قهوتنا على الانترنت
صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 58
  1. #41
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( التقوى هاهنا )) ويشير إلى صدره ثلاث مرات : فيه إشارةٌ إلى أنَّ كَرَمَ الخلق عند الله بالتقوى ، فرُبَّ مَن يحتقره الناسُ لضعفه وقلة حظه مِن الدنيا ، وهو أعظم قدرًا عند الله تعالى مِمَّن له قَدرٌ في الدنيا ، فإنما الناسُ يتفاوتون بحسب التقوى ، كما قال الله تعالى : (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ )) الحجرات/13 ، وسُئِلَ النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم لله عز وجل )) مُتفقٌ عليه ، وفي حديثٍ آخر : (( الكرمُ التقوى ))صحيح : الترمذىّ .. والتقوى أصلها في القلب ، كما قال الله تعالى : (( ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ )) الحج/32 .
    وإذا كان أصلُ التقوى في القلوب ، فلا يَطِّلعُ منكم أحدٌ على حقيقتها إلاَّ الله عز وجل ، كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
    (( إنَّ الله لا ينظرُ إلى صوركم ، ولا إلى أموالكم ، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبكم وأعمالكم )) رواه مسلم .. وحينئذٍ فقد يكونُ كثيرٌ مِمَّن له صورةٌ حسنة أو مالٌ أو جاهٌ أو رياسةٌ في الدنيا قلبُه خرابٌ مِن التقوى ، ويكونُ مَن ليس له شيءٌ مِن ذلك قلبُه مملوءًا مِن التقوى ، فيكونُ أكرمَ عند الله تعالى ، بل ذلك هو الأكثر وقوعًا ، كما في الصحيحين عن حارثة بن وَهب عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( ألَا أخبركم بأهل الجنة ؟ كُلُّ ضعيفٍ مُتضَعَّفٍ لو أقسم على الله لأبره ، ألَا أخبركم بأهل النار ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُستكبِر )) مُتفقٌ عليه .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( بِحَسْبِ امرئٍ مِن الشر أنْ يَحقِرَ أخاه المسلم )) : يعني يكفيه مِن الشر احتقارُ أخاه المسلم ، فإنه إنما يَحتقِرُ أخاه المسلم لتكبُّره عليه ، والكِبْرُ مِن أعظم خِصال الشر ، وفي صحيح مسلم عن النبىَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال : (( لا يدخل الجنةَ مَن في قلبه مِثقالُ ذرةٍ مِن كِبْر )) .




    قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( كُلُّ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه )) : وهذا مِمَّا كان النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يَخطبُ به في المجامع العظيمة ، فإنه خطب به في حَجَّةِ الوداع يوم النحر ، ويوم عرفة ، واليوم الثاني مِن أيام التشريق ، وقال : (( إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ ، كحُرمةِ يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا )) ، وفي روايةٍ للبُخارىِّ وغيره : (( وأبشاركم )) .

    وفي
    سُنن أبي داود عن بعض الصحابة أنهم كانوا يسيرون مع النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فنام رجلٌ منهم ، فانطلق بعضهم إلى حبلٍ معه ، فأخذها ، ففَزِع ، فقال النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يَحِلُّ لمُسلمٍ أنْ يُرَوِّعَ مُسلمًا )) صحيح الجامع .

    وخرَّج
    أحمد وأبو داود والترمذىُّ عن السَّائِب بن يزيد ، عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( لا يأخذُ أحدكم عصا أخيه لاعبًا جادَّاً ، فمَن أخذ عصا أخيه ، فليَرُدَّها إليه ))حسن : أبو داود .



    قال أبو عُبَيْد : يعني أن يأخذ متاعَه لا يُريدُ سرقتَه ، إنما يُريدُ إدخالَ الغيظ عليه ، فهو لاعِبٌ في مذهب السرقة ، جادٌّ في إدخال الرَّوْعِ والأذى عليه .

    قال رجلٌ لعمر بن عبد العزيز : ‹‹ اجعل كبيرَ المسلمين عندك أبًا ، وصغيرَهم ابنًا ، وأوسطَهم أخًا ، فأىّ أولئك تُحِبُّ أنْ تُسِيء إليه ؟! ›› .



