فليأمر الرئيس بوقف هذه المهزله فورا !!!
فليأمر الرئيس بوقف هذه المهزلة فورا
بقلم د.حسن نافعة ١٩/ ٨/ ٢٠١٠
ليس من العيب أن يعترف الكاتب بعجزه عن استيعاب دلالة بعض ما يجرى حوله هذه الأيام وأن يستعين بمن يستطيع أن يعينه على فهم ما استعصى. ولأننى لا أخجل من الاعتراف بعجزى عن فهم «حملة دعم جمال مبارك»، فإننى أود أن يعاوننى القراء الأعزاء فى محاولتى للعثور على أجوبة عن الأسئلة التالية: من يقف وراء هذه الحملة، وإلام تهدف بالضبط، وما المقصود بدعم جمال، ولأى غرض، ومن يتولى تنفيذ هذه الحملة والإشراف عليها ميدانيا، وهل يقوم به متطوعا أم مقابل أجر، ومن يمول الحملة، وما مصلحته؟، لكن السؤال الأهم الذى يحيرنى: هل يدرك الرئيس مبارك حقيقة ما يجرى، وما موقفه منه بالضبط؟
ولتسهيل مهمة من يريد المعاونة، أبدأ باستعراض المتاح من المعلومات، فعند انطلاق الحملة قيل إن لها منسقاً عاماً اسمه مجدى الكردى، سبق له الانضمام إلى أحزاب وحركات سياسية مختلفة قبل أن يستقر به المقام فى حزب التجمع، وأنه نجح فى تشكيل لجان شعبية فى عدد من المحافظات لدعم ترشيح جمال فى انتخابات الرئاسة المقبلة، وأن حملة الملصقات التى تعد أبرز أنشطة الحملة تكلفت خمسين ألف جنيه حتى الآن.
ثم كشفت صحيفة «المصرى اليوم» أمس الأول عن وجود «منسقة عامة مساعدة» اسمها إجلال سالم، تبين أنها عضو بحزب الوفد، وأن الدكتور إبراهيم كامل، عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى، ساهم بمبلغ ٢ مليون جنيه لتمويل الحملة. وليس لدى وسيلة للتأكد من مدى صحة هذه المعلومات التى يستنتج منها، إن صدقت، أن أوساطا داخل الحزب الوطنى تقف وراء الحملة وتمولها بمباركة من جمال مبارك نفسه وربما بوحى منه. وهنا أبدو عاجزا تماما عن الفهم.
قد أكون مستعدا لفهم دوافع مواطن مستقل يرى فى نفسه الكفاءة للترشح لمنصب الرئاسة، ويواجه صعوبات دستورية تحول دون تمكينه من تحقيق هذا الهدف، إن فكر فى إطلاق حملة شعبية للضغط على النظام.
أما أن يلجأ جمال، ابن الرئيس، عضو الهيئة العليا للحزب الحاكم، إلى الأسلوب ذاته، فهو العبث بعينه. فعلى من يضغطون: على جمال «المتمنع»، أم على الرئيس «المتردد»، أم على مؤسسات سيادية رافضة؟. لدى ثلاثة احتمالات لتفسير هذا اللغز.
الأول: أن يكون الأب رافضا فكرة ترشيح الابن، ومن ثم تستهدف الحملة ممارسة الضغط على الرئيس الأب إما لإثنائه عن الترشح أو لـ«لى ذراعه» ودفعه لحسم تردده.
الثانى: أن يكون أنصار الابن داخل دوائر صنع القرار على يقين من تدهور الحالة الصحية للرئيس الأب بما لا يسمح له بالترشح، ويشعرون، فى الوقت نفسه، بمقاومة جهات سيادية لفكرة ترشيح الابن، ومن ثم لجأوا إلى الحملة الشعبية كوسيلة للضغط، ربما بموافقة ضمنية من الأب.
الثالث: أن يكون ترشيح جمال محسوما ويحظى بموافقة صريحة من الأب، ومن ثم تبدو الحملة مجرد عملية إخراج مسرحى لإظهار جمال مرشحا «شعبيا» وليس وريثا.
فهل لدى القراء معلومات أكثر دقة؟ وأى الاحتمالات يرجحون؟ وهل لديهم تفسيرات أخرى؟. أعتقد أن الكرة أصبحت على أى حال فى ملعب الرئيس. فإن كان يدرى بما يجرى فتلك مصيبة وإن كان لا يدرى فالمصيبة أعظم!. ولأنه المسؤول الأول أمام شعب يحس بأن ما يجرى يشكل إهانة بالغة له لا تحتمل، واستخفافا به لا يقبل، نطلب منه، باسم هذا الشعب المغلوب على أمره، أن يأمر بوقف هذه المهزلة
المصرى اليوم