السلام عليكم ورحمة الله


لا تزال الهجمة الشرسة على عقول الشعب المصري من مختلف القنوات والجرائد للرضوخ لأصوات الأقلية المطالبة بالدستور أولا فقد تركنا الحجر الصحي على الخيار أبو بكتيريا قاتلة وأمسكنا بالحجر العقلي على الشعب المصري اللي كبر وخرف وأصبح فاقد للأهلية فيجب تدخل أولاده للحجر عليه والحصول على أعز ما يملك ألا وهو "عقله" فقد تحول الشعب المصرى بين شبرا وضحاها إلى شعب مضحوك عليه من أصحاب الذقون بعد ما شرّبوا الشعب عصير بصل شوب كبير مشبر وأجبروهم على التوقيع بنعم على التعديلات الدستورية بعد تهديدهم بدخول النار في حالة قولهم لا ودخولهم كأس العالم في حالة قولهم نعم بالإضافة لمروحتين وخلاط صيني صنع في مصر بحيث يأخذ الناخب مروحة قبل الاستفتاء ومروحة بعد الغداء لزوم الحراك القومي.




والغريب أن هؤلاء الأقلية يرددون نفس الكلام والحوارات الفكرية التي امتلأت بها مصر جرائد وقنوات وفيس بوك وحواري لدرجة أن رأينا النقاشات على كل المستويات مما دفع أم سيد بائعة الفجل زيادة سعر رابطة الفجل إلى الضعف وعندما سألتها ليه يا أم سيد الزيادة في سعر الفجل فردت بعد فاصل من النحنحة ونكش الشعر قائلة "إن البلاد داخلة على فراغ دستوري ومحدش ضامن وجود فجل بكرة خاصة أن الفجل هو "الخيار" الوحيد للوصول إلى "السلطة" التنفيذية من أجل دستور موحد القطرين" وبعد كل تلك النقاشات كان الرأي جليا وواضحا وضوح مرض مبارك أن كل هذه الهرطقات في الكليتش واللي ما يشوفش من الغربال يبقى "فلول".




قلناها مرارا وتكرارا ونقولها كمان مرة لأن التكرار يعلم الشطار وغير الشطار لكن للأسف التكرار لا يعلم الأغبياء لا تراهنوا على طيبة الشعب المصري الغلبان والذي لم يكن يوما من الأيام غبيا أو فاقد للأهلية ده شعب فهلوي ويفهمها قبل ما تفكر تطير فالشعب الذي خلع مبارك رغم كل ما فعله المخلوع من أسباب للمرض والفقر والتخلف والتعليم الخردة لم يفقد يوما ذكاءه المتقد لكي يعرف طريقه الصحيح رغم ألاعيب الأقلية التي تتغير وتتبدل كل يوم ولكن للأسف يفضحهم الغباء فمثلا تجدهم يتحاورون عن أزمة انهيار الاتحاد السوفيتي واديني في النقاش الحاد ثم يختم كلامه بأننا نسير على نفس خطى انهيار البنية الأساسية للاتحاد السوفيتي رغم علمهم المسبق بعدم وجود بنية أصلا في مصر وكل هذا الانهيار سببه الرئيسي هو أن الدستور سيأتي بعد الانتخابات خاصة مع علمهم المسبق بفوز الأخوان في الانتخابات وفوز الأهلي بالدوري.



ولا أستبعد أن يتم إنتاج فيلم رومانسي نرى فيه البطل سيد بنزين اللي بيحب البطلة فتكات أبو السعد وطبعا كالعادة هنلاقي شريرين بدقون طول الفيلم بيحاولوا يفصلوا بين الحبيبين لدرجة جعلت الحبيبين يقرران الانتحار من فوق كوبري السلام السلام ورجعنا بلدنا بالسلام وتتصاعد الموسيقى التصويرية لنظرات الحبيبين حين يتسابق كل منهما لكي يلقي بنفسه فسيد بنزين يقول لفتكات "أنا أولا فترد فتكات والدموع تتساقط من اللينسز بتاعتها "لأ يا سيد أنا أولا" وفجأة تتسلط الأضواء على رجل عريض المنكبين منكوش الشعرتين يأتي من فوق الكوبري ويوجه كلامه نحو المشاهدين "طبعا تتقطع قلوبكم من أجل الحبيبين فسيد بنزين يقول أنا أولا وفتكات تقول أنا أولا وأنا بأقول لكم مش فتكات أولا ولا سيد بنزين أولا لكن الدستور أولا وسمعني السلام الجمهوري وينزل التيتر في نهاية الفيلم من أجل صحة أولادك ونكد مراتك ومقالب حماتك "الدستور أولا".





التنطيط المستمر للأقلية في الإعلام وتنكرهم المستمر لكي لا يعرف قدرهم أحد في محاولة رسم صورة خيالية بأنهم خائفين على البلد ذكرني بأبو سمير بلدياتنا لما دخل كارفور ودخل بينتهى العنطزة على البائع قائلا له "اديني التلفزيون ده" فرد البائع "اطلع بره يا أبو سمير" فتنكر أبو سمير ولبس خواجاتي وراح للبائع تاني وقال له "اديني التلفزيون ده" فرد البائع "اطلع بره يا أبو سمير" فاستغرب أبو سمير من البائع فتنكر مرة أخرى و"نكش شعره" وجاب بايب لزوم الثقافة وراح للبائع قائلا "اديني التلفزيون ده" فرد البائع "اطلع بره يا أبو سمير" فانفجر أبو سمير في وجه البائع أنت بتعرفني إزاي رغم إني متنكر وناكش شعري فرد البائع بابتسامة عريضة "لأن اللي أنت بتشاور عليه ده بوتاجاز مش تلفزيون ".