بإديا أدلعك وبإديا أخلعك" قصة لـ عصام الدين محمد-عصام قمر"
بإديا أدلعك وبإديا أخلعك" قصة لـ عصام قمر"
جلس أحمد أمام شاشة التلفاز يشاهده أثناء تناوله طعام الغذاء الذي أعده لنفسه حيث كانت زوجته السيدة أميرة راقدة في فراشها وقت العصر تشكو آلام ظهرها التي تعاودها من وقت لآخر وكان أحمد قد عاد منهكا من عمله بعد ساعات طويلة من الثامنة صباحا حتي الثالثة عصرا . وبينما كان أحمد يقوم بتغيير قنوات التلفاز لفت إنتباهه برنامج يحتفل بمرور عشر سنوات علي إنشاء المجلس القومي للمرأة وقد لفت نظره وأوقف اللقمة علي فاهه ما كانت ضيفات البرنامج تتحدثن فيه عن مكتسبات المرأة في العشر سنوات الماضية وتسرب إلي نفسه قلق شديد حين سمع من ضيفات البرنامج النبرة العالية اللاتي كنا يتكلمن بها وشعر من خلال أحادبثهن كأنهن حققن نصرا عسكريا في معارك ضارية طرفاها المرأة والرجل. الغريب أن إحدي الضيفات قالت أن كثيرا من إنجازات المرأة التي حققتها كانت بمساعدة الرجل ثم نست بعد دقائق ما قالته عن مساعدة الرجل وتحدثت بلهجة متعجرفة عن إستبداد الرجل وإحتفاظه لنفسه بمناصب لا يتنازل عنها للمرأة وتوعدت بأن السنين المقبلة سوف تشهد تغيير كبير في هذ المجال لتتبوأ فيه المرأة كل المناصب دون عائق. إعتمل صدر أحمد وشعر بضيق شديد وأغلق جهاز التلفاز ثم غفلت عينه لبعض الوقت من شدة الإجهاد ورأي فيما يري النائم زوجته " أميرة " قد تعافت تماما بعدما حققت المرأة في مجتمعه طفرة كبيرة وتحسنت حالتها .رأها جالسة علي كرسي فخم وهو واقف بين يديها وهي ممسكة بتلابيبه مرددة هذة الكلمات :
أفاق أحمد من غفوته وسكرته وعاد إلي واقعه ولحظته علي صوت " أميرة " زوجته وهي تنادي عليه قائلة:ياأحمد إعملي معاك فنجان شاي فأجابها أحمد علي الفور وفرائسه ما زالت ترتعد: تحت أمرك ياأم محمد إنتي تأمري أمر ياحبيبتي.
إنتهت
عصام قمر
