شكرا لك على المشاركه الجميله
عرض للطباعة
شكرا لك على المشاركه الجميله
استلف بخيل من بقال على بابه درهمين وقيراطاً فمطله بها ستة أشهر ثم قضاه درهمين وثلاث حبات. فاغتاظ البقال وقال: سبحان الله! أنت صاحب مائة ألف دينار وأنا بقال لا أملك مائة فلس وإنما أعيش بكدي واستقضي الحبة على بابك والحبتين صاح على بابك حمال ولا يحضر تلك الساعة وَكِيلُك فأعنتك وأسلفتك درهمين وأربع شعيرات فقضيتني بعد ستة أشهر درهمين وثلاث شعيرات. فقال البخيل: يا مجنون أسلفتني في الصيف وقضيتك في الشتاء وثلاث شعيرات شتوية أوزن من أربعة صيفية لأن هذه ندية وتلك يابسة وما أشك أن معك بعد هذا كله فضلاً.
اللَّهُمَّ اجعلني مفتاحا للخير مغلاقا للشر، ولا تجعلني مفتاحا للشر مغلاقا للخير.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_04.png
اسق حديقة فلان؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَما رَجُلٌ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ - الشرجة: مسيل الماء - قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ فُلانٌ لِلإسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ لإسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ أَمَا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ. رواه مسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثنتان يكرهمها ابن آدم: يكره الموت، والموت خير له من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب. عن محمود بن لبيد رضي الله عنه؛ رواه أحمد.
بارك الله فيكِ
وجزاكِ ربي الجنه
موضوعك شيق حقا
جزاكى الله خيرا وبارك ف عمرك
اشترى مغفل رأسين فوضعهما بين يدي امرأته وقال: اجلسي نأكل! فأخذت رأسا فوضعته خلفها وقالت هذا لأمي! فأخذ المغفل الرأس الآخر ووضعه خلفه وقال: هذا لأبى! قالت: فماذا نأكل؟ قال: ضعي رأس أمك واضع رأس أبي.
اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ، وَعَافِنَا مِنْ جَمِيعِ الْمِحَنِ، وَأَصْلِحْ مِنَّا مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ، وَنَقِّ قُلُوبَنَا مِنَ الْحِقدِ وَالْحَسَدِ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا تِبَاعَةً لأَحَدٍ.
التوكل على الله؛ حكي أن حاتما الأصم كان رجلا كثير العيال، وكان له أولاد ذكور وإناث، ولم يكن يملك حبة واحدة. فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم فتعرضوا لذكر الحج، فداخل الشوق قلبه، ثم دخل على أولاده فجلس معهم يحدثهم، ثم قال لهم: لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجا، ويدعو لكم، ماذا عليكم لو فعلتم؟ فقالت زوجته وأولاده: أنت على هذه الحالة لا تملك شيئا، ونحن على ما ترى من الفاقة، فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة؟ وكان له ابنة صغيرة فقالت: ماذا عليكم لو أذنتم له، ولا يهمكم ذلك، دعوه يذهب حيث شاء فإنه مناوِل الرزق، وليس برازق، فذكرتهم ذلك. فقالوا: صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا، انطلق حيث أحببت. فقام من وقته وساعته وأحرم بالحج، وخرج مسافرا وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم، كيف أذنوا له بالحج، وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه، فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة، ويقولون: لو سكت ما تكلمنا. فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك، وأنك لا تضيعهم، فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم. فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيدا فانقطع عن عسكره وأصحابه، فحصل له عطش شديد فاجتاز بيت الرجل الصالح حاتم الأصم فاستسقى منهم ماء، وقرع الباب فقالوا: من أنت؟ قال: الأمير ببابكم يستسقيكم. فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي سبحانك، البارحة بتنا جياعا، واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا، ثم إنها أخذت كوزا (وعاء صغير للشرب) جديدا وملأته ماء، وقالت للمتناول منها: اعذرونا، فأخذ الأمير الكوز وشرب منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء فقال: هذه الدار لأمير، فقال: لا والله، بل لعبد من عباد الله الصالحين عرف بحاتم الأصم. فقال الأمير: لقد سمعت به. فقال الوزير: يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة أحرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله شيئا، وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعا. فقال الأمير: ونحن أيضا قد ثقلنا عليهم اليوم، وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم. ثم حلّ الأمير منطقته من وسطه ورمى بها في الدار، ثم قال لأصحابه: من أحبني فليلقِ منطقته، فحل جميع أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم ثم انصرفوا. فقال الوزير السلام عليكم أهل البيت لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق، فلما نزل الأمير رجع إليهم الوزير، ودفع إليهم ثمن المناطق مالا جزيلا، واستردها منهم. فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاء شديدا .. فقالوا لها: ما هذا البكاء إنما يجب أن تفرحي، فإن الله وسع علينا. فقالت: يا أم، والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعا، فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة، فأغنانا بعد فقرنا، فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين، اللهم انظر إلى أبينا ودبره بأحسن تدبير. هذا ما كان من أمرهم. وأما ما كان من أمر حاتم أبيهم .. فإنه لما خرج محرما، ولحق بالقوم توجع أمير الركب، فطلبوا له طبيبا فلم يجدوا، فقال: هل من عبد صالح؟ فدلّ على حاتم، فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الأمير من وقته، فأمر له بما يركب، وما يأكل، وما يشرب. فنام تلك الليلة مفكرا في أمر عياله، فقيل له في منامه: يا حاتم من أصلح معاملته أصلحنا معاملتنا معه، ثم أخبر بما كان من أمر عياله، فأكثر الثناء على الله تعالى، فلما قضى حجه ورجع تلقاه أولاده فعانق الصبية الصغيرة وبكى ثم قال: صغار قوم كبار قوم آخرين وإن الله لا ينظر إلى أكبركم ولكن ينظر إلى أعرفكم به فعليكم بمعرفته والاتكال عليه، فإنه من توكل على الله فهو حسبه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يقوم الليل، ويصوم النهار. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري ومسلم.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_01.png
