الحرب السرية الإسرائيلية الي جانب أمريكا في العراق
الحرب السرية الإسرائيلية الي جانب أمريكا في العراق
ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية يوم الإثنين 25 شباط (فبراير) 2008،ان جنديا إسرائيليا قتل بانفجار لغم في بغداد خلال الأسبوع السابق. وأوضحت أنالجندي عامي حاي بيتون قتل علي الفور في انفجار اللغم، مشيرة إلي أنه تطوع للخدمةفي صفوف قوات الاحتلال الأمريكي في العراق.
الخبر المقتضب هو ذرة من قمة جبلالجليد العائم والمثقل بالأحجار لإخفاء وطمس حقيقة تورط إسرائيل بكل أجهزتهاالعسكرية والاستخباراتية والصناعية في الحرب الأمريكية ضد البوابة الشرقية للأمةالعربية، تلك الحرب التي من بين أهدافها رسم خريطة جديدة لما يسميه المحافظونالجدد، الشرق الأوسط الكبير والذي يريدون أن يضم مستقبلا بدل 22 قطرا عربيا 56دويلة مما سيشكل ضمانة لاستمرار إسرائيل ولفرض سيطرة وهيمنة القوي الاستعمارية عليمقدرات وثروات المنطقة.
نشر خبر مقتل جندي إسرائيلي واحد قد يكون خطأ وهفوةارتكبتها معاريف أو ربما هناك سبب آخر ستكشف عنه الأيام. فالمعروف أن إسرائيل تتكتمبصورة مطلقة علي كل نشاطاتها الناتجة عن تدخلها في العراق.
إسرائيل تتمسك بالكتمانحول كل تحركاتها في العراق وخاصة الخسائر شأنها شأن شركات الأمن الخاصة او بالأحريالمرتزقة التي تملك ما بين 120 و140 الف جندي في العراق ولا يتحدث احد عنخسائرها.
الحرب الشاملةإسرائيل دخلت الحرب الشاملة بالفعل اسابيعقبل انطلاقتها الرسمية في اذار (مارس) 2003، حيث نشرت في الصحف الإسرائيلية ابتداءمن كانون الأول (ديسمبر) 2002 أخبار عن قيام وحدات إسرائيلية خاصة بالنزول في غربالعراق، حيث المكان المفترض لإطلاق أي صواريخ سكاد منه علي إسرائيل بهدف دراسةالمنطقة جغرافيا وعسكريا قبل توجيه ضربات إسرائيلية فيها ساعة انطلاق الحرب.
فيحين ذكر وزير الدفاع الإسرئيلي موفاز في ختام زيارته في ذلك التاريخ للولاياتالمتحدة ان إسرائيل ستساهم في تخطيط الحملة العسكرية لتدمير قاذفات الصواريخ في غربالعراق. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2002 عنمصدر في حاشية موفاز: أن الهجوم علي العراق قد يبدأ في غضون أسابيع معدودة وهو ماحدث بالفعل، وخلصت اللقاءات إلي اتفاق تعاون مشترك بين الطرفين، الإسرائيليوالأمريكي، بخصوص التخطيط لشن هجوم علي أهداف في غرب العراق من طرف إسرائيل دونالإعلان عن ذلك.
حجم وطبيعة المساهمة الإسرائيليةفي حرب العراق التي انطلقت بالغارات الجوية الأمريكية الكثيفة يوم الخميس 19 اذار (مارس) 2003 محاط بسرية مطلقة حتي الآن.
بعد الاحتلال وتنصيب بريمر حاكما أمريكيا للعراق دخل الكيان الصهيونيفي جهاز التحكم في العراق عبر ما سمي بالمستشارين. أغلب هؤلاء الوزراء المستشارينكانوا من اليهود أو الأقرب إلي الصهيونية عموما، فوزارة الشباب والرياضة حكمهالفترة دون إيبرلي وهو رجل دين مسيحي أصولي وأمريكي طبعا، وفي وزارة التعليم والبحثالعلمي برز دور اليهودي دور أيردمان المتخصص في مكافحة الإرهاب، وكان مستشار وزارةالمالية هو اليهودي ديفيد نومي وفي وزارة الزراعة نصب عدد من المستشارين أبرزهماليهوديان هولي شاتز و دون أمستونز وفي بقية الوزارات وضع مستشارون أمريكيون عليذات الشاكلة. ففي النقل والاتصالات ديفيد لينش ، وفي وزارة العدل كلينت وليامسون ،وفي وزارة النفط فيليب كارول .
