تصميم المهندس جان رافى (القرن 14), وفى منتصف عام 1999 وأثناء القيام بصيانة وتنظيف الواجهة التى كان قد شرع فى القيام بها سنة 1998 تطلبت أعمال الصيانة تغطية كافة الواجهة، وأستغل بعض اللصوص ذلك في القيام بسرقة بعض التماثيل الثمينة التى تزينها.
قصر العدل
http://www.lakii.com/img/all/Aug05/KQ9TCm08021011.jpg
يكاد يواجه بلدية باريس ، وهو يضم داخله لاسانت شابل Sainte-Chapelle وهى كنيسة صغيرة خاصة ترجع الى القرن الثالث عشر (الملك القديس لويس) والتى تعد من أجمل تحف الفن القوطى المعمارية ، بالإضافة الى الكونسيجري La Conciergerie, ولقد ظل مقرا للقيادات الإدارية فى العهد الومانى وفى زمن سلالة الملوك الميروفنجيين ... إلا أنه لم يصبح مقرا (للعدل) إلا بعد التمرد الباريسي 22/2/1358 الذى قاده إيتان مارسيل... ودخول المتمردين الى قاعة ولى العهد (الذى سيصبح شارل الخامس فيما بعد) المشرف على شؤون المملكة أثناء غياب أبيه جان (الطيب) السجين فى إنجلترا، وقيام المتمردين بذبح المستشارين امام عينيه.. وبحيث فضل (الملك) التخلى عن المكان المشئوم ليصبح مقرا للبرلمان (واعضاء البرلمان فى تلك الفترة هم ايضا من يشكل المحكمة العليا), وقد كان الملك فى الأصل هو القائم بتسمية أعضاء البرلمان... إلا أن الملك فرانسوا الأول (1522) قام بسبب ضائقة مالية، ببيع (حق) العضوية نقدا، لتصبح ملكية وراثية, وبقيام الثورة، أعيد تنظيم القضاء، وأخذت المحاكم اماكنها فى المبنى العتيق وأطلق عليه منذ ذاك إسم (قصر العدل), وأدت حرائق حكومة (الكومون) الى تدمير مكاتب التسجيل المدنى .. وتمت بعدها صيانة المبنى، وترميم الواجهة المطلة على ميدان دوفين والجناح المحادى لرصيف اورفيفر وعدد من التعديلات الداخلية الهامة, ويتبين جمال القصر الهندسي وعظمته بوجه خاص حين تراه من جسر اوشانج Pont au Change بساعته المذهبة، وأبراجه الثلاثة المطلة على رصيف النهر.
لا سانت شابيل :تعتبر لاسانت شابيل (أو الكنيسة الصغيرة المقدسة) من اجمل المعالم الدينية المسيحية فى باريس دون أدنى شك . وكان الإمبراطور (بودوان) ، قد قام برهن تاج المسيح الشوكى للحصول على قرض من البندقية ، إلا أنه لم يستطع تسديده . فقام القديس لويس بتسديد الدين ، وإستعادة التاج فى سنة 1239, وبنيت الكنيسة فى الأصل لإيواء التاج ، وأستغرق تشييدها فترة قصيرة نسبيا من الزمن (22 شهرا) . إلا أن الثورة بعد قيامها ، أستخدمتها كمخزن للأرشيف, وبدأ العمل فى ترميمها من 1841 الى 1867, وهى تتميز بزجاجياتها الزخرفية الجميلة والعديدة والملونة ، والتى تعتبر من أقدم الزجاجيات الزخرفية فى باريس , ويمكن زيارة الكنيسة أثناء زيارة قصر العدل ، فهى توجد داخله.