خرج المهدي يتصيد فبعد بفرسه عن جنوده حتى وصل إلى خيمة أعرابي، فقال: يا أعرابي هل من قِرًى؟ (أي هل من شيء تضيفني به)، قال: نعم، وأخرج فضلةً من لبن فسقاه، فلما شرب المهدي قال: أتدري من أنا؟ قال: لا والله، قال: أنا من خدم الخاصة، قال: بارك الله لك في موضعك. ثم سقاه مرة ثانية فشرب، ثم قال: يا أعرابي أتدري من أنا؟ قال: نعم، زعمت أنك من خدم الخاصة، قال: بل أنا من قواد أمير المؤمنين، قال: رحبت بلادك وطاب مزادك. ثم سقاه ثالثاً فلما فرغ قال: يا أعرابي أتدري من أنا؟ قال: زعمت آخراً أنك من القواد، قال: لا ولكني أمير المؤمنين. فأخذ الأعرابي القربة فأوكأها (أي فربطها) وقال: والله لئن شربت الرابعة لتقولن إنك لرسول الله.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_02.png
أفكارك لك لكن أقوالك لغيرك.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_03.png
اللَّهُمَّ أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_04.png
بين أبي بكر وعمر؛ عن أبي الدرداء قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمرَ، فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبو الدرداء: ونحن عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما صاحبكم هذا فقد غامر) - غامر: أي سبق بالخير وزاحم فيه وخاصم من أجله - قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر. قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل أنتم تاركون لي صاحبي، هل أنتم تاركون لي صاحبي، إني قلت: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت). رواه البخاري.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_05.png
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ الترمذي والحاكم.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/zad_g.gifhttp://www.zadalebad.sbilya.com/st/zad_y.gifhttp://www.zadalebad.sbilya.com/st/zad_k.gif
بارك الله لكي
ولا حرمنا من قصصكي ودعاءك
ولا من نصائحكي الجميلة
جزاكي ربي الجنة
شكرا لك على المشاركه الجميله
بينما قوم جلوس عند رجل من أهل المدينة يأكلون عنده حيتاناً إذ استأذن عليهم أشعب فقال رجل: إن من شأن أشعب البسط إلى أجل الطعام فاجعلوا كبار هذه الحيتان في قصعة بناحية ويأكل معنا الصغار ففعلوا. وأُذِنَ له فقالوا له: كيف رأيك في الحيتان فقال: والله إن لي عليها حنقاً لأن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان. قالوا له: فدونك خذ بثأر أبيك. فجلس ومد يده إلى حوت منها صغير ثم وضعه عند أذنه وقد نظر إلى القصعة التي فيها كبار الحيتان في زاوية المجلس فقال: أتدرون ما يقول لي هذا الحوت قالوا: لا ندري. قال: إنه يقول: إنه لم يحضر موت أبي ولم يدركه لأن سنه يصغر عن ذلك ولكن قال لي: عليك بتلك الكبار التي في زاوية البيت فهي أدركت أباك وأكلته.
الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب.
اللُّهُمَّ اغْنِنِي بِالإِفْتِقَارِ إِلَيْكَ، وَلاَ تُفْقِرْنِي بِالإِسْتِغْنَاءِ عَنْكَ.
أبو سليمان الداراني وحوراء من حور الجنة؛ عن أحمد بن أبي الحواري قال .. سمعت أبا سليمان الداراني يقول .. بينما أنا ساجد إذ ذهب بي النوم فإذا أنا بها، يعني الحوراء، قد ركضتني برجلها فقالت حبيبي أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم؟ بؤساً لعين آثرت لذة النوم على لذة مناجاة العزيز، قم فقد دنا الفراغ ولقي المحبون بعضهم بعضاً، فما هذا الرقاد؟ حبيبي وقرة عيني، أترقد عيناك وأنا أربي لك في الخدور منذ كذا وكذا؟ فوثبت فزعاً وقد عرقت استحياء من توبيخها إياي وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني آت من عند ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أُمتك صلاةً كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها. عن أبي طلحة رضي الله عنه؛ رواه أحمد.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_01.png
جيء بأعرابيّ إلى السُّلطان ومعه كِتاب قد كَتب فيه قصَته وهو يقول: هاؤُم اقرؤا كِتابيه. فقيل له: يُقال هذا يومَ القيامة، قال: هذا والله شر من يوم القيامة، إنّ يوم القيامةِ يُؤتي بحَسَناتي وسيئاتي وأنتم جِئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_02.png
المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_03.png
اللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَتَوَفَّنَا مُسْلِمينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَادِمِينَ وَلاَ فَاتِنِينَ وَلاَ مَفْتُونِينَ.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_04.png
أكره أن أدخل بطني إلا طيبا؛ عن رجل من ثقيف أن عليا رضي الله عنه استعمله على عكبر قال .. قال لي إذا كان عند الظهر فَرُحْ إلَيّ .. فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية، فقلت في نفسي لقد أمنني حين يخرج إلي جوهرا ولا أدري ما فيها، فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح وصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم أصبر، فقلت يا أمير المؤمنين .. أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟ قال أما والله ما أختم عليه بخلا عليه، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره وإنما حفظي لذلك وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_05.png
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. ولقد هممت أن أمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه البخاري ومسلم.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
دخل رجل على قوم يأكلون فقال: ما تأكلون؟ فقالوا - من بغضه: نأكل سُمًّا. فأدخل يده وقال: الحياة حرام بعدكم.
