قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي وردة الاخلاق الحميدة·

    الذوق قيمة مفصلية في الحياة

    حين يتوفر الذوق، يهنأ الجار بنومه
    (مثل اسباني)

    الذوق، وردة الاخلاق الحميدة·
    الذوق، ملكة التهذيب في ارقى مراحلها·
    الذوق، حاسة افتراضية مركبة تتشكل من اجمل مُخرجات الحواس الخمس·
    الذوق، شهد القول، وعطر الفعل، وبلور الثقافة الروحية والانسانية المرهفة والشفافة·

    ما اجمل ان تجالس او تصادق شخصاً طاعناً في الذوق، وضالعاً في الكياسة واللياقة والمعشر الحسن·· ما اروع ان تحادث او تحاور شخصاً يتخير الفاظه بدقة، ويجيد العزف على اوتار الكلام، ويضع الكلمة في موضعها الصحيح، دون ادنى نزق وصراخ وتجريح·

    ما اجمل ان تجاور على الارض، او ترافق في السفر شخصاً يؤثرك على نفسه، ويعاجلك ببسط مودته، ويحيطك بنسائم اريحيته·· ما اروع ان تشارك او تزامل شخصاً يحفظ عهدك، ويعطيك اكثر مما يأخذ منك، ويلقاك بموفور الدماثة والبشاشة والاحترام·· امتثالاً للحديث النبوي الشريف : "ان من المعروف ان تلقى اخاك بوجه طلق"·

    ما ارق وارقى عيادة المريض، وزيارة بيت العزاء، واجادة فن الاصغاء، وتجنب مقاطعة المتكلم، وتقديم الاعتذار عن الخطأ، واحترام دقة المواعيد، والتماس العذر للآخرين، والتمسك بفضيلة التسامح، والتحلي بالبشاشة عند اللقاء، والاستئذان قبل الدخول والخروج، والسعي بين الناس بالخير، والحفاظ على اسرار الغير، والاخلاص في تقديم المشورة والنصح دون منة او تبجح، وفقاً لمقولة الامام الشافعي : "من وعظ اخاه سراً فقد نصحه، ومن وعظه علانية فقد فضحه"·

    هو الذوق الذي يقف خلف كل هذه الفضائل والاخلاق والشمائل الرفيعة، فالذوق ضمير مستتر يجمع بين الحق والخير والجمال، ويضع صاحبه على اعتاب الكمال، ويقارب ما بينه وبين الآخرين، وينمّي لديه مساحة الاصدقاء، فيما يضيّق رقعة الخصوم والاعداء·

    الذوق في اساسه، استعداد فطري ينشأ مع المرء منذ بدايات وجوده، ورغم انه ينصرف بادئ الامر الى الاشياء الحسية عبر حاسة الذوق، الا انه لا يلبث ان يتطور لدى البعض ليتجه، من خلال التربية والتهذيب والتثقيف، نحو المستويات المجردة والمعنوية والمثالية التي من شأنها ان تنأى به عن الفظاظة والغلاظة والسماجة، فيما ترتقي به الى مستوى حقيقته الانسانية·

    للتربية دورها الكبير في غرس بذور الذوق في خواطر الصغار، وللثقافة دور آخر في صقل نفوس الشباب، وللخبرة والتجربة والممارسة دور ثالث في تنمية آليات الذوق ومضاعفة رصيده لدى الكبار، كهولاً وشيوخاً·· فالذوق لا يتحقق عفواً او عرضاً، ولا ينبع من الفراغ او العدم، بل هو رأسمال اجتماعي ثمين يحتاج الى الكثير من الجهد والمثابرة والحماس الذاتي الطوعي والاختياري·· ومن هنا جاء قول الرئيس توماس جيفرسون : "لا يمكن فرض الذوق بقوة القانون"·

    في الحضارات الحديثة وضعوا للذوق قياسات ومواصفات، واخترعوا له مناهج ومدارس وجوائز، وطفقوا يعلمون الناس فنون الاتكيت والبرتوكول، وآداب الطعام والشراب واللباس والماكياج والاستقبال والوداع·· الخ، غير ان الاسلام كان قد سبقهم الى ذلك باكثر من عشرة قرون، حيث دأب على دعوة المسلمين للتحلي بالذوق والخلق، والتمادي في الرفق والتهذيب·· وقد سحرني - شخصياً - جواب عم الرسول، العباس بن عبد المطلب، حين سئل ان كان اكبر او اصغر عمراً من الرسول، فقال بمنتهى الكياسة والذوق : "رسول الله اكبر مني، وانا ولدت قبله"·

