لن اطيل عليكم وسأدخل مباشرة فيما توقفت عنده بالجزء الماضي
1
2
3
لنبدأ سويا وذلك حينما توقفنا عند حدود دولة
وحينها طلب منّا الموظف أن نوقف السيارة في مكان التفتيش وبعد أن أوقفناها تقدم إلينا رجل طويل القامة ، تقرأ في عينيه الحدس والظن والتمرس ، وكنا على أعصابنا خوفاً من أمر ما ربما يُعكر علينا صفو رحلتنا .. أمرنا بفتح شنطة السيارة وإنزال العفش .. بدأنا بإنزال العفش قطعة قطعة .. وكان في مقدمة العفش ( رواق) ..وهو الذي لفت نظر المفتش لأنه يبدو من الخارج كأنه (آر بي جي) ولكن سرعان ما تبسّم عندما فتحه واكتشف أنه مجرد (رواق) ..هذا العملاق يبتسم ، إنها لأعجوبة في مثل وضعنا وحالنا.
أيضا استغربنا أنه لم يسأل عن المواد الغذائية التي معنا مع أننا توقعنا ألا يُسمح لنا الدخول بها .. بعد أن أنزلنا ما يقارب ربع العفش طلب منا إرجاع العفش إلى مكانه .. وهنا نقطة يجب التوقف عندها وهي إذا ما قارنّـا معاملة منفذ رومانيا الذي أنزل جميع عفشنا مع أنها دولة ( مالها داعي ) ومعاملة هذا المفتش على الرغم من أنه في منفذ الاتحاد الأوروبي ، ولكن سرعان ما تكتشف سبب هذا الشيء الذي بنظري أنه الانفتاح والتطور لأنه في رحلتنا هذه لم يعقدنا ويؤخرنا إلا الدول المتخلفة ، وهذا شيء ملموس في الحياة .. كيف لا وأنت ترى الإجراءات في الدول المتقدمة تتم بسرعة مذهلة بينما العكس في الدول المتأخرة ... المهم بعد أن أعدنا العفش اليسير الذي أنزلناه كنا على أعصابنا مرة أخرى : هل سيسألنا عن الحجز الفندقي؟ لأن هذه مسؤولية الاتحاد الأوروبي . وكما تعلمون بأنّ حجزنا الذي قدمناه للسفارة وهمي ، وبالتأكيد سيرفض دخولنا لو علم أن الحجز وهمي ، ولكن لحسن الحظ لم يتطرق البتة إلى الحجز .. هنا شعرنا أننا انتهينا من جميع الأمور التي ستنغص رحلتنا ، وتُنقص من متعتنا ، وتضيع وقتنا .
قبل أن نركب السيارة اشترينا الملصق الخاص بالطرق السريعة وقيمته 9يورو صالح لمدة عشرة أيام ، وبهذا يخبرك أنه لا يوجد منافذ تحصيل رسوم كما في تركيا ؛ أي أنك فقط تشتري الملصق وتسلك الطريق السريع وهذه أحيانا تكون إيجابية لأنها توفر عليك وقت الوقوف في المنافذ ، وتكون سلبية لأن غرامة عدم شراء الملصق هي 170 يورو !!
وبعض السياح ربما لا يعلم عن هذا الملصق شيئاً ..
بعد أن وضعنا الملصق في زجاج السيارة الأمامي دخلنا إلى أول دول الاتحاد الأوروبي ( المجر) حينها كانت عقارب الساعة تشير إلى
عصرا
وقد بقي على أذان صلاة المغرب أربع ساعات .. توقفنا في أول محطة لأداء صلاتي الظهر والعصر ، ومن ثم توجهنا إلى العاصمة المجرية (بودابست)
تلاحظون منفذ زيجيد الذي دخلنا معه من رومانيا ومن ثم توجهنا الى بودابست
حينما سلكنا الطريق السريع أحسسنا بإحساس لم نشعر به منذ يومين أي منذ أن كنا في تركيا ألا وهو شعور المشي المريح على الطريق السريع ، لأننا افتقدنا هذا الشعور الرائع أثناء تواجدنا في بلغاريا ورومانيا.
ماصدقنا نمشي 140
وصلنا إلى (بودابست) في السادسة والنصف وبعد أن تجولنا في المدينة حطينا الرحال في نهر الدانوب .. أوقفنا السيارة في المواقف ثم بدأنا جولة على الأقدام في أرجاء هذا النهر الذي يمتد عبر عدد من الدول الأوروبية ..
صور للنهر وما حوله
أثناء تجوالنا ذهبنا إلى جسر للمشاة ممتد فوق النهر ، ولكن قبل أن ندخل في الجسر لفت انتباهنا هذا النفق الواقع تحت الجسر
خرابيطهم على الجدران ( زي خرابيطنا والا )
بعد أن التقطنا الصور توجهنا إلى الجسر المكتظ بالسياح والمهرجين والباعة .. كان الجسر مفعماً بالحيوية وصخب السياح والمهرجين
صور من جسر المشاة