قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 23
  1. #11
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم











    أبوعبدالعزيز عبد الرحمن ابن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله, (الملقب بالسديس), ويرجع نسبه إلى (عنزة) القبيلة المشهورة.

    من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.

    ولد في الرياض عام 1382هـ.

    حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة, حيث يرجع الفضل في ذلك ـ بعد الله ـ لوالديه, فقد ألحقه والده في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض, بإشراف فضيلة الشيخ عبد الرحمن ابن عبدالله آل فريان, ومتابعة الشيخ المقرىء محمد عبدالماجد ذاكر, حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة, كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان.



    **
    نشأته ودراسته



    نشأ في الرياض, والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية, ثم بمعهد الرياض العلمي, وكان من أشهر مشايخه فيه: الشيخ عبدالله المنيف, والشيخ عبدالله بن عبد الرحمن التويجري, وغيرهما.

    تخرج في المعهد عام 1399هـ, بتقدير (ممتاز).

    ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض, وتخرج فيها عام 1403هـ, وكان من أشهر مشايخه في الكلية:



    1) الشيخ صالح العلي الناصر (رحمه الله).

    (2) الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (المفتي العام بالمملكة).

    (3) د. الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم.

    (4) د. الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين.

    (5) الشيخ عبدالعزيز الداود.

    (6) الشيخ فهد الحمين.

    (7) الشيخ د. صالح بن غانم السدلان.

    (8) الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالله الدرويش.

    (9) الشيخ د. عبدالله بن علي الركبان.

    (10) الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الربيعة.

    (11) الشيخ د. أحمد بن علي المباركي.

    (12) الشيخ د. عبدالرحمن السدحان.



    ** اشتغاله بالعمل الجامعي



    عُين معيداً في كلية الشريعة, بعد تخرجه فيها في قسم أصول الفقه, واجتاز المرحلة التمهيدية (المنهجية) ممتاز.

    وكان من أشهر مشايخه فيه العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.

    عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض, كان آخرها مسجد (جامع) الشيخ العلامة عبدالرزاق العفيفي (رحمه الله

    إلى جانب تحصيله العلمي النظامي في الكلية قرأ على عدد من المشايخ في المساجد, واستفاد منهم, يأتي في مقدمتهم:

    (1) سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز (رحمه الله).

    (2) والشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي (رحمه الله).

    (3) والشيخ د. صالح الفوزان.

    (4) والشيخ عبدالرحمن بن ناصر البرّاك.

    (5) والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي, وغيرهم (جزاهم الله خير الجزاء).

    عمل إضافة إلى الإعادة في الكلية مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي.

    وفي عام 1404هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام, وقد باشر عمله في شهر شعبان, من العام نفسه, يوم الأحد, الموافق 22/8/1404هـ في صلاة العصر, وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه, بتاريخ 15/9.

    وفي عام 1408هـ حصل على درجة (الماجستير) بتقدير (ممتاز) من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (قسم أصول الفقه) عن رسالته (المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي), وقد حظيت أولاً بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي عليها, ونظراً لظروفه الصحية فقد أتم الإشراف فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن الدرويش.

    انتقل للعمل ـ بعد ذلك ـ محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

    حصل على درجة (الدكتوراه) من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق) وكان ذلك عام 1416هـ, وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة, وناقشها معالي الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي, الأمين العام لرابط العالم الإسلامي, والدكتور علي بن عباس الحكمي, رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ـ آنذاك.

    عُيّن بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.



    ** أعمال الدعوة



    يقوم مع عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام, حيث صدر توجيه كريم بذلك عام 1416هـ ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في فنون العقيدة, والفقه, والتفسير, والحديث, مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره.

    قام بكثير من الرحلات الدعوية في داخل المملكة وخارجها, شملت كثيراً من الدول العربية والأجنبية, وشارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات وافتتاح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في بقاع العالم, حسب توجيهات كريمة في ذلك.

    له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية.

    ورشحه سماحة الوالد العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله) لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها.

    له مشاركات في بعض وسائل الإعلام: من خلال مقالات وأحاديث متنوعة.

    له نشاط دعوي, عن طريق المشاركة في المحاضرات والندوات في الداخل والخارج.



    ** مؤلفاته وأبحاثه



    له اهتمامات علمية, عن طريق التدريس والتصنيف, يشمل بعض الأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل المتنوعة سترى النور قريباً بإذن الله منها:

    (1) المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي.

    (2) الواضح في أصول الفقه (دراسة وتحقيق).

    (3) كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة.

    (4) إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبدالرزاق.

    (5) أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات.

    (6) دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية.

    (7) رسالة إلى المرأة المسلمة.

    (8) التعليق المأمول على ثلاثة الأصول.

    (9) الإيضاحات الجليّة على القواعد الخمس الكليّة.

    عنده عدد من الأبحاث والمشروعات العلمية فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه, ومنها:

    (1) الشيخ عبدالرزاق عفيفي ومنهجه الأصولي.

    (2) كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين.

    (3) معجم المفردات الأصولية, تعريف وتوثيق وهو نواة موسوعة أصولية متكاملة (إن شاء الله).

    (4) الفرق الأصولية, استقراء وتوضيح وتوثيق.

    (5) تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف (رحمهم الله).

    (6) العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله. وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك.










    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    نبذة عن القرضاوي

    مولده ونشأته

    ولد الشيخ الدكتور يوسف مصطفى القرضاوي في مصر بتاريخ9/9/1926م ونشأ فيها،حفظ القرآن الكريم وجوّده وهو دون العاشرة، أتم تعليمه في الأزهر الشريف. حصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1953م، وعلى إجازة التدريس عام 1954م، وكان ترتيبه الأول في كليتيهما،وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. ، كما حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1973م .

    بعد تخرجــه


    عمل بعد تخرجه في مراقبة الشؤون الدينية بالأوقاف، وإدارة الثقافة الإسلامية بالأزهر، ثم أعير إلى قطر مديراً لمعهدها الديني، فرئيساً مؤسساً لقسم الدراسات الإسلامية بكليتي التربية فعميداً مؤسساً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ومديراً لمركز بحوث السنة والسيرة الذي كلف بتأسيسه ولازال يديره .

    شغله في الدعوة الإسلامية


    اشتغل القرضاوي بالدعوة منذ فجر شبابه، وشارك في الحركة الإسلامية، وأوذي في سبيلها بالاعتقال عدة مرات، في عهد الملكية وعهد الثورة ..وتنوع عطاؤه بتنوع مواهبه، فهو خطيب مؤثر، يقنع العقل ويهز القلب .. وكاتب أصيل لا يكرر نفسه ولا يقلد غيره .. وفقيه تميّز بالرسوخ والاعتدال، فشرّقت فتاواه وغرّبت. . وعالم متمكن في شتى العلوم الإسلامية، جمع بين علوم أهل النظر، وعلوم أهل الأثر..وشاعر حفظ شعره الشباب الإسلامي وتغنى به في المشرق والمغرب.


    مؤلفــاته و فكـره


    جاوزت مؤلفات القرضاوي الثمانين، وقد لقيت قبولاً عاماً في العالم الإسلامي، وطبع بعضها عشرات المرات، وترجم عدد كبير منها إلى اللغات الإسلامية، واللغات العالمية. أما مقالاته ومحاضراته وخطبه ودروسه فيصعب حصرها. وصفه الذين كتبوا عنه بأنه من المفكرين الإسلاميين القلائل، الذين يجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وبأن كتاباته تميزت بما فيها من دقة الفقيه، وإشراقة الأديب، ونظرة المجدد، وحرارة الداعية.من أبرز دعاة ( الوسطية الإسلامية ) التي تجمع بين السلفية والتجديد. وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغّيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، كما ترحب بكل جديد صالح تستلهم الماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل.


    زياراته



    زار عدداً كبيراً من الأقطار الإسلامية في أسيا وأفريقيا، والتجمعات والأقليّات الإسلامية في سائر القارات، ودعي إلى المحاضرة في عدد من الجامعات الإسلامية والعالمية، كما شارك في عدد جم من المؤتمرات والندوات العلمية داخل العالم الإسلامي وخارجه
    .

    عضويته في مجامع علمية


    عضو في عدة مجامع ومؤسسات علمية ودعوية وعربية وإسلامية وعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامية بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأ**فورد، ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم، ورئيس لهيئة الرقابة الشرعية في عدد من المصارف

    الإسلامية.

    الجوائز التي حصل عليها


    حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ. كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.، وحصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م
    . وحصل على جائزة السلطان حسن البلقية ( سلطان بروناي الإسلامي لعام ) في الفقه 1997م.

    أتمني اكون اعطيتكم فكرة عن الشيخ القرضاوي


    والحقيقة أشعاره ودواوينه من أجمل ما يمكن ان تقرؤه في شعر الصحوة الإسلامية
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ولد الرئيس العراقي صدام حسين في 28 أبريل/ نيسان 1937 لعائلة سنية بقرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت شمال غرب بغداد.

    وتلقى تربيته على يد أمه صبحة، وزوجها وخاله خير الله طلفاح. الذي كان ذا نفس عروبي، فضلا عن عمله بالجيش، قبل عزله منه عام 1941.

    وبعد أن تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالكرخ، وفشل في الالتحاق بالكلية العسكرية، تزوج صدام حسين للمرة الأولى عام 1962 من ابنة خاله ساجدة خير الله طلفاح وأنجب منها عدي وقصي، الذين قتلتهما القوات الأمريكية في شهر تموز/ يوليو 2003.

    كما أنجبت ساجدة لصدام ثلاث بنات، تزوجت اثنتان منهما من الأخوين صدام وحسين كامل اللذين قتلا عقب دخولهما الأراضي العراقية بعد عدة أشهر فرّا خلالها إلى الأردن، قبل أن يقررا العودة مرة أخرى إلى العراق.

    فيما تزوجت الثالثة من سلطان هاشم أحمد، وهو ابن آخر وزير للدفاع في حكومة صدام، قبل سقوط العراق في ايدي قوات الحلفاء، بقيادة الجيش الأمريكي.

