خطوات بين العصبيه فى الاسلام و الخرافات
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتديا لولا ان هدانا الله وبعد
فان الله تعالى انعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى ومن اعظم نعم الله علينا واكبرها نعمة الاسلام الذى هدنا الله اليه وعانا نبيه محمد وبلغ الجهد وبزل كل صعب وضحى بكل شىء حتى يؤدى رسالة الاسلام بيضاء نقية وينشرها فى ربوع الارض كلها عالية خفاقة تناطح السحاب وتضاهى الشمس ضاحية النهار واوضح لنا سبل الخير والهداية من خلال تعاليمة السمحة التى تقوم على الوسطية والعدالة واليسر و علمنا كيفة التعامل بين الفرد والجماعة وغير المعتقدات و العاداة والتقاليد فى قوم من اصعب الصعاب تغيرهم وهم عرب حرصين على عاداتهم و تقاليدهم ليجعل دستورا قويما مستقيما مسددا مبني على خمس قواعد غيرت المفاهيم و العادات ومن اهم هذه القواعد الاسلامية التى وضعها رسول الله ليقوى ويدعم الاسلام والمسلمين هى
1- الحرب على الاوهاب والخرافات والاساطير
فقد جاء النبى فوجد فى المجتمع العربى طائفة من الدجالين تعرف باسم الكهان او العرافين الذين يدعون معرفة الغيوب الماضية والمستقبلة عن طريق اتصالهم بالجن او غير ذالك من الشعوذة والخزعبلات فاعلن الرسول الحرب على هذا الدجل الذى لا يقوم على علم ولا هدى ولا كتاب منير وتلا عليهم قوله تعالى ( قل لا يعلم من فى السماوات والارض الغيب الا الله ) فلا الملائكة و لا الجان ولا البشر ولا مخلوق يعلمون الغيب فمن ادعى معرفة الغيب فهو كاذب على الله وعلى الحقيقة وعلى الناس فالتنجيم الرمل والطالع والمنجل كل ذالك حرام ودجل وشعوذة فاليحذر الناس منها وكذالك فليحذروا اشد الحذر من تعليق التمائم ما يسمى بالحجاب و ضرب الودع فهى من الاعتقادات الباطلة على ظن من الناس انها تشفى من الامراض او تقى منها او تجلب الرزق او تحمى من الحسد ولا زال فى القرن الرابع والعشرين مع التقدم العلمى والتقنى والتكنولوجى الواضح والمعروف من يعلق على بابة حذاء فرس او قرون خروف وغيرة ولا زال بعض المضللين الى اليوم فى كثير بلاد الارض يستغلون جهل الدهماء من الناس ويكتبون لهم حجبا وتمائم يخطون فيها خطوطا وطلاسم كفرية اعزنا الله منها ويتلون عليها اقساما وعزائم ويزعمون انها تحرس صاحبها او حاملها من اعتداءات الجن او مس العفاريت او شر العين والحسد فان ذالك كله حرام ما انزل الله به من سلطان وفاعله كافر وكذالك مصدقه روى البزار عن ابن مسعود قال قال رسول الله ( من اتى كاهنا او عرافا او ساحرا فساله فصدقة فيما يقول فقد كفر بما انزل على محمد ) و لكن الوقاية والعلاج لهما طرق معروفة شرعها الاسلام كالرقيه الشرعيه مثلا او كما روى الامامان البخارى ومسلم ان النبى قال ( ان كان فى شىء من ادويتكم خير ففى هذه الثلاثه شربة عسل او شرطة محجم او كية بنار ) وهذه الانواع الثلاثه تشمل بروحها و بالقياس عليها فى عصرنا ما يتناول من الدواء عن طريق الفم والتداوى عن طريق العملية الجراحية او التداوى بما توصل الية الطب الحديث من الادوية اما تعليق خرزة او حجاب او قراءة بعض الرقى المطلسمة للعلاج او الوقاية فهو جهل وضلال وحرام يتصادم مع سنن الله و ينافى توحيدة روى الامامان احمد والحاكم عن عقبة بن عامر انه ( جاء فى ركب عشرة الى رسول الله فبايع تسعه وامسك عن رجل منهم فقالوا ما شانه فقال ان فى عضده تميمه فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله ثم قال من علق فقد اشرك ) وروى الامامان احمد وابن حبان عن عمران بن حصين ان رسول الله (ابصر على عضد رجل حلقة اراة قال من صفر فقال ويحك ما هذا فقال من الواهنه قال اما انها لا تزيدك الا وهنا وانبذها عنك فانك لو مت وهى عليك ما افلحت ابدا ) فالمنهى عنه المحرم من الرقى باجماع العلماء كل ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله كفر كالطلاسم فاما اذا فهم معناه وكان فيه ذكر الله فانه مستحب والرقيه حينئذ دعاء ورجاء الى الله لا علاج ولا دواء وقد كانت رقى الجاهلية ممزوجه بالسحر والشرك والطلاسم التى ليس لها معنى مفهوم
2- لا عصبية فى الاسلام
وكان اول ما صنعة الاسلام متمثلا فى النبى حين بدا الدعوة ان اهال التراب على العصبية بكل صورها و حرم على المسلمين ان يحبوا اى نزعه من نزعاتها او يدعوا اليها واعلن النبى براءته ممن يفعل ذالك قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواة ابو داوود فى سننه ( ليس منا من دعا الى العصبية وليس منا من قاتل على العصبية وليس منا من مات على عصبية ) فلا امتياز للون معين من البشرة ولا لجنس خاص من الناس ولا لرقعه من الارض ولايحل لمسلم ان يتعصب للون على لون ولا لقوم على قوم ولا يحل لمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان ينتصر لقومه لمجرد انتسابة اليهم محقين كانوا او باطلين مظلومين او ظالمين ففى الحديث الذى رواة ابو داوود فى سننه عن واثلة بن الاسقع قال قلت يا رسول الله ما العصبية قال ان تعين قومك على الظلم وقال تعالى ( يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ) وعدل انبى مفهوم هذه الكلمه التى كانت شائعه فى الجاهلية و ماخوذة على ظاهرها انصر اخاك ظالما او مظلوما ولما قالها النبى لاصحابة بعد ان رسخ فى قلوبهم الايمان مريدا بها معنى اخر عجبوا ودهشوا وقالوا يا رسول الله هذا ننصرة مظلوما فكيف ننصرة ظالما قال تمنعه من الظلم فذالك نصر له ومن هنا نعلم ان كل دعوة بين المسلمين الى عصبية عنصرية انما هى دعوة جاهلية يبرا منها الاسلام فالاسلام لا يعترف باى ولاء لغير عقيدته ولا باى رابطة سوى اخوتة ولا باى فواصل تميز بين الناس غير الايمان والكفر فالكافر المعادى للاسلام عدو للمسلم ولو كان جارة فى وطنه او احد بنى قومه او لو كان اخاه لابية او لامه قال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم ) ولذالك فالعصبيه مكروها فى الاسلام فالدين يدعوا الى الوسطية فى الامور كلها
اتاسف على التطويل قدمتها لحضراتكم مبتغي افادتكم والله من وراء القصد احبكم فى الله اكرمكم الله وجعلكم من الراشدين الذين فى جنات وعيون
