بسم الله الرحمن الرحيم
الدولة العثمانية
إن الحمدلله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...
{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حَق تقاتِهِ ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون}
(سورة آل عمران : آية 102)
{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطعِ الله ورسوله فقد فازاً فوزاً عظيماً}
(سورة النساء، الآية1)
أما بعد :
- ظُلِمَتْ الدولة العثمانية في المناهج العربية ظلما كبيرا ؛ ووصِفَتْ علي انها دولة احتلال تركي تنهب موارد البلاد ؛
لكي يكره المسلمون الخلافة الاسلامية ولكن لكل شئ محاسنه و مساوءه فإن الكمال لله وحده .
ولطالما كانت الدولة العثمانية حماية للعرب حفظت للإسلام هيبته و قوته من الضياع
حتي وصلت بها القوة الي ان ملوك اوروبا يدفعون لها الجزية صاغرين
و اليكم تلخيص لكتاب صفحات من التاريخ الإسلامي(الدولة العثمانية عوامل النهوض و اسباب السقوط) لمؤلفه علي محمد حمد الصّلابي
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
المناهج المعاصرة في كتابة تاريخ الدولة العثمانية
- لم يتورع المؤرخين الاوروبيون و النصاري واليهود والعلمانيون في الطعن في الدولة العثمانية
لما قامت به من خدمة للعقيدة و الاسلام ؛
و كيف لا يطعن المسيحيون قيها و قد فتح العثمانيون القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية
واطلقو عليها اسم اسلام بول اي ( دار اسلام ) و هي احدي بشارات الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين
- وانبهر العلمانيون بأوروبا وحضارتها عند ضعف الدولة العثمانية في اواخرها فنادوا باتباعها
في كل شئ حتي التحرر من الدين مما لاقي صد من العثمانيين فبدأوا يطعنون فيها
- وبعد انهيار الدولة العثمانية علي يد "مصطفي آتاتورك" وتحول تركيا الي المنهج العلماني
كانت من اول الدول اعترافا بالكيان الصهيوني عام 1949 مما اثار الضغينة بين العرب والاتراك
فلاقي هواهم طعن الدول الاوروبية في الخلافة العثمانية
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
أصل الأتراك ومواطنهم
- في منطقة ما وراء النهر المعروفة اليوم بتركستان استوطنت عشائر الغز و قبائلها الكبري
و عرفو باسم الترك او الاتراك
- تحركت هذه القبائل في القرن النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ونزلت بالقرب من شواطئ نهر جيحون ،
ثم استقرت بعض الوقت في طبرستان، وجرجان،
فأصبحوا بالقرب من الأراضي الاسلامية والتي فتحها المسلمون بعد معركة نهاوند وسقوط الدولة الساسانية في بلاد فارس سنة 21هـ/641م
- ومنذ اللحظة الاولي شارك الاتراك في الجهاد مع المسلمين وفتح العديد من البلاد
وبدأ الاتراك بتقلد المناصب القيادية والادارية حتي نالو اعلي المراتب لطاعتهم
- وفي القرن الخامس عشر الهجري اسس السلاجقة دولة تركية كبري
وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية ونصروا مذهبها السنّي وقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً
وتصدوا للخلافة العبيدية (الفاطمية)
- وحين تولي السلطان ألب أرسلان قام بإرساء الامن في جميع انحاء مملكته ؛
بدأ الجهاد في سبيل الله و كان محبا له
* ففتح بلاد الارمن وضمها الي مملكته
* وحاصر الدولة المرداسية في حلب و اجبر اميرها علي اقامة الدعوة الي الخليفة العباسي بدلا من الخليفة الفاطمي
* ثم انتزع الرملة وبيت المقدس من الفاطميين
* واغضبت هذه الفتوحات امبراطور الروم فكون جيشا عملاقا
يصل الي 200 الف فارس في مقابل 20 الف فقط يقودهم ألب أرسلان
واستطاع ألب ارسلان ان ينتصر في تلك المعركة انتصارا ساحقا و عرفت بإسم معركة (ملاذكرد)