    تزوج صدام مرة ثانية عام 1986 من سميرة شاهبندر صافي، التي تنتمي إلى إحدى الأسر العريقة في بغداد وأنجب منها عليًّا. ولصدام حسين عدد من الأحفاد، كانوا دائمي الظهور معه في اللقاءات الاجتماعية العائلية.

    نشاطه السياسي

    انتمى صدام حسين إلى ح** البعث العربي الاشتراكي عام 1956، وتعرض لعملية اعتقال دامت ستة أشهر بين عامي 1958/1959.

    وفي تلك الأثناء، نجحت مجموعة من ضباط الجيش بقيادة عبد الكريم قاسم في الإطاحة بالملك فيصل الثاني، ملك العراق، وتولي الحكم.

    أدى ذلك إلى تمهيد الطريق أمام ح** البعث لمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء آنذاك بسبب أمره بإعدام عدد من الضباط العسكريين.

    وقالت تقارير إن صدام حسين شارك بنفسه في محاولة الاغتيال الفاشلة عام 1959 برفقة عدد من رفاقه في ح** البعث.

    ويقول عارفون بالشأن العراقي، إن صدام أصيب في العملية التي فرّ في أعقابها إلى تكريت.

    ثمّ لجأ إلى سوريا حيث أقام ثلاثة أشهر ومنها إلى مصر، حيث أكمل تعليمه الثانوي بالتوازي مع تكوين خلايا للطلبة البعثيين في مصر.

    وبقي صدام في القاهرة حتى عام 1963، حيث عاد مع نجاح انقلاب نظمته كوادر تابعة لح** البعث أدى إلى الإطاحة بعبد الكريم قاسم وتنصيب عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية، الذي انقلب بدوره على ح** البعث وسجن بعضهم ومن ضمنهم صدام حسين.

    استطاع صدام الهرب داخل العراق إلى أن نجحت الأجهزة الأمنية لعبد السلام عارف في إلقاء القبض عليه عام 1964، الأمر الذي زاد من صعود نجمه فقررت قيادة ح** البعث في عام 1966 انتخابه أمين سر القيادة القطرية للح**، وهو لا يزال في سجنه.

    وفي عام 1968، أطاح ح** البعث بعبد الرحمن عارف، الذي تولى الحكم خلفا لأخيه عبد السلام الذي لقي مصرعه إثر سقوط طائرته العمودية، وكان صدام على رأس المجموعة المسلحة التي اقتحمت القصر الجمهوري.

    وتولى السلطة في العراق الفريق أحمد حسن البكر، وشغل صدام منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، ابتداء من 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1969.

    صدام رئيسا

    وفي 16 يوليو/ حزيران 1979 انتقلت السلطة إلى صدام حسين، الذي انتخب رئيسا للجمهورية، وأمينا عاما لح** البعث العراقي، وقائدا لمجلس قياة الثورة، بعد أن جرى "الإعلان رسميا" عن تقديم رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر استقالته.

    ومع صعود آية الله الخميني لقيادة إيران وتنامي ما تطلق عليه إيران "الثورة الإسلامية"، ألغى صدام حسين "اتفاقية الجزائر" الخاصة بشط العرب التي وقعها بنفسه مع شاه إيران عام 1975.

    وأدى ذلك إلى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثماني سنوات (1980 - 1988) قتل خلالها أكثر من مليون شخص من الجانبين.

    وبمجرد انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية عام 1988، اتهم العراق الكويت بتعويم سوق النفط والتسبب في تدني أسعاره. فيما اعتبرت الكويت ذلك مجرد ذريعة منه للتهرب من دفع قروض مستحقة عليه للكويت.

    وفي 2 أغسطس/آب 1990 أمر صدام قواته بغزو الكويت، وضمها إلى العراق بوصفها المحافظة 19.

    أدى ذلك إلى تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، في عهد الرئيس جورج بوش الأب تحالفا دوليا لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت، لكن صدام رفض الانصياع لهذه الضغوط وقرر خوض الحرب التي أطلق عليها اسم "أم المعارك".

    غير أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شن ما عرف باسم "عاصفة الصحراء"، ما أدى إلى دحره من الكويت وفرض حصار عليه، بعد أن فرض مجلس الأمن عدة عقوبات ضد العراق، من ضمنها جعل منطقتين في الشمال ذات الأغلبية الكردية والجنوب ذات الكثافة الشيعية منطقتي حظر جوي.

    ووفقا لقرارات الأمم المتحدة، قرر مجلس الأمن الدولي تشكيل لجان للتفتيش عن أسلحة العراق، استمرت في العمل حتى ديسمبر/كانون الأول 1998، قبل أن تتهم العراق بعدم التعاون.



    شخصية فذة


    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    فضيلة الشيخ محمد أبو زهرة عالم وفقيه مصري

    المولد والنشأة

    استقبلت مدينة المحلة الكبرى -التابعة لمحافظة الغربية بمصر- مولد محمد بن أحمد بن مصطفى المعروف بـ"أبو زهرة" في (6 من ذي القعدة 1315هـ=29 من مارس 1898م)، ونشأ في أسرة كريمة محبة للعلم، فأرسلت صغيرها إلى أحد الكتاتيب التي كانت منتشرة في مدن مصر وقراها.

    وبعد أن أتم الطفل النابه حفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، التحق بالجامع الأحمدي بمدينة طنطا، وكان له شهرة واسعة باعتباره واحدًا من منارات العلم في مصر، وتمتلئ ساحته بحلقات العلم التي يتصدرها فحول العلماء، وكان له اختصاص بعلوم القراءات وشهرة واسعة بها حتى قيل: "ما علم إلا أزهري ولا قرآن إلا أحمدي"، وأطلق على الجامع الأحمدي الأزهر الثاني لمكانته الرفيعة ولم تكن مناهجه تختلف كثيرًا عما يدرس بالأزهر.

    وبعد ثلاث سنوات من الدراسة الجادة بالجامع الأحمدي انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي سنة (1335هـ=1916م) بعد أن اجتاز اختبارًا دقيقًا للمتقدمين، كان هو أول الناجحين فيه، على الرغم من صِغر سنه، وقِصر المدة التي قضاها في الدرس والتحصيل.

    وهذه المدرسة أنشأها "محمد عاطف بركات" سنة (1325هـ=1907م) لتعد خريجيها لتولي مناصب القضاء في المحاكم الشرعية، ومكث "أبو زهرة" في المدرسة ثماني سنوات يواصل حياته الدراسية في جد واجتهاد، حتى تخرج سنة (1343هـ=1924م) حاصلاً على عالمية القضاء الشرعية، ثم اتجه إلى مدرسة دار العلوم، ونال معادلتها سنة (1346هـ=1927م)، فاجتمع له تخصصان قويان، وازداد تمكنًا من علوم الإسلام.


    بين قاعات الدرس

    وعقب تخرجه لم يتجه إلى القضاء مثل غيره من زملائه، وإنما عمل في ميدان التعليم، وكان يجد فيه ميْلاً ورغبة، واتفاقًا مع نفسه التي تأخذ بيد من يحتاجون عونًا ومساعدة، وليس هناك أولى من المتعلمين والراغبين في العلم احتياجًا إلى العون، وبعد أن عمل فترة في تدريس العربية بالمدارس الثانوية اختير سنة (1352هـ=1933م) للعمل في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكُلف بتدريس مادة الخطابة والجدل، فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة، وتناول الخطباء في الجاهلية والإسلام، ثم وضع ذلك في كتاب عُدَّ الأول من نوعه في اللغة العربية، حيث لم تُفرد الخطابة من قبل بكتاب خاص.

    ثم انتقل "أبو زهرة" إلى كلية الحقوق المصرية، لتدريس مادة الخطابة، وكانت الكلية تعنى بهذه المادة عناية فائقة، وتمرن طلابها على المرافعة البليغة والأداء اللغوي الدقيق، وهذا ما يفسر كثرة الخطباء المتمكنين من ناحية الخطابة من خريجي هذه المدرسة العريقة.

    وبعد فترة قصيرة عهدت إليه الكلية بتدريس مادة الشريعة الإسلامية، تقديرًا منها لعلمه، وزامل في هذا القسم عددًا من فحول الفقهاء وأساطين علماء الشرع من أمثال: أحمد إبراهيم، وفرج السنهوري، وأحمد أبو الفتح، وعبدالوهاب خلاف.

    وقد تدرج "أبو زهرة" في كلية الحقوق التي شهدت أخصب فتراته العلمية حتى ترأس قسم الشريعة الإسلامية، وشغل منصب الوكالة فيها، وأحيل إلى التقاعد سنة (1378هـ=1958م)، واختير عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية سنة (1382هـ=1962م)، وقام مع جماعة من العلماء بتأسيس معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكان يلقي محاضراته فيه دون أجر، وكان هذا المعهد –الذي لا يزال يعمل حتى الآن- قد أُنشِئ لمن فاته الدراسة في الكليات التي تُعنى بالدراسات الشرعية واللغوية.



    شجاعته في قول الحق

    اشتهر "أبو زهرة" بين علماء عصره باعتزازه بعلمه وحرصه على كرامته، وجمعه بين العلم الغزير والعمل الواضح الصريح، وإقدامه على بيان ما يراه حقًا في وقت سكتت فيه الأصوات التماسًا للأمن والسلامة من بطش ما كانت بيده مقاليد الأمور في البلاد، ولم يكن يردعهم خُلق أو دين، فابتليت بهم البلاد، وانكفأ الناس حول أنفسهم خوفًا من هول ما يسمعون، ولكن الفقيه الجليل لم يكن من هؤلاء، فجهر بكلمة الحق حين وجب الجهر بها في زمن اشتد به الإرهاب الفكري والسياسي، وأعاد إلى الأذهان ذكرى "ابن تيمية" و"العز بن عبدالسلام" وغيرهما من أئمة الإسلام.

