حدث في جمهورية بتنجانيا العظمى (1)
تعريف بالدولة
بتنجانيا العظمى هي جمهورية تقع في خيال الكاتب في أعلى قمم جبال أدشوندوتانيا الذي تكون بفعل ترسبات بركانية منذ ألاف القرون ...
ويجري فيها البحر الأخضر المنقط بالأزرق ونهر بتنجونوليتا المقلم الذي يمتد من الشمال الى الجنوب محاذيا للفوهات البركانية على جبال أدشوندوتانيا ..
أسس جمهورية بتنجانيا زعيم من الشعوب البتنجانية بعد معارك عدة دارت بينه وبين زعيم دولة أكشوفانيا الذي هُزم في معركة الكوسة العظمى خلف جبال أدشوندوتانيا ..
سميت دولة بتنجانيا بهذا الاسم لعدم وجود فيها بتنجان على الإطلاق .. ولذلك اضطر الحاكم لإصدار قرار تسميتها دولة بتنجانيا العظمى رأفة بحال شعبه ..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
استيقظ أحد سكان تلك الدولة اللعينة مذعورا من صوت طرق على الباب
ذهب الرجل مسرعا ونظر من – العين السحرية – فإذا بهم رجال الحاكم
فتح الباب وقد ظهرت عليه علامات الخوف الشديد وقال : فيه إيه يا جناب البتاع أنا راجل ماشي في حالي وزي الفل وباكل العيش أبو مسامير وماشي على وصفة الريجم الي جناب الحاكم أمرنا بيها ..
يرد عليه رجل من رجال الحاكم : امشي من سكات وبلاش غلبة .. فخامة الحاكم عاوزك ..
الرجل : عاوزني يعمل بيا ايه .. اعمل معروف يا جناب البتاع أنا راجل ماشي في حالي ومطلعتش من البيت من امبارح .. وبعدين لو عاوز يعني ضروري مش مشكلة ياخد أم العيال ..
يجره رجال الحاكم بشدة نحو القصر ...
يدخل الرجل يكاد يسقط من شدة الخوف وهو في حضرة الحاكم ..
يدخل الحاكم من احدى الابواب السرية .. ويجلس على كرسي مقابل للرجل
الحاكم : مالك مش واقف على بعضك .. شكلك عامل عمله .. عمل ايه الجدع ده ؟..
رجال الحاكم : معملش جاحه يا فخامة الحاكم ..
الحاكم : الله الله .. ازاي متعملش حاجه .. البلد لازم تتطور .. تتقدم .. انت قاعد مبتعملش حاجه .. ارموه في السجن خمس سنين ..
الرجل : اعمل معروف يا سيادة الحاكم أنا راجل غلبان ..
الحاكم : خلاص هعمل معروف .. بس مش فيك في الاسود الي مش لاقية تاكل ..
يجر رجال الحاكم الرجل نحو غرفة مظلمة .. ويبدؤون بتقييده وهو يتوسل إليهم وهم غير مبالين لأمره ..
ثم يفتح أحد رجال الحاكم بابا مقابلا للرجل ويدفعوه بقوة من الباب الى داخل ساحة واسعة ويغلقون الباب بسرعة ..
يجر الرجل قدميه ويكاد يسقط على الأرض من شدة الخوف وينظر لما حوله بذهول وفجأة يرى أسد يقترب منه بسرعة من بعيد ..
يبدأ الرجل بالصراخ بصوت مرتفع .. لتأتي زوجته وتوقظه من نومه ..
الزوجة : فيه ايه يا زقزوق أفندي .. كنت بتصوت زي الولايا كده ليه ..
الرجل : اسكتي يا تفيده .. أما أنا حلمت حلم .. يا ساتر .. ده مش حلم ده كابوس ..
الزوجة : طيب قوم اغسل وشك والبس عشان تلحق تروح لفخامة الحاكم ..
الرجل : طيب طيب قايم أهو .. ربنا يستر ..
يذهب الرجل الى القصر ليفتح له الحرس بعد أن يحيوه .. يدخل الرجل الى غرفة الحاكم ويحيه ..
الحاكم : ها يا زقزوق أفندي هتطبخلنا ايه النهارده ..
الرجل : الي تؤمر بيه جنابك ..
الحاكم : طيب روح اطبخ مسقعة ..
الرجل : فخامتك عارف ان مفيش بتنجان في الجمهورية كلها ..
الحاكم : امال الي أأمر بيه ازاي يا أفندي .. مش تتكلم كلام معقول ..
الرجل : آسف فخامة الحاكم ..
الحاكم : لسه مقلتش هتتنيل تطبخ ايه ..
الرجل : ايه رأي فخامتك في الكوسة ..
الحاكم : فكره حلوه روح يلا ..
الرجل : تسمحلي سيدي الحاكم بالانصراف ..
الحاكم : مقلتلك روح .. غووور .. امشي بلى فيك و في شكلك ..
الرجل : حاضر حاضر سيدي الحاكم ..
يذهب الطباخ ويدخل على الحاكم رئيس الوزراء ويحيه ..
الحاكم : ايه الاخبار يا رايق افندي ..
رئيس الوزراء : زي الفل يا فندم ..
الحاكم : والشعب عامل ايه ..
رئيس الوزراء : بيدعي لسيادتك يا فندم .. ومفيش حالات تمرد خالص حصلت الشهر ده ..
الحاكم : تمام تمام .. انصراف دلوقتي..
في هذه الأثناء وقبل خروج رئيس الوزراء .. يدخل وزير الدفاع مهرولا ويلهث من شدة الصدمة .. ويقول : سيدي فخامة معالي الحاكم : الحقني .. الحقني ..