- واتسعت الدولة السلجوقية في عهد السلطان ملكشاه لتبلغ أقصى أمتداد لها من أفغانستان شرقاً الى آسيا الصغرى غرباً وبلاد الشام جنوباً
- ثم بعد زمن طويل وفي عام 522 ه/1128م سقطت الدولة السلجوقية العظمي في بلاد ما وراء النهر علي يد شاهنات خوارزم
وانقسمت الدولة السلجوقية العظمي الي عدة دول صغيرة
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
قيام الدولة العثمانية وفتوحاتها
ينتسب العثمانيون الى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تعيش في كردستان،
وتزاول حرفة الرعي، ونتيجة للغزو المغولي بقيادة جنكيزخان على العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى،
فإن سليمان جد عثمان هاجر في عام 617هـ الموافق 1220م مع قبيلته من كردستان الى بلاد الأناضول
فأستقر في مدينة اخلاط ثم بعد وفاته في عام 628هـ الموافق 1230م خلفه ابنه الأوسط أرطغرل،
والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول ،
وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس
وحين كان ارطغرل والد عثمان فاراً بعشيرته التي لم يتجاوز تعدادها اربعمائة عائلة،
من ويلات الهجمة المغولية، فاذا به يسمع عن بعد جلبة وضوضاء،
فلما دنا منها وجد قتالاً حامياً بين مسلمين ونصارى وكانت كفة الغلبة للجيش البيزنطي،
فما كان من أرطغرل إلا أن تقدم بكل حماس وثبات لنجدة اخوانه في الدين والعقيدة،
فكان ذلك التقدم سبباً في نصر المسلمين على النصارى
وبعد انتهاء المعركة قدر قائد الجيش الاسلامي السلجوقي هذا الموقف لأرطغرل ومجموعته،
فأقطعهم ارضاً في الحدود الغربية للأناضول بجوار الثغور في الروم
وقد قامت بين هذه الدولة الناشئة وبين سلاجقة الروم علاقة حميمة نتيجة وجود عدو مشترك لهم في العقيدة والدين، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة أرطغرل، حتى إذا توفي سنة 699هـ-1299م
خلفه من بعده في الحكم ابنه عثمان الذي سار على سياسة أبيه السابقة في التوسع في أراضي الروم
وكان عثمان
شجاعا يقود الجيوش بنفسه
صبورا فقد فتح مدينة بروسة بعد حصار دام سنوات
له جاذبية ايمانية فقد اسلم علي يده اقرينوس قائد بروسه
عادلا فقد حكم لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي
غازيا فاتحا في سبيل الله
- شرع في فتح الحصون والبلدان، ففتح في سنة 707هـ
حصن كته،
وحصن لفكه،
وحصن آق حصار،
وحصن قوج حصار
وفي سنة 712هـ
فتح حصن كبوه
وحصن يكيجه طرا قلوا،
وحصن تكرر بيكارى
وغيرها
وقد توج فتوحاته هذه بفتح مدينة بروسة في عام 717هـ/1317م
وبذلك يعتبر عثمان بن ارطغرل هو المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
السلطان مراد الأول
761-791هـ/1360-1389م
كان مراد الأول شجاعاً مجاهداً كريماً متديناً،
وكان محباً للنظام متمسكاً به،
عادلاً مع رعاياه وجنوده،
شغوفاً بالغزوات وبناء المساجد والمدارس والملاجئ
وكان بجانبه مجموعة من خيرة القادة والخبراء والعسكريين، شكل منهم مجلساً لشورته،
وتوسع في آسيا الصغرى وأوربا في وقت واحد.
- كانت فاتحة اعماله فتح مدينة أنقرة مقر امارة القرمان
- ثم فتح مدينة أدرنه في عام ( 762هـ/ 1360م )
و كانت لها اهمية استراتيجية في البلقان
وكانت ثاني مدينة اهمية بعد القسطنطينية في الدولة البيزنطية
واتخذ مراد من هذه المدينة عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (768هـ / 1366م )
- تكون تحالف أوربي بلقاني صليبي باركه البابا أوربا الخامس ،
وضم الصربيين والبلغاريين والمجريين، وسكان إقليم والاشيا
وحشدو جيشا عدده 60 الف مقاتل
وقابلهم القائد العثماني " لالاشاهين " على مقربة من "تشيرمن" على نهر مارتيزا ...