مدرعات واسلحة إسرائيليةبعد ذلك وبفاصل أربعة أشهر تقريبا ويومالثلاثاء 24 نيسان (أبريل) 2007 ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان شركة اسلحةاسرائيلية ستزود وحدات مشاة البحرية الامريكية المارينز المنتشرة في العراق بحواليستين آلية مصفحة من نوع جولان . ضمن عقد أول بقيمة 37 مليون دولار. واضافت الاذاعةان تسليم الاليات الي وحدات المارينز سيحصل في الاشهر الثلاثة التالية.. وهذا العقد هو الاول لشراء آليةجولان التي لم يستخدمها الجيش الاسرائيلي بعد. وتقول الشركة المصنعة ان هذه الآليةمصممة خصوصا لتتكيف مع العمليات في المدن .
وأوضح لوفا دروريس مدير قسم التسويقفي شركة رافايل العامة التي فازت بالعقد خبراؤنا في مجال الحماية طوروا جولانلمقاومة قذائف مضادة للدروع من نوع ار بي جي خصوصا او ألغام. وذكرت الاذاعة انشركات الاسلحة الاسرائيلية تزود وحدات الجيش الامريكي المنتشرة في العراق بطائراتاستطلاع من دون طيار وصواريخ وانظمة حماية للدبابات والآليات المصفحة فضلا عن انظمةتسيير متطورة.
وفي اذار (مارس) 2005 فازت شركة بالسن ساسا الاسرائيلية بعقدقيمته 200 مليون دولار لتصفيح آليات عسكرية امريكية مستخدمة في العراق.
الشركات الإسرائيليةفي شهر يونيو 2003 بدأت واشنطن التلويح بجزرةمشاركة إسرائيل في نهب ثروات العراق تحت غطاء إعادة الإعمار وإصلاح البني التحتيةوتحسين النتاج الفلاحي والصناعي الي غير ذلك من الشعارات البراقة. وهكذا قال مساعدوزير المالية الأمريكي، البروفيسور جون تايلور في مقابلة خاصة مع صحيفة يديعوتأحرونوت الإسرائيلية ان العراق مفتوح أمام الشركات الإسرائيلية، وأنا أدعوهاللمشاركة في إعادة إعماره !
علي إثر ذلك، وقع وزير المالية الإسرائيلية نتنياهوعلي ترخيص يسمح بإقامة علاقات تجارية مع العراق، الذي كان مدرجاً ضمن لائحة الدولالمعادية لإسرائيل حتي ذلك الحين. ومنذ ذلك الحين أصبح بمقدور الإسرائيليين إقامةعلاقات تجارية مع العراق بصورة رسمية، وسمح هذا الأمر بالمتاجرة مع العراق، حيثأتاح إقامة أنواع العلاقات التجارية معه سواء المالية منها أو أية علاقات أخري، بمافي ذلك تزويده بالبضائع الإسرائيلية، ونقل البضائع، ودفع أموال ونقلها أيتحويلها.
وفورا بدأ الصهاينة في جني الأموال من بلاد الرافدين.
في الثاني منايلول (سبتمبر) 2007 ذكرت صحيفة هآرتس ان نحو 250 اسرائيليا يقومون كل سنة بزيارةالعراق، غالبيتهم رجال اعمال يعملون خصوصا لحساب شركات اسلحة..
ويحمل بعضهم جنسيتين ويدخلونالعراق بجوازات غير اسرائيلية. وهؤلاء الزوار ليسوا سياحا كما لا توجد اي رحلةمنظمة لمجموعات من الاسرائيليين من اصل عراقي ممن يرغبون في زيارة بلدهم الاصلي،حسب الصحيفة.
وفي عداد الاسرائيليين الاخرين الذين يتوجهون الي العراق صحافيونوموظفون في وكالات الامم المتحدة ومنظمات دولية اخري.
ومن المفارقات الدالة عليتكريس نهب العراق من طرف المحتلين منذ سنة 2003 تعاون وزارة الزراعة الإسرائيلية معالإدارة الأمريكية لتصدير الفواكه والخضراوات لأسواق العراق، البلد الزراعي الذييمكن أن يطعم بأرضه الخصبة نصف الأمة العربية، ومن المعروف ان أمريكا تقوم بشراءأطعمة مختلفة لجنودها في العراق من الكيان الصهيوني بقيمة تتراوح بين 50 و 60 مليوندولار شهريا.
وهناك كذلك عمليــــــات بيـــــع وشراء للعقارات العراقية المهمةوفي أماكن محاذية لنهر دجلة يقوم بها وكلاء لشركات أو أشخاص في إسرائيل، كما أنالإسرائيليين قاموا بتكوين وتأطير أو تأجير عصابات للنهب مهمتها جلب كل ما هو ثمينمن التراث والآثار العراقية وتسليمها للإسرائيليين مقابل ثمن معين.
منقول مختصر