    ومما يروى أنه دُعي لحضور مؤتمر إسلامي مع جماعة من كبار علماء العالم الإسلامي في دولة عربية، وكان رئيسها من ذوي البطش والاستبداد، فحضر المؤتمر وافتتحه بكلمة أعلن فيها ما يسمى باشتراكية الإسلام، ودعا الحاضرين من العلماء إلى تأييد ما يقول، وبعد انتهاء الكلمة سادت قاعة الاحتفال صمت رهيب، ولم يجرؤ أحد من الجالسين على التعقيب على ما قاله هذا الزعيم، غير الشيخ "أبي زهرة" الذي قطع صوته -طالبًا الكلمة- الصمتَ الذي أطبق على القاعة، فلما اعتلى المنبر قال في شجاعة: "إننا نحن علماء الإسلام نعرف حكم الله في قضايا الدولة ومشكلات الناس، وقد جئنا هنا لنصدع بما نعرف، وأن على رؤساء الدول أن يعرفوا قدرهم ويتركوا الحديث في العلم إلى أهله، ثم اتجه إلى رئيس الدولة الداعية قائلاً: إنك تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيًا لا يجدونه صوابًا مهما هتف به رئيس؛ فلنتق الله في شرع الله. فبُهت رئيس الدولة وغادر القاعة.


    فتواه الشهيرة في مواجهة الطغاة

    كان الشيخ "أبو زهرة" يجهر بالحق، الأمر الذي جعل وسائل الإعلام تتحاشى استكتابه أو استضافته خوفًا مما يقول، وطلبًا للسلامة مما يجره عليهم حديثه من مشكلات، وكانت مصر تمر بفترة حالكة السواد من البطش والاستبداد. لكن الشيخ "أبو زهرة" كان يكتب في مجلة "لواء الإسلام"، ويجد فيها متنفسًا لآرائه وإن كانت محدودة الانتشار، فكان يجهر بالحق ويصدع بما يعتقد أنه الصواب، ويقوم بالواجب دون نظر إلى العواقب أو خوف من ظالم.

    جاءه سؤال من بين عدة أسئلة سنة (1380هـ=1960م) نصه: ما شأن حاكم لا يتخذ الرفق في معالجة شئون قومه ولا الإخلاص في تخير رجاله، بل بغلظة على الرعية، فيبعد الأبرار ويقرب الفجار، ويسلط الجواسيس، حتى شاعت الريبة وذهبت الثقة، أيعد عمله حُكمًا إسلاميًا.

    وقد أجاب الشيخ الشجاع بقوله: إننا نقول إن ذلك أسوأ ما يصل إليه الحاكم في رعيته؛ لأن الحُكم عدل ورفق وسماحة، واتجاه إلى الصالح، وإبعاد عن الفساد وأهله، وإن الولاية لا تكون إلا بالعدالة والاستعانة بالعاملين، ومن ولَّى في شئون الرعية من لا يصلح فقد ظلم، ومن ولَّى رجلاً وغيره أصلح منه فقد ظلم، وقد لعن الله من يحابون في توسيد الأعمال للناس فقال -صلى الله عليه وسلم-: "من وُلِّي من أمر المسلمين شيئًا فأمَّر أحدًا محاباة، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه عدلاً ولا صرفًا حتى يُدخله جهنم"، فمن كان حُكمه على هذه الأحوال أو بعضها، فطاعته غير واجبة في معاصيه، فلا يحل لمؤمن أن يُعاون حاكمًا في عبثه أو فساده، أو في ممالأته للمفسدين.



    جهاده في ميدان الدعوة والفكر

    كان "أبو زهرة" من أعلى الأصوات التي نادت بتطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة، وتقرير أن القرآن أمر بالشورى، وأن اختيار الحاكم لابد أن يكون اختيارًا حرًا دون إكراه أو تزوير، فلا يتولى أحد السلطة إلا بعد أن يُختار بطريقة عادلة، وأن اختيار الحكام الصالحين هو السبيل الأمثل لوقاية الشريعة من عبث الحاكمين، وكل تهاون في ذلك هو تهاون في أصل من أصول الإسلام.

    وحارب "أبو زهرة" قضية الربا بكل ما يملك من علم وبصيرة، وكشف بأدلة علمية فساد نظرية الربا وعدم الحاجة إليها، وأن الإسلام حرّم الربا حماية للمسلمين ولمجتمعهم، وانتهى إلى أن الربا لا مصلحة فيه ولا ضرورة تدعو إليه.
    وحين رأى أن من لا علم لهم بالشريعة يكتبون في الصحف دون بصيرةٍ وفقهٍ تصدى لهم وفنّد ادعاءاتهم، وكان بعضهم قد ادّعى أن من الصحابة من كان يترك العمل بالنص إلى رأيه الخاص الذي وصل إليه اجتهاده فيه مادامت المصلحة تقتضي ذلك، ودللوا على ذلك بما فعله الخليفة "عمر بن الخطاب" حين أبطل العمل بحد السرقة في عام الرمادة... ولم يسكت الفقيه الجليل عن هذا اللغط، وقام بإجلاء الموقف، وبيّن أن المصلحة تعتمد على النص الشرعي وترجع إليه، وأن القول في الدين دون اعتماد على نص أو قاعدة كلية إنما هو قول بالهوى، وأبان أن "عمر بن الخطاب" وغيره من مجتهدي الصحابة لم يتركوا العمل بالنص الشرعي أو عطلوه، وإنما فهموه فهمًا دقيقًا، وأبصروا عِلة الحكم فيه وداروا معها.



    مؤلفاته وإنتاجه العلمي

    كتب الشيخ "أبو زهرة" مؤلفات كثيرة تمثل ثروة فكرية كبيرة، عالج في معظمها جوانب مختلفة في الفقه الإسلامي وجوانب دقيقة منه، مثل:

    - تاريخ المذاهب الإسلامية

    - علم أصول الفقه

    - محاضرات في الوقف

    - العقوبة في الفقه الإسلامي

    - الجريمة في الفقه الإسلامي

    - المِلكية ونظرية العقد

    وتناول أحكام الأسرة وما يتصل بها في عدد من الكتب التي اتسمت بالعمق ودقة الفهم، مثل:

    - الأحوال الشخصية

    - أحكام التركات والمواريث

    - محاضرات في عقد الزواج وآثاره

    - تنظيم الأسرة في الإسلام

    - شرح قانون الوصاية

    وتناول ثمانية من أئمة الإسلام وأعلامه الكبار بالترجمة المفصلة التي تُظهر جهودهم في الفقه الإسلامي، وترسم حياتهم العلمية وتبرز أفكارهم واجتهاداتهم الفقهية، وتعرض لآثارهم العلمية التي كان لها دور في مسيرة الفقه الإسلامي، وقد نجح الشيخ "أبو زهرة" فيما كتبه عن هؤلاء لتبحره في الفقه وبصره بنظرياته، فمن يتعرض لحياة فقيه وجهوده وآثاره يجب أن يكون فقيهًا مُتمكنًا حتى يحسن تناول حياته وآثاره. والأعلام الثمانية الذين أفرد لكل واحد منهم كتابًا مستقلاً هم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وابن حزم، وابن تيمية.
    وإلى جانب الفقه وقضاياه كان لـ"أبي زهرة" جهود طيبة في علوم القرآن والتفسير والسيرة النبوية، فألف "زهرة التفاسير" وصدر بعد وفاته، وكان يفسر القرآن في أعداد مجلة "لواء الإسلام"، وأصدر كتابًا جامعًا بعنوان "المعجزة الكبرى" تناول فيه قضايا كثيرة تتعلق بعلوم القرآن، ووضع كتابًا في السيرة النبوية بعنوان "خاتم النبيين".

    وقد رُزقت مؤلفات الشيخ الفقيه القبول فراجت بين الناس، وأقبلوا عليها، وحرصوا على اقتنائها، ولاتزال حتى الآن تلقى التقدير والإعجاب؛ لأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض ويروج له بين الناس.



    وفاة الشيخ

    ظل الشيخ محل تقدير الناس واحترامهم، وإن سعى من بيدهم الأمور محاربته، لكن هذا لم يحُل بينه وبين الجهر بالحق والتنديد بالباطل، وكشف عوراته، فظل واقفًا على الثغرة يدافع عن الدين، ويُظهر أحكامه، ويجلي ما أُبهم عن الناس حتى تُوفي في سنة (1394هـ=1974م).



    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    محمد إقبال .. شاعر الهند والإسلام

    محمد إقبال .. شاعر الهند والإسلام

    الاسم : إقبال ابن الشيخ نور محمد
    اللقب : محمد إقبال
    تاريخ الولادة : 3 ذي القعدة 1294 هـ/1 نوفمبر 1877م
    مسقط الرأس : سيالكوت - البنجاب الغربية - الهند
    الجنسية : هندي
    .
    .
    سيرته الذاتية
    من الشخصيات التي لاقت اهتمامًا عظيمًا، وكُتب عنها كتابات كثيرة في العصر الحديث شاعرنا "محمد إقبال" فهو المناضل بالكلمة والرأي والجهد في سبيل إعلاء كلمة الله، وفي سبيل الدعوة الإسلامية، وهو صاحب أكبر مدرسة شعرية في الهند

    يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: لا أعرف شخصية ولا مدرسة فكرية في العصر الحديث تناولها الكتاب والمؤلفون والباحثون مثلما تناولوا هذا الشاعر العظيم، وجاء في مقال في مهرجان إقبال المئوي ـ الذي انعقد في مدينة "لاهور" وتحت إشراف حكومة با**تان "إن عدد ما صدر عن إقبال من الكتب والرسائل في لغات العالم قد بلغ ألفين، ما بين كتاب ورسالة، هذا عدا ما نُشر عنه من بحوث ومقالات".

    المولد والنشأة

    هو إقبال ابن الشيخ نور محمد، كان أبوه يكنى بالشيخ تتهو (أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف) ولد في سيالكوت ـ إحدى مدن البنجاب الغربية ولد في الثالث من ذي القعدة 1294 هـ الموافق 9 من تشرين أول نوفمبر 1877م وهو المولود الثاني من الذكور.