ثمرة العلوم العمل بالمعلوم.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نُفوساً مُطْمَئِنَّةً تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ وَتَقْنَعُ بِعَطَائِكَ وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ أَشَارَتْ إِلَيْهِمْ أعْلاَمُ الْهِدَايَةِ، وَوَضَحَتْ لَهُمْ طَرِيقُ النَجاةِ، وسَلَكُوا سَبِيلَ الإِخْلاَصِ وَالْيَقِينِ.
جرة الذهب؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: (اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَاراً لَهُ، فَوَجَدَ الرّجُلُ الّذِي اشْتَرى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الّذِي اشْتَرى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنّي. إنّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذّهَبَ. فَقَالَ الّذِي شَرَى الأَرْضَ: إنّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا. قَالَ: فَتَحَاكَمَا إلَى رَجُلٍ. فَقَالَ الّذِي تَحَاكَمَا إلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غَلامٌ. وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلاَمَ الْجَارِيَةَ. وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِكُمَا مِنْهُ، وَتَصَدّقَا). رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. عن أبي ذر رضي الله عنه؛ أبو داود.
دعي بعض المغفلين إلى دعوة فاشتغل الناس بالأكل وجعل هو ينظر إلى الحيطان، فقيل له: ما لك لا تأكل؟ فقال: والله لقد طال تعجبي من هذه الحيطان الطوال كيف دخلت من هذا الباب القصير!
حتى ولو فشلت يكفيك شرف المحاولة.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، والأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ.
حكي أن بشراً الحافي كان في زمن لهوه في داره وعنده رفقاؤه يشربون ويطيبون، فاجتاز بهم رجل من الصالحين فدق الباب فخرجت إليه جارية فقال: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ فقالت: بل حر! فقال: صدقت لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب فسمع بشر محاورتهما فسارع إلى الباب حافياً حاسراً وقد ولى الرجل، فقال للجارية: ويحك! من كلمك على الباب؟ فأخبرته بما جرى، فقال: أي ناحية أخذ الرجل؟ فقالت: كذا فتبعه بشر حتى لحقه فقال له: يا سيدي! أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية؟ قال: نعم. قال: أعد علي الكلام فأعاده عليه فمرغ بشر خديه على الأرض وقال: بل عبد! عبد! ثم هام على وجهه حافياً حاسراً حتى عرف بالحفاء، فقيل له: لم لا تلبس نعلاً؟ قال: لأني ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك، ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به، لم يكن له فيه أجر، وكان إصره عليه. (إصره: إثمه ووزره). عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
شكا أهل بلدة إلى المأمون والياً عليهم فقال: كذبتم عليه، قد صح عندي عدله فيكم وإحسانه إليكم. فقال شيخ منهم: يا أمير المؤمنين .. فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك، قد عدل فينا خمس سنين فانقله إلى غيرنا حتى يشمل عدله الجميع، وتريح معنا الكل؛ فضحك منهم وصرفه عنهم.
سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا عِنْدَكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ.
ذكر أن سعد بن أبي وقاص أخرج طليحة بن خويلد في خمسة رجال، وعمرو بن معدي كرب في خمسة - يعني عيوناً له - صبيحة قدم رستم قائد الفرس فرجع عمرو وأصحابه وأصحاب طليحة لما رأوا كثرة عدوهم ومضى طليحة حتى دخل عسكر رستم وبات فيه يجوسه، فلما أدبر الليل خرج وقد أتى أفضل من توسم في ناحية العسكر فإذا فرس لم ير في خيل القوم مثله وفسطاط أبيض لم ير مثله، فانتضى سيفه فقطع مقود الفرس فركبه وخرج يعدو به ونذر به الرجل والقوم، فركبوا الصعبة والذلول في طلبه فأصبح وقد لحقه فارس. فلما غشيه وبوأ له الرمح ليطعنه عدل طليحة فرسه فندر الفارسي بين يديه فَكَرّ عليه طليحة فقصم ظهره بالرمح، ثم لحقه آخر ففعل به مثل ذلك ثم لحق به آخر ففعل به مثل ذلك، فلما كر عليه طليحة عرف أنه قاتله فاستأسر فأمره طليحة أن يركض بين يديه، ففعل حتى غشيا عسكر المسلمين وهم على تعبئة فأفزع الناس وجوزوه إلى سعد فأخبره بما صنع، وجيء بالترجمان فأقيم بين يدي سعد والفارسي. فقال الفارسي: أخبركم عن صاحبي هذا قبل أن أخبركم عما قبلي باشرت الحروب وغشيتها وسمعت بالأبطال ولقيتها منذ أنا غلام إلى أن بلغت ما ترى، فلم أسمع بمثل هذا أن رجلاً قطع عسكرين لا تجترئ عليهما الأبطال إلى عسكر فيه سبعون ألفاً يخدم الرجل منهم الخمسة والعشرة إلى ما دون ذلك، فلم يرض أن يخرج كما دخل حتى سلب فارس الجند وهتك أطناب بيته فأنذره وأنذرنا به فأدركه فارس يعدل بألف فارس فقتله، ثم أدركه الثاني وهو نظيره فقتله ثم أدركته ولا أظنني خلفت بعدي من يعدلني وأنا الثائر بالقتيلين وهما ابنا عمي فرأيت الموت فاستأسرت. ثم أخبره عن أهل فارس أن الجند عشرون ومائة ألف، وأسلم الرجل وعاد طليحة وقال: والله لا تغلبون ما دمتم على ما أرى من الوفاء والصدق والإصلاح فكان من أهل البلاء يومئذ، رحمه الله رحمة واسعة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير يملأ السموات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو: فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها. عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه؛ أحمد.
