><>< أحرص علي دينك تَعلمة وعلمُة **رسالتي للجميع ><><
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله تعالى الذي علم الإنسان. وهدى إلى الفرقان. والصلاة والسلام على النبي المرسل بالقرآن. وعلى آله وأصحابه سادة أهل الإيمان.
****
أبنائى أعضاء وعضوات مصراوى كافية
****
إن عبادة الله تعالى هي غاية الخلق في الدنيا.. ولأجلها خُلقوا..
والسعيد منهم من اشتغل بوظائفها..
ولا تكون العبادة صحيحة إلا إذا كانت على بصيرة وعلم؛
ولأجل ذلك بعث الله تعالى الرسل عليهم الصلاة والسلام،
وأنزل الكتب، كل ذلك لهداية الخلق إلى الصراط المستقيم..
فأتباع الرسل على بصيرة؛ هم أعرف الناس بعبادة ربهم تبارك وتعالى؛
إذ أنهم اقتبسوا من نور الوحي الإلهي،
وأما من عمي عن هذا النور؛
فهو الذي تخبط ولم يعبد ربه تعالى على بصيرة..
فهيا بنا أبنائي وبناتي نحاسب أنفسنا
فما أهون أن تِحاسب نفسك قبل أن تُحاسب فى الآخرة
فالآخرة خير وأبقي
ولتكن المحاسبة صادقة؛ ليكون الجواب صادقاً..
( هل أنت حريص على تعلم دينك؟! )
حرصك على تعلم دينك، هو بداية فلاحك..
إذ أنك ستسلك طريقاً يوصلك إلى الجنة..
قال الحسن البصري:
( إن الرجل يتعلم الباب من العلم فيعمل به خير من الدنيا وما فيها ! ).
عندما تكتب موضوع سنتعلم منك وتأخذ حسنتين حسنة الكتابة وحسنة التعلم
وشرف العلم بشرف المعلوم، وإنما شرف العلم الشرعي لشرف الدين الذي يرتبط به.. وهو أغلى بضاعة !
قال رسول الله :
{ الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه،
أو عالماً أو متعلماً }
[رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما:
السلسلة الصحيحة:2797].
ولزاماً عليك أيها المسلم أن تعلم أن حاجتك إلى تعلم دينك؛ أشد من حاجتك إلى الطعام والشراب !
وكما أنك تحرص على كسب معاشك لتحيا؛ فلتحرص على تعلم دينك، إذ أنه الحياة الحقيقية، والتي أنت بدونها في عداد الأموات !
قال الإمام أحمد بن حنبل:
( الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس ! ).
قال رسول الله :
{ طلب العلم فريضة على كل مسلم }
[رواه ابن ماجه:صحيح ابن ماجه للألباني:184].
سُئل الإمام مالك عن طلب العلم، أواجب؟ فقال:
( أما معرفة شرائعه وسننه وفقهه الظاهر فواجب، وغير ذلك منه،
من ضعف عنه فلا شيء عليه ).
فإن الناس درجات في حرصهم على تعلم دينهم،
وهي درجات متفاوتة، وفي كل درجة طائفة،
وسأذكر لك هذه الدرجات من كلام العلماء الربانيين،
فانظر نفسك في أي درجة أنت؟!
قال علي رضي الله عنه:
( الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة،
وسائل الناس همج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح ! ).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
( اغدُ عالماً أو ومتعلماً، ولا تغدُ بين ذلك ! ).
وعن حميد عن الحسن أن أبا الدرداء قال: ( كن عالماً أو متعلماً، أو محباً، أو متعباً، ولا تكن الخامس فتهلك ! ).
قال: قلت للحسن: وما الخامس؟
قال: المبتدع !
أبنائي
حاسبو أنفسكم:
في أي صنف أنتم من تلك الأصناف؟ !
وإياك أن تكون من أولئك الذين لا يبالي أحدهم بتعليم دينه والفقه فيه !
فكم من مصلٍّ لا يعرف الصلاة الصحيحة كما صلاّها النبي !
وكم من صائم يقع في الكثير من الأخطاء وهو لا يشعر !
وكم من قاصد بيت الله الحرام لا يعرف كيف يؤدي نسكه !
وكم من مبتدع واقع في الكثير من البدع، وهو يظن أن ذلك من السنة !
وكم من تاجر واقع في كثير من المعاملات المحرمة، وهو يظن أنها حلال !
وكم من آكل لأموال الناس بالباطل، لا يميز بين الحلال والحرام !
كل ذلك تجد الآفة في غالبه الجهل بأحكام الدين، والعجيب في ذلك أن ترى الواقع في تلك المحاذير في سن لا يليق بصاحبها أن يكون جاهلاً بأمور دينه، وخاصة وقد توفرت الأسباب المعينة على تعلم أحكام الدين، فأصبح متيسراً للمسلم معرفة دينه..
أبنائي
: احرصوا على تعلم دينكم، وأزلوا كل حاجز يحجزكم عن ذلك،
فإن العلم بالتعلم.
وإن من الحواجز التي صدّت البعض عن تعلم العلم الشرعي:
الحياء والكبر !
قال مجاهد: ( لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر ).
أما الحياء:
فإن كل حياء صدك عن المكارم؛ فليس هذا بحياء؛ فإن الحياء خلق يحجز عن القبائح، والذي لا يأتي حلقات العلم، ولا يسأل العلماء فيما أشكل عليه؛ فهو على خطر عظيم ! إذ أنه سيقدم على كثير من الأفعال بغير علم !
وأما المتكبر:
فواقع في كبيرة من كبائر الذنوب، وفي صاحبها قال رسول الله : { لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر ! } [رواه الحاكم والطبراني:صحيح الترغيب للألباني:2910].
أبنائي
: إن فقهكم في الدين دليل خيركم وفلاحكم..
فإنكم إذا فقهتم دينكم ؛ كنتم ممن يعبدو الله على علم؛
فتزدادوا من الله تعالى قرباً..
قال النبي :
{ من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين... }
[رواه البخاري ومسلم].
قال الحافظ ابن حجر:
( ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حرم الخير... لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيهاً، ولا طالب فقه، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس، ولفضل التفقه في الدين على سائل العلوم ).
فحاسب نفسك أيها العاقل.. ألا تحب أن تدخل في هذه الخيرية؟ !
فإنه لا يستوي عالم بدينه وآخر جاهل !
قُل هَلْ يَسْتوِي الذِينَ يَعْلَمُونَ وَالذيِنَ لا يَعْلَمُونَ إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلبَابِ [الزمر:9].
قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
( يرزق الله العلم السعداء، ويحرمه الأشقياء ! ).
وقال ابن القيم:
( السعادة الحقيقية هي سعادة نفسانية روحية قلبية، وهي سعادة العلم النافع ثمرته، فإنها هي الباقية على تقلب الأحوال، والمصاحبة للعبد في جميع أسفاره، وفي دوره الثلاثة، وبها يترقى معارج الفضل، ودرجات الكمال، كلما طال الأمد ازدادت قوة وعلواً... ).
يجزع أحدهم إذا خسر القليل من ماله.. ولا يجزع إذا خسر الكثير من دينه !
ويفرح إذا استفاد القليل من المال.. ولا يفرح إذا استفاد علماً من دينه !
عن عقبة بن عامر قال:
خرج رسول الله ونحن في الصفة، فقال:
{ أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق؛
فيأتي منه بناقتين كوماوين، في غير إثم ولا قطع رحم؟! }
فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال:
{ أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد؛
فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين،
وثلاث خير له من ثلاث،
وأربع خير له من أربعٍ،
ومن أعدادهن من الإبل؟ ! } [رواه مسلم].
قال أبو غنية الخولاني:
( رب كلمة خير من اعطاء المال، لأن المال يطغيك، والكلمة تهديك ).
أبنائي
إن خير علم تعلمتوة؛ علماً هداكم إلى معرفة الله تعالى،
وعبادته على بصيرة.. ولن تجدوا بضاعة أغلى منه..
وقد قال النبي :
{ خيركم من تعلم القرآن وعلمه }
[رواه البخاري].
أبنائي ألأعزاء
تعالوا علمونا ماتعلمتموة ستكتبوا مع الأبرار
وعن علي الأزدي قال:
سألت ابن عباس عن الجهاد، فقال:
( ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد؟ !
تبني مسجداً تعلم فيه القرآن، وسنن النبي ، والفقه في الدين ).
ولتعلمو أبنائي الأعزاء
أن من شرف الذي يحرص على العلم النافع،
أن النبي أوصى به، وهو شرف لكل من حرص على تعلم دينه..
قال رسول الله :
{ سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم:
مرحباً مرحباً بوصية رسول الله واقنوهم }.
قلت للحكم: ما { اقنوهم }؟ قال: علموهم.
[رواه ابن ماجه:
صحيح ابن ماجه للألباني:203].
أبنائي الأعزاء
إن علماً قليلاً تحرصون على طلبه؛ لتتفقهوا في دينكم؛
خير لكم من أضعافه من عمل صالح تعمله.. وكيف لا؟!
فإن العلم طريق للعبادة الصحيحة،
فلا عبادة بغير علم..
قال أبو هريرة رضي الله عنه:
( لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه،
وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين،
ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ! ).
قال رسول الله :
{ سلوا الله علماً نافعاً،
وتعوذوا بالله من علم لا ينفع }
[رواه ابن ماجه:
صحيح ابن ماجه للألباني:3114].
والحمد لله تعالى
والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه
لاتنسوني من صالح دعواتكم
منى رشدى