فانهزم جيش التحالف و هربا اميري الصرب ولكنهم ماتو غرقا و نجا ملك المجر بأعجوبة
- كان السلطان منشغلا بفتح مدن آسيا الصغري
- فتح إقليم تراقيا ومقدونيا ووصلوا الى جنوبي بلغاريا والى شرقي صربيا
- اصبحت مدن وأملاك الدولة البيزنطية وبلغاريا وصربيا تتساقط في أيديهم كأوراق الخريف
-فبادرت جمهورية (راجوزه) وارسلت الى السلطان مراد رسلاً ليعقدوا مع السلطان مراد معاهدة ودية وتجارية
تعاهدوا فيها بدفع جزية سنوية قدرها 500 دوكا ذهب
وهذه أول معاهدة عقدت بين الدولة العثمانية والدول المسيحية
-تحالف الصرب و المجر و البلغار و الالبانيين و أعدو جيشا اوروبيا صليبيا
لمحاربة السلطان الذي وصل بجيوشه بعد ان اعدها اعدادا قويا الي منطقة كوسفو في البلقان ...
ثم دارت رحا الحرب فانتصر المسلمون انتصارا حاسم
- بعد الانتصار قام السلطان مراد يتفقد ساحة المعركة ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعوا لهم،
كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان
فتمكن الحراس من القبض عليه،
ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن اسلامه على يديه،
وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان
وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
دعاء السلطان مراد الاول عند الموت
" لايسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد إن لا إله إلا الله ، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الاسلام. أطيعوا ابني يزيد، ولاتعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم الى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء"
ادعية السلطان مراد الاول قبل الحروب
بالله عليك اقرأها من قلبك
لتري ملك الارض يتضرع لملك السماوات والارض امام جنوده
فتعرف ان كان مسلما مجاهد عبدا لربه
ام هو طامع في سلطة محتل للبلاد يريد العزة والكبرياء لنفسه
كان السلطان مراد يعلم أنه يقاتل في سبيل الله وأن النصر من عنده
ولذلك كان كثير الدعاء والإلحاح على الله والتضرع إليه والتوكل عليه
ومن دعاءه الخاشع نستدل على معرفة السلطان مراد لربه وتحقيقه لمعاني العبودية ،
يقول السلطان مراد في مناجاته لربه
"يا الله يارحيم يارب السموات يامن تتقبل الدعاء
لا تخزني يارحمن يارحيم
استجب دعاء عبدك الفقير هذه المرة
ارسل السماء علينا مدراراً وبدد سحب الظلام فنرى عدونا
وما نحن سوى عبيدك المذنبين إنك الوهاب ونحن فقراؤك
ما أنا سوى عبدك الفقير المتضرع
وأنت العليم ياعلام الغيوب والأسرار وما تخفي الصدور
ليس لي من غاية لنفسي ولا مصلحة ولا يحملني طلب المغنم فأنا لا أطمع إلا في رضاك
ياالله ياعليم ياموجود في كل الوجود أفديك روحي فتقبل رجائي
ولاتجعل المسلمين يبؤ بهم الخذلان أمام العدو
ياالله ياأرحم الراحمين لاتجعلني سبباً في موتهم
بل أجعلهم المنتصرين
إن روحي أبذلها فداءً لك يارب إني وددت ولازلت دوماً إبغي الاستشهاد من أجل جند الاسلام
فلا ترني ياإلهي محنتهم واسمح لي ياإلهي هذه المرة أن أستشهد في سبيلك
ومن أجل مرضاتك..."