ساوم أشعب رجلاً في قوس عربية فسأله ديناراً، فاستكثره أشعب وقال للرجل: والله لو أنها إذا رُمِيَ بها طائر في جو السماء وقع مشوياً بين رغيفين ما أعطيتك بها ديناراً.
دموع الحق هي إبتسامة لفجر جديد.
اللَّهُمَّ إني أسألك إيمانا دائما، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، ويقينا صادقا، ودينا قيما، والعافية من كل بلية، وتمام العافية، والشكر على العافية، والغنى عن الناس.
دخل شيخ من الأزد على معاوية فقال: اتق الله يا معاوية، واعلم أنك كل يوم يخرج عنك وفى كل ليلة تأتى عليك، لا تزداد من الدنيا إلا بعداً، ومن الآخرة إلا قرباً، وعلى إثرك طالب لا تفوته (يقصد بالطالب: الموت)، وقد نصب لك علم لا تجوزه، فما أسرع ما تبلغ العَلَم، وما أوشك أن لحقك الطالب، وإنا وما نحن فيه وأنت زائل، والذى نحن صائرون إليه باق، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه البخاري ومسلم.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/d_06_sign.gif
عن أبي الفضل قال: جاءت امرأة إلى القاضي وذكرت أن زوجها طلقها، فقال القاضي: ألك بينة؟ فقالت: نعم: جار لنا. قال: فأحضرته، فقال القاضي: أسمعت طلاق هذه المرأة؟ فقال: يا سيدي خرجت إلى السوق .. فاشتريت لحماً وخبزاً ودبساً وزعفراناً، فقال له القاضي: ما سألتك عن هذا .. هل سمعت طلاق هذه المرأة؟ قال: ثم تركته في البيت وعدت فاشتريت حطباً وخلاً، فقال: دع هذا عنك، فقال: ما أحسن الحديث إلا من أوله، ثم قال: جلت في الدار جولة .. فسمعت زعقاتهم وسمعت الطلقات الثلاث .. فما أدري أهي طلقته أم هو طلقها؟
طعنة العدو تدمي الجسد وطعنة الصديق تدمي القلب.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ، وَجَوَامِعَهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، آمِينَ.
رجل تصدق بعرضه؛ عن عبد المجيد بن أبي عبس الحارثي عن أبيه عن جده قال: حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فقال علبة بن زيد - رجل من الأنصار: اللهم إنه ليس لي مال أتصدق به فأيما رجل من المسلمين نال من عرضي شيئا فهو عليه صدقة. فلما كان من الغد جاء الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء كل رجل بما قدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين المتصدق بعرضه البارحة ؟)، قال: فقام علبة بن زيد فقال: أنا يا رسول الله. قال: (قد قبل الله صدقتك).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. عن أبي موسى رضي الله عنه؛ البخاري ومسلم.
قال الأصمعي: مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه، فقلت لرجل من القوم يضرب بهمّة: ما حال هذا؟ قال: والله ما أدري ما حاله .. ولكني رأيتهم يضربونه فضربته معهم لوجه الله وطلباً لمثوبته.
في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال.
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِك مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ.
عمر بن عبد العزيز يطلب الموعظة؛ عن الأصمعي قال .. قال لنا يونس .. كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب القُرَظي: أَمَّا بعد، فإذا أتاك كتابي فعظني. فكتب إليه: إِنَّ ابن آدم مطبوع على أخلاق شتى كَيْس وحُمق، وجُرأُة وجُبن، وحلم وجهل؛ فداو بعض ما فيك ببعض، وإذا صحبت فاصحب من كان ذا نِيَّةٌ في الخير يُعنك على نفسك، ويكفيك مؤونة الناس، ولا تصحب من الأصحاب من خطرُهُ عندك على قد حاجته إليك، فإذا انقطعت انقطعتْ أسباب مَوَدَّتك من قلبه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة. عن سلمان رضي الله عنه؛ الطبراني في (الكبير).
قال ابن دراج الطفيلي: مرّت بي جنازة ومعي ابني .. ومع الجنازة امرأة تبكي على الميت وتقول: بك يذهبون الى بيت لا فرش فيه ولا وطاء، ولا ضيافة ولا غطاء ولا خبز فيه ولا ماء. فقال لى ابني: يا أبت .. إلى بيتنا والله يذهبون بهذه الجنازة.
علم لا ينفع كدواء لا ينجع.
