~◘ الحديثُ الثالثُ والعشـرون ◘~
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعرىّ - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( الطُّهورُ شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ، والصلاةُ نور ، والصدقةُ بُرهان ، والصبرُ ضياء ، والقرآنُ حُجَّةٌ لك أوحجة عليك ، كُلُّ الناسِ يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها )) رواه مسلم .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
قال بعضُ السَّلَف : ‹‹ ما جالس أحدٌ القرآنَ فقام عنه سالمًا ، بل إمَّا أنْ يربحَ أو أنْ يخسر ، ثم تلا هذه الآية : (( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ))الإسراء/82 ›› .
قال الحسن : ‹‹ المؤمنُ في الدنيا كالأسير ، يسعى في فِكاك رقبته ، لا يأمنُ شيئًا حتى يلقى اللهَ عز وجل ›› .. وقال : ‹‹ ابنَ آدم إنك تغدو أو تروح في طلب الأرباح ، فليكن همك نفسك ، فإنك لن تربح مِثلها أبدًا ›› .
قال أبو بكر بن عياش : ‹‹ قال لي رجلٌ مَرَّةً وأنا شابٌّ : خَلِّص رقبتك ما استطعت في الدنيا مِن رِقِّ الآخرة ، فإنَّ أسيرَ الآخرة غيرُ مَفكوكٍ أبدًا ›› ، قال : ‹‹ فوالله ما نسيتها بعد ›› .
♦---•---♦
وكان بعض السلف يبكي ويبكي ويقول : ‹‹ ليس لي نَفْسَان ، إنما لي نَفْسٌ واحدة ، إذا ذهبت لم أجد أخرى ›› .
وقال محمد بن الحنفية : ‹‹ إنَّ الله عز وجل جعل الجنة ثمنًا لأنفسكم ، فلا تبيعوها بغيرها ›› .
وقال أيضا : ‹‹ مَن كرمت نفسه عليه لم يكن للدنيا عنده قَـدْر ›› .
وقيل له : ‹‹ مَن أعظمُ الناس قدرًا ؟ ›› ، قال : ‹‹ مَن لم يَرَ الدنيا كلها لنفسه خطرًا ›› .
♦---•---♦
وأنشد بعض المتقدمين :
أثامِـنُ بالنَّفسِ النفيسةِ رَبَّها .. وليس لها في الخلق كُلِّهم ثَمَـنْ
بها تُملَكُ الأخرى فإنْ أنا بِعتُها .. بشيءٍ مِن الدنيا فذاك هو الغَبَنْ
لئنْ ذهبت نفسي بدُنيا أصيبُها .. لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثَّمَنْ