ان من عظيم لطف الله ورحمته بعباده انه تعالى لا ياخذهم بذنب ولا يعاقبهم بخطيئه بان ينزل عليهم العقاب عقب فعلهم للذنوب والخطايا ولكنه تعالى يؤجلهم الى يوم تشخص فيه الابصار وتبلغ فيه الروح التراقى ويكون الناس جميعهم خشعا ابصارهم ترهقهم ذله وذالك بمحض فضله وبسابغات جوده وكرمه وذالك حتى يدع الفرصة امام عباده للتوبه اليه وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات وبذالك يتضح لنا جليا مظاهر رحمة الله تعالى بعباده العاصين حتى يدخلهم الجنه ولو باقل القليل من الاعمال فيدخلهم الجنة افواجا وفرادا منهم من يدخل الجنه بعد حسابه بكثرة حسناته ومنهم من يتاخر فيدخلهم الجنه بعد دخولهم النار حتى يمحو السيئات ويصفع عن العثرات فيدخلون الجنة برحمته واحدا تلو الاخر فدعونى انقل حضراتكم الان الى ساحة الحساب لنرى اخر رجل يدخل الجنه ........
عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
آخر من يدخل الجنة
رجل يمشي على الصراط فهو يمشي مرة و يكبو مرة و تسفعه النار مرة
فإذا جاوزها التفت إليها
فقال : تبارك الذي نجاني منك
لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين و الآخرين
فترفع له شجرة
فيقول :
أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظل بظلها و أشرب من مائها
فيقول الله
يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟
فيقول
لا يا رب و يعاهده أن لا يسأله غيرها
و ربه يعذره ، لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها
فيستظل بظلها و يشرب من مائها
ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى
فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة لأشرب من مائها و أستظل بظلها
لا أسألك غيرها
فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني
ألا تسألني غيرها ؟
فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ؟
فيعاهده أن لا يسأله غيرها
و ربه يعذره
لأنه يرى ما لا صبر له عليه
فيدنيه منها فيستظل بظلها و يشرب من مائها
ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة و هي أحسن من الأوليين
فيقول
أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظل بظلها و أشرب من مائها لا أسألك غيرها
فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال بلى يا رب أدنني من هذه لا أسألك غيرها
و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها
فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة
فيقول: أي رب أدخلنيها
فيقول: يا ابن آدم ما يعريني منك ؟
أيرضيك أن أعطيك الدنيا و مثلها معها ؟
فيقول: أي رب أتستهزئ مني و أنت رب العالمين ؟
فيقول: إني لا أستهزئ منك و لكني على ما أشاء قادر
رواه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه
فانظروا جميعا الى عظيم لطف الله بعباده وواسع رحمته بهم ومدى عزره لهم على ما يرون من جميل عظيم بهيج تصميم اصناف الجنه على ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهو تعالى يريد ان يدخلهم الجنه بعفوه ومغفرته اليس ذالك بحق ان يعبد و يوحد و يطاع فلا يعصى وتؤدى فرائضه وتجتنب محارمهفلك الحمد رب العالمين نوحد .... ولا مسلم فى الكون الا ويشهد
بانك رحمن رحيم وواحد .... ومالك يوم الدين اياك نعبد
اياك حقا نستعين لتهدنا .... صراط قويما مستقيما وترشد
صراط الذين انعمت حقا عليهم .... لهم غير مغضوب عساك تبد
ولا الضالين الذين هم ضلوا .... امين فانت الرحيم ونحن لك نعبد
