رؤيا****كثر اتباع زارا ومؤيدوه وكان من بين أتباعه فتى لا يفارقه لزمه كظله...يحمل حقائبه وأمتعته ويتبعه فى حله وترحاله اسمه عصام000
وكان زارا يؤثر فتاه ويخصه بكثير من الاسرار00
وذات ليلة وينما كان الفتى نائما..وزارا قائم يتهجد ويصلى خاشعا00تسبح أنفاسه بحمد
ربها صعودا وهبوطا00اذ صرخ الفتى واستوى قائما ترتعد فرائسه وجلا ويتصبب
جبينه عرقا فقطع زارا صلاته وسارع الى فتاه يستفسره ويرقيه
قال الفتى:
انى رأيت رؤيا مرعبة أفزعتنى00وانى لأرىكوابيس فظيعة00وأِياء غريبة منذ بعض الوقت
قال زارا:
قل يا ولدى00حدثنى عما رأيت00فى ليلتك هذه وتذكر جيدا00ولا تغادر صغيرة ولا كبيرة من رؤياك فى الليالى الماضية00على اجد لها تفسيرا000
قال عصام:
لقد رأيت فى نومى أشباح سيارات فارهة تطاردنى كالطير الابابيل00وعيون فتيات
جميلات تلاحقنى00وتتراءى لى تزحف نحوى وتقتلعنى بقوة مغناطيسية قوية000
ورأيت كأن رأسى يخترق السحب مع الملائكة والصديقين والشهداء00اهل الفضل
الصالحين000وكانت روائح الطيب تهب فى كل اتجاه000وقد اتحدت الالوان والاشكال
فيمما كانت قدماى راسختين فى الاوحال والعفن
وأحيانا أجدنى معلقا بين السماء والارض بخيط رقيق أوهن من خيط العنكبوت00000
وأمامى عوالم غريبة وأناس يسيرون على رؤوسهم ويضعون العمائم على أقدامهم000
وفى ليلة رأيت وكأنى ولدا من أولادىوكدت أقتله000وأنى وأدت بنتا من بناتى وواريتها
فى التراب0000
وكنت أسمع صوتا وادعا000رخيما ينادينى باسمى وأشعروكأن يدا ناعمة تهدهدنى00
تداعب رأسى وتلملمه برقة وحنان00000
فأتصورها فتاة عذراء000أٍسلة القدر شيقة القوام00فأغمض غينى وأعانقها0000
وعندما أفتح عينى أجدنى اعانق عجوزا شمطاء الحواجب00فى وجهها تجاعيد000
وعلى جبينهاغضون 00وقد خضبت شعرها الابيض بالحناء وتمخضت بالطيب000
وعلى رأسها باروكة ولها أظافر القط ولون الحرباء000
وانى لاصحو مرة فأجدنى أدور على نفسى كمن به مس من الجنون او الخبل00
أبحث باصرار عن شئ لا اعرفه تحديدا ولا أعرف لماذا أبحث عنه00000
ولا اين ابحث عنه0000
ولا أكتمك يا زارا أنى أعنى فى حال صحوتى من عدم وضوح فى الرؤية0000
وضبابيةفى المفاهيم وميوعة فى التفكير000
انها كوابيس فظيعة00وأِياء مرعبة يا زارا000وأخاف ان أصاب بالجنون0000
قال زارا:
ويلك انها العدمية000
وانى لاعرف يا ولدى أنك مصاب باء الاحباط والشعور بالاجدوى00غير أنى لم
أكن أحسب أنك وصلت مرحلة السقوط00والقنوط القاتل00والهبوط المخيف000
قال عصام :
أريد تأويل رؤياى:
قال زارا:
لا أحب تأويل الرؤيا000وان كنت قاصا عليك بعض ما رأيت
اما صوت الفتاه فى جسم العجوز00وتداخل الصورتين فهو صراع الحزبية والدولة
والطغل الذى خنقت مبدأ من مبادئك0000والبنت التى وأدت بنت من بنات فكرك
وأما الكوابيس الاخرى00فهى توحى بأنك يا ولدى مصاب بداء الانشطار والانفصام
وفى رأسكيا ولدى فكرتان متعارضتان0000وفى قلبك احساسان متناقضان
قال الفتى:
وماذا عن ضبابية الرؤية؟
قال زارا:
انها نتيجة الادمان على الملذات الحسية وتعاطى الاغانى الهادئة00والاحاديث الساحرة00
والابتعاد عن دنيا الحقيقة والمجرداتقرأته فعجبنىدمتم فى حفظ الرحمن
فنقلته
لانصح به نفسى وغيرى