    وأصل إقبال يعود إلى أسرة برهمية؛ حيث كان أسلافه ينتمون إلى جماعة محترمة من الياندبت في كشمير، واعتنق الإسلام أحد أجداده في عهد السلطان زين العابدين بادشاه (1421 ـ 1473م).

    ونجده يصف أصله فيقول:

    " إن جسدي زهرة في حبة كشمير، وقلبي من حرم الحجاز وأنشودتي من شيراز".

    أما عن أبيه فهو الشيخ نور محمد، كان يعمل بالتجارة ويخالط جماعة من الصوفية ورجال العلم والمعرفة، وهو ما جعله عارفًا بدقائق الطريقة وعلوم العقيدة والسنة، وله علم واسع في مسائل الحكمة والفلسفة والأدب، وكان لذلك عظيم الأثر في حياة شاعر الإسلام محمد إقبال. أما أمه فهي امرأة يملأ قلبها الورع والتقوى، قال عنها يوم موتها: " عندما آتي إلى تراب مرقدك سوف أصيح: من ذا الذي يذكرني في الدعاء في منتصف الليل". وتُوفي أبوه في السابع عشر من أغسطس 1930 بعد أن شارف المائة، وتُوفيت أمه قبل أبيه بست عشرة سنة في 1914م.

    رحلته في طلب العلم

    بدأ محمد إقبال تعليمه في سن مبكرة على يد أبيه، ثم التحق بأحد مكاتب التعليم في سيالكوت، وفي السنة الرابعة من تعليمه رأى أبوه أن يتفرغ للعلم الديني، ولكن أحد أصدقاء والده ـ وهو الأستاذ مير حسن ـ لم يوافق، وقال: "هذا الصبي ليس لتعليم المساجد وسيبقي في المدرسة" وانتقل إقبال إلى الثانوية؛ حيث كان أستاذه مير حسن يدرس الآداب العربية والفارسية، وكان قد كرس حياته للدراسات الإسلامية.

    وبدأ إقبال في كتابة الشعر في هذه المرحلة المبكرة، وشجعه على ذلك أستاذه مير حسن، فكان ينظم الشعر في بداية حياته بالبنجابية، ولكن السيد مير حسن وجهه إلى النظم بلغة الأردو، وكان إقبال يرسل قصائده إلى ميرزا داغ دهلوى ـ الشاعر البارز في الشعر الأردو ـ حتى يبدي رأيه فيها، وينصحه بشأنها وينقحها، ولم يمضِ إلا فترة بسيطة حتى قرر داغ دهلوي أن أشعار إقبال في غنى تام عن التنقيح، وأتم إقبال دراسته الأولية في سيالكوت، ثم بدأ دراسته الجامعية باجتياز الامتحان العام الأول بجامعة البنجاب 1891م، التي تخرج فيها وحصل منها على إجازة الآداب 1897م، ثم حصل على درجة الماجستير 1899 م، وحصل على تقديرات مرموقة في امتحان اللغة العربية في جامعة البنجاب.

    وتلقى إقبال دراساته الفلسفية في هذه الكلية على يد الأستاذ الكبير توماس آرنولد، وكان أستاذًا في الفلسفة الحديثة، وحجة في الآداب العربية والعلوم الإسلامية وأستاذها في جامعة لندن.

    وبعد أن حصل إقبال على الماجستير عُين معيدًا للعربية في الكلية الشرقية لجامعة البنجاب، وحاضر حوالي أربع سنوات في التاريخ والتربية الوطنية والاقتصاد والسياسة، وصنف كتابًا في "علم الاقتصاد" ولم يصرف التدريس محمد إقبال عن الشعر، بل ظل صوته يدوي في محافل الأدب وجلسات الشعر، والتي يسمونها في شبه القارة "مشاعرة".

    وكانت أول قصيدة له بعنوان: "إنه يتيم" وألقاها في الحفل السنوي لجماعة "حماية الإسلام" في لاهور، وقد استقبلت القصيدة استقبالاً حسنًا ومست شغف القلوب، الأمر الذي دعاه إلى أن ينشد في العام التالي وفي الحفل السنوي لنفس الجماعة قصيدته "خطاب يتيم إلى هلال العيد"

    ويشير الأستاذ أبو الحسن الندوي ـ وهو ممن عاصروا شاعرنا ـ إلى أسباب الإعجاب بشعر إقبال فيقول: "وهو ترجع في الغالب إلى موافقة الهوى والتعبير عن النفس: وهذا عن إعجاب الناس بشعره، أما عن أسباب إعجابه هو بشعر إقبال فيقول: "إن أعظم ما حملني على الإعجاب هو الطموح والحب والإيمان، وقد تجلى هذا المزيج الجميل في شعره، وفي رسالته أعظم ما تجلى في شعر معاصر" سافر إقبال إلى لندن في الثاني من سبتمبر 1905؛ ليكمل تعليمه وليستزيد من العلم فاتجه إلى كمبريدج والتحق بجامعتها؛ حيث درس الفلسفة على يد أستاذ الفلسفة مك تكرت، وحصل على درجة في فلسفة الأخلاق وتأثر بأستاذه مك تأثرًا واضحًا.

    رحلاته إلى العالم الغربي والعربي

    غادر إقبال لندن إلى القارة الأوروبية وزار عددًا من بلدانها، وكان في كل أسفاره يعمل على نشر الإسلام، وأثر بشعره وأسلوبه في كثير من الأوروبيين ومنهم موسوليني؛ حيث وجه له دعوة عقب مشاركته في مؤتمرات المائدة المستديرة في لندن عامي (1930 ـ 1931).

    وكان منظم الزيارة الدكتور سكاربا؛ حيث كان معجبًا بفكر إقبال وإيمانه بالإنسان وقدراته، وذهب بالفعل إلي إيطاليا والتقى بموسوليني وألقى محاضرة، في روما يبين فيها الفرق بين مذهب كل من الحضارة الغربية والشيوعية والحضارة الإسلامية، ووضح فيها أسباب تخلف المسلمين، وأن من أهم أسباب هذا التخلف هو البعد عن الدين، وذكر الناس بماضي المسلمين وحضارتهم العريقة، ثم زار إقبال أسبانيا في عام 1932م بعد أن حضر مؤتمر الدائرة المستديرة الثالث، وحرص على مشاهدة المعالم الإسلامية هناك فيقف أما جامع قرطبة وقفة مؤمن شاعر

    ومما قاله في قرطبة:

    لحـورية الغرب وجه جميل

    وجنـاتها أذنت بالرحيل

    على العين والقلب كن ذا حذر

    سماؤك فيها جمال القمر

    - ويقصد بحورية الغرب هنا قرطبة

    ومن أقواله في مسجد قرطبة:

    نسيمك عذب رقيق الهبوب

    أيا جامعًا فيك جمع القلوب

    أيًا جامعي خصني بالنـظر

    أنا المؤمن الحق فيمن كفر

    لكم حسن شوقًا لرب العباد

    وإيمـانه زاد دومـًا وزاد

    وهذه القصيدة يضعها بعض الباحثين بين روائع الأدب العالمي، وألقى شاعر الإسلام في مدريد محاضرة بعنوان: "العالم الفكري للإسلام وأسبانيا".

    وزار إقبال أفغانستان على إثر دعوة وجهها له نادر شاه ـ ملك أفغانستان ومر في إحدى رحلاته على مصر، وقابل بعض شبابها وأعجب بشاب مصري، ويقول: إن الشاب فرح جدًا عندما علم أن إقبال مسلم ويقرأ القرآن، وقيل: إن إقبال لبس الطربوش بسبب المحادثة التي دارت بينه وبين هذا الشاب، ويذكر الأستاذ أبو الحسن الندوي أنه زار فلسطين في سنة 1931، وكان مما قاله وهو في فلسطين:

    ولما نزلنا منزلاً طله الندى

    أنيقًا وبستانًا من النور حاليا

    أجد لنا طيب المكان وحسنه

    مني فتمنينا فكنت الأمانيا

    ونجده هنا يتمنى أن يحط الرحال ويظل في بلد القدس وأرض مهبط الرسالات، ومن أقواله في افتتاح المؤتمر الإسلامي عام 1930 " على كل مسلم عندما يولد ويسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد على إنقاذ الأقصى".

    وفي ألمانيا نال الدكتوراه على بحث له بعنوان: "تطور الغيبيات في فارس".

    وعقب عودته من ألمانيا التحق بمدرسة لندن للعلوم السياسية، وحصل منها على إجازة الحقوق بامتياز.

    عودته إلى وطنه

    عاد إقبال إلى شبه القارة في شهر يوليو 1908م بعد أن قضى مدة في أوروبا ما بين دراسات علمية وزيارات لدول عربية وإسلامية، وأفادته هذه المدة في التدرب على منهج البحث والإلمام بالفلسفة الغربية ـ ومكث في لاهور، وقدم طلب لتسجيله محاميًا لدى القضاء الرئيسي، وتم تسجيله بالفعل، ولكن في مايو 1909 عُيِّنَ أستاذًا في للفلسفة في كلية لاهور، ولم توافق المحكمة في أول الأمر على أن يتولى منصبين في الحكومة، ولكنها في نوفمبر 1909م وافقت على تعيينه، وصدر قرار تحت عنوان: "الموافقة على تعيين محامٍ في المحكمة كأستاذ مؤقت في كلية الحكومة، وكان ذلك استثناءً لإقبال، وهذا يصور لنا مدى أهمية إقبال ومكانته في البلاد.

    واستمرت هذه الثنائية حوالي عامين ونصف استقال بعدها من العمل بالتدريس؛ ليكون أكثر تفرغًا للمحاماة وممارسة القانون؛ وذلك نتيجة لحبه الشديد لمهنة المحاماة والدفاع عن الحقوق، ولم يعتزل إقبال التدريس نهائيًا؛ حيث كان يتابع المؤتمرات والاجتماعات التي كانت تعقدها الجامعة؛ حيث كان له دور واضح في إصلاح حالة التعليم في بلده في هذا الوقت.