وفي رواية
" يا إلهي ، أنني أقسم بعزتك وجلالك أننى لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية
ولكنني أبتغي رضاك، ولا شيء غير رضاك ياإلهي،
أنني أقسم بعزتك وجلالك أنني في سبيلك،
فزدني تشريفاً بالموت في سبيلك "
وفي رواية
" ياإلهي ، ومولاي ، تقبل دعائي وتضرعي ،
وأنزل علينا برحمتك غيثاً يطفئ من حولنا غبار العواصف،
وأغمرنا بضياء يبدد من حولنا الظلمات،
حتى نتمكن من ابصار مواقع عدونا فنقاتله في سبيل اعزاز دينك العزيز
إلهي ومولاي، ان الملك والقوة لك، تمنحها لمن تشاء من عبادك،
وأنا عبدك العاجز الفقير، تعلم سري ، وجهري،
أقسم بعزتك وجلالك انني لا أبتغي من جهادي حطام هذه الدنيا الفانية ، ولكني أبتغي رضاك
ولا شيء غير رضاك
إلهي، ومولاي، أسألك بجاه وجهك الكريم، أن تجعلني فداء للمسلمين جميعاً،
ولا تجعلني سبباً في هلاك أحد من المسلمين في سبيل غير سبيلك القويم
إلهي، ومولاي ، ان كان في استشهادي نجاة لجند المسلمين فلا تحرمني الشهادة في سبيلك
لأنعم بجوارك ونعم الجوار جوارك
إلهي، ومولاي، لقد شرفتني بأن هديتني الى طريق الجهاد في سبيلك ، فزدني شرفاً بالموت في سبيلك"
تعدد الروايات ليس لاختلافها ولكن لكثرة دعاء السلطان قبل الحروب
لقد قاد السلطان مراد الشعب العثماني ثلاثين سنة بكل حكمة ومهارة لا يضاهيه فيها احد من ساسة عصره
قال المؤرخ البيزنطي هالكو نديلاس عن مراد الأول : (قام مراد بأعمال هامة كثيرة.
دخل 37 معركة سواء في الاناضول أو في البلقان ، وخرج منها جميعاً ظافراً،
وكان يعامل رعيته معاملة شفوقة دون النظر لفوارق العرق والدين)
ويقول عنه المؤرخ الفرنسي كرينارد:
(كان مراد واحداً من اكبر رجالات آل عثمان ، وإذا قوّمنا تقويماً شخصياً ، نجده في مستوى أعلى من كل حكام أوروبا في عهده)
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت 95000كيلومتر مربع وعند استشهاده
، تسلم أبنه بايزيد هذه الامارة العثمانية بعد أن بلغت 500000كليومتر مربع
بمعنى أنها زادت في مدى حوالي 29 سنة أكثر خمسة أمثال ماتركها له والده أوروخان
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
السلطان بايزيد الأول
791-805 هـ/1389-1402م
بعد استشهاد السلطان مراد تولى الحكم أبنه بايزيد،
وكان شجاعاً شهماً كريماً متحمساً للفتوحات الاسلامية،
ولذلك أهتم اهتماماً كبيراً بالشؤون العسكرية فاستهدف الإمارات المسيحية في الاناضول
وخلال عام اصبحت تابعة للدولة العثمانية ،
وكان بايزيد كمثل البرق في تحركاته بين الجبهتين البلقانية والأناضولية ولذلك أطلق عليه لقب "الصاعقة"
فذلك الشبل من ذاك الأسد
- اول ما قام به هو صلح مع اميري الصرب مقابل ان يدينان بالولاء له و دفع الجزية
- وجه بايزيد ضربه خاطفة في عام (797هـ/1393م) الى بلغاريا،
فاستولى عليها وكان لها صدي هائل في اوروبا فانتشر الرعب في انحاء اوروبا كلها
- قام سيجسموند ملك المجر والبابا بونيفاس التاسع بالدعوة لتكتل اوروبي صليبي ضد الدولة العثمانية
وكان ذلك التكتل من أكبر التكتلات التي واجهتها الدولة العثمانية في القرن الرابع عشر،
من حيث عدد الدول التي اشتركت فيه، ثم أسهمت فيه بالسلاح والعتاد والأموال والقوات وبلغ العدد الاجمالي لهذه الحملة الصليبية 120 الف مقاتل من مختلف الجنسيات (ألمانيا وفرنسا إنجلترا واسكتلندا وسويسرا ولوكسمبرج والأراضي المنخفضة الجنوبية وبعض الامارات الايطالية)
وبدأ الصليبين بالهجوم و لاحت لهم الغلبة والانتصار في اول المعركة
إلا ان بايزيد ظهر فجأة و معه 100 الف مقاتل فانهزم الصليبيون
ولاذوا بالفرار والهروب وقتل وأسر عدد من قادتهم.
