قهوتنا على الانترنت
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 58
  1. #11
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ الرابـع ◘~

    عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعودٍ رضى الله عنه قال : (( حدثنا رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهو الصادقُ المصدوق : إنَّ أحدكم يُجْمَعُ خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ، ثم يكونُ علقةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغةً مِثلَ ذلك ، ثم يُرسَلُ إليه المَلَكُ فيَنفخُ فيه الروح ، ويُؤمَرُ بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقىٌّ أو سعيد ، فو اللهِ الذي لا إله غيرُه إنَّ أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكونُ بينه وبينها ذراع فيَسبقُ عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكونُ بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) رواه البخارىُّ ومسلم .


    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘


    وقد قيل : إنَّ قوله في آخر الحديث (( فو اللهِ الذي لا إله غيره ، إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة )) إلى آخر الحديث مُدرَج مِن كلام ابن مسعود ، كذلك رواه سَلَمَةُ بن كهيل عن زيد بن وهب عن ابن مسعود من قوله ، وقد رُوِىَ هذا المعنى عن النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من وجوهٍ مُتعددة .


    قال عبد العزيز بن أبي رَوَّاد : ‹‹ حضرتُ رجلاً عند الموت يُلَقَّنُ "لا إله إلا الله" ، فقال في آخر ما قال : هو كافرٌ بما تقول ، ومات على ذلك ›› .. قال : ‹‹ فسألتُ عنه ، فإذا هو مُدمِنُ خمر ›› .
    وكان عبد العزيز يقول : ‹‹ اتقوا الذنوب ، فإنها هي التي أوقعته ›› .

    وفي الجملة : فالخواتيمُ مِيراثُ السوابق ، كُلُّ ذلك سبق في الكتاب السابق ، ومِن هُنا كان يشتدُ خوفُ السَّلَفِ مِن سُوءِ الخواتيم ، ومنهم مَن كان يقلقُ مِن ذِكر السوابق .. وقد قيل : إنَّ قلوبَ الأبرار مُعلَّقةٌ بالخواتيم ، يقولون : بماذا يُختَمُ لنا ؟ وقلوبَ المُقرَّبين مُعلَّقةٌ بالسوابق ، يقولون : ماذا سبق لنا ؟ وبكى بعضُ الصحابةِ عند موته ، فسُئِلَ عن ذلك فقال : سمعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول :
    (( إنَّ اللهَ تعالى قبضَ خلقه قبضتين ، فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار )) ، ولا أدري في أىّ القبضتين كنتُ ؟ صحيح : مُسند أحمد ، الصحيحة .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    قال بعضُ السلف : ‹‹ ما أبكى العيونَ ما أبكاها الكتابُ السابق ›› .

    وقال سفيانُ لبعض الصالحين : ‹‹ هل أبكاك قط علمُ الله فيك ؟ فقال له ذلك الرجل : تركني لا أفرحُ أبدًا ›› .

    وكان سفيان يشتد قلقُه من السوابق والخواتم ، فكان يبكي ويقول : ‹‹ أخافُ أنْ أكونَ في أمِّ الكتاب شقيًا ›› ، ويبكي ويقول : ‹‹ أخافُ أنْ أُسلَبَ الإيمان عند الموت ›› .

    وكان مالِكُ بن دينار يقوم طول ليله قابضًا على لحيته ويقول : ‹‹ يا ربِّ قـد علمتَ ساكنَ الجنةِ مِن ساكنِ النار ، ففي أىّ الدارين منزلُ مالِك ؟ ›› .

    وقال حاتم الأصم : ‹‹ مَن خلا قلبُه مِن ذِكر أربعةِ أخطار فهو مُغتَرٌّ فلا يأمنُ الشقاء : - الأول : خطر يوم الميثاق حين قال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي ، فلا يعلمُ في أىّ الفريقين كان .. والثاني : حين خُلِقَ في ظلماتٍ ثلاث فنادى الملك بالسعادة والشقاوة ، ولا يدري أمِن الأشقياء هو أم مِن السُّعَداء ؟ .. والثالث : ذِكر هَول المَطلع ، ولا يدري أيُبشَّرُ برضا الله أو بسَخَطِهِ ؟ .. والرابع : يوم يَصدرُ الناسُ أشتاتًا ، ولا يدري أىّ الطريقين يُسلك به ›› .

