الشكر هو افضل وسيلة الى الازدياد من نعم الله تعالى والاقرار بها وتلقيها بالتواضع و انما انكار نعمة الله ليس بالقول الصريح وانما هو بعدم شكره تعالى عليها فيصر قلبه على جحود النعمة وانما كان شرار الخلق هم الذين من دأبهم مقابلة الجميل بالنكران والنعمة بالكفران وبهذه المقدمه اروى هذا الحديث الذى يقص قصة ابطالها ثلاث يمثلون اثنين هما الشكر والنكران ويفوز فيها واحد هو الحامد المعترف بالنعمه الشاكر العابد
روى الامامان البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله
ان ثلاثه من بنى اسرائيل أبرص و أقرع و أعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث اليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أى شىء أحب اليك ؟
قال لون حسن ويذهب عنى الذى قذرنى الناس منه
قال فمسحه فذهب عنه قذره فأعطى لونا حسنا وجلدا حسنا
قال فأى المال احب اليك ؟
قال الابل فاعطى ناقه عشراء فقال يبارك الله لك فيها
وأتى الأقرع فقال أى شىء أحب اليك ؟
قال شعر حسن ويذهب عنى الذى قذرنى الناس به
قال فمسحه فذهب عنه و أعطى شعرا حسنا
قال فأى المال أحب اليك ؟
قال البقر فأعطى بقرة خاملا فقال يبارك الله لك فيها
وأتى الأعمى فقال أى شىء أحب اليك ؟
قال يرد الله الى بصرى فأبصر به الناس
قال فمسحه فرد الله اليه بصره
قال فأى المال أحب اليك ؟
قال الغنم فأعطى شاه ولودا
فأنتج هذان وولدت تلك فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد البقر ولهذا واد الغنم
ثم انه أتى الأبرص فلا صورته وهيئته
فقال رجل مسكين وابن سبيل تقطعت بى الجبال فلا بلاغ بى اليوم الا بالله ثم بك أسألك بالذى أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أن تبلغ لى فى سفرى
فقال له ان الحقوق كثيرة فقال له كأنى أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا ؟ فأعطاك الله فقال انما ورثته هكذا كابرا عن كابر
فقال ان كنت كاذبا فصيرك اللهالى ما كنت
وأتى الأقرع فى صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فردعليه ما ردعليه هذا فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت واتى الأعمى فى صورته وهيئته
فقال رجل مسكين وابن سبيل تقطعت بى الجبال فى سفرى فلا بلاغ اليوم الا بالله ثم بك
أسألك بالذى رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها سفرى
قال قدكنت أعمى فرد الله على بصرى وفقيرا فقد أغنانى الله فخذ ما شئت لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله
فقال الملك أمسك مالك فانما ابتليتم فقد رضى الله عنك وسخط على صاحبيك
ومن يصنع المعروف فى غير اهله .... يكن حمده ذما عليه ويندم