    ومِن كلام يَحيى بن مُعاذ الرازي : ‹‹ ليكن حَظُّ المؤمن منك ثلاثة : إنْ لم تنفعه فلا تَضُرَّه ، وإنْ لم تُفرِحه فلا تَغُمَّه ، وإنْ لم تمدحه فلا تَذُمَّه ›› .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ السادسُ والثلاثـون ◘~

    عن أبي هريرة - رضى الله عنه - عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( مَن نفَّسَ عن مؤمن كُربةً مِن كُرَبِ الدنيا نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يوم القيامة ، ومَن يَسَّرَ على مُعسِرٍ يَسَّر اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ، ومَن ستر مسلمًا ستره اللهُ في الدنيا والآخرة ، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومَن سلك طريقًا يلتمسُ فيه عِلمًا سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنة ، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ مِن بيوتِ الله يتلون كتابَ اللهِ ويتدارسونه بينهم إلاَّ نزلت عليهم السكينةُ ، وغشيتهم الرحمةُ ، وحفتهم الملائكةُ ، وذكرهم اللهُ فيمَن عنده ، ومن بطَّأ به عملُه لم يُسرِع به نَسَبُه )) رواه مُسلمٌ بهذا اللفظ .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘


    قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُربةً مِن كُرَبِ الدنيا ، نَفَّسَ اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يوم القيامة )) :هذا يَرجعُ إلى أنَّ الجزاءَ مِن جِنس العمل ، وقد تكاثرت النصوصُ بهذا المعنى ، كقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما يَرحمُ اللهُ مِن عِباده الرُّحَمَاء )) مُتفَّقٌ عليه ، وقوله : (( إنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الذين يُعَذِّبونَ النَّاسَ في الدنيا )) رواه مسلم .. والكُرْبَة : هي الشِّدَّةُ العظيمةُ التي تُوقِعُ صاحبَها في الكَرْب ، وتنفيسُها أنْ يُخَفِّفَ عنه منها ، مأخوذٌ مِن تنفس الخِناق ، كأنَّه يُرخي له الخِناق حتى يأخذ نَفَسًا ، والتفريج أعظم مِن ذلك : وهو أنْ يُزيلَ عنه الكُرْبَةَ ، فتنفرج عنه كُربتُه ، ويَزولُ هَمُّه وغمُّه ، فجزاءُ التنفيس التنفيس ، وجزاءُ التفريج التفريج .

    ♦---•---♦

    وقوله (( كُربَةً مِن كُرَبِ يوم القيامة )) : ولم يقل ( مِن كُرَبِ الدنيا والآخرة ) كما قال في التيسير والسّتر ، وقد قيل في مُناسبةِ ذلك : إنِّ الكُرَبَ هي الشدائد العظيمة ، وليس كُلُّ أحدٍ يَحصُلُ له ذلك في الدنيا ، بخِلافِ الإعسار والعورات المحتاجة إلى السّـتر ، فإنَّ أحدًا لا يكادُ يخلو في الدنيا مِن ذلك ، ولو بتعسُّر الحاجات المهمة ، وقيل : لأنَّ كُرَبَ الدنيا بالنسبةِ إلى كُرَبِ الآخرة لا شيء ، فادَّخَرُ اللهُ جزاءَ تنفيس الكُرَبِ عنده ، ليُنَفِّسَ به كُرَبَ الآخرة .

    ♦---•---♦


    قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ومَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرة )) : هذا أيضًا يَدلُّ على أنَّ الإعسارَ قد يحصل في الآخرة ، وقد وصف اللهُ يومَ القيامةِ بأنَّه يومٌ عسير ، وأنَّه على الكافرين غيرُ يسير ، فدلَّ على أنَّه يسيرٌه على غيرهم ، وقال : (( وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيرًا )) الفرقان/26 .. والتيسير على المُعْسِر في الدنيا مِن جِهةِ المال يكونُ بأحدِ أمرين ؛ إمَّا بإنظاره إلى المَيسرة ، وذلك واجبٌ ، كما قال تعالى : (( وِإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ )) البقرة/280 ، وتارةً بالوضع عنه إنْ كان غريمًا ، وإلاَّ فبإعطائه ما يَزولُ به إعسارُه ، وكلاهما له فضلٌ عظيم .