    وقال سهل التسترى : ‹‹ المُريدُ يخافُ أن يُبتلَى بالمعاصي ، والعارِفُ يخافُ أن يُبتلَى بالكفر ›
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    ومِن هُنا كان الصحابةُ ومَن بعدهم مِن السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاقَ ، ويشتد قلقهم وجزعهم منه ، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاقَ الأصغر ، ويخاف أن يَغلب ذلك عليه عند الخاتمة ، فيُخرجه إلى النفاق الأكبر ، كما تَقَدَّمَ أنَّ دسائسَ السوء الخلفية تُوجب سوء الخاتمة ،، وقد كان النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُكثِرُ أن يقولَ في دعائه :(( يا مُقلِّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك )) فقيل له : يا نبىَّ الله ، آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ فقال : (( نعم ، إنَّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يُقلِّبُها كيف شاء )) خرجه الإمام أحمد والترمذىّ من حديث أنس
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    25 - 1 - 2011
    ساكن في
    ساكن في الأردن
    المشاركات
    1,545
    مقالات المدونة
    2
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    بارك الله فيكي

    غاليتي

    دمتي متألقة

    ومميزة

    وكل سنة وحضرتك بخيير



  5. #15
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي


    ~◘ الحديثُ الخامِس ◘~


    عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ )) رواه البخاري ومسلم ،، وفي روايةٍ لمسلم : (( مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدّ )) .
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    وهذا الحديثُ أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الإسلام ، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها ، كما أنَّ حديث
    (( الأعمال بالنيات )) ميزانٌ للأعمال في باطنها .. فكما أنَّ كُلَّ عمل لا يُرادُ به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب ، فكذلك كُلُّ عملٍ لا يكون عليه أمرُ الله ورسوله فهو مردود على عامله .. وكُلُّ مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شئ .


    فالمعنى إذًا : أنَّ مَن كان عمله خارجًا عن الشرع ليس متقيدًا بالشرع فهو مردود .. وقوله (( ليس عليه أمرنا )) : إشارةٌ إلى أنَّ أعمال العاملين كلهم ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة ، فتكون أحكامُ الشريعة حاكمةً عليها بأمرها ونهيها ، فمَن كان عمله جاريًا تحت أحكام الشريعة مُوافقًا لها فهو مقبول ، ومَن كان خارجًا عن ذلك فهو مردود .
    التعديل الأخير تم بواسطة حرف مشتعل ; 27 - 7 - 2011 الساعة 09:01 PM
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    والأعمالُ قِسمان : عِبادات و مُعاملات :
    فأما ([ العبادات ]) : فما كان منها خارجًا عن حُكم الله ورسوله بالكلية فهو مردودٌ على عامله ، وعاملُه يدخل تحت قوله تعالى :(( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ )) الشورى/21 ،، فمَن تقرَّبَ إلى الله بعملٍ لم يجعله اللهُ ورسولُه قُربةً إلى الله فعملُه باطلٌ مردودٌ عليه ، وهو شبيهٌ بحال الذين كانت صلاتُهم عند البيت مُكاءً وتصدية ، وهذا كمَن تقرَّبَ إلى الله تعالى بسماع الملاهي أو بالرقص أو بكشف الرأس في غير الإحرام وما أشبه ذلك من المحدَثات التي لم يَشرع اللهُ ورسولُه التقرُّبَ بها بالكلية .. وليس ما كان قربةً في عبادةٍ يكون قربةً في غيرها مطلقًا ، فقد رأى النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - رجلاً قائمًا في الشمس فسأل عنه ، فقيل : إنه نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل وأن يصوم ، فأمره النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أن يقعد ويستظل وأن يُتِمَّ صومَه . رواه البخارىُّ ،، فلم يجعل قيامَه وبروزَه في الشمس قُربةً يوفي بنذرهما .. وقد رُوِىَ أنَّ ذلك كان في يوم جمعةٍ عند سماع خطبة النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهو على المنبر ، فنذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ما دام النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يخطب ، إعظامًا لسماع خُطبة النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ولم يجعل النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ذلك قُربةً تُوفي بنذره ، مع أنَّ القيامَ عِبادةٌ في مواضع أُخَر : كالصلاة والأذان والدعاء بعرفة ، والبُروز للشمس قُربةٌ للمُحْرِم ، فدلَّ على أنه ليس كل ما كان قُربةً في موطن يكون قُربةً في كل المواطن ، وإنما يتبع في ذلك كله ما وردت به الشريعةُ في مواضعها ..



