كانت عقيدة التوحيد منتشرة فى ربوع الارض منذ ان خلق الله الكون وهذه العقيدة كانت فى القرون الغابرة وبين الاقوام الهالكه فى مفهومهم تنقسم قسمان القسم الاول هو عبادة ما خلفه لهم ابائهم من مقدسات على اختلاف اشكالها وصورها والقسم الثانى الايمان بالبعث بعد الموت والقسم الاول كان يمثل الصراع الاكبر بين الاقوام والرسل باعتبار الموروث الحق فى مفهومهم من جهه و الدعوة الى الله من قبيل الرسل من جهه اما القسم الثانى فكانوا يؤمنون به و يعتقدونه ولكن مع بعض الخرافات والجهل فتجد مثلا الفراعنه القداما كانوا يؤمنون بالبعث بعد الموت و لكن كانت الاساطير تسيطر عليه فكانوا يقومون بدفن جثمان المتوفى ويضعون معه فى قبرة الطعام والشراب و الاموال والذهب وبعض تماثيله الخاصه ومقتنياته التى يستخدمها بعد ان تعود اليه الحياة مرة اخرى فتيسر له ان ياكل اذا جاع و ان يشرب اذا عطش وان يتاجر بالمال والذهب ليحيى حياه اخرى سعيده فى العالم الجديد الذى ذهب اليه بموته على حد ذعمهم ومحض اعتقاهم وتجد الهندوسيه العقيدة السائدة فى الهند يقومون بحرق جثمان المتوفى و يلقون بالجثة بعد ان اصبحت رمادى بعد الحرق فى البحر حتى لا يتعرض جسد المتوفى للتعذيب بعد موته على حد اعتقادهم وتجد النصارى يلبسون المتوفى افخر ثيابه و يضعون على ملابسه المسك و يقومون بحلق راسه اذا احتاج الى حلق و يهيؤنه و يلبسوة بعد الذهب ان وجد ثم يضعونه فى صندوق خشبى مبطن ويقومون بوضعه فى القبر بالصندوق على انه يلاقى ربه وهو فى عز و على مظهر حسن على حد اعتقادهم كل هذا يبين ويوضح ان الايمان بالبعث بعد الموت جميع الاديان والملل والنحل و المذاهب يعتقدونه ويؤمنون به لكن مع اختلاف صوره وطريقته ولكن كل هذا ليس له اعتبار ما دام القسم الاول وهو الايمان بوحدانية الله تعالى باطل حيث انك تجدهم يعبدون توافه لا تضرهم ولا تنفعهم فتجد بعضهم يعبدون الاصنام و الاوثان المصنوعه من الطوب والطين والصخور يصنعها بيده ثم يعبدها ( وما اروع قول الفاروق عمر حين اسلم فبكى ثم ضحك فقالوا ما يبكيك يا امير المؤمنين فقال كنا فى الجاهلية ندفن بناتنا احياء خيفة الفقر والعار وكنت ذات يوم ادفن بنت و احفر لها قبرا فكسانى التراب فاخذت تمسح عنى فلما تذكرتها بكيت وكنا نصنع الاصنام من العجوى ثم نمكث على عبادتها والتقرب منها فاذا شعرنا بالجوع اكلناها فلما تذكرتها ضحكت ) وتجد بعضهم يعبدون البقر والعجل فيحرمون على انفسهم ذبحها واذا بالت فى مكان اصبح مباركا وتجد بعضهم يعبدون الكواكب والنجوم والسبع السيارة وتجد بعضهم يعبدون النار والملائكة والجن وعبدة الجبت والطواغيت وتجد بعضهم يعبدون المخلوق وينسون الخالق كالنصارى مع عيسى واليهود مع العزير ( وما اروع ما قاله الشيخ محمد عبده شيخ الازهر رحمه الله حينما كان متواجد عند الخديوى عباس وكان متواجد معهم قسيس من قساوسة النصارى و حاخام من حاخامات اليهود فقال الخديوى عباس الحمد لله الذى جمعكم عندى على حين غفلة فكل واحد منك يمثل دينه وكل واحد منكم يقول لماذا يدخل الجنه فقال ممثل اليهود فليقل ممثل النصارى اولا وقال ممثل النصارى فليقل ممثل المسلمين اولا فقال الخديوى تكلم يا امام فقال الشيخ محمد عبدة فى عبارات موجزه ولكنها جميلة المبنى عظيمة المرمى اذا كان اليهود داخلوها لانهم امنوا بموسى فنحن المسلمون داخلوها لاننا امنا بموسى مثلهم واذا كان النصارى داخلوها لانهم امنوا بعيسى فنحن المسلمون داخلوها لاننا امنا بعيسى مثلهم واذا كنا نحن المسلمون داخلوها لاننا امنا بمحمد فلا اليهود ولا النصارى داخلوها لانهم لم يؤمنوا بمحمد مثلنا فقال الخديوى الله اكبر وقعت الحجه وظهر الحق ) فتجد ان الاسلام جمع بين القسمين الايمان بوحدانية الله والايمان بالبعث بعد الموت فالمسلمون يضعون المتوفى فى اثوب بيض ليس فيهما مخيط ولا جيوب ويضعونه فى القبر على الارض لينتظر حساب الملكين وملاقات الثواب او العقاب ثم العرض على الغفور التواب لينال حسابة ثم هو الى الجنة او النار فهذا هو الدين الحق الثواب الذى جاء على حين فترة من الرسل وعلى حين غفلة من الناس لينير الطريق المستقيم ويبين للانسان سبل الهدايه لمن اراد الصواب ويوقفه على الجادة و يحمية من التخبط فى دربات الكفر والغى وينأ به من جنبات الطغيان الى طريق الرحمن الله الواحد الديان
