((( حديث المساء 8 )))من خاف الله في الحرام قصة واقعية
سنكمل في هذا المساء القصتين الأخريين و فيهما بقية الحديث عن من خاف الله في الحرام
القصة الثانية
و أنا طفل في الثامنة من العمر و مازلت أذكرها و أرددها حتي الآن
القصة الثالثة
وأنا في السابعة والعشرون من العمر
و سوف أتحدث إليكم بشيء من التفصيل حتي تتحقق الفائدة المرجوة من الحديث في هذا المساء الجميل بكم جميعا
و إنشاء الله يكون مشوقا لكل من قرأه و بعيدا عن الترهيب و التخويف لكي أصل بحديثي إلي قلوبكم العامرة بالخير والإيمان إن شاء الله و من هنا أبدأ :-
القصة الأولي
وكنت في الثامنة من العمر وعادة بالأرياف نستيقظ مبكرا من النوم لا أذكر كم كانت الساعة لكنه كان الوقت قبل شروق الشمس وأخذت كتابي وكراستي لكي أراجع دروسي في المزرعة وكانت شجر مشمش تشتهر به البلدة التي أعيش فيها حتي وقتنا هذا وكان بجوار المزرعة مزرعة أخري لا يفصلها عنها سوي مقاس الخطوة الواحدة ولم يكن في حاجز بينهما وكانت المزرعة من البرتقال وكان حجمه قبل قطفه بأيام قليلة وكان البرتقال يحاكي الشمس وقت شروقها فتنعكس علي عينيا منه أشعتها الذهبية كان منظرا رائع الجمال
وحدثتني نفسي بأن أقطف واحدة أو أكثر وكنت مترددا كلما ذهبت للبرتقال وترياقي يملئه الشوق لقطعه وأكله وسريع الجريان بفمي كأنه نهر يجري ولا أجاري سريانه بفمي ترددت وقلت في نفسي حرام هذا ليس من حقي وهو حق الجيران وحق الجيران أن لا تأخذ شيئا من دون علمهم أو هم أعطوك من أنفسهم وجلست علي هذه الحالة أقل من الساعة بقليل وبالأخير تركت المزرعة وذهبت الي المنزل وأجد خالي وهو ولي أمري بمجيئه من مزرعة أخري كان يعمل بها وكان معه صنوفا كثيرة من البرتقال وفتح الكيس الكبير جدا ( شوال ) وأخرج منه ما يكفي عائلة كبيرة لي وقال كل لما تشبع تم جمعه من الشجر اليوم قلت في نفسي لو أكلت من البرتقال وليس له حق فيه وحرام كيف كنت ستتذوق مثل هذا كان طعمه رائع جدا كأني أتناوله لأول مرة في حياتي لماذا لأنه حلال وما أطيب من الحلال
((إن من رضاء الله علي عبده أن يجعل الحرام في فمه علقما ومن غضبه عليه أن يجعل الحرام في فمه شهدا )) وقيس علي ذلك كل ما أخافت الله في الحرام آتاك به في الحلال حتي لو بعد حين .
