تذكرت كلماته..وتذكرت صوته
تذكرت عينيه..وتذكرت حركه شفتيه
كم كانت جميله تلك الايام..ايام حبنا الاولى
كنا نمشى كعصفورين
كانت قلوبنا ثلج ابيض يذيبه حراره الحب
كنا لانفكر سوى فى الشمس التى ستشرق غدا وتجمعنا معا مره اخرى فى احضانها
كانت الحياه كالحلم معه
سعادتنا وحب كل منا للاخر جعلنا لانرى شىء من ظلمه الكون وعتمته التى حولنا.
واتفقنا على الزواج..وكنت وقتها لاارى سوى السعاده..ولا ارى سواه..احلم بلحظه عرسنا وانا يدى فى يديه والفرحه تملاء عيوننا قبل قلوبنا وجميع اصدقائنا حولنا..
ولا اخفى عنكم سرا لقد حلمت باول طفل لى منه..حلمت به وتمنيته
وفكرنا معا كيف سننشاه نشاه دينيه لنجعله الطفل المنتظر لاصلاح الكون.
وجاء ليله عرسنا واشتريت ثوبى الابيض وارتديه
كم كنت اشعر وقتها بان قلبى لايحتمل كل تلك الفرحه والسعاده.
وقفت امام المراه اتزين وانتظر حضوره لكى نذهب الى عشنا الصغير
وجلست انتظر..لقد تاخر..
اغمضت عينى لاريحها واهدا من دقات قلبى ولكن قلبى ظل يدق ويدق بعنف.
غفيت قليلا فرايته فى منامي يرتدى بدله العرس..كانت بيضاء ..شاهقه البياض وكان مبتسما كعهدى بيه.
كان قد وصل الى شارعنا فقابله اصدقائنا بالتهانى والغناء والاحضان
وسمعت الزغاريط..نعم سمعتها..انها تدوى بشده فى اذنى
وانتفض قلبى فاستيقظت فزعه على حبيبى وفتحت الباب ونزلت اجرى فلم اجد احد فى الشارع ولكنى لم اهتم
وظللت اجرى واجرى حتى وصلت لبيته وصعدت السلم ودققت الجرس
فسمعت امه تجيب وفتحت لى الباب فدخلت الى حجرته مهروله فلم اجده..
استدرت ونظرت الى امه والتقت نظارتنا واقتربت منى..كانت عينيها حزينه وشعرت بقلبها يدمى
وضعت يدها على كتفى
وقالت:-الازلت تحبينه كل هذا الحب؟ نظرت اليها باستغراب ووجدت نفسى اعيد الكلمه..لازلت..ماذا تعنين؟
ضحكت الام ضحكه حزينه
وقالت:-لقد مر خمس سنوات كامله
نظرت اليها بحيره وقلت:-خمس سنوات على ماذا؟
مسكتنى بقوه حانيه لتجعلنى اجلس
وقالت:-على يوم زفافكم ياحبيبتى.
نظرت اليها ببلاهه..فاستطردت قائله:-اعلم كم كنتى تحبينه ولكنه.....لكنه رحل الى عالم بلا عوده
اغمضت عينى بقوه وفتحتها ونظرت الى نفسى وماارتديه متسائله
وادركت امه نظراتى الحائره
فقالت:-لست اعرف ماذا يحدث لكى
انكى فى نفس اليوم من كل عام ترتدين هذا الفستان وتتزينين له وتاتين الى حجرته مهروله
افيقى ياحبيبتى قبل ان يسرقك الزمن اكثر من هذا.
انتفضت من مكانى ونزلت الى الشارع وشعرت بدموعى تنهال على وجهى..فاكملت سيرى وانا لا اعرف الى اين ستاخذنى قدماى
ولم انتبه سوى لشخص مايصرخ خلفى..لم اسمعه بماذا يصرخ
ولكنى شعرت بنفسى ملقاه على الارض وجرح فى راسى ينزف بشده..واناس كثيرون حولى.
ولكنى ابتسمت..لقد رايته امامى ومازال يرتدى بدلته البيضاء
فقلت له:-لماذا تاخرت؟
لقد انتهيت من ارتداء ملابسى منذ فتره.
لم يرد..ولكنه ابتسم ومد لى يده فامسكتها بقوه
وقلت له:-لاتتركنى مره ثانيه..اريد ان اظل معك.
لم ينطق ولكنه ابتسم ابتسامته الحانيه الرقيقه وحملنى..حملنى على صهوه جواده الابيض وركب امامى فاحتضنته وارحت راسى على ظهره وصرخت بكل سعاده:- اليوم هو اسعد ايامى على الاطلاق فسر بنا الى بيتنا الابدى على بركه الله..