ماشاء الله
بوركتى غاليتى
وزادك الله من فضله
فى انتظارك باذن الله
اسال الله لك خيرات الدنيا والاخره
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؛
إنَّ الحَمدَ للهِ نحَمدُه ونسعينُ بِهِ ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ تعالى مِن شرورِ أنفُسِنا وسيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهـدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَه ، ومَن يُضلِل فلا هادىَ له ، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه .
وبعـد ..
السَّـلامُ عليكُم و رحمـةُ اللهِ و بركاتُـه ،،
حيَّاكُـم اللهُ أخواني وبيَّاكُم، وجعل الجَنَّةَ مثوانا ومثواكُم .
اليـوم نبـدأ مع روائـع و دُرَر نعيشُ معها ، لكنَّها هـذه المـرَّة مُلتقَطَةٌ مِن مجموعـةِ أشرطـةٍ في العقيـدة ، وهى [ شـرح لُمْعَـةِ الاعْتِقَـاد ] ..
أكثرُ ما التقطتُه كان للشيخ عُثمان الخميس ..
ويتخلَّلُها دُرَر و فـوائِـد مِن شـرح الشَّيْخَيْن :
صالح آل الشيخ و محمد صالِح المنجِّد .
وسيتِمُّ الإشارةُ إلى كُلٍّ منهما في موضِعِـه .
عِلمًا بأنِّي لنْ أذكُرَ شيئًا مِن المَتن ، لكنِّي سأكتفي بذِكرِ الدُّرَر التي التقطتُها فقط .
و العقيـدةُ أو التَّوحيـدُ أوَّلُ ما يجِبُ على المُسلِمِ تعلُّمُه ، فـ بِه يستقيمُ دِينُه ، وتستقِرُّ حياتُه ، وترتاحُ نفسُه ، ويسعـدُ في الدُّنيا ، ويفوزُ في الآخِرة .
وأتمنى لَكُم مُتعـةَ القِـراءة .. وعظيمَ الفائِـدة .. وجزيلَ الأجـرِ والثَّـواب .. والفـوزَ بِجَنَّـةِ الرَّحْمَـن .. والنَّجاةَ مِن النِّيـران .
( وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيْهِ أُنيبُ )
ماشاء الله
بوركتى غاليتى
وزادك الله من فضله
فى انتظارك باذن الله
اسال الله لك خيرات الدنيا والاخره
التعريـف بمُؤلِّـفِ المَتـن :
________
مُوَفَّق الدِّين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مِقدام بن نصر بن عبد الله المَقدِسِىِّ ثُمَّ الدِّمَشقِىّ الصَّالِحِىّ ، المولود في شعبان سنة 541 للهِجرة ، بقريةِ جُمَّاعيل مِن نابُلس ، واشتُهِرَ _ رحمه اللهُ _ بكِتابِهِ العظيم [ المُغني ] ، وله أيضًا : [ عُمْدةُ الفِقه – و الكافي – و المُقْنِع – و رَوْضَةُ النَّاظِر – و كِتابُ التَّوَّابين ] ، وغيرها .
كان رحِمَه اللهُ جميلَ الخِلْقَة ، تامَّ القامَة ، أبيض ، مُشرِق الوجه ، أدْعَج ، كأنَّ النورَ يخرجُ من وجهه ، واسِعَ الجَبين ، طويلَ الِّلحية ، قائِمَ الأنف ، مقرونَ الحاجِبَيْن ، صغيرَ الرأس ، لطيفَ اليدين والقدمين ، نحيفَ الجِسم .
أثنى عليه العُلماءُ .. فقال ابنُ الصَّلاح : ‹‹ ما رأيتُ مِثلَ الشيخ المُوَفَّق ›› .
وقال ابنُ تيمية رحمه الله : ‹‹ ما دخل الشَّامَ بعـد الأَوْزاعِىِّ أفقه مِن الشيخ المُوَفَّق ›› .
وقال ابنُ كثير : ‹‹ شيخُ الإسلام ، إمامٌ بارِع ، لم يكن في عصرِه ولا قبل دَهرِهِ بمُدَّةٍ أفقه منه ، وكان مِن أذكياءِ العالَم ›› .