وخرج العثمانيون من معركة نيكوبوليس بغنائم كثيرة وفيرة واستولوا على ذخائر العدو
وفي نشوة النصر والظفر
قال السلطان بايزيد انه سيفتح ايطاليا ويطعم حصانه الشعير في مذبح القديس بطرس في روما
وكاد ان يفعلها لولا هجوم تيمورلينك علي مملكته من الشرق
- قبل السلطان بايزيد الفدية وأطلق سراح الأسرى والكونت دي ينفر وكان قد ألزم بالقسم على أن لا يعود لمحاربته
- أما سجسموند ملك المجر كان قد بلغ به الغرور والاعتداد بجيشه وقوته أن قال
" لو انقضت السماء عليائها لأمسكناها بحرابنا " - فقد ولى هاربا
حصار القسطنطينية
استطاع بايزيد قبل معركة نيكوبوليس أن يشدد النكير على الامبراطورية البيزنطية
وأن يفرض على الامبراطور أن يعين قاضياً في القسطنطينية للفصل في شؤون المسلمين
وما لبث أن حاصر العاصمة البيزنطية
وقبل الامبراطور
إيجاد محكمة اسلامية
وبناء مسجد
وتخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية الاسلامية،
كما تنازل لبايزيد عن نصف حي غلطة
الذي وضعت فيه حامية عثمانية قوامها 6000 جندي
وزيد الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية،
وفرضت الخزانة العثمانية رسوماً على الكروم ومزارع الخضروات الواقعة خارج المدينة
وأخذت المآذن تنقل الآذان الى العاصمة البيزنطية
وبعد الانتصار العظيم الذي حققه العثمانيون في معركة نيكوبوليس ثبت العثمانيون أقدامهم في البلقان،
حيث انتشر الخوف والرعب بين الشعوب البلقانية، وخضعت البوسنة وبلغاريا الى الدولة
وعاقب السلطان بايزيد حكام شبه جزيرة المورة الذين قدموا مساعدة عسكرية للحلف الصليبي
وعقاباً للامبراطور البيزنطي على موقفه المعادي طلب بايزيد منه أن يسلم القسطنطينية
وإزاء ذلك استنجد الامبراطور مانويل بأوروبا دون جدوى
وتحرك على رأس جيوشه وضرب حصاراً محكماً حول العاصمة البيزنطية
واستمر الحصار حتى اشرفت المدينة في نهايتها على السقوط
بينما كانت أوروبا تنظر سقوط العاصمة العتيدة بين يوم وآخر
إذا السلطان ينصرف عن فتح القسطنطينية لظهور خطر جديد على الدولة العثمانية في الشرق.
سقوط مؤقت للدولة العثمانية
كان ملك الدولة التيمورية يقول وكان يردد:
"أنه يجب ألا يوجد سوى سيد واحد على الارض طالما أنه لايوجد إلا إله واحد في السماء"
فبدأ يوسع مملكته فاحتل العراق فاستنجد اهلها ببايزيد
واستنجد النصاري من اسيا الوسطي بتيمورلنك
تقدم تيمورلنك بجيوشه واحتل سيواس، وأباد حاميتها التي كان يقودها الامير أرطغرل بن بايزيد
والتقى الجيشان قرب أنقرة في عام 804هـ/1402م وكانت قوات بايزيد تبلغ120 الف مجاهد لملاقاة خصمه
وزحف تيمورلنك على رأس قوات جرارة في 20 يوليو 1402 (804هـ)
وانتصر المغول ووقع بايزيد في الأسر وظل يرسف في أغلاله حتى وافاه الأجل في السنة التالية
وكانت الهزيمة لعجلة بايزيد الذي جاء من القسطنطينية
ولم يكن يزيد جيش بايزيد عن 120 الف
فيما وصلت جيوش خصمه مالا يقل عن 800 الف
لقد فرحت الدول النصرانية في الغرب بنصر تيمورلنك وهزها الطرب لمصرع بايزيد وماآلت إليه دولته من التفكك والانحلال
وبعث ملوك انجلترا وفرنسا وقشتالة وامبراطور القسطنطينية الى تيمورلنك يهنئونه على ما احرزه من النصر العظيم والظفر المجيد
واعتقدت أوروبا انها قد تخلصت الى الابد من الخطر العثماني الذي طالما روعها وهددها
واستولى تيمورلنك بعد هزيمة بايزيد على ازنيق وبروسة وغيرها من المدن والحصون