    مرضه واعتزاله المحاماة

    اجتمع المرض على إقبال في السنوات الأخيرة من عمره، فقد ضعف بصره لدرجة أنه لم يستطع التعرف على أصدقائه بسهولة، وكان يعاني من آلام وأزمات شديدة في الحلق؛ مما أدى إلى التهاب حلقه، وأدى بالتالي إلى خفوت صوته، مما اضطره إلى اعتزال مهنة المحاماة، وفكر في أن يقصد فيينا طلبًا للعلاج إلا أن حالاته المادية لم تسمح بذلك، وتدخل صديقه رأس مسعود؛ حيث اقترح على يهوبال الإسلامية أن تمنحه راتبًا شهريًا من أجل أطفاله الذين ما زالوا صغارًا وحدث ذلك بالفعل واستمر الراتب حتى بعد وفاة إقبال.

    وكان من أولاده: ابنه آقتاب إقبال المحامي ورزق به من زواجه الأول، وابنه أجاويد ـ القاضي بمحكمة لاهور العليا، وابنته منيرة باتو وتزوجت في با**تان، وهما من زوجته الثالثة؛ حيث تزوج إقبال ثلاث زوجات ماتت إحداهن هي وابنتها بعد الولادة.

    وفي أثناء مرضه هذا واعتزاله المحاماة ماتت زوجته الثالثة في مايو 1935 ثم مات صديقه العزيز رأس مسعود، ومن العجيب أن إقبال وسط هذه المحن والكرب لم يتوقف عن ممارسة نشاطه السياسي، بل ولم يتوقف عن الإبداع وكتابة الشعر.

    وفاته وآثاره العلمية

    وفي 21 من إبريل 1938 وفي تمام الساعة الخامسة صباحًا فاضت روح إقبال الطاهرة إلى بارئها، وكان يومًا عصيبًا في حياة جماهير الهند عامة والمسلمين منهم خاصة؛ فعطلت المصالح الحكومية، وأغلقت المتاجر أبوابها واندفع الناس إلى بيته جماعات وفرادى، ونعاه قادة الهند وأدباؤها من المسلمين والهندوس على السواء، ويقول عنه طاغور ـ شاعر الهند:

    لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغًا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل، إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند التي لم ترتفع مكانتها في العالم".

    آثاره ومؤلفاته


    ترك لنا إقبال ثروة ضخمة من علمه (رحمه الله) قلما تركها أحد مات في مثل سنه ومن آثاره ـ أو ما وصل إلينا منها ـ: عشرون كتابًا في مجال الاقتصاد والسياسة والتربية والفلسفة والفكر وترك أيًضا بعض الكتابات المتفرقة وبعض الرسائل التي كان يبعث بها إلى أصدقائه أو أمراء الدول، ذلك إلى جانب روائعه من الشعر والتي استحق أن يسمى بسببها (شاعر الإسلام).

    ويقول الشيخ أبو الحسن الندوي: "ومن دواعي العجب أن كل هذا النجاح حصل لهذا النابغة، وهو لم يتجاوز اثنين وثلاثين عامًا من عمره"
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    ومن قصائده

    منذ الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا
    كنا جبال وفي الجبال وربما صرنا على موج البحر بحارا
    بمعابد الإفرنج؟؟.. كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا
    لن تنسى إفريقيا ولا صحراءها سجداتنا والأرض تقذف نارا
    وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء وتنبت حولنا الازهارا
    لم نخش طاغوت يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا أسورا
    ندعو جهارا لا اله سوى الذي خلق الوجود وقدر الأقدار
    كنا نر الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
    ولو كان غير المسلمين لحازها كنزا وصاغ الحلي والدينارا

    وهذا بيتين من قصيدة شكوى دمعة

    إذا الإيــمان ضاع فلا أمان و لا دنيا لــمن لم يحي دينا

    ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعــــل الفناء لها قرينـا

    تـساندت الكواكب فاستقرت ولولا الجـــــاذبيــة ما بقينا

    وفـــي التـوحيد للـهمّ اتحاد ولن تــــبنـوا العلا متفرقينا

    ويقول عن المؤمن والكافر بأن الكافر ضيق ومتخلف وحقير في علم الله وفي الأرض وفي الكون.
    ويأتي المؤمن فيجعله علماً وكوناً .
    يقول في بيتين جميلين :

    إنما الكافـر تـيـهان له الآفـاق تـيهِ وأرى المؤمن كوناً تاهت الآفاق فيه

    يقول : إن الكافر لا تتيه الآفاق فيه بل يتيه هو في الآفاق.
    وأرى المؤمن هو الذي تتيه الآفاق فيه .
    ويصف مشاعره وأحاسيسه في قصيدة اسمها ( إلى مدينتك يا رسول الله ).
    وهي قصيدة قد ترجمها الندوي .
    يقول : ( يا رسول الله زرتك البارحة في المنام ... إليك أشكو ظلم الهنود ... وأشكو ماذا فعلوا برسالتك .. إنهم يا رسول الله حولوا رسالتك إلى تمائم ومسابح وإلى رقصات .. إن رسالتك يا رسول الله انبعثت من المدينة فأحيتني وأحيت أمثالي .. لكن رفض الهنود أن يستجيبوا لك يا رسول الله ) .

    ثم يصف خروج الرسالة من طيبة الطيبّة وذهابها إلى العراق ، ثم إلى الأتراك ، ثم إلى الهنود، وأنها ترتفع بإذن الله لتغطي الدنيا .

    من ثراها قد نثرنا النور في دنيا الوجود وعلى أهدابها صــــغنا مغانِ من خلود

    حكمة الإيمان من طيبة سارت للعراق وسل الأتراك قد ســــار سريعاً للهنود


    ويقول :

    هضبات نجد في مغانيها المها ومحاور الغزلان ملء تلالها

    والمــجد مشتاق وأمة أحمــد يتـهيأ التاريــــــخ لاسـتقبالها


    اتمنى لكم قراءة ممتعة
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    شخصية من راد الفكر الإسلامي بالمغرب إسمه محمد المختار السوسي

    هو الوطني الغيور المقاوم الصبورالأستاذ العامل محمد المختار ابن علي بن أحمد السوسي الإلغي الملقب برضا الله.

    ولد في "إلغ" وهي قرية بناحية تازروالت في أقصى جنوب القطر السوسي بجنوب المغرب، وتبعد عن مدينة تيزنيت شرقا ب84كلم، وذلك في شهر صفر الخير عام1318هـ ونشأ بها، وحين بلغ سن الإدراك اتجه إلى الدراسة الأولية لتعلم الكتابة والقراءة واستظهار كتاب الله العزيز على عدة معلمين، أولهم والدته السيدة رقية بنت محمد بن العربي الأدوزي، وختم ذلك سبع ختمات في مختتم عام 1328هـ.

    مشوار الطلب
    وفي أوائل عام1329هـ صبت همته الطموح للمعالي للدراسة العلمية فارتاد منابع العلوم والثقافة الإنسانية، فدرس بالزاوية الالغية، ثم التحق بمدرسة إيغشان الواقعة في الشمال الشرقي لقرية إلغ ، وأخذ عن العالم عبد الله بن محمد الإلغي ثم ارتحل إلى المدرسة البونعمانية بآيت براييم وأخذ عن العالم الصالح أحمد بن مسعود البونعماني، كما أخذ عن العالم الأديب الطاهر بن محمد الافراني،والشيخ عبد الرحمن البوزاكارني.

    ومن بين ما درسه في هاته المعاهد: المقدمة الأجرومية، و لامية المجرادي في أحكام الجمل، ولامية الأفعال للإمام ابن مالك في التصريف، والخلاصة الألفية، ولامية العجم للطغرائي، والمقامات الحريرية، وطرف من الرسالة القيروانية، والمختصر الخليلي، والتحفة للإمام ابن عاصم الغرناطي، والفرائض والحساب مع كثير من القصائد الأدبية المتداولة في الدراسة .

    وفي عام 1338هـ رحل إلى عاصمة الجنوب مراكش ، فقطن بمدرسة ابن يوسف، وحضر في الحلقات العلمية بالكلية اليوسفية المعقودة للفقيه محمد بن الحسن الدباغ، والفقيه محمد بن عمر السرغيني الشهير بابن نوح، وأبي شعيب الشاوي، والفقيه أحمد بن الحسن الخصاصي، كما حضر المجالس العلمية التي عقدها هناك الشيوخ الواردون عليها وهم: الفقيه فتح الله بناني، وشيخ الإسلام أبي شعيب الدكالي .

    وقد تلقى عن هؤلاء الشيوخ بمراكش تحفة الحكام، ولامية الزقاق، والجوهر المكنون، والخزرجية في العروض، و السُّلَّم للشيخ الأخضري، وجمع الجوامع، ومختصر المواهب اللدنية، والجامع الصحيح للإمام البخاري .

    وفي عام 1343هـ شد الرحلة إلى العاصمة العلمية "فاس" فاستوطن ببيت في المدرسة البوعنانية بالطالعة، وتردد على مجالس الشريف العلامة المحدث محمد بن جعفر الكتاني، والمفتي محمد بن الطيب البدراوي، والعلامة محمد الحجوجي. فدرس الموطأ وشمائل الترمذي، والشفا للقاضي عياض، والمسند للإمام أحمد، والحساب، والجغرافيا، و المعلقات السبع، والكامل في اللغة والأدب لأبي العباس المبرد، وديوان الحماسة لأبي تمام الطائي. وقد تتلمذ في هذه الدراسة الأدبية للأستاذ الشريف السلفي محمد بن العربي الوزاني المدغري.

    وفي عام 1347هـ رحل إلى الرباط، وفيها أخذ عن العلامة الشيخ أبي شعيب الدكالي بعض الأحزاب من تفسير كلام الله المبين، ودروسا من الأمالي لأبي علي القالي، وأخذ عن العلامة محمد المدني بن الحسني طرفا كبيرا من التلخيص للقزويني، و ألفية العراقي في الحديث، و غير ذلك.

    وفي عام 1348هـ عاد إلى مراكش وقام بإملاء دروس علمية تطوعية في مختلف مساجدها، وكانت تشتمل على الحديث و النحو والسيرة النبوية، والفقه وأصوله، وانتظم في عقد علماء مراكش الرسميين.

