بما أننا على مشارف شهر رمضان الفضيل، أحببت أن اعرض موضوعاً عن تدبر القرآن، وأسأل الله أن تكون النيه فيه خالصة لوجهه الكريم.
بادئ ذي بدء، وقبل الولوج في موضوع التدبر،، ينبغي على كل إنسان أن يعرف مكانة القرآن في نفسه، لا بالقول،، ولكن برؤية مكانه في نفسه.
http://www.rofof.com/img3/8rjnlt15.jpg
فإذا رأيت القرآن في مكان غير ماكنت تظنه،، فإبحث عن الخلل.
ثانياً: إياك أن تُقبل على القرآن وأنت زاهد فيه، وأن ما عندك من شُغل وعمل ودراسة هو خير لك وأبقى.
ثالثاً: اجعل نيتك أنك تريد التقرب إلى الله بأحب الكلام إلى الله، فلن تجد كلاماً تتقرب به إليه أفضل من كلامه سبحانه وتعالى.
رابعاً: إعلم أن الناس متفاوتون في الإصغاء، فمنهم من يصغي بأذنه ومنهم من يصغي بعقله ومنهم من تجاوز هذا وذاك وأصغى بقلبه.
كيف أصغي بقلبي؟!
ينبغي عليك أولاً أن تعود أذنيك على الإستماع لكلام الله عز وجل وأن تألفه ولا تمل منه، فإذا تمكنت من ذلك أعطي الفرصة لعقلك ليطرح كافة تساؤلاته عن أي حكم ومعنى، (لماذا عاقب الله هؤلاء القوم؟ ولماذا أمرنا الله تعالى بهذا الأمر؟ وما تفسير هذا الموقف؟ ومادلالة هذه الكلمة؟) وإستمر وناقش عقلك بالحجة وأثبت له بأن الله سبحانه وتعالى لم يفعل شيء إلا لحكمة، ولم يقل كلمة إلا لحكمة، حتى تصل إلى مرحلة يقول لك فيها عقلك :"سلمت أمري لرب العالمين" وتعلم أن أي سؤالِ تسأله له إجابة ، وللإجابة حكمة سواءً تبينت أم لم تتبين.
بعدها سترى جزأً في نفسك يتلوى بلا نار، وسترى بأن هناك طرفاً ثالثاً قد ألقى السمع للإستماع لهذا السحر الرباني، والكلام الإلهي، حتى إذا وقع عليه هذا السحر، أحسست بأنك قد إرتفعت عن هذه الأرض، وسموت إلى عالم آخر غير الذي أنت فيه، عندها سيتكلم قلبك ويقول لك: (أين كنت عني؟)
عندها ستدخل عالماً آخر، وستعي حقيقة التدبر.
فإذا وصلت إلى هذا السمو، فلا تنساني والمسلمين في دعائك،فإنك سوف تكون من أهل الله وخاصته.