    ♦---•---♦


    وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ومَن سَتَرَ مُسلمًا ، ستره اللهُ في الدنيا والآخرة )) : هذا مما تكاثرت النصوصُ بمعناه .


    واعلـم أنَّ الناس على ضربين :

    - أحدهما : مَن كان مستورًا لا يُعرَفُ بشيءٍ مِن المعاصي ، فإذا وقعت منه هَفوةٌ أو زَلَّةٌ ، فإنه لا يجوزُ كشفُها ولا هتكُها ولا التحدُّثُ بها ، لأنَّ ذلك غِيبةٌ مُحَرَّمَةٌ ، وهذا هو الذي ورد في النصوص ، وفي ذلك قد قال الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرةِ )) النور/19 ، والمراد : إشاعةُ الفاحشةِ على المؤمن المُستتر فيما وقع منه ، أو اتُّهِمَ به وهو بريءٌ منه ، كما في قصةِ الإفك .. قال بعضُ الوزراء الصالحين لبعض مَن يأمر بالمعروف :‹‹ اجتهد أنْ تَسترَ العُصاة ، فإنَّ ظهورَ معاصيهم عَيْبٌ في أهل الإسلام ، وأولى الأمور سترُ العيوب ›› .. ومِثلُ هذا : لو جاء تائبًا نادمًا ، وأقَرَّ بحَدٍّ ، ولم يُفَسِّره ، لم يُسْتَفْسَر ، بل يُؤمَرُ بأنْ يَرجِعَ ويَسترَ نفسَه ، كما أمر النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ماعِزًا والغامدية ، وكما لم يستفسر الذي قال : ( أصبتُ حدًا فأقِمه عَلَىَّ ) .. ومِثلُ هذا : لو أُخِذَ بجريمته ، ولم يَبلغ الإمام ، فإنه يُشفع له حتى لا يَبلغ الإمام .. وفي مِثله جاء الحديثُ عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أقيلوا ذوي الهيئاتِ عثراتِهم )) صحيح الجامع .


    والثاني : مَن كان مُشتهرًا بالمعاصي ، مُعلِنًا بها ، لا يُبالي بما ارتكب منها ، ولا بما قيل له ، فهذا هو الفاجرُ المُعلِنُ ، وليس له غِيبة ، كما نَصَّ على ذلك الحسن البصرىِّ وغيرُه .. ومِثلُ هذا لا بأس بالبحث عن أمره ، لتُقامَ عليه الحدود ، صَرَّحَ بذلك بعضُ أصحابنا ، واستدلَّ بقول النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( واغدُ يا أُنَيس على امرأة هذا ، فإنْ اعترفت فارجُمها )) مُتفقٌ عليه . ومِثلُ هذا لا يُشفع له إذا أُخِذ ، ولو لم يَبلغ السُّلطان ، بل يُتركُ حتى يُقامَ عليه الحَد ، لينكَفَّ شَرُّه ، ويرتدعَ به أمثالُه ... قال مالِك : ‹‹ مَن لم يُعرَف منه أذى للناس ، وإنَّمَا كان منه زَلَّة ، فلا بأسَ أنْ يُشفَعَ له ما لم يبلغ الإمام ، وأمَّا مَن عُرِفَ بِشَرٍّ أو فساد ، فلا أُحِبُّ أنْ يَشفعَ له أحد ، ولكنْ يُتركُ حتى يُقامَ عليه الحَد ›› حكاه ابنُ المُنذر وغيره .

    ♦---•---♦


    قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ومَن سلك طريقًا يلتمسُ فيه عِلمًا ، سَهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنة )) : وسلوكُ الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوكُ الطريق الحقيقي ؛ وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء ، ويدخل فيه سلوكُ الطرق المَعنوية المُؤدية إلى حصول العلم ؛ مِثل حِفظه ، ودارسته ، ومُذاكرته ، ومُطالعته ، وكِتابته ، والتَّفَهُّم له ، ونحو ذلك مِن الطرق المعنوية التي يتوصَّلُ بها إلى العِلم .