    جهاده ضد الاستعمار
    كان رحمه الله من الوطنيين الأحرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والذين قاموا بمساع حميدة مشكورة في سبيل الوطن العزيز والعمل على انعتاقه وفك أغلاله وقيوده من ربقة الاستعمار اللعين، فقد ساهم خلال إقامته في فاس في تأسيس بعض الجمعيات السياسية السرية، والمنتديات الأدبية، و واصل نضاله السياسي والوطني في مراكش مما أدى إلى اعتقاله. ولما أكرم الله تعالى المغرب الأقصى بحريته المنشودة عُين في أول حكومة مغربية وطنية وزيرا للأوقاف العمومية وذلك خلال عام 1375 هـ، ثم لما أسس مجلس التاج عين وزيرا عضوا فيه عام 1376هـ، و بقي متقلدا مهام تلك الوظيفة إلى أن توفي رحمه الله، كما أنه اشتغل عضوا في لجنة مدونة الفقه الإسلامي.

    جهود علمية ومؤلفات
    ويعتبر المختار السوسي شخصية بارزة لامعة في أسماء العلم و الأدب و التاريخ و البحث والدراسة، والاستفادة والإفادة، مشارك في كثير من فنون المعرفة، متخصص بارع في مادة الأدب و التاريخ، خصوصا تاريخ سوس، متضلع في ميدان اللغة العربية، متمكن من ناصيتها، فقد أثرى المكتبة بعدد لا يستهان به من نوادر المخطوطات العربية التي اكتشفها في مختلف المكتبات المغربية، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
    × ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث
    × مختصر رحلة العبدري لمؤلف مجهول
    × طبقات المالكية لمؤلف مجهول.

    وقد خلف رحمه الله مؤلفات بالغة الأهمية نذكر منها :
    × المعسول في عشرين جزءا
    × سوس العالمة
    × من أفواه الرجال
    × رجال العلوم العربية في سوس
    × اصفى الموارد
    × بين الجمود والميع وهو رواية من أفكار إسلامية
    × تقييدات على تفسير الكشاف للزمخشري
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الإمام عبد الحميد بن باديس {1889هـ/1940م}



    كانت الجزائر أول أقطار العالم العربي وقوعًا تحت براثن الاحتلال، وقُدّر أن يكون مغتصبها الفرنسي من أقسى المحتلين سلوكًا واتجاهًا، حيث استهدف طمس هوية الجزائر ودمجها باعتبارها جزءًا من فرنسا، ولم يترك وسيلة تمكنه من تحقيق هذا الغرض إلا اتبعها، فتعددت وسائلة، وإن جمعها هدف واحد، هو هدم عقيدة الأمة، وإماتة روح الجهاد فيها، وإفساد أخلاقها، وإقامة فواصل بينها وبين هويتها وثقافتها وتراثها، بمحاربة اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها، لتكون لغة التعليم والثقافة والتعامل بين الناس.

    غير أن الأمة لم تستسلم لهذه المخططات، فقاومت بكل ما تملك، ودافعت بما توفر لديها من إمكانات، وكانت معركة الدفاع عن الهوية واللسان العربي أشد قوة وأعظم تحديًا من معارك الحرب والقتال، وقد عبّر ابن باديس، عن إصرار أمته وتحديها لمحاولات فرنسا بقوله: "إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد، في لغتها، وفي أخلاقها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين هو الوطن الجزائري".

    المولد والنشأة

    ولد "عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس" المعروف بعبد الحميد بن باديس في (11 من ربيع الآخِر 1307 هـ= 5 من ديسمبر 1889م) بمدينة قسطنطينة، ونشأ في أسرة كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، فعنيت بتعليم ابنها وتهذيبه، فحفظ القرآن وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتعلّم مبادئ العربية والعلوم الإسلامية على يد الشيخ "أحمد أبو حمدان الونيسي" بجامع سيدي محمد النجار، ثم سافر إلى تونس في سنة (1326هـ= 1908م) وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلوم الإسلامية على جماعة من أكابر علمائه، أمثال العلّامة محمد النخلي القيرواني المتوفى سنة (1342هـ= 1924م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان له تأثير كبير في التكوين اللغوي لعبد الحميد بن باديس، والشغف بالأدب العربي، والشيخ محمد الخضر الحسين، الذي هاجر إلى مصر وتولى مشيخة الأزهر.

    وبعد أربع سنوات قضاها ابن باديس في تحصيل العلم بكل جدّ ونشاط، تخرج في سنة (1330هـ= 1912م) حاملاً شهادة "التطويع" ثم رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وهناك التقى بشيخه "حمدان الونيسي" الذي هاجر إلى المدينة المنورة، متبرّمًا من الاستعمار الفرنسي وسلطته، واشتغل هناك بتدريس الحديث، كما اتصل بعدد من علماء مصر والشام، وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل، فعاد إلى الجزائر، وفي طريق العودة مرّ بالشام ومصر واتصل بعلمائهما، واطّلع على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية لهما.



    ابن باديس معلمًا ومربيًا

    آمن ابن باديس بأن العمل الأول لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو التعليم، وهي الدعوة التي حمل لواءها الشيخ محمد عبده، في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وأذاعها في تونس والجزائر خلال زيارته لهما سنة (1321هـ= 1903م)، فعمل ابن باديس على نشر التعليم، والعودة بالإسلام إلى منابعه الأولى، ومقاومة الزيف والخرافات، ومحاربة الفرق الصوفية الضالة التي عاونت المستعمر.

    وقد بدأ ابن باديس جهوده الإصلاحية بعد عودته من الحج، بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسطنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثة العذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقت بها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه بعد خمسة وعشرين عامًا، فاحتفلت الجزائر بختمه في (13 من ربيع الآخر 1357هـ= 12 من يونيو 1938م).

    ويُعدّ الجانب التعليمي والتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغار أيضًا، وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التي يلقي فيها دروسه، مثل الجامع الأخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسطنطينة، وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم.

    ثم بعد بضع سنوات أسس جماعة من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست سنة (1336هـ= 1917م)، ثم تطوّر المكتب إلى مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية التي أنشئت في (رمضان 1349 هـ= 1931م) وتكونت هذه الجمعية من عشرة أعضاء برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس.

    وقد هدفت الجمعية إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ويجدر بالذكر أن قانون الجمعية نصّ على أن يدفع القادرون من البنين مصروفات التعليم، في حين يتعلم البنات كلهن مجانًا.

    وكوّن ابن باديس لجنة للطلبة من أعضاء جمعية التربية والتعليم الإسلامية، للعناية بالطلبة ومراقبة سيرهم، والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، ودعا المسلمين الجزائريين إلى تأسيس مثل هذه الجمعية، أو تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر، لأنه لا بقاء لهم إلا بالإسلام، ولا بقاء للإسلام إلا بالتربية والتعليم.

    وحثّ ابن باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها مما هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العفة وحسن التدبير، والشفقة على الأولاد، وحمّل مسئولية جهل المرأة الجزائرية أولياءها، والعلماء الذين يجب عليهم أن يعلّموا الأمة، رجالها ونساءها، وقرر أنهم آثمون إثمًا كبيرًا إذا فرطوا في هذا الواجب.

    وشارك ابن باديس في محاولة إصلاح التعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس سنة (1350 هـ=1931م)، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتعليم، فشمل المواد التي يجب أن يدرسها الملتحق بالجامع، من اللغة والأدب، والعقيدة، والفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والأخلاق، والتاريخ، والجغرافيا، ومبادئ الطبيعة والفلك، والهندسة، وجعل الدراسة في الزيتونة تتم على مرحلتين: الأولى تسمى قسم المشاركة، وتستغرق الدراسة فيه ثماني سنوات، وقسم التخصص ومدته سنتان، ويضم ثلاثة أفرع: فرع للقضاء والفتوى، وفرع للخطاب والوعظ، وفرع لتخريج الأساتذة.



    إبن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين

    احتفلت فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائر في سنة (1349هـ= 1930م) فشحذ هذا الاحتفال البغيض همّة علماء المسلمين في الجزائر وحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاء جمعية تناهض أهداف المستعمر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبر عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابن باديس رئيسًا لها.

    وقد نجحت الجمعية في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضدها، وبعث الروح الإسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس، وكان إنشاء المدارس في المساجد هو أهم وسائلها في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى الوعّاظ الذين كانوا يجوبون المدن والقرى، لتعبئة الناس ضد المستعمر، ونشر الوعي بينهم.

    وانتبهت فرنسا إلى خطر هذه التعبئة، وخشيت من انتشار الوعي الإسلامي؛ فعطّلت المدارس، وزجّت بالمدرسين في السجون، وأصدر المسئول الفرنسي عن الأمن في الجزائر، في عام (1352هـ= 1933م) تعليمات مشددة بمراقبة العلماء مراقبة دقيقة، وحرّم على غير المصرح لهم من قبل الإدارة الفرنسية باعتلاء منابر المساجد، ولكي يشرف على تنفيذ هذه الأوامر، عيّن نفسه رئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

    ولكي ندرك أهمية ما قام به ابن باديس ورفاقه من العلماء الغيورين، يجب أن نعلم أن فرنسا منذ أن وطأت قدماها الجزائر سنة (1246 هـ= 1830م) عملت على القضاء على منابع الثقافة الإسلامية بها، فأغلقت نحوا من ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية، كانت تضم مائة وخمسين ألف طالب أو يزيدون، ووضعت قيودًا مهنية على فتح المدارس، التي قصرتها على حفظ القرآن لا غير، مع عدم التعرض لتفسير آيات القرآن، وبخاصة الآيات التي تدعو إلى التحرر، وتنادي بمقاومة الظلم والاستبداد، وعدم دراسة تاريخ الجزائر، والتاريخ العربي الإسلامي، والأدب العربي، وتحريم دراسة المواد العلمية والرياضية.



    إسهامات ابن باديس السياسية

    لم يكن ابن باديس مصلحًا فحسب، بل كان مجاهدًا سياسيًا، مجاهرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنه حكم استبدادي غير إنساني، يتناقض مع ما تزعمه من أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرة الوطن الجزائري بعد أن ظنّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة (1352هـ= 1933م) واتهمه بالتدخل في الشئون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرة اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدع بها كثير من الجزائريين سنة (1353 هـ= 1936م).