اللَّهُمَّ إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
سهل بن عبد الله التستري؛ هو أحد أئمة القوم، ولم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع. وكان صاحب كرامات، لقي ذا النون المصري بمكة سنة خروجه إلى الحج. قال سهل: كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي خالي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ فقال لي: قل بقلبك عند تقلُّبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرِّك به لسانك: الله معي .. الله ناظرٌ إليَّ .. الله شاهد عليَّ. فقلت ذلك ثلاث ليال، ثم أعلمته فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمته فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرةَ مرَّة فقلت ذلك فوقع في قلبي له حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علَّمتك ودُم عليه إلى أن تدخل القبر فإِنه ينفعك في الدنيا والآخرة. فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سرِّي. ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل .. من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهدُه أيعصيه؟ إيَّاك والمعصية. إني لأخشى أن يتفرق عليَّ همِّي ولكن شارطوا المعلِّم: أني أذهب إليه ساعة فأَتعلّم ثم أرجع. فمضيت إلى الكتَّاب وحفظتُ القرآن وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين، وكنت أصوم الدهر وقوتي خبز الشعير إلى أن بلغت اثنتي عشرة سنة، فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فسألت أهلي أن يبعثوني إلى البصرة أسأل عنها .. فجئت البصرة وسألت علماءها فلم يشف أحد منهم عني شيئاً! فخرجت إلى عبادان إلى رجل يُعرف بأبي حبيب حمزة بن عبد الله العباداني فسألته عنها فأجابني. وأقمت عنده مدَّة أنتفع بكلامه وأتأدب بآدابه، ثم رجعت إلي (تُستر) فجعلت قوتي اقتصاراً على أن يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي فأفطر عند السحر كلَّ ليلة على أوقية واحدة بحتاً بغير ملح ولا إدام، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال ثم أفطر ليلة ثم خمساً ثم سبعاً ثم خمساً وعشرين ليلة. وكنت عليه عشرين سنة. ثم خرجتُ أسيح في الأرض سنين .. ثم رجعت إلى (تُستر) وكنت أقوم الليل كله. وتُوفي كما قيل سنة: ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل: ثلاث وسبعين ومائتين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها، ويبعث الجمعة زهراء منيرة لأهلها. فيحفون بها كالعروس تهدى الى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوءها، ألوانهم كالثلج بياضا، رياحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان، ما يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون. عن أبي موسى رضي الله عنه؛ الحاكم والبيهقي.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
قال المدائني: جاء رجل من أشراف الناس إلى بغداد فأراد أن يكتب إلى أبيه كتابا يخبره بوصوله، فلم يجد أحدا يعرفه فذهب بالكتاب إلى أبيه وقال: كرهت أن يطول عليك خبري ولم أجد أحدا يجيء بالكتاب فجئت أنا به وأعطاه إياه.
قليل دائم خير من كثير منقطع.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَ المَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيِغَاً.
عن أبي سعيد الخدري قال: لا أحدثكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناي ووعاه قلبي: أن عبداً قتل تسعة وتسعين نفساً، فعرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلّ على رجل فأتاه فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟ فقال: بعد قتل تسعة وتسعين نفساً؟ قال: فانتضى سيفه فقتله به فأكمل به المائة. ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فأتاه فقال: إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ قال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا فاعبد ربك فيها. قال: فخرج إلى القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق. قال: فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قال: (فقال إبليس: أنا أولى به إنه لم يعصني ساعة قط). قال: (فقالت ملائكة الرحمة: إنه خرج تائباً). قال: (فقال: انظروا إلى أي القريتين كان أقرب إليها فألحقوه بأهلها).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة. عن أبي أمامة رضي الله عنه؛ الطبراني في (الكبير).
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
قال أشعب: جاءتني جارية بدينار وقالت هذا وديعة عندك، فجعلته بين ثنى الفراش، فجاءت بعد أيام وقالت بأبي أنت .. الدينار! فقلت ارفعي فراشي وخذي ولده .. فإنه قد ولد، وكنت قد تركت إلى جنبه درهماً، فأخذت الدرهم وتركت الدينار. وعادت بعد أيام .. فوجدت معه درهماً آخر فأخذته، وفي الثالثة كذلك. وجاءت في الرابعة، فلما رأيتها بكيت، فقالت ما يبكيكِ؟ قلت مات دينارك في النفاس. فقالت وكيف يكون للدينار نفاس؟ قلت يا فاسقة .. تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالنفاس!
كُلٌّ يحصد ما زرع ويجزى بما صنع.
اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من شر جار السوء في دار المقام.
عن بعض ولد القعنبي بالبصرة قال: كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث، فدعاهم يوماً وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون، فقال: من هذا؟ قيل: شعبة قال: وأيش شعبة؟ قالوا: محدّث. فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له: حدثني .. فقال له: ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك، فأشهر سكينه وقال: تحدثني أو أجرحك؟ فقال له: حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)، فرمى سكينه ورجع إلى منزله، فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فأهرقه وقال لأمه: الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم .. فإذا أكلوا فخبريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا، ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس فأثر عنه - أي أخذ عنه العلم - ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة فما سمع منه غير هذا الحديث.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته فاستجيب له. وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة. عن أنس رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري ومسلم.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
قال رجل لثمامة بن أشرس: إن لي إليك حاجةً. قال: وأنا لي إليك حاجة. قال: وما حاجتك إلي قال: لا أذكرها حتى تضمن قضاءها. قال: قد فعلت. قال: فإن حاجتي إليك ألا تسألني حاجة. فانصرف الرجل عنه.
