كان الليل حالك السواد حين نظرت الى السماء
و قد استقرت كل النجوم على هذا الشكل الذى لا شكل له
اطمأننت عليها جميعا و بدا لى ان كل شئ طبيعيا
لكن.. انتظر ما هذا ؟؟
اين ذلك النجم شديد البياض و الذى أعدت على رؤيته
منيرا مضيئا ها السماء
ناديت أيها النجمأين انت صحت بأعلى صوتى
فلم تكن هناك اجابة
كررت النداء اين انت ... اين انت؟؟
فأجابنى نجم أخر قريب له..بتلك النبرة حاملة
حزن عميق..لقد تلاشى نجمك هذا يا فتى
تلاشى؟؟كيف ؟ و متى؟ و لماذا؟
لقد تركته أمس و قد زاده نوره جلالا و روعة
فكيف حدث ذلك؟؟
أجابنى نجم أخر أصغر من الاول بصوته العذب
و قد زاده الحرن شجنا
انها كذلك حياتنا نولد صغارا فاذا ما كبرنا ازداد
ضياءنا و سرعان ما نتلاشى فى فضاء هذا الكون الفسيح
صحت فيه دون أدب منى و قد غلبنى الانفعال
أعلم هذا لكن لماذا حدث ما حدث
لماذا تموت النجوم؟
لما لا تبقى فتضئ تلك السماءالمظلمة
مددت رأسى الى السماء لأجد و قد نظرت الى
متعجبة يغلبها غضب من هذه التساؤلات
صاحت احدى تلك النجوم لو انك كنت نجما مثلنا
لاعتزلناك..معذور انت ايها الأنسان
نظرت الى الارض الممتدة امامىو تملكتنى رغبة الا انظر الى
السماء هذه الليلة ابدا حدادا على هذا النجم الراحل
و غضبا من تلك النجوم
قررت ان اتساير قليلا لعلى انسى همى
او اسرى عن نفسى المهمومة بمعرفة تلك الحقيقة التى لا مناص منها
انه الموت قادم لا محالة
لم تكن فكرة الموت و قدومه هى ما يزعجنى قدر جهلى بمعرفة سبب وجوده اساسا
و جهلى سبب وجود ما ينغص علينا حياتنا من مرض او حرب او خداع
و فجأة ظهر ذلك الشيخ الضرير الذى اراد عبور ذلك الشارع فلا يستطيع
عرضت مساعدتى بنفس راضية
و قد حمدت ربى على نعمه التى لا تحصى
و علمت قيمة عينى
و فجأة خطر لى ذلك الخاطر
اذ لم اقابل هذا الشيخ ألن أشعر بقيمة عينى
و لو لم يكن هناك مرض فلن تكون للصحة قيمة
و لو لم يكن للموت وجود لما كانت للحياة معنى
أدركت الحقيقة فنظرت الى السماء متبسما و قد فهمت
النجوم ما و صلت اليه فى بحثى
فبادلتنى البسم و انا شديد السرور