لا كونسيرجرى: ترجع الى عهد فيليب لوبل (نهاية القرن 13 وبداية القرن 14) والاسم مشتق من كلمة كونسيرج Concierge وهو لقب الحاكم بأمر الملك والمسئول عن المكان (أى حارس المكان) وبحيث أصبحت الكلمة تعنى حاليا (حارس المبنى، او الغفير), وتحتل الكونسيرجرى الجناح الأيمن من قصر العدل وتتكون من عدد من القاعات والزنازن . وكانت تعتبر منذ القرن 16 كسجن الدولة الذى سجنت فيه الثورة عدد من الشخصيات البارزة المحكوم عليها بالإعدام (مارى أنطوانيت والسيدة إليزابيث أخت الملك والشاعر أندريه شنييه), ويمكنك الدخول الى المكان عبر مدخله الخاص على رصيف النهر فى العنوان التالى:
1 Quai de l'Horloge 75001 Paris.
أوبرا غارنييه
http://www.lakii.com/img/all/Aug05/hGZdXb08021013.jpg
أوبرا غارنييه هي أكبر مسرح موسيقي فى العالم، إذ تبلغ مساحتها 11 ألف متر مربع، فى حين تستقبل قاعتها 2000 متفرج، وتستطيع خشبتها المسرحية استقبال 400 ممثل فى نفس الوقت, وشيدت فى عصر نابليون الثالث، حسب المشروع المعمارى الذى تقدم به المهندس غارنييه. وأستغرق بناؤها 13عاما, وكان نابليون الثالث قد قرر بعد محاولة لاغتياله أثناء توجهه الى الأوبرا التى كانت تقع حينها فى شارع لوبلتييه ، بناء أوبرا جديدة يمكنه التوجه إليها دون الخشية على حياته, وتولى البارون هوسمان طرح المسابقة المعمارية ، التى فاز فيها مشروع شارل غارنييه المعمارى ... وتم شق طريق يقود مباشرة من قصر اللوفر الى ميدان الأوبرا, وتنطلق من ميدان الأوبرا مجموعة من أشهر وأرقى شوارع وجادات العاصمة التى تحفل بالمحلات التجارية الكبرى والبويتيكات الأنيقه والمقاهي والمطاعم ودور العرض السينمائى, وغير بعيد يوجد ميدان فاندوم الشهير بمعماريته وبمحلات المجوهرات الباهضة الثمن, وكانت تقع على مقربة من الأوبرا قاعة الأولمبيا الغنائية الشهيرة التى غنى من على مسرحها مجموعة من أشهر المطربين العرب، وقدمت فيها بعض المسرحيات العربية الناجحة، والتى تم نقلها سنة 1997 الى مكان آخر.
مدينة العلوم
كانت لافاييت منطقة مهجورة، وسوقا لبيع وذبح الحيوانات، تم تحويله حسب تصميم المهندس برنار تسشومى الى موقع آخر رائع من مواقع مدينة باريس الحديثة، ففيه اليوم، وعلى مساحة 55 هكتارا مدينتى العلوم والموسيقي, وكان الهدف هو إحياء النشاط الثقافى والفنى فى هذه المنطقة من المدينة التى تبعد جغرافيا عن مراكز النشاط المتركزة فى قلب المدينة, وبدأ العمل فى تنفيذ المشروع عام 1984، وهو يضم اليوم متحفا علميا وقاعة لموسيقى الروك آند رول، وقاعات معارض، ودور عرض سينمائى ، وصالة سينما دائرية فريدة من نوعها ، ومعهد للموسيقى .... جميعها فى إطار تحيط به الحدائق وملاعب الأطفال, ويشغل المتحف العلمى التقنى معظم مساحة السلخانة القديمة، ويبلغ إرتفاعه 40 مترا، ويحتل أكثر من 3 هكتارات، وقد صممه المهندس المعمارى أدريان فنسيلبر بمزج ثلاث عناصر طبيعية: الماء (الذى يحيط بكامل المكان)، والنبات (فى البيوت الزجاجية)، ثم الضوء (الذى يعبره من خلال القباب الشفافة), وينتشر المتحف العلمى على خمسة طوابق، أما قلبه فمعرض (إكسبلوا) الدائم والمتطور، والذى يشغل طابقين كاملين، والذى يعثر الزائر من خلاله بفضل الألعاب الإلكترونية والتقنية على على الإجابات المرغوبة بشأن تقنية الفضاء, أما مدينة الموسيقى، فأضيفت فى مرحلة لاحقة، وهى مخصصة للبحث الموسيقى، بالإضافة الى نشاطها فى إحياء حفلات موسيقية لمختلف الإتجاهات الموسيقية الحديثة والكلاسيكية, وأدى إنشاء مدينة العلوم الى تغيير كامل معمارية الأحياء المحيطة، وتجديد معماريتها، وبحيث تحول سوق البهائم الى منطقة جميلة وحافلة بالنشاطات, صيفا، وفى الحدائق المحيطة، يقام مسرح شبه دائم للفرق الموسيقية التى تقيم حفلاتها مجانا، فى حين تحشد الحدائق الأخرى بالشباب من هواة كرة القدم، او رياضات السكيت بورد والرولر سكيت.
