كانت الرميصاء بنت ملحان - رضي الله عنها - نموذجا رائعا للعطاء بلا حدود ..
دخلت في دين الله وبايعت المصطفي - صلي الله عليه وسلم - عن قناعة بأن
الدين عند الله الاسلام .
فعندما عاد زوجها من سفره عرضت عليه الاسلام ، فغضب وصرخ في وجهها
قائلا لها : أصبأت ؟
فقالت بهدوء وثقة : انني أسلمت لله رب العالمين ثم التفتت الي طفلها أنس بن مالك
وهو بين يديها وكان في أول كلامه .
وقالت له اشهد أن لا اله الاّ الله وأن محمدا رسول الله ... فقالها .
وكان زوجها مالك بن النضر واقفا يشهد ما حدث فثار وغضب ..
وقال لها : انك تفسدين عليّ ابني ؟!
فردت قائلة : انني لا أفسده ، ولكن أهديه الي صراط مستقيم .
وبعد هذا الحوار ، خرج زوجها مالك متوجها الي الشام فلقيه عدو له فقتله ..
وحينما وصل الرميصاء الخبر أقسمت ألاّ تتزوج حتي يأمرها أنس عندما يكبر ،
ويجلس في مجالس العلم والفقهاء .
وكانت الرميصاء - وكنيتها " أم اسلام " ذات مكانة عالية وشخصية قوية ، فعندما
جاءها أبو طلحة يخطبها لنفسه رغم أنه كان مشركا ، ردته بخشونة وقالت له :
كيف أقبلك زوجا ، وأنت تعبد حجرا أو شجرا لا يضر ولا ينفع !!
أين عقلك ؟ ألاتعقل ؟ ألا تدرك يا أبا طلحة .
وحينما سمع أبو طلحة هذا الكلام نهض غاضبا وغادرها ، ولما عاد الي داره ،
راح يفكر فيما قالته ، ثم عاد اليها مرة أخري فسألته :
ماذا فعلت ؟
فسكت وسألها ماذا تطلبين ؟
فقالت : أريد اسلامك ؟
وانطلق أبو طلحة الي النبي - صلي الله عليه وسلم - ونطق بالشهادتين بين يديه وقال
لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - ماذا تطلب مهراً للرميصاء ؟
فقال له - صلي الله عليه وسلم - كما طلبت منك الرميصاء ...
اسلامك وهو أغلي مهر قّدم لامرأة في الاسلام ...
رضي الله عن الرميصاء ، وأجزل لها المثوبة .