    ♦---•---♦

    قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ومَن بَطَّأ به عملُه لم يُسرِع به نسبُه )) : معناه أنَّ العملَ هو الذي يَبلغُ بالعبدِ درجاتِ الآخرة ، كما قال تعالى :(( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) الأنعام/132 ، فمَن أبطأ به عملُه أنْ يَبلغَ به المَنازِلَ العاليةَ عند اللهِ تعالى ، لم يُسرِع به نَسَبُه فيُبَلِّغه تلك الدرجات ، فإنَّ اللهَ تعالى رَتَّبَ الجزاءَ على الأعمال ، لا على الأنساب ، كما قال تعالى : (( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ )) المؤمنون/101، وقد أمر اللهُ تعالى بالمُسارعةِ إلى مَغفرتِه ورحمته بالأعمال ، كما قال تعالى : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَواتُ والأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ والكَاظِمِينَ الغَيْظَ )) آل عمران/133-134 .
    ♦---•---♦

    لَعَمْرُكَ مَا الإنسانُ إلَّا بدينهِ .. فلا تترك التَّقوَى اتِّكالاً على النَّسَبْ
    لقد رفَعَ الإسلامُ سلْمانَ فارسٍ .. وقد وَضَعَ الشِّركُ الشَّقِىَّ أبا لَهَبْ
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ التاسِـعُ والثلاثـون ◘~

    عن ابن عباسٍ - رضى الله عنهما - أنَّ رسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( إنَّ اللهَ تجاوز لي عن أمتي الخطأ ، والنسيانَ ، وما استُكرِهوا عليه )) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘

    والأظهرُ - واللهُ أعلم - أنَّ الناسي والمُخطِئ إنَّما عُفِىَ عنهما بمعنى رفع الإثم عنهما ، لأنَّ الأمرَ مُرَتَّبٌ على المقاصد والنِّيَّات ، والناسي والمُخطِئ لا قصدَ لهما ، فلا إثم عليهما . وأما رفعُ الأحكام عنهما فليس مُرادًا مِن هذه النصوص ، فيحتاجُ في ثبوتها ونفيها إلى دليلٍ آخر .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ الأربعـون ◘~

    عن ابن عمر - رضىَ اللهُ عنهما - قال : (( أخذ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بمنكبي فقال : كُنْ في الدنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيل )) ، وكان ابنُ عمر - رضى الله عنهما - يقول : ‹‹ إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخُذْ مِن صِحتك لمرضك ، ومِن حياتِك لموتِك ››رواه البخارىّ .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘

    هذا الحديثُ أصلٌ في قِصَرِ الأمل في الدنيا ، وأنَّ المُؤمنَ لا ينبغي له أنْ يتخذ الدنيا وطنًا ومسكنًا ، فيطمئن فيها ، ولكنْ ينبغي أنْ يكونَ فيها كأنَّه على جناح سفر ، يُهيِّئُ جهازه للرحيل .

    ()()

    وكان علىّ بنُ أبي طالب - رضى الله عنه - يقول : ‹‹ إنَّ الدنيا قد ارتحلت مُدبِرة ، وإنَّ الآخرةَ قد ارتحلت مُقبِلَة ، ولِكُلٍّ منهما بَنون ، فكونوا مِن أبناء الآخرة ، ولا تكونوا مِن أبناء الدنيا ، فإنَّ اليومَ عملٌ ولاحِساب ، وغدًا حِسابٌ ولا عمل ›› .

    ()()

    قال بعضُ الحكماء : ‹‹ عجِبتُ مِمَّن الدنيا مُولِّيَةٌ عنه ، والآخِرةُ مُقبِلَةٌ إليه ، يَشغِلُ بالمُدبرة ، ويُعرِضُ عن المُقبِلة ›› .

    ()()

    قال الحسن : ‹‹ المُؤمنُ في الدنيا كالغريب ، لا يَجزعُ مِن ذُلِّها ، ولا يُنافِسُ في عِزِّها ، له شأنٌ ، وللناس شأن ›› .