متحف أورسي
http://www.lakii.com/img/all/Aug05/KaEuel08021013.jpg
أفتتح أحد أجمل المتاحف الأوربية فى 1/12/1986 : وبلغ عدد زواره فى العام الأول 4 مليون زائر ، وهو يضم عدد من الأعمال الفنية الهامة (قرابة 4000) لعدد من الفنانين العالميين (مثل : سيزان - كوربي - دولاكروا - غوغان - مانيه - مونى - رونوار - فان غوغ ... وآخرين كثيرين). بالإضافة الى اعمال مجموعة من النحاتين ، وعدد من اعمال المصورين الكبار ، والتحف الفنية الموزعة على مساحة 16 الف متر مربع (ثمانون قاعة وممر), ولمتحف أورسي قصته الخاصة ، فهو لم يكن - كاللوفر أو فرساى - قصرا من القصور الملكية العديدة . بل مجرد إدارة للحسابات أحرقها المتمردون أثناء أحداث عام 1871. وظل كالخرابة لمدة 30 سنة ، الى أن اشترته شركة السكك الحديدية (باريس/اورليانز) ، لتقيم فيه محطتها الرئيسية الجديدة - فى نهاية القرن 19 -. وبدأت المحطة فى إستقبال الركاب فى شهر مايو سنة 1900، وذلك بعد مضي عامين من العمل فيها ، وبحيث توافق إفتتاحها إفتتاح المعرض الكوني الأول, وحرص مهندسها فيكتور لالو على تجانسية معماريتها بالمعمارية المحيطة بها ، فأخفى خلف واجهتها الحجرية العريضة هيكليتها المعدنية وقاعتها الضخمة البالغ ارتفاعها 32 مترا ... بالإضافة الى الخمسة ارصفة تحت الأرضية المخصصة لإستقبال القطارات, إلا أن كهربة السكك الحديدية حد من نشاط المحطة بسبب قصر قطاراتها، وأنتهى الأمر بالتخلى عنها وعرضها للبيع سنة 1961، وكاد أن يتم هدمها تماما سنة 1971، لولا تدخل الحكومة لإنقاذها فى آخر لحظة, وبسبب نقصان المساحة المخصصة للمعارض الفنية والثقافية فى العاصمة، تقدم مسئولوا المتاحف الفرنسية بمشروع مبدئى لإستغلال (محطة القطارات) لعرض جميع انواع الإبداع الفنى بدءا من النصف الثانى للقرن التاسع عشر ووصولا الى مشارف القرن العشرين. وأتخذ قرار البدء فى تنفيذ المشروع فى 20/10/1977, وها هو متحف اورسى اليوم يتربع على ضفة النهر مواجها لمتحف اللوفر الواقع على الضفة المقابلة، ليشكلا معا ما يمكن تسميته بمراكز عرض الإبداع البشرى على مدى العصور.
