قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    13 - 1 - 2008
    ساكن في
    Khartoum, Sudan, Sudan
    المشاركات
    415
    النوع : ذكر Sudan

    افتراضي باحثاً عن السلام

    ليس هنالك إنسان إلا ويمكنه أن يكون شرارة حرب كبرى أو أن يكون سبباً لصنع سلام عظيم..
    البعض يحاول أن يبني إمبراطورية سياسية، والبعض الآخر يحاول أن يبني إمبراطورية مالية، وبعض يحاول أن يبني إمبراطورية إعلامية، ولكن الأنبياء وأوصياءهم وحدهم كانوا يريدون أن يبنوا إمبراطورية سلام. ولم يسجّل التاريخ حالة قتل في معركة من أجل السلام إلا الحسين بن علي السبط(ع).
    السلام يبدأ من إحساس نزيه يتحوّل إلى فكرة مقدسة بمرور الزمن، والإحساس بالكرامة والسلام يتطلب كرامة وسلامة الإحساس. وكما يحوم الضباب حول القمم العالية، فإن كل فكرة تدعو للسلام لابد وأن تحوم حولها الشبهات، تماماً مثل السلام الحسيني.
    قد يُهزم الحسين الشهيد في معركة من أجل السلام، غير أنه لن ينهزم في سبيل السلام والكرامة.
    ومن يريد أن يصبح رجل سلام، عليه أن يفكّر كما يفكّر رجال السلام، وأن يتصرّف مثلهم، وأن يتحمّل مثلهم، ومثلهم كمثل الحسين (ع). ألا ترى أن (غاندي) حقق انتصار السلام عندما فكّر وفق المنهج الحسيني(!!)، فقال قولته المشهورة (تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر). وظلامة الحسين تكمن في اغتيال نية وجهود السلام الحسيني.
    إن الله عز وجل هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام. ومحمد (ص) رسول السلام. ولأن (حسين مني وأنا من حسين) فيكون الحسين هو رائد السلام الإلهي.
    إن الحسين (ع) كان يبحث عن أي فرصة سلام للأمة، ولم يكن يبحث عن فرصة هروب إلى الأمام. وكيف يكون كذلك وهو القائل: (إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً)؟.
    أن تبحث عن السلام تماماً مثل إذا وجدت بئراً معطّلة فادل بدلوك فيها، فإن لم تجد ماءً فيها فلا ترمِ بدلوك جانباً، بل احفر بئراً جديدة؛ ذلك أن الواقعية لا تعني الخضوع لما هو واقع بالفعل، بل تعني إيجاد واقع جديد أفضل منه.
    وأن تحمل مشعلاً كبيراً للسلام، حتى ولو لم تنجح في وضعه على قمم الجبال، أفضل من أن تحمل شمعة صغيرة يمكن أن تضعها في أي مكان.
    كان الحسين (ع) يبحث عن السلام بقوة الرفق وصلابة الإرادة. ومهما كانت إرادتك صلبة فلابد أن تعتمد اللين والسلام في تنفيذها، ألا ترى أن الأسد يمتلك جلداً ناعماً وفروة ملساء؟. ولازالت كلمات الحسين (ع) تتردد في أصداء الزمن برفق ولين باحثةً عن السلام وحفظ الذمام قائلة: (إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمنٍ من الأرض).
    هو الذي خرج ليلة العاشر من المحرّم قاصداً قيادة جيش العدو (عمر بن سعد) ليبحث معه فرص السلام الممكنة، وفرص الحياة الآمنة بعيداً عن الدماء وقعقعة السلاح.
    كان الحسين (ع) يبحث عن سلام البطولة وليس عن بطولة السلام، ولأن تكاليف البطولة كبيرة فإن أغلب الناس يحبذون القيام بتمثيل دور بطل السلام بدل أن يقوموا بأداء دور سلام البطولة.
    وهكذا حاول الحسين (ع) عدة محاولات لتحقيق السلام على الأرض بنفس أبيه علي بن أبي طالب(ع) في النهروان، إلا أن الطرف الآخر كان يسد الأبواب بقوة. ودافع الحسين في ذلك حبه للناس، ولطهارة روحه. أليس هو الشخص الذي بكى على أعدائه لأنهم سيدخلون النار بسببه؟ وقد سمع المسلمون كلهم من رسول الإسلام (ص) يقول: (.. وستقتله الفئة الباغية من أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي).
    وبمقدار ما يكون الهدف ( السلام) كبيراً بمقدار ما يحتاج إلى عدد كبير من المحاولات لإنجازه، وقد قام الحسين (ع) بأكثر من ثلاث محاولات لنزع فتيل الأزمة ولإحلال السلام.
    وأكثر الذين يتشدّقون بأنهم رجال سلام - وشارون منهم - إنما يتحركون من وحي المصلحة. أليس (كيسنجر) اليهودي هو الذي يقول (لا سلام دائم، ولا حروب دائمة، ولكن مصالح دائمة) حتى ولو كانت على حساب المبادئ والقيم الإنسانية. ولكن عندما تلتقي المصلحة (حقن الدماء) مع القيم يكون السلام ذا جاذبية غير قابلة للمقاومة.
    وإذا كان جلب المنفعة هو أكبر دوافع التجار إلى العمل، ودفع المضرّة هو أكبر دوافع الحكماء، فإن مسئولية السلام هي أكبر دوافع العظماء إلى ذلك. ولذلك كان الحسين(ع) يرى أن السلام وحده هو الكفيل بإخراج الأمة من شرنقة الضياع والانحراف.
    ولما كانت حروب النبي (ص) دفعاً للاعتداء وبحثاً عن السلام في الأرض، فإن دفاع الحسين عن نفسه وعياله هو أكبر دليل على أنه لم يرد الحرب، بل كان يقول:

    (إني أكره أن أبدأهم بقتال) ولم يتخذ صفة الحرب إلا بعد أن تقدّم عمر بن سعد ورمى إلى جهة الحسين سهماً وقال: (اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى) ثم رمى الناس، فانهالت السهام على مخيّم الحسين كالمطر، على حدّ تعبير المؤرخين.
    كان الحسين يفكّر في هدايتهم وسعادتهم التي لا تتحقق إلا بالسلام ونبذ الحرب، وهذا ما أكده في حديثه حيث يقول: (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح ( السلام) في أمة جدي، لكي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
    رُوي عن عيسى المسيح (ع) أنه قال: (أحبّوا أعداءكم) إنما ذلك لتكون لديكم روح أبوية على الناس. وليس المطلوب لزاماً أن تحب أعداءك، ولكن المطلوب منك حتماً أن تعاملهم بالعدل والسلام، وربما كرهتهم ، ولكن من العدل إعطاءهم فرصة اعتناق السلام. والسلام مشروط بالعدل، وإلا فهو الحرب من دون اصطكاك الأسنّة. ولأن أنصاف الحلول لاتلتزم بالعدل، فإن العدل لايتحمّل أنصاف الحلول، والتي لم يكن الحسين عليه السلام يفتش عنها.
    أما العدو فإن منطق القوة منطقه الوحيد، والقوة لا ترحم ولا تتسامح؛ لأن التسامح يرفض التسلّح بالقوة، إلا في الدفاع عن السلام.
    لم لا نحبك يا بشير وقد اخرجت السودان من عبودية كنا نعيشها, ولم لا نحبك يا بشير والسودان قد تحول رقما لا يستهان به , ولم لا نحبك يا بشير وقد تدفق الذهب الاسود رغم انف الحاقدين ,
    البحث على جميع مواضيع العضو عزالدين حسون

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    18 - 11 - 2007
    ساكن في
    الاردن
    العمر
    33
    المشاركات
    14,186
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    يجزيك الخير اخى حسون والاسلام دين سلام بردو

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    تسلم الايادى عز والله يبارك في عمرك
    مشكور جدا
    وليس المطلوب لزاماً أن تحب أعداءك، ولكن المطلوب منك حتماً أن تعاملهم بالعدل والسلام، وربما كرهتهم ، ولكن من العدل إعطاءهم فرصة اعتناق السلام. والسلام مشروط بالعدل، وإلا فهو الحرب من دون اصطكاك الأسنّة. ولأن أنصاف الحلول لاتلتزم بالعدل، فإن العدل لايتحمّل أنصاف الحلول، والتي لم يكن الحسين عليه السلام يفتش عنها.
    أما العدو فإن منطق القوة منطقه الوحيد، والقوة لا ترحم ولا تتسامح؛ لأن التسامح يرفض التسلّح بالقوة، إلا في الدفاع عن السلام.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    8 - 11 - 2007
    ساكن في
    فى عالم غريب بالنسبالى
    المشاركات
    7,708
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي



    بارك الله فيك

    مستر حسون باشا

    وتسلملنا دايما

    وجزاك الله كل خير وز ما ساندرا قالت

    الإسلام دين سلام





    وليس المطلوب لزاماً أن تحب أعداءك، ولكن المطلوب منك حتماً أن تعاملهم بالعدل والسلام، وربما كرهتهم ، ولكن من العدل إعطاءهم فرصة اعتناق السلام. والسلام مشروط بالعدل، وإلا فهو الحرب من دون اصطكاك الأسنّة. ولأن أنصاف الحلول لاتلتزم بالعدل، فإن العدل لايتحمّل أنصاف الحلول، والتي لم يكن الحسين عليه السلام يفتش عنها.
    أما العدو فإن منطق القوة منطقه الوحيد، والقوة لا ترحم ولا تتسامح؛ لأن التسامح يرفض التسلّح بالقوة، إلا في الدفاع عن السلام.


 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©