هييييييييييييييه ( قالها العالم الجهبز (فريد النووي) عندما إنتهى من تصنيع حبّاته الجديدة التى سوف تغير العالم على حد قوله ) .
كانت تهليلته المجلجلة كافية لأن توقظ زوجته التي تنام في الغرفة المجاورة لغرفة معمله .... ولم تقم الزوجة مفزوعه من نومها كما سيتوقع البعض ... فقد إعتادت يوميا سماع أصوات إنفجارات وطرقعات من هذه الغرفة المكتوب على بابها ( معمل الدكتور العلاّمة فريد النووي .... الرجاء قراءة الفاتحة قبل الدخول ... فالعمر واحد والرب واحد ).
قامت الزوجة من النوم ودخلت لتطمئن على زوجها , فلربما قام بإختراع حبة أفقدته ما تبقى من عقله ... لكنها وجدته ممسكا بأحد الحبات الصغيرة ورافعا بيده للأعلى كمن يشهر سيفه ويقول بكل فخر ( يا عديلة ... أنا إخترعت الحباية إلي أعدت خمس سنين أحاول أعملها ... أنا مش مصدق نفسي ... أنا ... أنا ... عاوز أعيط من الفرحة ) ....... وقبل أن يكمل .. أطلقت زوجته زغروطة طويلة .. ثم قالت ( يا حللولي يا حللولي .... بركة يا خويا إن ربنا هيتوب علينا وتبطل بقى الوَش إلي بتعملهولنا كل يوم ... يا راجل يا منخوليا .. إنت محرمتش تعمل إختراعاتك الفاشلة دي )
نظر إليها فريد في غضب , ولكنه لم يشأ أن يفسد فرحته فترك زوجته في الغرفه وخرج إلي الصالة وهو مازال ممسكا بالحبة التي إخترعها ... وهو يتمتم ( والله وعملتها يا بطل ... الحباية دي هتغير مجرى العالم ... ها ها ها ).
ضربت الزوجة كفا على كف وهي تشاهد زوجها بعد أن خرج من المعمل وهو يقفز على كراسي الأنتريه كالأطفال ويردد الأغنية الشهيرة ( الناجح يرفع إيده ... هييه .... الناجح يرفع إيده ... هيييييه ...... دايما علطول دايما علطوووووووول ... دايما دايما .... دايما ديما ... داااااايما ) وقال جملته الأخيره وهو يقفز لتصطدم رأسه بالنجفة المعلقة في السقف .... ليسقط على الأرض ..... وتصرخ عديلة ( دااايما تتخبط في النجفة يا موكوس ... يالههههههههوي ) .
تجلس عديلة بجوار فريد الراقد على السرير وهو يتوجع من الألم وتقول له ( معلش يا خويا جت سليمة .... بس يا فريد حرام عليك إلي بتعمله فينا ده ... إنت يا راجل مش هتعقل بقى وتبطل الإختراعات إلي بتعملها دي ... إلي مفيش كده مرة إختراع نفع ... ده كل إختراعاتك بلا إستثناء فاشلة ... يا فريد يا حبيبي إنت ملكش في السكة دي ... إنت مالك ومال العالم دول ؟ ... طب أنا راضية ذمتك ... في مخترع في العالم بعد كل إختراع ليه ينط على كراسي الإنتريه وكل مرة لازم يخبط دماغه في النجفة ... مفيش مرة يغلط و يخبط في المروحة (عشان تطيّر رقبته – تقولها بصوت خافت - )
فريد في كبرياء : دي نشوة الإنتصار يا عديلة ... إنتصاري على جهلي وإكتشاف حقائق الأمور .... أمثالك من العامة مجربوش النشوة دي .
عديلة ترفع يدها إلي السماء وتقول : يعوض عليا ربنا عوض الصابرين .
فريد : أنا عاوزك يا عديلة مرة تقفي جنبي , وتؤمني بيا كعالم موهوب ليه إختراعاته ... أي نعم إختراعاتي كلها مكنتش موفقة , لكن لازم تعرفي إن المرة دي ... أنا إخترعت حاجة جديدة ومدهشة ... الحباية السحرية ( قالها بطريقة جعلت عديلة تتناسى أنها أمام مخترع فاشل فقالت في لهفة : حباية إيه دي يا أخويا ؟ )
فريد : دي حباية بتخلي إلي ياخدها ميشوفش أي بشر أدامه .
عديلة في تعجب : إزاي ياخويا ... مش فاهمة ولا مؤاخذة ... يعني الواحدة تاخد الحباية دي تتعمي يعني ولا إيه ؟ ... ياريت توضح ياخويا ... أنا مش مستوعبة الكلام المجعلص إلي بتقوله ده .
فريد في سخرية : هههه .. يتعمي إيه يا عديلة ... هههه .. يخرب عقلك .. دي آخرة أعاد العلماء العباقرة أمثالي مع عامة الشعب أمثالك ... ها ها ها ..... بصي يا عديلة يا حبيبتي .. الحباية دي إلي بياخدها بيشوف كل حاجة ما عدا البشر ... يعني مثلا الأبهات ممكن يدوها لولادهم عشان يعرفو هما بيعملو إيه من وراهم .. فهمتي ؟
عديلة : والله دي حاجة حلوة خالص ... بس إنت يعني جربت الحباية دي ؟
فريد في ثقة : ما تقلقيش يا عديلة ... أول واحد هجربها فيه ... إبننا حاتم ... مش هو عاملي فيها واد صايع ... طب إحنا بقى هنشوف مين الصايع إلي بجد .
يتبع