ثم دك اسوار ازمير وخلصها من قبضة فرسان رودس (فرسان القديس يوحنا)
محاولاً بذلك أن يبرر موقفه أمام الرأي العام الاسلامي الذي أتهمه بأنه وجه ضربة شديدة الى الاسلام
بقضائه على الدولة العثمانية وحاول تيمورلنك بقتاله لفرسان القديس يوحنا أن يضفي على معارك الأناضول طابع الجهاد
كما أعاد تيمورلنك أمراء آسيا الصغرى الى أملاكهم السابقة،
ومن ثم استرجاع الامارات التي ضمها بايزيد لاستقلالها
كما بذر تيمور بذور الشقاق بين أبناء بايزيد المتنازعين على العرش
وبعد عام ارتحل تيمورلنك بجيشه الأخضر واليابس وترك وراءه البلاد على اسوأ حال من الدمار والخراب والفوضى
واستمرت الحروب الداخلية 10 سنوات حتي وحدت البلات علي يد السلطان محمد الاول
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
السلطان محمد الأول
ولد السلطان محمد الاول عام (781هـ/1379م) ،
وتولى أمر الأمة بعد وفاة والده بايزيد
وعرف في التاريخ (بمحمد جلبي)
-اشترك اثناء حكمه في 24 حرباً واصيب بأربعين جرحاً
-استطاع السلطان محمد جلبي أن يقضي على الحرب الأهلية بسبب ما أوتي من الحزم والكياسة توطيد اركان الدولة العثمانية ثانية
ويعتبره بعض المؤرخين المؤسس الثاني للدولة العثمانية
-كان يتميز بالحزم مع الحلم مع من قهرهم ، كما فعل مع امير بلاد القرمان
وسالم امير القسطنطينية وحالفه و اعاد له واعاد اليه بعض المدن علي شاطئ البحر الاسود
وصالح البندقية و قمع الفتن والثورات واخضع بعض الامارات الاسيوية
-بدأ شيخ يدعي بدر الدين محمود بن اسرائيل الي الدعوة الي مذهب فاسد يشبه الماسونية اليهودية
فتصدى السلطان محمد جلبي لهذا المذهب الباطل
وأرسل أحد قواده على رأس جيش كبير لمحاربة بدر الدين
وللأسف قُتِل القائد سيسمان الذي ارسله محمد جلبي على يد الخائن (بيرقليجة) وهزم جيشه
وأعد السلطان محمد جلبي جيشاً آخر بقيادة وزيره الأول (بايزيد باشا) ،
فحارب (بيرقليجة) وأنتصر عليه في موقعة (قره بورنو) وبعدها أقيم حد الحرابة على (بير قليجة مصطفى)
ولكن نور الدين استمر في طغيانه فضيق السلطان عليه ففر الي منطقة دلي اورمان
فجهز السلطان جيش يقوده بنفسه أرسل السلطان قواته إلى الثوار فهزمتهم،
وتوارى زعيمهم بدر الدين الثائر بعد هزيمته، في منطقة دلي أورمان،
فراراً من السلطان واستطاعت مخابرات السلطان محمد الأول أن تخترق صفوف الثوار وأن تكيد مكيدة محكمة
وقع على أثرها زعيم الثوار المبتدع بدر الدين في الأسر
ثم حكم عليه بالاعدام بعد ان اقيمت عليه الحجة من علماء الدين
- حقيقة إن بعض حكام آل عثمان قد فاقوه شهرة ،
إلا أن بالإمكان اعتباره من أنبل حكام العثمانيين
-فقد اعترف المؤرخون الشرقيون واليونانيون بإنسانيته واعتبره المؤرخون العثمانيون بمثابة القبطان الماهر الذي حافظ على قيادة سفينة الدولة العثمانية حين هددتها طوفان الغزوات التترية، والحروب الداخلية، والفتن الباطنية
شعر السلطان بدنو أجله فدعى الباشا بايزيد
وقال له: (عينت ابني مراد خليفة لي فأطعه وكن صادقاً معه كما كنت معي
اريد منكم ان تأتونني بمراد الآن لانني لا استطيع أن أقوم من الفراش بعد
فان وقع الأمر الألهي قبل مجيئه حذاري ان تعلنوا وفاتي حتى يأتي)
وفاجأه الموت في سنة 824هـ (1421م) في مدينة أورنة واسلم روحه لخالقه وعمر 43سنة
وكان السلطان محمد الأول محباً للسلام والعلم والفقهاء
ولذلك نقل عاصمة الدولة من أدرنة (مدينة الغزاة) الى بروسة (مدينة الفقهاء)
للموضوع بقية بإذن الله