لا تسيء إلى من أحسن إليك ولا تعن على من أنعم عليك.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيْمانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أن عيسى عليه السلام مر هو ورجل من بني إسرائيل من حوارييه بلص فلما رآهما اللص ألقى الله في قلبه التوبة قال: فقال لنفسه: هذا عيسى ابن مريم عليه السلام روح الله وكلمته وهذا حواريه ومن أنت يا شقي؟ لص بني إسرائيل! قطعت الطريق وأخذت الأموال وسفكت الدماء! ثم هبط إليهما تائباً نادماً على ما كان منه فلما لحقهما قال لنفسه: تريد أن تمشي معهما: لست لذلك بأهل! امش خلفهما كما يمشي الخطّاء المذنب مثلك! قال: فالتفت إليه الحواري فعرفه فقال في نفسه: انظر إلى هذا الخبيث الشقي ومشيه وراءنا! قال: فاطلع الله سبحانه وتعالى على ما في قلوبهما من ندامته وتوبته ومن ازدراء الحواري إياه وتفضيله نفسه عليه، قال: فأوحى الله تعالى إلى عيسى ابن مريم أنْ مُرِ الحواري ولص بني إسرائيل أن يأتنفا العمل جميعاً، أما اللص فقد غفرت له ما قد مضى لندامته وتوبته وأما الحواري فقد حبط عمله لعجبه بنفسه وازدرائه هذا التواب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فاجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ مسلم والبخاري في (الأدب المفرد).
قال مغفل لصديق له إن الحمار لا يشعر بالدفئ في السنة إلا يوماً، فقال صديقه وما هو هذا اليوم؟ فقال لا يعرف هذا إلا من كان حماراً.
لا يحزنك أنك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد.
اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وأَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ. أَنْتَ إلهِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
ولدته أمهُ وهي ميتة؛ ذكر ابن الجوزي في كتابه: (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب) هذه القصة: عن زيد بن أسلم عن أبيه: بينما عمر بن الخطاب يُعرض عليه الناس إذ به برجل له ابن على عاتقه، فقال له عمر: ما رأيت غراباً بغراب أشبه من ذلك بهذا. فقال - أي الرجل: أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة! فقال: ويحك فكيف ذلك؟ قال: خرجت في بعث كذا وكذا فتركتها حاملاً، فقلت: أستودع الله ما في بطنك، فلما قدمت من سفري أُخبرت أنها قد ماتت، فبينما أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع ابن عم لي، إذا نظرت .. فإذا ضوء شبه السراج في المقابر، فقلت لابن عمي ما هذا؟ قالوا: لا ندري .. غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة، فأخذت معي فأساً ثم انطلقت نحو القبر، فإذا القبر مفتوح وإذا هذا في حجر أمة .. فدنوت فناداني مناد: أيها المستودِع خذ وديعتك .. أما لو استودعتنا أمه لوجدتها. قلت: روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله إذا استودع شيئاً حفظه). وروى ابن السني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد السفر فليقل لمن يخلفه: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه). وهذا الإعجاز لهذا المسافر المستودِع من بركات اتباع السنة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي. ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام. إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه مسلم والنسائي.
قيل لبعضهم: أي الطعام آثر في نفسك؟ قال: ما لم أنفق عليه.
ليس لمعجب رأي ولا لمتكبر صديق.
رب ابن لي عندك بيتا في الجنة - التحريم: 11.
قصة عطاء بن يسار؛ خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجَّيْنِ من المدينة، ومعهم أصحاب لهم. حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا لهم. فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم، وبقي عطاء قائما يصلي. فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة! فلما شعر بها عطاء ظن أن لها حاجة، فخفف صلاته، فلما قضى صلاته. قال لها: ألكِ حاجة؟ قالت: نعم. فقال: ماهي؟ قالت: قم. فأصب مني، فإني قد ودقت (أي رغبت في الرجال) ولا بعل لي. فقال: إليك عني. لا تحرقيني ونفسك بالنار. ونظر إلى امرأة جميلة، فجعلت تراوده عن نفسه، وتأبى إلا ما تريد، جعل عطاء يبكي ويقول: ويحك! إليك عني. إليك عني. واشتد بكاؤه، فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه! فبينما هو كذلك إذ رجع سليمان بن يسار من حاجته، فلما نظر إلى عطاء يبكي، والمرأة بين يديه تبكي في ناحية البيت، بكى لبكائهما، لا يدري ما أبكاهما. وجعل أصحابهما يأتون رجلا رجلا، كلما أتاهم رجل فرآهم يبكون جلس يبكي لبكائهم، لا يسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء، وعلا الصوت. فلما رأت الأعرابية ذلك قامت فخرجت، وقام القوم فدخلوا، فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة. ثم إنهما قدما مصر لبعض حاجتهما، فلبثا بها ما شاء الله، فبينما عطاء ذات ليلة نائما استيقظ وهو يبكي: فقال سليمان: ما يبكيك يا أخي؟ قال عطاء: رؤيا رأيتها الليلة. قال سليمان: ما هي؟ قال عطاء: بشرط أن لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا. قال سليمان: لك ما شرطت. قال عطاء: رأيت يوسف النبي عليه السلام في النوم، فجئت أنظر إليه فيمن ينظر، فلما رأيت حسنه، بكيت، فنظر إلي في الناس. فقال: ما يبكيك أيها الرجل؟ قلت: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، ذكرتك وامرأة العزيز، وما ابتليت به من أمرها، وما لقيت من السجن، وفرقة الشيخ يعقوب، فبكيت من ذلك، وجعلت أتعجب منه. فقال يوسف عليه السلام: فهلا تعجب من صاحب المرأة البدوية بالأبواء؟ فعرفت الذي أراد، فبكيت واستيقظت باكيا. فقال سليمان: أي أخي وما كان حال تلك المرأة؟ فقص عليه عطاء القصة، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء، فحدث بها امرأة من أهله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار: يا رب! إن عبدك فلانا استجار مني فأجره، ولا سأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة: يارب! إن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه أبو يعلى.