البانثيون
http://www.lakii.com/img/all/Aug05/rCzFTg08021014.jpg
كان فى الأصل كنيسة بناها لويس الخامس عشر على آثار كنيسة سانت جنفيف شبه المهدمة، تنفيذا للوعد الذى قطعه على نفسه فى حالة شفائه من مرضه الخطير الذى اصيب به فى مدينة ميز سنة 1744، أى قبل قيام ثورة 1792 بثلاث سنوات.. هذه الثورة التى قررت تحويل الكنيسة حديثة البناء الى معبد علمانى لتخليد كبار رجال الأمة... وبالفعل، خصص المكان لإستقبال رفات العظماء. وذلك حتى سنة 1806، حين قرر نابليون إعادة تكريس المكان كنيسة لاهوتية. إلا انه أعيد تخصيصه كمقبرة للعظماء منذ سنة 1885 والى يومنا هذا, والمعبد (العلمانى) ضخم جدا، ويتجاوز طوله المائة متر وارتفاعه الثمانين متر، وهو ذو قبة ضخمه ترتكز على اربعة عشر عمودا ، فى حين يرتكز سقفه على أثنى عشر عمودا... وهو يضم رفات ورماد عدد من المفكرين والعلماء والسياسيين (جان جاك روسو، إميل زولا، فولتير ، كارنو ، ميرابو ، جان مولان ... ).ويقع البانثيون فى الميدان الذى يحمل نفس الإسم، فى الحى اللاتينى الشهير، قرب مكتبة سانت جنفيف التى تضم اكثر من مليونين وسبعمائة الف مخطوطة ومطبوعة، وغير بعيد من جامعة السوربون، وفى مواجهة حديقة لوكسمبورغ.
الباستيل
http://www.lakii.com/img/all/Aug05/hPZ5k308021007.jpg
لم يبق من سجن الباستيّ - الذى أتفق على كتابته بالباستيل باللغة العربية - أى أثر سوى محيطه المحفور على حجارة الميدان المسمي بإسمه ، وبعض من حجارة أساساته التى يمكن رؤيتها فى محطة من محطات المترو (الخط رقم 5), وكان قد تم تشييد السجن مابين سنوات 1267 و 1282 لحماية باب المدينة ناحية باب سانت انطوان من هجمات الإنجليز ؛ .. لتتحول القلعة شيئا فشيئا الى قصر ضخم ذو ثمانية أبراج، ورغم ذلك فقد سقط ست مرات فى سبع حصارات. ثم تحول الى سجن مخصص بشكل رئيسي لحبس اؤلئك ممن تجاسروا على الإساءة الى الملك, ولم يكن سجن الباستيّ أكثر سوءا من سجن لاكونسيرجري، أو سجن الشاتليه ، إذ نعم نزلائه الأغنياء بحجرات (مؤثثة) ، ووجبات شهية ، وبرفقة خدمهم الخاصين, وكانت الحكومة قد أصدرت أمرها بهدم السجن قبل إسبوعين فقط من قيام الباريسيين بهدمه فى 14 يوليو 1789 (الثورة الفرنسية) ، ولم يعثر الثائرين فى زنزاناته إلا على سبع سجناء من بينهم سجين سياسي واحد فقط, وأثري المواطن (بالوا) المكلف بعملية الهدم ، ببيعه للحجارة لمقاولى البناء ، أو بنحتها على شكل (سجن باستيّ) صغير وبيعها كتذكارات للمواطنيين ؛ وأهدت الدولة مفتاح السجن للرئيس الأمريكى جورج واشنطن, وتخلى عن مشروع نابليون بتزيين الميدان بفيل من البرونز يبلغ ارتفاعه ستة أمتار ، إلا ان القاعدة البنائية أستخدمت فى إقامة معماد يوليو الموجود حتى الآن ، تكريما لضحايا ثورة عام 1820, وبالميدان الدائرى الفسيح والمزدحم بالمطاعم والمقاهى والنوادى الليلية ، توجد أوبرا الباستيّ ، وهى احدث مسرح غنائي ضخم فى العاصمة ، إذ أفتتحت فى 14/7/1989 (أى فى الذكرى المأوية الثانية لسقوط سجن الباستيّ) ، وهى تتسع لـ 2700 متفرج.
يتبع,,,