    وكذلك مَن تقرَّبَ بعبادةٍ نُهِىَ عنها بخصوصها كمَن صام يومَ العيد ، أو صلَّى وقت النهي ..
    التعديل الأخير تم بواسطة حرف مشتعل ; 27 - 7 - 2011 الساعة 09:02 PM
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    وأما مَن عمل عملاً أصلُه مشروعٌ وقُربة ، ثم أدخل فيه ما ليس بمشروع ، أو أخلَّ فيه بمشروع فهذا أيضا مخالفٌ للشريعة بقدر إخلاله بما أخلَّ به ، أو إدخاله ما أدخل فيه ..وهل يكون عمله من أصله مردودًا عليه أم لا ؟ فهذا لا يطلق القول فيه برَدٍّ ولا قبول ، بل يُنظر فيه : فإنْ كان ما أخلَّ به مِن أجزاء العمل أو شروطه مُوجبًا لبُطلانه في الشريعة ؛ كمَن أخلَّ بالطهارة للصلاة مع القدرة عليها ، أو كمَن أخلَّ بالركوع أو بالسجود أو بالطمأنينة فيهما ، فهذا عمله مردودٌ عليه ، وعليه إعادته إن كان فرضًا ،، وإن كان ما أخلَّ به لا يُوجب بُطلان العمل ؛ كمَن أخلَّ بالجماعة للصلاة المكتوبة عند مَن يُوجبها ولا يجعلها شرطًا ، فهذا لا يُقال إنَّ عمله مردودٌ مِن أصله ، بل هو ناقص .. وإنْ كان قد زاد في العمل المشروع ما ليس بمشروع ، فزيادته مردودةٌ عليه ، بمعنى أنها لا تكون قربةً ولا يُثاب عليها ، ولكنْ تارةً يَبطل بها العملُ مِن أصله فيكونُ مردودًا : كمَن زاد في صلاته ركعةً عمدًا مثلاً ،، وتارة لا يبطله ولا يَردّه مِن أصله : كمَن توضأ أربعًا أربعًا ، أو صام الليلَ مع النهار وواصل في صيامه ، وقد يُبدِّل بعضَ ما يُؤمر به في العبادة بما هو مَنهِىٌّ عنه : كمَن ستر عورته في الصلاة بثوبٍ مُحَرَّم ، أو تؤضأ للصلاة بماءٍ مغصوب ، أو صلَّى في بُقعة غصب ، فهذا قد اختلف العلماءُ فيه : هل عملُه مردودٌ مِن أصله ، أو أنه غير مردود ، وتبرأ به الذِّمَةُ مِن عُهدة الواجب ؟ وأكثرُ الفقهاء على أنه ليس بمردودٍ من أصله .





    وقريبٌ مِن ذلك : الذبح بآلةٍ مُحَرَّمَة ، أو ذبح مَن لا يجوز له الذبح ؛ كالسارق ،، فأكثرُ العلماء قالوا : إنه تُباحُ الذبيحة بذلك، ومنهم من قال : هي مُحَرَّمَة .. وكذا الخلاف في ذبح المُحْرِم للصيد ، لكنَّ القول بالتحريم فيه أشهر وأظهر لأنه مَنهِىٌّ عنه بعينه ..

