أيها الشقي لو تزهر جذورنا في الارض الحرقة ....
لو تشق براري الركام ....
لو تعود الرياح لتكون صوتنا ....
لو ...!
لو انني لم اتركك تمضي ...
لو انني لم اصر على ان امضي
لو ...!
لو كنت ادري انني حين اسدل الستار نهائيا على مجزرتنا
اكون قد اغلقت ايضا كوة الربيع في عمري ...
لو ...!
لو ...!
لو عرفنا اننا ساعة افترقنا تدلى ربيعنا الى الابد طفلا مشنوقا على شجرة
يهتز امام اعيننا مثل ناقوس هائل في كاتدرائية يقرع لهول عظيم ...
لو....!
هل يمكن ان ننسى انه كان لنا ربيع ؟
واننا ركضنا معا فوق درب المجرة المرسوم باللألئ ...
وراقبنا الكون كيف يزهر الضوء و الموسيقى ...
و الضحك حين يغسله قلبان بالحب ؟؟؟
هل نستطيع ان ننسى ربيع الوجود حين اسرجنا النجوم الملونة
وصنعنا منها مركبة للفرح المجنون
ونصبنا ارجوحة اللعب الى الكواكب المشعة
وارحنا خدنا الى ابراج الاساطير
لو ...!
لو لم نفترق ...
و تنظفئ النجوم كالفقاعات ... ويعود الكون ليقذفنا من رحمه
و تبدو الكواكب من جديد محايدة ولا مبالية
وخاضعة لقوانين الفيزياء وحدها ....!
آه كم افتقد حبك ...!
و نيسان يطلق صرخته و الارض تمارس الفرح
طويل هو شتاء الانتظار
بين الحب و الموت ... طويلة هي تلك الايام
الممدة في غرفة الجراحة على طاولة طبيب مجنون اسمه " القدر " ...
طويلة هي اظافر الليل السود حين يحاصرك بالصحو
و يسيجك بالذكرى ... و يستبيح حجرات النسيان
فينبش صناديقها و بالجمر يرسم على صفحة القلب ...
تتأمله و تشهق و يلتحم الضحك بالبكاء
و تهرب من فراشك
و عبثا تغسل وجهك بالماء البارد ...
كيف تطفئ حريق القلب يغسل جلد الحواس ؟
تعال يا من وجهك الرحيل ...
.
.
تعال كي يزهر البرق في رماد القلب
انت يا ربيع القلب ..... .
غادة السمان