القصة الثانية
وفقت في عقد عمل كأي شاب وأنا في السابعة والعشرون بإحدي الدول العربية ومازلت أعمل بها حتي كتابة هذا الحديث وفي نفس العمل وقابلت صاحب العمل من أول طلة لم أرتاح له وهو كذلك وكنا في شجار دائم لا ينقطع لأتفه الأسباب وقلت في نفسي أتعود للبلاد ثانية وكيف لي بالمصاريف التي صرفت علي العقد وثمن التذكرة والديون التي تحني كاهلي من أين لي بكل هذا وفي يوم قال لي ستعمل في عمل آخر تجربة لمدة ثلاث أشهر إذا حالفك التوفيق فأنت معنا وإن كان عكس ذلك ستغادر نهائيا البلاد قلت زي ما تحب اوك و سألت عن طبيعة العمل الجديد قال لي ستعمل مراجعا للبنوك التي تتعامل معها الشركة ستودع مبالغ بها وسيحرر لك شيكات للصرف منها وتغطية حسابات بنوك أخري
قلت إن شاء الله وفعلا بدأت العمل وكل يوم يسلم الآخر وفي يوم أذكره جيدا كان محررا لي شيكا مصرفيا لصرفه من أحد البنوك وكان مبلغ الشيك خمسون ألف ريال وتوجهت إلي البنك لكي أصرف منه الشيك قام الصراف بصرف مبلغ خمسة وتسعون ألف ريال أي بزيادة قدرها خمسة وأربعون ألفا ما يوازي راتبي في ذلك الحين أربع سنوات وخرجت من البنك متوجها الي البنك الآخر الذي سيتم فيه وضع المبلغ وقام الصراف بمراجعة المبلغ بمكينة عد النقود ولاحظ الصراف الزيادة وقال لي كم ستودع قلت له خمسون ألف قال هناك زيادة قدرها خمسة وأربعون ألفا قلت له كيف ذلك قال لا أعلم قلت له أودع الخمسون وأعطني الزيادة لأردها للبنك ممكن الصراف هناك أخطأ بالمبلغ قال جزاك الله خيرا فعلا ستردها قلت نعم وكيف لا ليست من حقي هذه النقود وما ذنب الموظف في تحملها وكيف لي بنقود هي لي حرام ورجعت للبنك الأول ونفسي تحدثني علاقتك مع صاحب العمل سيئة وممكن طردك في أي وقت ثم الديون التي عليك كيف تسددها إلي أخره من حديث النفس الأمارة بالسوء ولكني تغلبت عليها وراقبت الله فيما أنوي فعله وكسب رضاه حتي بكنوز العالم لا تساوي رضا ربي ووصلت الي البنك وقلت للموظف هل راجعت النقود لي قال نعم لم يكن هناك نقص بها قلت لا لم أقصد نقصا هناك زيادة قال كيف وكم هي قلت له خمسة وأربعون ألفا و ينهض الموظف من مكانه كأنه طار من فوق الأرض بالله زيادة قلت نعم خذ المبلغ
فهو ليس من حقي قال جزاك الله خير علي ما فعلت لك فيها عشرة بالمائة قلت له من سيدفع المبلغ أنت أم البنك قال أنا قلت لا لن أقبلها فقد طلبت الثواب من الله وكان يعرف الشركة التي أعمل بها وقام بالإتصال علي صاحب العمل وقص عليه ما حدث بيني وبينه وبعد ما رجعت إلي مكتبي قابلني صاحب العمل وسألني ماذا حدث لك هذا اليوم قلت لم يحدث شيئا قال بلا حدث إن أرجعت مبلغا للبنك قلت نعم حدث بالفعل قال لما أرجعته قلت ليس من حقي قال هي بنوك أمريكية والمبلغ حلال قلت ليس لي علاقة بالبنوك وأهليتها ولكن الموظف هو الذي سيرد المبلغ قال اها أنت حملت هم الموظف قلت نعم قال أحسنت وبورك فيك نعما الموظف عندي وتبدل الحال سبحان الله في لحظات من شجار دائم بيني وبينه إلي وئام منقطع النظير وبعدها بأسبوع طلبني لمكتبه وقال لي هناك عمل أخر سأكلفك به وهو أن تعمل مسئولا للمشتريات بالشركة وسأقوم بزيادة راتبك كما تريد ماذا تقول قلت وأنا في قمة السعادة نعم قال علي بركة الله وها أنا للحين بنفس الشركة وبوظيفة مدير صيانة بعد أخذ الخبرات الكافية بطول ثمان سنوات
http://www.neareast.org/qudorat/ar/upload/up75(1).jpg
ومن هنا لو أخذت مبلغ الزيادة من البنك وهو حرام كم سيكفي من السنين وما هي بركته التي ستدوم معي سبحان الله لقد رزقني الله أضعاف ذلك المبلغ بكثير وفي نعمة وستر كاملين لماذا لأنني أخافت الله في الحرام فرزقني بالحلال وبالكثير فضلا عن السمعة الطيبة بالعمل وصاحب العمل والزملاء وفوق كل هذا الخوف من الله وأحمد الله علي ذلك وهي القصة الثانية التي حدثت لي بالفعل دون زيادة أو نقصانحبيت أحكيها لكم كي تكون دافعا لي ولكم في فعل الخير والحض عليه وعدم دخول أفواهنا للقمة من حرام مهما كان الجوع والحاجة
أخوكم محيى زقزوق
التمس العذر منكم في الإطالة
وإلي حديث آخر في مساء خميس آخر إذا كان في الأنفاس بقية إن شاء الله دمتم في حفظ الله ورعايته