يعود رئيس الوزراء ويقف بجوار الوزير ليرى ماذا حدث ..
يقول الحاكم : ايه فيه ايه يحمار .. مسروع كده ليه ..
الوزير : اليهود .. اليهود .. دخلوا البلد ..
رئيس الوزراء ينظر بدهشة ...
الحاكم يقول بدهشة : يهود ايه الي دخلوا البلد دول.. احنا مش حررناها مره من البهايم دول .. ولا هما فاضينلنا ..
الوزير : لألأ يا باشا مش يهود أنا قصدي القرود .. جيش القرود احتلوا الجزء الشمالي من البلد ..
الحاكم : امال بتقول يهود ايه يا راجل يا خرفان انت ..
الوزير : أصل المصيبة لجمت لساني وشلت خيالي وتفكيري وكلامي وعلقت في دماغي ..
الحاكم : خلاص خلاص .. ربنا يولع فيكوا نفر نفر .. مفيش اخبار تفتح النفس كده .. بلى فيكوا وفي أشكالكوا .. ها ايه رأيك يا رايق أفندي في الي بيقوله الحمار ده ؟ ..
رئيس الوزراء : بقول نطلع الجيش يا باشا ..
الحاكم : لألأ جيش ايه .. انت متعرفش اننا مبنستخدمش الجيش غير عشان تأديب الشعب وبس ولا ايه .. وبعدين هما احتلوا ايه بالضبط من شمال البلاد يا أفندي ؟؟
الوزير : احتلوا جميع فوهات بركان أدشوندوتانيا يا فندم ..
الحاكم : طيب كويس اوي .. هما في شمال البلاد واحنا في الجنوب .. يعني احنا في السليم يا رايق أفندي .. كده ولا ايه ..
رئيس الوزراء : بس يااا ..
الحاكم : بس ايه ؟
رئيس الوزراء : طيب ايه رأيك تطلع كده وتحاول تجيبهم بالسياسه ممكن نقدر نطلع معاهم بسلام ..
الحاكم : بس ده هيكون اهانة ليا .. ولا ايه ؟..
رئيس الوزراء : لأ يا فندم لا اهانة ولا حاجة ..صدقني .. دا الشعب كده هيحب جنابك أكتر عشان هتبعدهم عن المشاكل وكمان هتبعد نفسك ..
الحاكم يفكر قليلا ثم يقول : لألأ سيبهم يشبعوبها ..
في هذه الأثناء يدخل شخص من حراس بوابات القصر الخلفية ويقول : سيدي الحاكم .. الحقنا يا باشا ..
الحاكم : فيه ايه تاني يا بقر .. مهو اليوم باين من اوله من اول مصطبحت بوش زقزوق افندي ..
الحارس : يا فندم الناس واقفه وبتحتج على قرار سيادتك انك هتسيب فوهات بركان أدشوندوتانيا لجيش القرود .. احنا كدا ممكن نضيع يا باشا .. قائد جيش القرود لو عرف ان فيه حالات شغب وتمرد داخل الجمهورية هيستغل ده .. وممكن يضرب القصر هنا ..
الحاكم : ها !!! بتقول ايه !!! يضرب القصر !!!
رئيس الوزراء : أيوه يا فندم أنا شايف انو بيتكلم صح ..
الحاكم : وايه العمل ..
رئيس الوزراء : ما انا قلت لسيادتك ..
الحاكم : يمشي خطوات بطيئة خارج الغرفة وهو يكلم نفسه بصوت منخفض .. حتى اعتقده الحرس انه قد جن ..
أخذ الحاكم رئيس الوزراء وأربعة حراس معه وصعد الى اعلى القصر حيث يرى الناس ويرونه ..
وقال :
يا شعب بتنجانيا العظيم ..
صمت جميع افراد الشعب المتظاهرون وظهر عليهم علامات الانصات ..
أكمل الحاكم قوله :
يا شعب بتنجانيا العظيم
متخافوش
اوعوا تكونوا افتكرتوا ان انا ممكن اضحي بفوهات جبال ادشوندوتانيا
لألأ يا جماعه انتوا فهمتوا غلط ..
وبعدين دي الفوهات دي حته مني ومستحيل اتخلى عنها ابدا في وقت الشدة
انتوا نسيتوا انها جزء من بتنجانيا العظيمه ولا ايه ..
ولا نسيتوا ان انا من ابناء بتنجانيا المخلصين
دي بتنجانيا دي حته مني نهرها المقلم بيجري في دمي وبحرها المنقط حته مني وجبالها برده حته كمان مني ..
الشعب يصفق بحراره ويهتفون قائلين : عاش حاكم بتنجانيا العظيم .. عاش حاكم بتنجانيا العظيم ..
يرفع الحاكم يده تحية لهم ثم يقول : وانا من موقعي هذا أحب أقول لقائد جيوش القرود – نسناس أفندي – أنني لن أتخلى عن شبر واحد من الفوهات .. وابقى قابلني لو سبتلك قرد صاحي ..
يهتف الشعب بحرارة مرة أخرى : عاش حاكم بتنجانيا العظيم .. عاش حاكم بتنجانيا العظيم ..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
بقلم / انتــ أحمد ــهينا
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
عاوز بقى اشوف تقيمكم للتأليفي ولو لقيت تشجيع اكيد هكتب حلقات كمان <<<<<< هاخد في نفسي مقلب يعني ..
ولو معجبتكوش اكيد مش هكتب تاني وهعتزل التأليف نهائي ..