    ودعا نواب الأمة الجزائريين إلى قطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وخاطبهم بقوله: "حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب أمة ترى –أو ترى أكثريتها- ذلك كثيرا علينا…! ويسمعنا كثير منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمس كرامتنا"، وأعلن رفضه مساعدة فرنسا في الحرب العالمية الثانية.

    وكانت الصحف التي يصدرها أو يشارك في الكتابة بها من أهم وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، فأصدر جريدة "المنتقد" سنة (1345 هـ= 1926م) وتولى رئاستها بنفسه، لكن المحتل عطّلها؛ فأصدر جريدة "الشهاب" واستمرت في الصدور حتى سنة (1358هـ= 1939م) واشترك في تحرير الصحف التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل "السنة" و"الصراط" و"البصائر".

    وظل هذا المصلح -رغم مشاركته في السياسة- يواصل رسالته الأولى التي لم تشغله عنها صوارف الحياة، أو مكائد خصومه من بعض الصوفية أذيال المستعمر، أو مؤامرات فرنسا وحربها لرسالته، وبقي تعليم الأمة هو غايته الحقيقية، وإحياء الروح الإسلامية هو هدفه السامق، وبث الأخلاق الإسلامية هو شغله الشاغل، وقد أتت دعوته ثمارها، فتحررت الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي، وإن ظلت تعاني من آثاره.

    وقد جمع "عمار الطالبي" آثار ابن باديس، ونشرها في أربعة مجلدات، ونشرها في الجزائر سنة (1388هـ= 1968م).

    وتوفي ابن باديس في (8 من ربيع الأول 1359 هـ= 16 من إبريل 1940م).

    من مصادر الدراسة:

    عمار الطالبي ـ ابن باديس حياته وآثاره ـ الجزائر ـ 1388 هـ= 1968م.

    محمود قاسم ـ الإمام عبد الحميد بن باديس: الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ 1979م.

    محمد فتحي عثمان ـ عبد الحميد بن باديس: رائد الحركة الإسلامية في الجزائر المعاصرة ـ دار القلم ـ الكويت ـ 1407هـ= 1987م.

    أنور الجندي ـ الفكر والثقافة المعاصرة في شمال إفريقيا ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ القاهرة ـ 1385هـ= 1965
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    ترجمة العلامة حمود بن عبد الله التويجري



    اسمه ونسبه :


    هو الشيخ العالم العلامة أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرخمن التويجري من قبيلة بكر بن وائل بطن من ربيعة.


    مولده :

    ولد الشيخ بمدينة المجمعة في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة أربع و ثلاثين وثلاثمائة و ألف (1334 ). - توفي والده عام 1342 طلبه للعلم : -


    ابتدأ الشيخ القراءة على يد الشيخ أخمد الصانع عام 1342 وذلك قبل وفاة والده رحمه الله بأيام قلائل . تعلم على يديه مبادئ القلراءة و الكتابة ، ثم حفظ القرآن على يديه و لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره ، كما قرأ عليه " الثلاثة الأصول" الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. شيوخه :-