    ()()

    وما أحسن قول يَحيى بن مُعاذ الرازي : ‹‹ الدنيا خَمْرُ الشيطان ، مَن سَكِرَ منها لم يُفِق إلاَّ في عسكر الموتى نادِمًا مع الخاسرين ›› .

    ()()

    وقال بعضُ الحكماء : ‹‹ كيف يفرحُ بالدنيا مَن يومُه يَهدِمُ شهرَه ، وشهرُه يَهدِمُ سَنَتَه ، وسَنَتُه تَهدِمُ عُمره ، وكيف يفرحُ مَن يقوده عُمره إلى أجله ، وتقوده حياتُه إلى موته ›› .

    ()()

    وقال الفُضيل بنُ عِياض لرجل : ‹‹ كم أتت عليك ؟ قال : ستون سنة ، قال : فأنتَ منذ ستين سنةً تسيرُ إلى رَبِّك يُوشِكُ أنْ تبلغ ، فقال الرجل : إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون ، فقال الفضيل : أتعرفُ تفسيره ؟ تقول : أنا لله عبدٌ وإليه راجِع ، فمَن علِمَ أنَّه لله عبد ، وأنَّه إليه راجع ، فليعلم أنَّه مَوقوف ، ومَن علِمَ أنَّه مَوقوف ، فليعلم أنَّه مَسئول ، ومَن علِمَ أنَّه مَسئول ، فليُعِدّ للسؤال جوابًا ، فقال الرجل : فما الحِيلة ؟ قال : يسيرة ، قال : ما هي ؟ قال : تُحسِن فيما بقي يُغفَر لك ما مضى ، فإنَّكَ إنْ أسأتَ فيما بقي ، أُخِذتَ بما مضي وبما بقي ›› .

    ()()

    قال بعضُ الحكماء : ‹‹ مَن كانت الليالي والأيامُ مَطاياه ، سارت به وإنْ لم يَسِر ›› .

    ()()

    نسـيرُ إلى الآجالِ في كُلِّ لَحظةٍ .. وأيامُنا تُطوَى وهُنَّ مَراحِـلُ
    ولـم أرَ مِثـلَ المـوتِ حقًا كأنَّه .. إذا ما تخطَّته الأماني باطِـلُ

    وما أقبحَ التفريط في زمن الصِّبَا .. فكيف به والشيبُ للرأس شاعِلُ
    ترحَّـل مِن الدنيا بزادٍ مِن التُّقَى .. فعُمـرك أيَّـامٌ وهُـنَّ قلائِـلُ


    ()()

    إنَّـا لنفـرحُ بالأيَّـامِ نقطعُهـا .. وكُلُّ يومٍ مَضى يُدني مِن الأجـلِ
    فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مُجتهِدًا .. فإنَّما الرِّبْحُ والخُسرانُ في العملِ
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ الحادي والأربعـون ◘~

    عن أبي محمدٍ عبدالله بن عمرو بن العاص - رضى الله عنهما - قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يُؤمِنُ أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جِئتُ به )) حديثٌ حَسَنٌ صحيح رويناه في كتاب الحُجَّةِ بإسنادٍ صحيح .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘


    فالواجبُ على كُلِّ مُؤمنٍ أنْ يُحِبَّ ما أحبَّه اللهُ مَحَبَّةً تُوجِبُ له الإتيانَ بما وجب عليه منه ، فإنْ زادت المَحَبَّةُ حتى أتى بما نُدِبَ إليه منه كان ذلك فضلاً ، وأنْ يكره ما كرهه اللهُ تعالى كراهةً تُوجِبُ له الكَفَّ عَمَّا حَرَّمَ عليه منه ، فإنْ زادت الكراهةُ حتى أوجبت الكَفَّ عَمَّا كرهه تنزيهًا كان ذلك فضلاً . وقد ثبت في الصحيحين عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال : (( لا يُؤمِنُ أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه مِن نفسِهِ وولدِهِ وأهلِهِ والناسِ أجمعين )) ، فلا يكونُ المؤمنُ مؤمنًا حتى يُقَدِّمَ مَحَبَّةَ الرسول على مَحَبَّةِ جميعِ الخلق ، ومَحَبَّةُ الرسول تابعةٌ لمَحَبَّةِ مُرسِلِهِ .