قيل للفضل بن عبد الله: ما لك لا تتزوج؟ قال: إني خطب أبي لي ولأخي فتاة. فقيل: ويحك .. خطب لك ولأخيك فتاة واحدة! قال: ومن أي شيء العجب .. هذا جارنا فلان له زوجتان.
من الخطأ أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك.
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علىَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين - النمل: 19.
كان رجل على معاصي الله تعالى ثم إن الله أراد به خيراً وتوبة فقال لزوجته: إني لملتمس شفيعاً إلى الله تعالى، فخرج إلى الصحراء فجعل يصيح: يا سماء! اشفعي لي، يا جبال! اشفعي لي، يا أرض! اشفعي لي، يا ملائكة! اشفعي لي، فأدركه الجهد فخر مغشياً عليه فبعث الله إليه ملكاً فأجلسه ومسح رأسه وقال له: أبشر فقد قبل الله توبتك قال: رحمك الله! من كان شفيعي إلى الله عز وجل؟ قال: خشيتك شفعت لك إلى الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان، إلا كان له به صدقة. عن أنس رضي الله عنه؛ رواه البخاري ومسلم والترمذي.
كان لبعض الأدباء ابن أحمق .. وكان مع ذلك كثير الكلام، فقال له أبوه ذات يوم: يا بني .. لو اختصرت كلامك إذ كنت لست تأتي بالصواب! قال: نعم. فأتاه يوماً فقال: من أين أقبلت يا بني؟ قال: من سوق. قال: لا تختصر .. ها هنا زد الألف واللام. قال: من سوقال. قال: قدم الألف واللام. قال: من ألف لام سوق. قال: وما عليك لو قلت: السوق .. فوالله ما أردت في اختصارك إلا تطويلاً. وقال هذا الولد يوماً لأبيه: يا أبت اقطع لي جباعة. قال: وما جباعة؟ قال: ألست قلت لي اختصر كلامك .. يعني جبة ودراعة.
من أمات شهوته أحيا مروءته.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين - آل عمران: 147.
من آثار تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ما تجلى بأكمل معانيه في أبي بكر وغيره من الصحابة .. فقد كانوا يتسابقون في الإنفاق في سبيل الله .. فذات يوم جاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله وظن بذلك أنه سبق الجميع، أما أبو بكر فجاء بماله كله يكاد يخفيه من نفسه حتى دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ما خلفت وراءك لأهلك يا أبا بكر؟ فقال: عدة الله وعدة رسوله، فبكى عمر - رضي الله عنه - وقال: بأبي أنت وأمي يا أبا بكر والله ما استبقنا إلى باب خير إلا كنت سابقا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه مسلم.
كان أحد الظرفاء مع قوم فرأوا قطيعاً من غنم، فقال الرجل: اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها.
من أطاع هواه باع دينه بدنياه.
ربِّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين - الأنبياء: 89.
لما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخلافة، كتب إليه طاوس التابعي: إن أردت أن يكون عملك خيرا كله، فاستعمل أهل الخير. فقال الخليفة الورع حين استلم هذه الرسالة: كفى بها موعظة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرضى الناس بسخط الله وكله إلى الناس. ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس. عن عائشة رضي الله عنها؛ رواه الترمذي.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
مات أحد المجوس وكان عليه دين كثير فقال بعض غرمائه لولده: لو بعت دارك ووفيت بها دين والدك. فقال الولد: إذا أنا بعت داري وقضيت بها عن أبي دينه .. فهل يدخل الجنة؟ فقالوا لا! قال الولد: فدعه في النار وأنا في الدار.
من إمتلك زمام نفسه كان على غيرها أقدر.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار - البقرة: 201.
موسى وملك الموت؛ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السّلاَمُ. فَلَمّا جَاءَهُ صَكّهُ فَفَقأَ عَيْنَهُ. فَرَجَعَ إِلَى رَبّهِ فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ. قَالَ: فَرَدّ اللّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ. فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطّتْ يَدُهُ بِكُلّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ. قَالَ: أَيْ رَبّ ثُمّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمّ الْمَوْتُ. قَالَ: فَالآنَ. فَسَأَلَ اللّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (فَلَوْ كُنْتُ ثَمّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ). رواه مسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها. عن أوس رضي الله عنه؛ صحيح أبي داود.
مر عثمان بن حفص الثقفي بأبي نواس وقد خرج من علة وهو مصفر الوجه، وكان عثمان أقبح الناس وجهاً. فقال له عثمان: ما لي أراك مصفراً؟ فقال أبو نواس: رأيتك فذكرت ذنوبي. قال: وما ذكر ذنوبك عند رؤيتي؟ فقال: خفت أن يعقابني الله فيمسخني قرداً مثلك.
من حسن صفاؤه وجب اصطفاؤه.
ربنا أتمِم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير - التحريم: 8.
وفاة الإمام الشافعي؛ روى المزني قائلا ً: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولا أدرى أروحي تصير إلى الجنة فاهنئها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشد يقول: ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ** جعلت الرجا مني بعفوك سُلّماً، تعاظمني ذنبي فلما قرنته ** بعفوك ربى كان عفوك أعظما، وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ** تجود وتعفو منة وتكرماً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر في الدنيا، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر على مسلم في الدنيا، ستر الله عليه في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه مسلم.
خرج بعض المغفلين من منزله ومعه صبي عليه قميص أحمر فحمله على عاتقه ثم نسيه، فجعل يقول لكل من رآه: هل رأى أحد صبياً عليه قميص أحمر؟ فقال له إنسان: لعله الذي على عاتقك، فرفع رأسه ولطم الصبي وقال: يا خبيث .. ألم أقل لك إذا كنت معي لا تفارقني.
إذا استشرت الجاهل اختار لك الباطل.
اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي، وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي.
بين قتيبة بن مسلم ومحمد بن واسع؛ لما صافّ قتيبة بن مسلم التُّرك (أي لما استعد لقتالهم) وهمّ له أمرهم سأل عن محمد بن واسع ما يصنع؟ قالوا: هو في أقصى الميمنة جانح على سِيَة قوسه ينضنض بأصبعه نحو السماء. فقال قتيبة: تلك الإصبع الفاردة أحبّ إليّ من مائة ألف سيف شهير وسنان طرير. فلما فتح اللّه عليهم قال لمحمد: ما كنت تصنع؟ قال: كنت آخذ لك بمجامع الطرق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم. عن ابن عمر رضي الله عنه؛ رواه أحمد.
http://www.zadalebad.sbilya.com/st/spacer.gif
روى أن ابن خلف الهمداني رئي في وسط داره وهو يعدو عدواً شديداً ويقرأ بصوت عال. فسئل عن ذلك؟ فقال: أردت أن أسمع صوتي من بعيد.
حق يضر خير من باطل يسر.
اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
حكي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيار وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ، فمر في بعض الأيام بمقبرة فأخذ منها عظماً فتفتت في يده ففكر في نفسه وقال: ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً والجسم تراباً، فندم على تفريطه وعزم على التوبة ورفع رأسه الى السماء وقال: إلهي وسيدي ألقيت إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمني. ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب فقال: يا أماه ما يصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده؟ قالت: يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه. فقال: أريد جبة من صوف وأقراصاً من شعير وغُلَّين - أي قيدين - وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق .. لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني. ففعلت به ما أراد فكان إذا جن عليه الليل أخذ في البكاء والعويل ويقول لنفسه: ويحك يا دينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ولا يزال كذلك إلى الصباح، فقالت له أمه: يا بني ارفق بنفسك. فقال: دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلاً يا أماه، إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي رب جليل ولا أدري أيؤمر بي إلى ظل ظليل أو إلى شر مقيل. قالت: يا بني خذ لنفسك راحة. قال: لست للراحة أطلب كأنك يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها فتركَتْه وما هو عليه فأخذ في البكاء والعبادة وقراءة القرآن، فقرأ في بعض الليالي: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) الحجر: 92 - 93. ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه فجاءت أمه إليه فنادته فلم يجبها. فقالت له: يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى؟ فقال بصوت ضعيف .. يا أماه: إن لم تجديني في عرصات القيامة فاسألي مالكاً خازن النار عني .. ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى، فغسلته أمه وجهزته وخرجت تنادي: أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار .. فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم. فلما دفنوه نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة وعليه حلة خضراء وهو يقرأ الآية: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون)، ويقول: وعزته وجلاله سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ألا أخبروا عني والدتي بذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة! أن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل الله موازيننا، ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم. عن صهيب رضي الله عنه؛ رواه أحمد.
قال الجاحظ: مررت بحمص فمر عنز يتبعه جمل فقال رجل لرجل معه: هذا الجمل من هذا العنز فقال له: لا .. ولكنه يتيم تربيه.
قد يرى الناس الجرح الذي في رأسك لكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه.
اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم.
عن ابن عمر قال: كان رأس عمر في حجري بعد ما طعن، وكان مرضه الذي توفي فيه، فقال: ضع خدي على الارض، فقلت: وما عليك إن كان في حجري أم على الأرض؟ وظننت أن ذلك تبرم به، فلم أفعل، فقال: ضع خدي على الأرض لا أم لك، ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربى. وروى أنه لما طعن وحمل الى بيته، وجاء الناس يثنون عليه، جاء شاب فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى من الله لك، صحبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة، فقال: وودت أن ذلك كان كفافا، لا لي ولا عليّ، ثم قال: يا عبد الله بن عمر، انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: عمر يقرأ عليك السلام، ولا تقل: أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن عند صاحبيه. فمضى وسلم واستأذن عليها، ثم دخل فوجدها قاعدة تبكي، فقال: عمر يقرأ عليك السلام، ويستأذن أن يدفن عند صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه اليوم على نفسي. فلما أقبل، قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال: ما وراءك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، قد أذنت. قال: الحمد لله، ما كان شيء أحب إلى من ذلك، فإذا أنا مت فاحملوني، ثم سلم، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي، فأدخلوني، وإن ردتني، فردوني إلى مقابر المسلمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلا لم يعمل خير قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا. فلما هلك قال الله: هل عملت خيرا قط؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا. قال الله: قد تجاوزت عنك. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ النسائي.