    اي اتكيت هذا الذي يمكن ان يبلغ قولة الرسول عليه الصلاة والسلام : "ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه، ولا يُنزع من شيء الا شانه" ؟؟ واي برتوكول هذا الذي يمكن ان يضاهي تصنيفه وتوصيفه لآداب التحية والسلام، اذ قال : "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير"، وحين قال : "اذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث، لان ذلك يحزنه" ؟؟

    ليس الذوق خاصية شكلية تتصل باللياقات السطحية والمجاملات الشخصية والاجتماعية، وانما هو حاجة ضرورية وفريضة جوهرية لا يهنأ العيش وتستقيم الحياة بدونهما، ذلك لان انعدام الذوق يعني غياب ركن رئيس من انسانية واخلاقية الانسان، واضطراب حبال التواصل والتفاعل والتعاطف بين الناس·· ولو دققنا النظر في الكثير من الخلافات والصراعات الراهنة لوجدنا انها عائدة الى قلة الذوق، وانعدام اللطف والادب، قبل اي سبب آخر·

    كم من المشكلات التي اندلعت بين الاصدقاء او الزملاء او الجيران او الاقارب او الازواج جراء تضارب المشارب والاذواق، وتجاهل قواعد اللطف والمجاملة والتقدير والاحترام، والضرب عرض الحائط بواجب التحية، وادب الحديث، وعدم الازعاج·· وكم من العلاقات الحميمة التي انهارت وتهدمت، ليس لاسباب مالية وعينية ومصلحية، بل لدواعٍ وحيثيات معنوية وشعورية ورمزية تتعلق بالكرامة والمكانة والكبرياء وباقي الموجودات النفسية والروحية·

    يكفي الذوق اهمية ومقداراً واعتباراً، انه يشكل العامل الرئيس في اعمال الخلق والعطاء والابداع، فلا فن ولا ادب ولا نقد ولا ثقافة حقيقية في غياب الذائقة والذوق والتذوق، واياً ما كانت شروط الابداع الادبي والخلق الفني بمختلف تجلياته، فلا بد من توفر الذوق كقاسم مشترك او عنصر ضروري لا غنى عنه في سائر الاعمال النثرية والشعرية والنقدية والموسيقية والتشكيلية والسينمائية·· وقد اشار عملاق فرنسا، فيكتور هوجو الى ذلك بالقول : "ذائقتي ارستقراطية، ولكن افعالي ديموقراطية"·

    وعليه·· فليس الذوق زائدة دودية في حياتنا، او اضافة مظهرية في علاقاتنا ومعاملاتنا، ولعل فنون الدبلوماسية وعوالمها كافة لا تنهض اولاً واساساً الا على مهارة الذوق، وملكة الكياسة واللباقة وحسن التصرف ومراعاة القواعد والاصول·· فكم من ازمة سياسية، او حتى حرب عسكرية اندلعت بين الدول، لاسباب واعتبارات دبلوماسية غاب عنها دسم الذوق والحصافة والحنكة المرهفة·· وكم صدق الشاعر الانجليزي ادوارد فيتزجيرالد حين قال : "الذوق هو الصفة المؤنثة من العبقرية"·

    من طريف ما يروى في شؤون الذوق والتهذيب، ان الاديب المصري الشيخ عبد العزيز البشري الذي اشتهر بالكياسة والظرف واللطف، كان يعلق جبته وعمامته وعصاه خلف باب شقته بالقاهرة، حتى اذا ما طرق احدهم الباب، سارع الشيخ الى ارتداء الجبة والعمامة، وحمل العصا بيده قبل ان يفتح الباب، فان كان الطارق صديقاً مؤنساً قال له الشيخ : "الحمد لله الذي جاء بي الآن من الخارج حتى القاك"، وان كان الطارق ضيفاً ثقيلاً قال له على الفور : "الحمد لله الذي جاء بك الآن قبل ان اخرج الى موعد عاجل" !!



    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    مساء
    أقطف فيه رياض
    الصمت
    وقفت امام كلماتك .. وتاملتها
    عشت في زوايا مكارم الـأخلاق
    فتنفست
    الذوق منها
    الرآئعه..
    الشيماء..}
    نص مفعم بالإبداع
    والروعه
    توشح بالحكمه
    وجمال الكلمه
    وعذوبتها
    فبدا نبضك
    كالشهد غاليتي
    دمتي بذوق كلماتك
    وكارم اخلاق سطرك
    دمت فى حفظ الرحمن
    مودتى


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    فاضل
    الشكر فى اعماقى معلقات
    ودى واكيد وردى

    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©