    والمَحَبَّةُ الصحيحةُ تقتضي المُتابعة والمُوافقة في حُبِّ المُحبوبات وبُغض المَكروهات .

    قال أبو يعقوب النَّهْرجُورىّ : ‹‹ كُلُّ مَن ادَّعى مَحبةَ اللهِ عَزَّ وجلَّ ، ولم يُوافِق اللهَ في أمره فدعواه باطِلة ، وكُلُّ مُحِبٍّ ليس يَخافُ اللهَ فهو مغرور ›› .

    ♦---•---♦
    وقال يَحيى بن مُعاذ : ‹‹ ليس بصادقٍ مَن ادَّعى مَحبةَ اللهِ عَزَّ وجلَّ ولم يحفظ حدوده ›› .



    تعصي الإلهَ وأنتَ تزعمُ حُبَّه .. هذا لعَمْري في القياس شنيعُ
    لو كان حُبُّكَ صادقـًا لأطعتَه .. إنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيـعُ
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ الثاني والأربعـون ◘~

    عن أنس بن مالكٍ - رضى الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : (( قال اللهُ تعالى : يا ابنَ آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابنَ آدم إنَّكَ لو أتيتني بقُرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تُشركُ بي شيئًا ، لأتيتكَ بقُرابها مَغفرة )) رواه الترمذىّ وقال حديث حسن صحيح .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘

    وكثيرًا ما يُقرَنُ الاستغفارُ بذِكر التوبة ، فيكونُ الاستغفارُ حينئذٍ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبةُ عبارةعن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح .


    يا رَبِّ إنْ عَظُمَت ذنوني كثرةً .. فلقد علمتُ بأنَّ عفوكَ أعظمُ
    إنْ كان لا يَرجوكَ إلَّا مُحسِنٌ .. فمَن الذي يدعو ويرجو المُجرِمُ
    مالي إليك وسيلـةٌ إلَّا الرَّجَا .. وجميلُ عفـوِكَ ثُـمَّ أنِّي مُسلِمُ


    وإنْ قال : { أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه } فله حالتان :
    - إحداهما : أنْ يكونَ مُصِرًا بقلبه على المعصية ، فهذا كاذِبٌ في قوله ‹‹ وأتوبُ إليه ›› لأنه غيرُ تائب ، فلا يجوز له أنْ يُخبِرَ عن نفسه بأنه تائبٌ وهو غيرُ تائب .

    ♦---•---♦

    - والثانية : أن يكون مُقلِعًا عن المعصية بقلبه ، فاختلف الناسُ في جواز قوله‹‹ وأتوبُ إليه ›› ، فكرهه طائفةٌ مِن السَّلَف ، وهو قولُ أصحابِ أبي حنيفة حكاه عنهم الطحاوىّ ، وقال الربيع بن خيثم : يكونُ قوله ‹‹ وأتوبُ إليه ›› كذبةً وذنبًا ، ولكنْ ليقل : اللهم تُب علَىَّ ، أو يقول : اللهم إنِّي أستغفرك فتُب علَىَّ، وهذا قد يُحمَلُ على مَن لم يُقلِع بقلبه وهو بحاله أشبه ...


    ♦---•---♦

    وجمهور العلماء على جواز أنْ يقولَ التائَبُ :
    أتوبُ إلى الله ، وأنْ يُعاهِدَ العبد رَبَّه على أنْ لا يعودَ إلى المعصية ، فإنَّ العزمَ على ذلك واجِبٌ عليه في الحال .

    وأفضلُ أنواع الاستغفار : أنْ يبدأ العبد بالثناءِ على رَبِّه ، ثم يُثَنِّي بالاعترافِ بذنبِه ، ثم يَسألُ اللهَ المغفرةَ كما في حديث شداد بن أوسٍ عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :(( سَيِّد الاستغفار أنْ يقولَ العبد : اللهم أنتَ رَبِّي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعت ، أعوذُ بك مِن شَرِّ ما صنعت ، أبوءُ لَكَ بنعمتك علَىَّ ، وأبوءُ بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أنت )) خرجه البخارىّ .