    ابتدأ القراءة على الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي المجمعة و توابعها و فقيهها وعمره إذ ذاك 13 سنة، ولازمه ما يزيد على ربع قرن من الزمن ، قرلأ عليه في شتى العلوم النافعة. - أجازه في الرواية " الصحاح" و السنن و المسانيد، وفي رواية كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم. -
    قرأ على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقا في النحو والفرائض. - كما قرأ على سماحة العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن حميد ، اللغة و الفرائض. - روى عن الشيخ العلامة المجاهد سليمان بن حمدان قاضي مكة و المدينة سابقا حديث الرحمة المسلسل بالأوّليّة، وأجازه أيضا بجميع مروياته.
    أعماله : - أُلزِم الشيخ بالقضاء عام 1368 ثم عام 1369 إلى عام 1372 ، ثم اعتذر من القضاء. - طُلب للعمل في مؤسسات علمية كثيرة ، مثل : كلية الشريعة ، الجامعة الإسلامية ، دار الإفتاء، لكنه اعتذر عن ذلك كله آثر التفرغ للعلم و البحث و التأليف. - استمر في العلم و التحصيل وبث ذلك في المؤلفات.
    مؤلفاته : - بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفا. - كما له تنبيهات وتعليقات عل كتب كثيرة.
    تلاميذه : - لأسباب كثيرة لم يجلس الشيخ للطلبة ، ولهذا قل تلاميذه ، ومنهم : - عبد الله الرومي - عبد الله محمد الحمود - ناصر الطريري - زيد الغانم - كما قرأ عليه أبناؤه - كما أجاز رحمه الله عددا من أفاضل العلماء ، والدعاة.، منهم العلامة ربيع المدخلي ، وإسماعيل الأنصاري ،وغيرهم..
    أخلاقه : - كان رحمه الله يتسم بخلق جم ، و أدب رفيع ، كان وقافا عند حدود الله. - وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : " إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته للسنة ". - ولقد دعاه الشيخ إلى منزله حين زار الألباني الرياض في عام 1410 . - كان يقرأ في صلاة الليل كل يوم أربعة أجزاء و نصف تقريباً.
    مرضه ووفاته : ابتدأ المرض بالشيخ منذ ثلاث سنوات تقريبا ، لكنه كان يكتم ذلك و يخفيه ، حتى اشتد عليه في السنة الأخيرة ، فأدخل عللى اثر ذلك المستشفى ثلاث مرا ، كان آخرها قبل وفاته بيومين. وقد وافاه أجله في آخر ساعة من يوم الثلاثاء الموافق 5/7/1413 ، عن عمريناهز 78 عاماً وستة أشهر وعشرين يوماً. ودفن بمقبرة النسيم .وقد أم المصلين سماحة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى.
    بواسطة العضو /عبدالله بن خميس ترجمة أخرى من : موقع شبكة سحاب السلفية الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري من آل جبارة - بتشديد الباء الموحدة التحتية - بطن كبير من قبلة عنزة القبيلة الوائلية الربعية العدنانية . ولد المترجم - حيث تقيم أسرته - في مدينة المجمعة عاصمة بلدان سدير ، وذلك في عام 1334 هـ ، وفي صباه شرع يقرأ في كُتاب المربي - أحمد الصائغ - وذلك في عام 1342 هـ ، وتوفي والده بعد ذلك بأيام قليلة ، وكان عمر الشيخ إذ ذاك ثمان سنوات ، فتعلم مبادىء القراءة والكتابة في هذا الكُتاب ، ثم حفظ القرآن الكريم ، وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره . كما قرأ في هذه السن المبكرة مختصرات الكتب العلمية في التوحيد والحديث والفقه والفرائض والنحو . ومما قرأ على الشيخ أحمد الصايغ ( الأصول الثلاثة ) للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - .
    ولما بلغ سن الشباب لازم حلقة الفقيه قاضي بلدان سدير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ، واستمر في القراءة عليه ربع قرن ، قرأ عليه فيها شتى العلوم والفنون من التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصولها والفرائض والنحو وكتب السيرة والتاريخ والأدب وغيرها . ومن الكتب التي قرأها عليه : 1- فتح الباري للحافظ ابن حجر . 2- والمغني لابن قدامة المقدسي . 3- ، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية. 4- ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية. 5- والفتاوى المصرية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية. 6- وزاد المعاد لابن القيم . وطائفة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة، وغيرها كثير . كما حفظ أثناء هذه القراءة عدداً من متون العلم ، فأدرك عليه إدراكاً تاماً في كل ما قرأ ، وذلك لمثابرته على الدرس ، وحرصه عليه ، ولما لديه من موهبة الحفظ والفهم . وقد أجازه شيخه عبد الله العنقري إجازة مطولة بالرواية عنه كتب الصحاح والمسانيد والسنن ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والفقه الحنبلي عامة ، وجميع مروياته لكتب الأثبات ، وقبل ذلك حدثه بحديث الرحمة المسلسل بالأولية . ولما تعين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضياً للمجمعة وبلدان سدير شرع في القراءة عليه ، فقرأ عليه في الفقه والفرائض واللغة . وقرأ أيضاً على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقاً في النحو والفرائض . وقرأ أيضاً على الشيخ سليمان بن حمدان أحد قضاة مكة المكرمة ، وروى عنه مسلسل الحنابلة بالأولية ، وهو حديث : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) . وأجازه أيضاً بجميع مروياته للصحاح والسنن والمسانيد والأثبات وقد ذكر ذلك كله الشيخ حمود - رحمه الله - في ثبته المسمى ( إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ) .
    ولما تضلع المترجم من علوم الشريعة واللغة على يد هؤلاء العلماء الأعلام ، وبعون الله تعالى ثم بهمته وإقباله على تحصيل العلم ألزم بقضاء بلدة ( رحيمة ) بالمنطقة الشرقية ، وذلك في عام 1368 هـ، وبعد نحو نصف سنة نقل إلى قضاء بلدة الزلفي ، وبقي قاضياً فيها حتى عام 1372 هـ ، ثم طلب الإعفاء من القضاء فأعفي . وللمترجم همة عالية بالعلم والبحث فيه ، ولذا فرغ وقته له ، فصار يؤلف الكتب الكبار والصغار ، وصار فيها فائدة ونفعاً كبيراً ، ذلك أنه تصدى للتأليف في مسائل قد وقع الناس فيها ، أو يؤلف على شبه وأمور أحدثت في المجتمع ، فتصدى لمثل هذه الأمور ، وبينها وأوضحها بالأدلة القوية والحجج الواضحة ، فصار لها القبول ، وصارت فيها الفائدة .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    وكان نهار المترجَم للعلم بحثاً وكتابة ، منذ بزوغ الشمس إلى غروبها ، إلى صلاة العشاء ، وربما جلس بعد صلاة العشاء قليلاً بمكتبته يكمل ما ابتدأه بالنهار ، وذلك في آخر حياته . وأما ليله فيقضي جزءاً كبيراً منه في التهجد والصلاة ، حضراً كان أو سفراً . وقد بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين كتاباً ورسالة طبع منها نحو أربعين ، ومن تلك المؤلفات : 1- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة . 2- الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر . 3- إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية . 4- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران . 5- القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 6- الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك . 7- تغليظ الملام على المتسرعين في الفتيا وتغيير الأحكام . 8- الإيضاح والتبين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين. 9- قصص العقوبات والعبر والمواعظ . 10- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ، رداً على أحمد بن محمد الغماري. 11- الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي . 12- الانتصار على من أزرى بالمهاجرين والأنصار رداً على (عبد الله السعد) . 13- السراج الوهاج لمحو اباطيل أحمد شلبي عن الإسراء والمعراج . 14- إنكار التكبير الجماعي وغيره ، وهو أول كتاب طبع له . 15- ثبت سماه " إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء " . 16- الجلية عن الأسئلة الكويتية . 17- إعلان النكير على المفتونين بالتصوير . 18- إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان . 19- تحذير الأمة الإسلامية من المحدثات التي دعت إليها ندوة الأهلة الكويتية . 20- تحريم الصور والرد على من أباحه . 21- تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن . 22- الدلائل الواضحات على تحريم المسكرات والمفترات . 23- ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق . 24- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل . 25- الرد على الكاتب المفتون . 26- الرد على من أجاز تهذيب اللحية . 27- الرد القويم على المجرم الأثيم . 28- الرؤيا . 29- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب والسنة والإجماع والآثار . 30- الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور . 31- الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة . 32- عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن . 33- فتح المعبود في الرد على ابن محمود . 34- فصل الخطاب في الرد على أبي تراب . 35- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ . 36- التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة . 37- إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل . 38- الشهب المرمية لمحق المعازف والمزامير وسائر الملاهي بالأدلة النقلية والعقلية . 39- دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر . 40- تبرئة الخليفة العادل والرد على المجادل بالباطل . 41- الرسالة البديعة في الرد على أهل المجلة الخليعة . وقد صدر عدد من مؤلفات المترجَم ببعض تقاريظ من العلماء الأفذاذ من أمثال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - ، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - ، مما يدل على أهمية مؤلفات الشيخ حمود - رحمه الله - ومكانته العلمية المرموقة لدى هؤلاء الأئمة . وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدم له الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عدد من الكتب ، اطلعت منها على ما يلي : . " فتح المعبود في الرد على ابن محمود " وهو رد على عبد الله بن زيد بن محمود . . " الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر " وهو أيضاً رد على عبد الله بن زيد بن محمود . . " فصل الخطاب في الرد على أبي تراب " . " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن " . . " إعلان النكير على المفتونين بالتصوير " . . " إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية " .
    وقد تصدى المترجم لكل من حاد عن سبيل الله من الكتاب المعاصرين ، وجعل يرد عليهم بقلمه ، منافحاً عن السنة ، مدافعاً عن العقيدة الصحيحة ؛ عقيدة أهل السنة والجماعة ، وربما نشر ذلك في كتابات ومقالات في بعض الصحف المحلية والخارجية .
    وكان المترجم ، يعرض بعض ما يكتبه من الردود على سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ، مما جعل سماحة الشيخ محمد يُقدر له هذا المجهود في الرد على المخالفين ، وكان سماحته يكن للشيخ حمود محبة عظيمة ، فقد ذكر بعض تلاميذ سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - حتى إنه ذات مرة رأى الشيخ حمود يقرأ على الشيخ محمد أحد ردوده التي ألفها ضد بعض المبتدعة ، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد : الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خيراً .
    قلت : قد وافق سماحة الشيخ - رحمه الله - السلف في مقالته العظيمة هذه ، قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : (( الراد على أهل البدع مجاهد ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد )) .
    كما أن للمترجم تعليقات وتعقيبات وتصويبات ، على ما يقرأ، من ذلك تعليقات كثيرة على نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، و تعليقات على فتح الباري ، وتعقيبات على مستدرك الحاكم دونها بهامشه .
    تلاميذه : شغل المترجَم نفسه بالتأليف والبحث عن الجلوس لطلاب العلم ، وهذا ما جعل الآخذين عنه قلة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر : 1- عبد الله الرومي . 2- عبد الله بن محمد بن حمود . 3- أبناؤه : الدكتور عبد الله ، ومحمد ، وعبد العزيز ، وعبد الكريم ، وصالح ، وإبراهيم ، وخالد .
    وقد أجاز عدد من العلماء ، من أشهرهم : 1- الشيخ إسماعيل الأنصاري . 2- الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد . 3- الشيخ سفر الحوالي. 4- الشيخ سليمان العودةفلا أظن سلمان وسفر5- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم . 6- الشيخ ربيع المدخلي7- الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الوزير الحالي للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية . 8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد . 9- الشيخ عبد الرحمن الفريوائي . ... وغيرهم .
    وذلك أن للمترجم منزلته وثقله عند أهل العلم ، ويرغبون اتصال سندهم بسنده .
    وقد وصفه عارفوه بالتقى والصلاح والإقبال على الله تعالى بأنواع العبادات ، فهو من التالين لكتاب الله ، ومن أصحاب التهجد والصلوات ، ومن المعرضين عما لا يفيد ولا ينفع ، ولذا فإنك لا تجده إلا متعبداً أو باحثاً ، هذا مع بُعده عن الظهور وجلب الأتباع ، وإنما عليه السكينة والوقار مع تواضع وحسن عشرة .
    وكان للمترجم ردود بينه وبين الإمام المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، ورغم ذلك بقيت الرحم السلفية قائمة بين الإمامين ، وقد تجلى ذلك في صور رائعة منها : أولاً : حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على الرد على المقالة التي يرى أن الشيخ الألباني - رحمه الله - لم يحالفه الصواب فيها ، مع حرصه على مكانة المردود عليه ، فقد جاء أحد محبي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معاتباً حيث توجد عبارة للشيخ حمود في كتابه ( الصارم المشهور ) رداً على الألباني ، فطلب الشيخ الكتاب ، وكان مهيئاً لإعادة الطبع ، فنظر إلى الموطن المشار إليه ، ثم ضرب عليه . ثانياً : حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على استضافة الألباني - رحمه الله - في منزله حينما زار الألباني الرياض عام ( 1410 هـ ) ، وقد حُدثت عن بعض من حضر تلك الدعوة أن الشيخ كان في قمة اهتمامه وحفاوته بالألباني - رحمه الله - . ثالثاً : ثناء الشيخ حمود -رحمه الله - على الألباني - رحمه الله - ، فمن مقالاته فيه : . قال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : (( إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة )) . . ثناؤه على الألباني - رحمه الله - وشكره له اعتنائه بشأن الصلاة ، وعلى إنكاره على المبتدعين في النية ، وعلى رده على من أنكر الصلاة على آل النبي e . وعلى إنكاره على المحافظين على التوسلات البدعية وكان مما قاله - رحمه الله - : (( والله المسئول أن يجعلنا وإياه من ح**ه المفلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) . . قال : (( الألباني - الآن - علم على السنة ، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة )) .
    قلت : وقد ذكرتني كلمات الشيخ حمود - رحمه الله - بكلمات جميلة للإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - حيث يقول : (( بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب ، وكتب في ذلك ، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك ، والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني - وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ...)) الخ كلامه - رحمه الله . وللمترجم همة عجيبة ، ولا يحب الاعتماد على الغير وإن كان من أقرب الناس إليه ، يقول أبناؤه: ما كان الشيخ يطلب من أحد شيئاً البتة، وحتى بعد أن ضعفت صحته ، فكان يقوم بإعداد الشاي والقهوة بنفسه ، مع إلحاح أبنائه عليه بعدم فعل ذلك راحة لجسده ، بل إنا لنجد أبعد من هذا عند شيخنا، فهو خادم رفقته في السفر، حتى وقد تقدمت به السن، مع حظوته وتقدير الرفقة العظيم له، وقد يقوم بإعداد الطعام ، ومن ذلك أنه كان يقوم الليل الآخر كعادته ثم يضطجع اضطجاعة خفيفة حتى يحين وقت الصبح فيسخن الماء لرفقته من أجل الوضوء .
    واكتفى ببعض التجارات التي لم يكن يليها بنفسه ، فكان زاهداً في الدنيا، وقبل وفاته أعطى أكبر أبنائه جميع ما يملك - ولم يكن شيئاً كبيراً - ليتصدق به كله ، فلم يخلف -رحمه الله- وراءه عقاراً أو مالاً، سوى البيت الذي يعيش فيه مع أبنائه .
    وما زال على صفاته الجيدة حتى توفي في مدينة الرياض في 5/7/1413 هـ ، وصُلي عليه في مسجد الراجحي ، ودفن في مقبرة النسيم في جمع كبير من الناس فيهم العلماء وطلاب العلم ، والجميع متأسفون عليه شاعرون بألم فراقه . رحمه الله تعالى .
    والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين . آمين . كتبه عبدالله بن عبدالرحمن

    _____________________
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

 

 
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل تعلم هؤلاء الاشخاص ... موسوعه للشخصيات
    بواسطة Ṃỏ7äṃΣď Ụ-ĐęṾĭ Ĺş في المنتدى موسوعه اهم الشخصيات والعلماء
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13 - 2 - 2012, 12:52 AM
  2. الموسوعه الكامله والشامله علي كل ما يتعلق ب كونان
    بواسطة يحيي مدكور في المنتدى قسم الكارتون والانمي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11 - 7 - 2011, 10:00 PM
  3. رنة كول يا مان اخر صيحة
    بواسطة قيسس في المنتدى منتدى النغمات الحقيقة وفديوهات الموبايل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 1 - 3 - 2010, 09:49 AM
  4. قصيدة أعجبتني جداً وأحببت ان تشاركوني قرائتها..
    بواسطة Ahmad Misk في المنتدى اشعار وخواطر
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 29 - 10 - 2008, 11:47 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©