السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبحت حياتنا الدنيا مليئة بأصناف من الناس ...
فمنهم أدعياء (عافانا الله و إياكم) يقولون مالا يفعلون ...
ويفعلون مالا يظهرون يعجبك مظهرهم الخارجي ...
ويرددون النصوص الدينية بكل إتقان في العبارات ولكن بسوء فهم وعدم دراية
لمعاني ومقاصد الشريعة ونصوصها قال عنهم تعالى يصف حالهم
"وإذا رأيتهم تعجبك أجسادهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة"
أنهم حقاً يدينون ديننا الحنيف ولكن اسمع معي ماذا قال عنهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
"يا عباد الله ان فيكم منفرين"
قال ذلك في عهد الصحابة الكرام فما بالك مع هؤلاء الأدعياء الأقزام
الذين يكرهون الناس بافعالهم فى الدين وديننا الحنيف من افعالهم بريء فيثيرون
المشاكل حتى في بيوت الرحمن (المساجد)على لا يستحق من قضايا ويسعون
(بجهل أو بقصد)في خراب بيوت الرحمن بتلك الأفعال الغير مسئولة ..
فيقولوا على الله مالا يعلمون ..
ويقفون ما ليس لهم به علم ويعبدون أحبارهم ورهبانهم كما فعل اليهود و النصارى
ويتركون سبيل الرسول و الصحابة و التابعين في الفهم الصحيح للدين ..
وتجدهم يهتمون بالتكلف في الأمور و الرسول يقول "نهينا عن التكلف "
ويتنطعون في مال لا يستحق الخلاف و الشقاق و الهجر و الرسول يقول
"هلك المتنطعون .. هلك المتنطعون ..هلك المتنطعون".
فاكهة مجالسهم الغيبة و النميمة وفي من .. العلماء العاملين و الصالحين
و الدعاة المجتهدين و الرسول يقول "سيكون أقوام من أمتي يتغلطون
فقاءهم أمتي بفضل المسائل أولئك شرار القوم "
هؤلاء الصنف من الناس حريصين على الدين (لانشك في ذلك)
ولكن اساؤا السبيل الصحيح للوصول إلى النبع الصافي اخذوا الداء دون
ان يسئلوا الطبيب الماهر
الخبير فى كيفية ووقت الاستعمال ومتى يكون ذلك ؟ّ..
فاستعملوا الدواء بجهل وبدون ضوابط!!
وهناك لأسف نوع آخر تمضى اعمارهم مستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير
يفضل المسرحية على حضورهم درس ديني، و التمثيلية على صلاة جماعة
ومسلسل على قيام الليل ، وستار أكاديمي , سوبر ستار على قراءة القرآن الكريم
ويسهر للفجر لمشاهدة مباريات دولية ، ولا يقوم لصلاة الصبح ، ويدخن السجائر
ولا يسبح رب السماوات و الأرض ، ويقف الساعات في أنتظار خروج طالبات
المدارس ليغازلهن ولا يقف دقائق في صلاة ، ينفق الكثير فيما لا يبيحه
الدين ويبخل بالقليل يمدها في يد فقير محتاج او مسكين ..
يستخدمون نعم الله في معصية الله ..فمع النت يتنافسون لمعاكسة الأخرين
فيدخل الشاب في (الشات)بأسم فتاه وتدخل الفتاه على الشباب باسم شاب ..
ليضحك البعض على الآخر ..وتمضي الساعات هباءً منثوراً في رسائل وكلمات ..
وبعد عملية المخادعة هذه ، لا بأس عندهم بتبادل مواقع الفسق و الأباحية ..
والتسمر ساعات بخضوع في تقليب تلك الصور التي تغضب الله وتحل بالسخط
على العباد و البلاد .
وللاسف هناك من يساعد ذلك من اصحاب مقاهي شبكات المعلومات " الكفي نت "
وكم يتقطع القلب ونحن نرى فتية وفتيات في عمر الزهور (12: 18)سنة
يدخلون إلى تلك المقاهي التي تسمح بذلك دون رقابة أو توجيه ..
فماذا ينتظر المجتمع و الوطن من هؤلاء النشء الذين تربوا على الخداع و العري
والميوعه وهتك القيم و الأخلاق عبر وسائل العصر في الانترنت و أفلام
ومسلسلات و الفيديو كليب وأيضاً الموبايل وغيرها من الوسائل .
فأين الأخ المسلم و الأخت المسلمة الذين للدين في قلوبهم النصيب العظيم
فيدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف بمعروف وينهون عن المنكر من غير منكر ..
يخالطون الناس برفق وحسن افعال ويدفعون بالتي هي أحسن السيئة ..
ولا يأكلون إلا من حلال ..ولا ترى منهم إلا الطيب من الأفعال و الأقوال
نريد الأخ المسلم و الأخت المسلمة الذين عملوا بقول الرسول عليه الصلاة و السلام
"إنما الدين المعاملة"فيوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويعرفون للعالم قدره
وينزلون للناس منازلهم ..
ويحببون الناس إلى البر والخير نريد الذين علموا "إن الدين النصيحة"
فينصحون لله وفي الله وبالله .. فيدلك الأخ المسلم عل الخير لينقذك لا لينقدك ..
نريد من يمسح بالحنو على رأس اليتيم ويسير فى عون أخيه ويسعى على الأرامل
والمساكين ويقدم الصدقات بالخفاء حتى لا تعلم الشمال ما تنفق اليمين ونريد
خير الناس ولن يكون ذلك حتى يصبح أنفعالهم للناس ..وسلم الناس من لسانه
ويديه نريده ينشر البسمات الصادقات ولا يعتبر الأسنان عورة يجب ان لا تظهر ..
نريده حلو المحيا لا يعرف تقطيب الجبين فهو بشوش لطيف ..
وأيضاً جميل لأن الله تعالى جميل يحب الجمال ..
نريده ايضاً قوي في دينه في جسمه وفى علمه وصبره وكفاحه لأن المؤمن القوي
خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف ..
نريد أيضاً الأخت المسلمة و الأخ المسلم من تمسك بالخلق الحسن
لآن اكمل المؤمنيين أيماناً أحسنهم خلقاً ... ويصل رحمه لأن (خيركم خيركم لأهله)
مواكب لعلم العصر عالم بما يجري في العالم يستفيد من الجانب الطيب من علوم
الدهر لأن الحكمة ظالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها ..
وإن أذنب أو اخطأ اسرع في العودة إلى الله و الفرار إليه
نريده في الصف الأول في الحياة و العطاء كما أنه في الصف الأول في المسجد ...
يحافظ على مواعيده كما يحافظ على أوقات الصلاة ..
لا يكذب ولا ينافق ولايخون أمانته ولا يغش المسلمين و الناس ..
يسلك طرق العلم ملتمساً الجنة وقاصداً الله في كل عمل يقوم به ..
نريد الأخت المسلمة تتمثل في حياتها القدوة من أمهات المؤمنين الصالحات ..
تجهز نفسها لذلك .. ولتعود إلى سواء السبيل كلما حادت عن الدرب القويم
هذا هو الأخ المسلم الذي نريد ... و الأخت المسلمة التي نتمنى ...
اما غيرهم فنسأل الله أن يهدينا ويهديهم ويرشدنا جميعاً لما فيه عز الدين
ونصرة المسلمين وخير البلاد و العباد .
و الله ولي التوفيق
تمنياتي لكم ...
بالتوفيق..
مــحـــمد