    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ السادِسُ والأربعـون ◘~

    عن أبي بُردةَ عن أبيه أبي موسى الأشعرىّ أنَّ النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بعثه إلى اليمن ، فسأله عن أشربةٍ تُصنَعُ بها ، فقال : (( وما هي ؟)) ، قال : البِتْعُ والمِرْزُ ، فقيل لأبي بُردة : وما البِتْعُ ؟ ، قال : نبيذ العسل ، والمِرْزُ : نبيذ الشعير ، فقال : (( كُلُّ مُسكِرٍ حرام )) خرَّجه البخارىّ .. وخرَّجه مُسلمٌ، ولفظه قال : بعثني رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أنا ومُعاذًا إلى اليمن ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، إنَّ شرابًا يُصنَعُ بأرضنا يُقالُ له : المِرْزُ مِن الشعير ، وشرابٌ يُقالُ له : البِتْعُ مِن العسل ، فقال : (( كُلُّ مُسكِرٍ حرام )) ، وفي روايةٍ لمُسلم فقال : (( كُلُّ ما أسكر عن الصلاةِ فهو حرام )) ، وفي روايةٍ له قال : وكان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قد أُعطِىَ جوامعَ الكَلِم بخواتِمه ، فقال : (( أنهى عن كُلِّ مُسكِرٍ أسكر عن الصلاة )) .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘


    هذا الحديثُ أصلٌ في تحريم تناول جميع المُسكِرات المُغَطِّيَة للعقل .




    ولهذا قال طائفةٌ مِن السَّلَف : إنَّ شاربَ الخمر تَمُرُّ عليه ساعةٌ لا يَعرِفُ فيها رَبَّه ، واللهُ سبحانه إنَّما خلق الخلق ليعرفوه ، ويذكروه ، ويعبدوه ، ويُطيعوه ، فما أدَّى إلى الامتناع مِن ذلك وحال بين العبد وبين معرفة رَبِّه وذكره ومُناجاته ، كان مُحَرَّمًا وهو "السُّكْر" ، وهذا بخِلافِ النوم ، فإنَّ اللهَ تعالى جَبَلَ العَبادَ عليه ، واضطرهم إليه ، ولا قِوامَ لأبدانهم إلَّا به ، إذ هو راحةٌ لهم مِن السعي والنَّصَب ، فهو مِن أعظم نعم الله على عباده . فإذا نام المُؤمنُ بقدر الحاجة ، ثم استيقظ إلى ذكر الله ومناجاته ودعائه ، كان نومُه عونًا له على الصلاةِ والذكر . ولهذا قال مَن قال مِن الصحابة : ‹‹ إني أحتسِبُ نومتي كما أحتسِبُ قومتي ›› .

    واعلم أنَّ المُسكِرَ المُزيلَ للعقل نوعان :

    - أحدهما : ما كان فيه لَذَّةٌ وطَرَب ، فهذا هو الخَمْرُ المُحَرَّمُ شُربه .. قالت طائفةٌ مِن العلماء : وسواءٌ كان هذا المُسكِر جامِدًا أو مائِعًا ، سواءٌ كان مَطعومًا أو مَشروبًا ، وسواءٌ كان مِن حَبٍّ أو ثَمَرٍ أو لَبَنٍ أو غير ذلك ، وأدخلوا في ذلك الحشيشةَ التي تُعمَلُ مِن ورق القِنّب ، وغيرها مِمَّا يُؤكلُ لأجل لَذَّتِه وسُكره .
    ♦---•---♦
    - والثاني : ما يُزيلُ العقلَ ويُسكِر ، و لا لَذَّةَ فيه ولا طرب ؛ كالبِنْجِ ونحوه ، فقال أصحابنا : إنْ تناولَه لحاجةِ التداوي به ، وكان الغالبُ منه السلامة جاز . وإنْ تناولَ ذلك لغير حاجةِ التداوي ، فقال أكثرُ أصحانبا ؛ كالقاضي وابن عقيل وصاحب المُغني : إنَّه مُحَرَّمٌ لأنَّه تسبَّبَ إلى إزالةِ العقل لغير حاجة ، فحَرُمَ كشُرب المُسكِر .

