يكفي ظلاما ايها الليل الطويل...
لماذا لا تمضي بعيدا...لماذا تصر ان تبقي قلبي المنهك عليل....
مللت الالام التي تسكن جسدي...وتحيله الى بركان من الاهات...
ها انا اليوم ارقد على فراش المرض القاسي....وحيدة...
انفضت عني الاحباب...اصبحوا بالنسبة لي كالاغراب...
وقلبي لا يحتمل اكثر في هذه الوحدة القاتلة...
اتطلع الى النافذة...اود لو يخترق بصري عوالم الغيب...
اتمنى ان تحلق روحي الى سماوات الحرية العذبة...
ما الفائدة من وجودي هنا في هذه الدنيا...وانا لا استطيع ان ارى شروق الشمس....
لا يوجد سببا لبقائي الطويل الا شقائي..نعم شقائي ...ببعدك عني....
فانت الشمس المشرقة التي تسكب الضياء على الالامي واهاتي...
وانت الضوء...
الساطع الذي ينير اعماقي وحياتي....بل انت ينبوع العطاء الذي لا ينضب....
غفلت يوما ..وابعدت كل اشواقي ولهفتي اليك...قلت لك ابتعد...فانا اريد ان اظل وحيدة....
لا ادري كيف تصرفت بحماقة..لا اعلم كيف وصل بي كبريائي الى هنا...
بعيدة عنك الالاف الاميال...تفصل بيننا بحور واماكن وقارات...
ليتني اذهب الى تلك البقاع...هناك حيث ضياءك ...ليتسلل الدفء الى اوصالي....
لتسطع شمسك عالية وضاءة...لتبعد عني عيناك الحنونتان الخوف..والالم...
ولكنني لا استطيع...من العبث ان افكر في ذلك الان...وانا التي اجبرت نفسي على الابتعاد عنك...
رايتك تبتعد ويتلاشى طيفك من امام عيني...رايت شمس حياتي تافل ببطء....
شعرت ان قلبيي يكاد ينخلع من مكانه...لن اراك مرة اخرى...لن اسمع موسيقى صوتك العذب....
لا اعلم لماذا شعرت باوصالي تضعف وتضعف عند رحيلك...وكانك الطاقة التي استمد منها قوتي...
يلفني الظلام الان ...سيان عندي الليل والنهار...اوقاتي ولحظاتي كلها مظلمة ببعدك...
حتى الحمى التي استوطنت اوصالي بعد رحيلك تأبى الا ان تعذبني...تذكرني انني المخطئه...
تنهش قوتي بقوة ..حتى لا تتركني الا شبح انسان فارقته الحياة...لست اعرف لها سببا...
ايكون شوقي اليك ترجمته روحي الى حمى شديدة في جسدي...لتعاني الروح والجسد معا لفراقك....
لتني لم انطق بحرف...ليتك لم تسمعني ولم تلقي الى كبريائي المزيف بالا...
ليتك تجاوزت عن تلك اللحظة التي اعلنت انا فيها خروج روحي من جسدي الى غير رجعة...
صعب ان تخرج الروح من الجسد...انهما كيان واحد...وانا اردت ان افرق هذا الكيان....
انتزعت روحي من جسدي ...وجعلتها تطير بعيدا عن مستوى نظري..بحيث صرت لا اراها...
ليتك الان تسمعني ياصاحب العينان...اللتان تشبهان البحر في اتساعه...ليت صوتي الضعيف يصل اليك...ليت قلبك الذي سكن قلبي يشعر بي الان...ليتني ارى كفوفك المعطاءة تمتد الي الان...
اتراني افارق الدنيا قبل ان اراك يا ساكن كياني وعالمي...اتراك تتذكرني الان...
اتراها ذكراي تحرق قلبك كما تلهب اطيافك قلبي وروحي...لا ادري ...وانا هنى حبيسة مرضي وجدراني....يتفطر من الالم قلبي ووجداني...اصارع الظلمات التي تحيط بي...افتقد الامان...
ان كنت قد بحثت لك عن قلب اخر...فليبارك الله قلبيكما...وليسعدك الله في ما تبقى من ايامك...
ولكن انا لا اطلب شيئا...كل ما اطلبة الان ان اراك في هذه اللحظات...التي ربما تكون لحظاتي الاخيرة....
لن ازعجك اكثر من ذلك...ولن اخترق حياتك...ان كنت بدات حياة جديدة بعيدا عني...كل ما اريدة لحظات فقط...اريد ان ارى عيناك للحظات...فهل يصلك رجائي ...؟؟؟