بسم الله ولا رب سواه ولا معبود بحق الالا اياه لا اله الا الله ........... وبعد
فان الله خلق العالم وجعل له قوانين لا يستطيع بشر ان يخترقها الا بمعجزة من عنده ولما ضل الناس وعبدوا غيره من الاصنام والاوثان والنار والكواكب والشياطين وتخبطوا فى دربات الغى و الالحاد احتاج العالم الى بعثة الرسل مرشدين ومبيين سبل الهداية و العودة الى عبودية الله تعالى فارسل الله الرسل والانبياء وخرق لهم القوانين الكونينيه حتى يصدق البشر انهم مبعوثين من عند الله تعالى واجرى على ايدى هؤلاء الرسل ما لا قدرة لعقول البشر مجرد التفكير فى الاتيان بمثله حتى تسقط الحجه وتثبت المحجه ومن هذه الخوارق المعجزة مثلا ما حدث لابراهيم عليه السلام لما القاه قومه فى النار بعد تكذيبه له وهم يعلمون ان النار تاكل البشر فامر الله النار بعدم اصابت ابراهيم باى اذى فسلب قانون الاحراق من النار وعطل حرها فسارت بارده ثم امن له من البروده بتخفيض حدتها فسارت النار له سلاما وامن فلما خرج من النار الدارمة المؤججه المشتعله وهو بداخله قرابة الاربعين يوما عجزت عقولهم على الانكار فامنوا به وصدقوة وكذالك ما حدث مع موسى عليه السلام مع سحرة فرعون حيث انه من المعلوم عند حذاق السحرة ومردتهم ان السحر ليس بحقيقة وانما هو خداع عين الناظر الى السحر فيرى مثلا العصى والحبل على انها ثعبان وهى فى الحقيقة حبل لم يتغير فالساحر نفسه يراه حبلا وانما سحر عين الناظر فشاهد الحبل ثعبان مع بقاء الحبل على حقيقته فلما جاء موسى امام السحره القى السحرة حبالهم وعصيهم فسحروا اعين الناس حتى شاهد الناس الحبال ثعبان وهو عند السحرة باقى على اصله حبل لا يتحرك فلما القى موسى عصاه اهتزت بخرق الله لقانون الجماد وهو الخشب المصنوعه منه عصى موسى فجعله حى ثعبان يتحرك فعلم السحر ان موسى ليس ساحرا وانما هو نبى لان العصا تحولت الى ثعبان حقيقى وليست العصا باقيه على اصلها و لانهم مهرت السحرة لذالك لا يؤثر فيهم السحر و يستطيعون بسهوله ان يميزوا بين السحر والمعجزه وكذالك ما حدث مع النبى لما اشار الى القمر فشقه نصفين لا يوجد سحر على وجه الارض يشق القمر وانما هى معجزة قويه تصديقه لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولذالك فانه لا يستطيع الان مع التقدم التكنولوجى بشر مهما وصلت درجته العلميه ان يخرق قانون سيرة الله تعالى فى العالم او ان يغير عادة جرت بين الناس فى ايامهم فان من يقول من الملحدين بان صناعه الطائرة او التلفزيون او الراديوا او التليفون هو معجزة خارقه للعاده فقد كذب لان المعجزه هى خرق قانون الشىء وسريانه من عمل خلقه الله له الى عمل اخر مثل النار خلقها الله للاحراق والاهتداء بضوئها فى ظلمة الليل فالمعجزة هى تغير النار وخرق قانونها من تحويلها من حارقه حاميه الى بارده امنه هذه هى المعجزة اما غيرها فهى اختراع عقل هو مخلوق من مخلوقات الله لا قدرة له على فعل شىء الا بمراد الله تعالى اما المخترعات الحديثه فهى نتاج تفكير العقل الموجود فى الانسان بامر الله وصنعه وما ذالك الا ارادة من الله فى اجاد هذه الاختراعات لما فيها من معنى عمارة الكون وبقاء اتصال افراد البشر بعضهم ببعض لا تخرق قانون ولا تغير فى كون الله شيئا وانها كذالك قد اوحى الله عن طريق الالهام بفكرة اختراع هذه الاشياء للانسان حتى ولو كان الملهم بالفكرة كافر فقد اوحى الله الى النحل وهى من الحشرات الغير عاقله الهمها ان تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر واوحى الى الفرس الهمه بان يرفع حافرة عن ولدة مخافة ان يصيبه الست ترى ان القطة تاخذ ابنها فى فمها وتهرب به من بيت الى بيت ومن حائط الى سابع حتى تحميه من الخطر ان الذى اوحى الى هؤلاء والهمهم ذالك مع عدم وجود العقل فيهم لهو قادر ان يلهما الكافر مع وجود العقل فيه بما هو يعود بالنفع على العالم كله لضمان سريانه وفاعليته الى ان يشاء الله ولكن لا نقول ان هذه المخترعات معجزات وانما هى وحى الهامى من الله بالفكرة لعودة النفع للناس فقط والله دائما ما يختار الصلاح للبشر لاجل اكمال المهمه التى خلقهم من اجلها وهى عمارة الكون وعبادته تعالى وبقاء الجنس البشرى الى قيام الساعه و هنا يتضح الفارق جليا بين المعجزة والالهام
المعجزة هى كل ما جاء خارق لقانون الكون وعجز البشر على ان ياتوا بمثله وقصرت عقولهم عن مجرد التفكير فى تحقيقه ويجريها الله على ايدى رسله تصديقا لنبوتهم وانهم مرسلون من عند الله
الالهام هو الايحاء بفكرة قد يعجز بعد الناس فى التوصل اليها ولكنها تحدث لنفع الناس واستمرار حياتهم وقد ياتى هذا الالهام لكافر فهذا امر عادى ما لم يكن فيه خرق لقانون الكون و هذا الالهام محقق فى المخلقات الغير عاقله كالنحل و الفرس و القطة حماية لهم من الخطر المحيط به
وقد تكون المخترعات الحديثه اذانا لدق اجراس قيام الساعه كما اخبرنا النبى فى احاديثه كاشارته الى تكلم الحديد وقد حدث مثل التلفزيون و الراديون والتليفون او كما اشار الى تقارب الزمان والمكان كما حدث بالطائرات و القطارات وتناقل اخبار الشرق والغرب عبر وسائل الاعلام المقرؤة والمسموعه والمرايه فلا وجه للاعجاز فى هذه المخترعات وانما هى اوجدت بارادت الله وحده ولا تدخل فى البشر او لعقولهم ايا كانوا مسلمين و كافرين فلا كرامت لمخترع ولا معجزت لصانع سوى الشكر لله على الالهام بالفكر الذى يضمن استمراريت الحياة وباقائها الى ان يرث الله الارض ومن عليها والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