    ولهذا فرَّق مَن فرَّق مِن العلماء بين أن يكون النهىُ لمعنى يختص بالعبادة فيبطلها وبين أن لا يكون مُختصًا بها فلا يبطلها ؛ فالصلاة بالنجاسة ، أو بغير طهارة ، أو بغير ستارة ، أو إلى غير القبلة يبطلها ، لاختصاص النهى بالصلاة ، بخلاف الصلاة في الغصب ، ويشهد لهذا أنَّ الصيامَ لا يبطله إلا ارتكاب ما نُهِىَ عنه فيه بخصوصه ، وهو جِنس الأكل والشُّرب والجماع ، بخلاف ما نُهِىَ عنه الصائم ، لا بخصوص الصيام كالكذب والغيبة عند الجمهور ..
    وكذلك الحج لا يبطله إلا ما نُهِىَ عنه في الإحرام وهو الجِماع ، ولا يبطله ما لا يختص بالإحرام مِن المُحَرَّمات كالقتل والسرقة وشرب الخمر .. وكذلك الاعتكاف إنما يبطل بما نُهِىَ عنه فيه بخصوصه وهو الجِماع ، وإنما يبطل بالسُّكْر عندنا وعند الأكثرين ، لنهى السكران عن قُربان المسجد ودخوله على أحد التأويلين في قوله تعالى (( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ))النساء/43 ، أنَّ المُراد مواضع الصلاة فصار كالحائض ، ولا يبطل الاعتكاف بغيره من ارتكاب الكبائر عندنا وعند كثيرٍ مِن العلماء ، وإنْ خالف في ذلك طائفةٌ مِن السلف منهم عطاء والزهري والثورى ومالك وحكي عن غيرهم أيضًا ..
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    وأمَّا ([ المعاملات ]) : كالعقود والفسوخ ونحوهما ، فما كان منها تغييرًا للأوضاع الشرعية ؛ كجعل حد الزنا عقوبةً مالية ، وما أشبه ذلك ، فإنه مردودٌ مِن أصله ، لا ينتقل به الملك لأنَّ هذا غير معهود في أحكام الإسلام ، ويدل على ذلك أن النبىَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال للذي سأله : إنَّ ابني كان عسيفًا على فلان ، فزنى بامرأته ، فافتديتُ منه بمائة شاةٍ وخادم ، فقال النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( المائةُ شاةٍ والخادم رَدٌّ عليك ، وعلى ابنك جَلدُ مائةٍ وتغريبُ عام )) رواه البخارىُّ ومسلم .. وما كان منها عقدًا منهيًا عنه في الشرع ؛ إمَّا لكون المعقود عليه ليس محلاً للعقد ، أو لفوات شرطٍ فيه ، أو لظلمٍ يحصلُ به للمعقود معه أو عليه ، أو لكون العقد يشغل عن ذكر الله الواجب عند تضايق وقته ، أو غير ذلك ، فهذا العقد هل هو مردودٌ بالكلية لا ينتقل به الملك أم لا ؟ هذا الموضع قد اضطرب الناسُ فيه اضطرابًا كثيرًا ، وذلك أنه ورد في بعض الصور أنه مردودٌ لا يُفيد الملك ، وفي بعضها أنه يُفيده ، فحصل الاضطرابُ فيه بسبب ذلك ،، والأقربُ - إن شاء الله تعالى - أنه إن كان النهىُ عنه لِحَقِّ الله عز وجل لا يُفيد الملك بالكلية ، ونعني أنه بكون الحق لله : أنه لا يسقط برضا المتعاقدين عليه ،، وإن كان النهىُ عنه لِحَقِّ آدمىٍّ مُعَيَّن ، بحيث يسقط برضاه به ، فإنه يقف على رضاه به ، فإن رَضِىَ لزم العقدُ واستمر الملك ، وإنْ لم يرضَ به فله الفسخ ، فإنْ كان الذي يلحقه الضُّر لا يُعتبرُ رضاه بالكلية كالزوجة والعبد في الطلاق والعِتاق ، فلا عِبرةَ برضاه ولا بسخطه ، وإنْ كان النهىُ رفقًا بالمنهىِّ خاصة لِمَا يلحقه مِن المشقة ، فخالف وارتكب المشقة لم يبطل بذلك عملُه .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ السادِس ◘~

    عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : (( سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : إنَّ الحلالَ بَيِّن ، وإنَّ الحرامَ بَيِّن ، وبينهما أمورٌ مُشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ مِن الناس ، فمَن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه ، ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحِمَى يُوشِكُ أنْ يرتع فيه ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى ، ألا وإنَّ حِمَى الله محارمُه ، وإنَّ في الجسد مُضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب )) رواه البخاري ومسلم .


    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘

    فقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
    (( الحلالُ بَيِّن والحرامُ بَيِّن وبينهما أمورٌ مشتبهات لا يعلمهن كثيرٌ مِن الناس )) معناه : أنَّ الحلالَ المَحض بَيِّنٌ لا اشتباه فيه ، وكذلك الحرام المحض ، ولكنْ بين الأمرين أمورٌ تشتبه على كثيرٍ من الناس : هل هى مِن الحلال أم من الحرام ؟ وأمَّا الراسخون في العلم فلا يشتبه عليهم ذلك ، ويعلمون مِن أىّ القسمين هى .
    فأمَّا
    الحلالُ المَحض : فمِثل أكل الطيبات من الزروع والثمار وبهيمة الأنعام ، وشرب الأشربة الطيبة ، ولباس ما يحتاج إليه من القطن والكِتَّان أو الصوف أو الشعر ، وكالنكاح ، والتسرِّي ، وغير ذلك إذا كان اكتسابه بعقدٍ صحيحٍ كالبيع ، أو بميراثٍ ، أو هبة ، أو غنيمة ..
    و
    الحرام المحض : مِثل أكل الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، وشرب الخمر ، ونكاح المحارم ، ولباس الحرير للرجال ، ومثل الأكساب المُحَرَّمة كالربا ، والميسر ، وثمن ما لا يحل بيعه ، وأخذ الأموال المغصوبة بسرقة أو غصب أو تدليس ، أو نحو ذلك ..
    وأمَّا المشتبه : فمِثل بعض ما اختُلِفَ في حِلِّه أو تحريمه ، إمَّا من الأعيان كالخيل والبغال والحمير والضَّب ، وشُرب ما اختُلِفَ في تحريمه من الأنبذة التي يُسكِرُ كثيرها ، ولبس ما اختُلِفََ في إباحة لبسه من جلود السِّباع ونحوها ، وإمَّا من المكاسب المختلف فيها كمسائل العينة والتورق ونحو ذلك .. وبنحو هذا المعنى فسَّر المُشتبهات أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    لا صلاح للعالم العلوىّ والسفلىّ معًا حتى تكون حركاتُ أهلها كلها لله ، وحركات الجسد تابعة لحركة القلب وإرادته ، فإن كانت حركته وإرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله ، وإن كانت حركة القلب وإراداته لغير الله تعالى فسد وفسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

 

 
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كَفتة بالطـّحينة... جربيها موش هتندمى ... حصرى
    بواسطة dandana2000 في المنتدى طبق اليوم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11 - 2 - 2012, 03:01 PM
  2. °•.♥.•° كَلمآتُ لهَآ إيقآعَ فيِ ألقلَبِ °•.♥.•°
    بواسطة بك أستجير فمن يجير سواك في المنتدى مصراوي كافيه
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30 - 1 - 2012, 11:05 AM
  3. ..: كَــلاَم مِـــنَ القَلــبْ :..
    بواسطة احمد حسين في المنتدى مصراوي كافيه
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 3 - 12 - 2009, 10:30 PM
  4. مًـِِّـِِّكَـِِّتُِِّْبٌَِهٍَ بٌَِرٌٍآآآمًجًِْ لآخٌِتُِِّْـِِّرٌٍآآقٌٍـِِّ آلشًِْآتْ
    بواسطة MagMan في المنتدى منتدى البرامج العام والشروحات المصورة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29 - 12 - 2007, 10:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©