    وأما
    الحَـدُّ ، فإنَّما يَجِبُ بتناول ما فيه شِدَّةٌ وطَرَبٌ مِن المُسكِرات ، لأنَّه هو الذي تدعو النفوسُ إليه ، فجُعِلَ الحُـدُّ زاجِرًا عنه .. فأمَّا مَا فيه سُكرٌ بغير طَرَبٍ ولا لَذَّةٍ ، فليس فيه سِوَى التعزير ،لأنَّه ليس في النفوس داعٍ إليه حتى يحتاجَ إلى حَـدٍّ مُقَدَّرٍ زاجرٍ عنه ، فهو كأكل الميتة ولحم الخِنزير وشُرب الدم .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ السابِع والأربعـون ◘~

    عن المِقدام بن مَعدِ يَكْرِب قال : سمعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقول : (( آدمىٌّ وِعاءً شَرَّاً مِن بطن ، بِحَسْبِ ابن آدم لُقَيْمَاتٌ يُقِمنَ صُلبَه ، فإنْ كان لا مَحالة ؛ فثُلُثٌ لطعامه ، وثُلُثٌ لشَرابِهِ ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ )) رواه الإمامُ أحمد والترمذىّ والنَّسَائىّ وابن ماجه .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘



    وهذا الحديثُ أصلٌ جامِعٌ لأصولِ الطِّبِّ كُلِّها .

    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    ~◘ الحديثُ الثامِنُ والأربعـون ◘~

    عن عبدالله بن عَمروٍ - رضى اللهُ عنه - عن النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافِقًا خالِصًا ، وإنْ كانت خَصلةٌ مِنهُنَّ فيه كانت فيه خَصلةٌ مِن النِّفاقِ حتى يَدعها : إذا حَدَّثَ كَذَب ، وإذا وَعَدَ أخلَف ، وإذا خاصمَ فَجَر ، وإذا عاهَدَ غَدَر )) خرَّجه البخارىّ ومُسلم .

    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
    ◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘


    وهو [ النِّفاقُ ] في الشرع ينقسمُ إلى قِسمين :

    - أحدهما : النِّفاقُ الأكبر ، وهو أنْ يُظهِرَ الإنسانُ الإيمانَ باللهِ وملائكتِهِ وكتبِهِ ورسلِهِ واليوم الآخر ، ويُبطِنَ ما يُناقِضُ ذلك كُلَّه أو بَعضَه ، وهذا هو النِّفاقُ الذي كان على عهد النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ونزل القرآنُ بِذَمِّ أهلِهِ وتكفيرهم ، وأخبر أنَّ أهلَه في الدَّركِ الأسفل مِن النار .
    ♦---•---♦
    - والثاني : النِّفاقُ الأصغر ، وهو نِفاقُ العمل ، وهو أنْ يُظهِرَ الإنسانُ علانيةً صالحةً ، ويُبطِنَ ما يُخالِفُ ذلك
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

 

 
صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كَفتة بالطـّحينة... جربيها موش هتندمى ... حصرى
    بواسطة dandana2000 في المنتدى طبق اليوم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11 - 2 - 2012, 03:01 PM
  2. °•.♥.•° كَلمآتُ لهَآ إيقآعَ فيِ ألقلَبِ °•.♥.•°
    بواسطة بك أستجير فمن يجير سواك في المنتدى مصراوي كافيه
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30 - 1 - 2012, 11:05 AM
  3. ..: كَــلاَم مِـــنَ القَلــبْ :..
    بواسطة احمد حسين في المنتدى مصراوي كافيه
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 3 - 12 - 2009, 10:30 PM
  4. مًـِِّـِِّكَـِِّتُِِّْبٌَِهٍَ بٌَِرٌٍآآآمًجًِْ لآخٌِتُِِّْـِِّرٌٍآآقٌٍـِِّ آلشًِْآتْ
    بواسطة MagMan في المنتدى منتدى البرامج العام والشروحات المصورة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29 - 12 - 2007, 10:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©