جاء وفد من بنى تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى شأن أسرى منهم بسبب منعهم الزكاة
فوجدوا بلال مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام يؤذن للظهر
والناس ينتظرون خروج النبى صلى الله عليه وسلم
فانتظروا معهم ولكنهم استبطؤه
فجاؤا من وراء الحجرات ونادوه بصوت جاف يامحمد أخرج إلينا نفاخرك ونشاعرك
فإن مدحنا زين وذمنا شين.نحن أكرم العرب
فقال لهم صلى الله عليه وسلم كذبتم
بل مدح الله عز وجل الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب
عليهما السلام
قالوا نحن قوم من تميم -وكان فيهم أشراف القبيلة-جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك فقال لهم"مابالشعر بعثنا ولابالفخار أمرنا"
ومضى فصلى الظهر ثم جلس فى صحن المسجد
فقالوا له اأذن لشاعرنا فقال أذنت فليقم
فقدموا عطارد بن حاجب ففخر بقومه ولكنه بدأ خطبته بحمد الله وذكر أن الله جعلهم
أعز أهل الشرق وأكثرهم عدداً وأنهم رؤوس الناس وأولى فضلهم وتحدى
أن يكون مفاخرهم له مثل عددهم ثم جلس
فأمر صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار
فقام فحمد الله وأثنى عليه فأطاب الحمد والثناء ثم ذكر أنه سبحانه وتعالى
اصطفى خير خلقه رسولاً دعا الناس إلى الإيمان بالله
فاَمن به المهاجرون من قومه وذوى رحمه وأكرم الناس أحساباً
وأحسن الناس وجوهاً وخيرهم مقالاً
ثم ذكر أن الأنصار من أول الناس استجابة وقال
نحن أنصار الله ورسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن اَمن بالله ورسوله
فقد منع دمه وماله ومن كفر جاهدناه فى الله وكان قتله علينا يسيراً
ثم قام شاعرهم ففخر أيضاً بقومه
فأمر عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات حسان بن ثابت
فرد عليه وكان أجود منه
فقال التميميون خطيبه أخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا
وأصواتهم أعلى من أصواتنا
واقترب منهم الأقرع بن حابس من رسول الله عليه الصلاة والسلام
فأعلن شهادة الإسلام فقال له المعصوم صلوات ربى وتسليماته عليه
لايضرك ماكان قبل هذا
هؤلاء الذين نادوا النبى من وراء الحجرات ونزل فيهم قوله سبحانه وتعالى
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون" صدق الله العظيم