كما قال الذَّهَبِىُّ : ‹‹ وكان إمامَ الحنابِلَةِ بجامِعِ دِمَشق ، ثِقَةً حُجَّةً نبيلاً ، عابِدًا عليه الوَقار ، ينتفِعُ الرَّجُلُ برؤيتِه قبل أنْ يسمعَ كلامَه _ وهـذه طبعًا سِيما أهل العِلم _ وأولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ›› .
وكان رحمه اللهُ له صَولاتٌ في الجِهاد ، فكان في صفوفِ جيش صلاح الدِّين الأَيُّوبِىِّ مع أهلِهِ المَقادِسَة .. ومعروفٌ أنَّ النَّصارى قـد احتلُّوا بيتَ المقدِس ، وخرجَ منها مقادِسَةٌ أُجْلُوا عنها وهربوا منها ، فكاونوا مع صلاحِ الدِّين يُقاتِلون ، ويُستَدَلُّ مِن ذلك على أنَّ القائِدَ يُقاتَلُ وراءه ولو كان عنده شئٌ مِن المُخالَفةِ لمنهج السَّلَفِ في الأسماءِ والصِّفات ، خُصوصًا إذا كان باجتهادٍ منه ؛ كأنْ يكونَ فيه شئٌ مِن مذهبِ الأشعرية .
وهـذا ابنُ قُدامةَ _ رحمه الله _ السَّلَفِىّ ومَن معه قاتَلَ في ذلك الجيش ، وكان في مُناظراتِهِ لا يَنزعِج ، وهو هادِئ الطَّبْع ، وخَصْمُهُ يصيحُ ويحترِق .. وهـذا طَبْعُ يدُلُّ على الهدوءِ والسَّماحة وحُسنِ الخُلُق .
وكان إمامًا في التفسيرِ والحديث ومُشكلاتِهِ والفِقه ، بل إنَّ عِلْمَه في الخِلافِ عِلمٌ عجيب ، وهو مع ذلك أيضًا بارِعٌ في النَّحوِ والحِساب .
وكان رحمه اللهُ تعالى قـد تُوُفِّىَ سنة 620 للهِجـرة .
الشيخ / محمد صالِح المنجِّد
تسلم ايدك ياشعلوله يعطيكي العاااافيه تسلمي تسلمي
[ لُمْعَـةُ الاعْتِقَـاد ] : هو مَتنٌ لَطيفٌ في العقيـدة .
الُّلمْعَـة مِن الَّلمعان ، فسَمَّاها المُصَنِّفُ بذلك لأنَّها ذاتُ أدِلَّةٍ صحيحةٍ صريحةٍ مُضيئةٍ تلمعُ لمعانًا كلَمعانِ السُّرُج القويَّةِ ولَمعانِ النجوم في الليلةِ المُظلِمَة ، أرادَ أنْ تكونَ واضِحةً ذاتَ أدِلَّةٍ شافيةٍ لا خَفاءَ فيها .
و الُّلمْعَـةُ أيضًا : البُلْغَةُ مِن العَيْش ، فلَعلَّه يقول : هـذه بُلْغَةٌ تكفيكَ في الاعتقادِ المُطابِقِ لمذهبِ السَّلَف .
ما معنى الاعتقـاد ؟
الحُكمُ الذِّهْنِىّ الجازِم ، إذا طَابَقَ الواقِعَ فهو صحيح ، وإذا لم يُطابِق فهو فاسِد .
فإذًا " اعْتَقَـدَ " : أىْ جَزَمَ بقَلْبِهِ وآمَن .
وكثيرٌ مِن الناسِ يُخْطِئونَ في استعمالِ هـذه الكلمةِ ، فإذا قُلتَ له : هل جاء فُلانٌ مِن السَّفَر ؟ يقـولُ : أعْتَقِـدُ أنَّه جاء .
كيف تعتقِـدُ أنَّه جاء ؟!! تعتقِـد يعني : جَزمًا مِائة بالمِائة ، فيُخطِئون ، يستعملون كلمة ( أعتقِـد ) بدلاً مِن ( أَظُـنّ ) ، كثيرًا ما تقعُ هـذه ، لجَهلِهم بالمعنَى الُّلغَـوِىِّ للكلمة .
( الاعتقـاد ) : هو الحُكمُ الذِّهْنِىُّ الجازِم وعَقدُ القلبِ على الشئِ جَزْمًا ، لكنْ هـذا الاعتقادُ قـد يكونُ فاسِدًا .. الهُندوسُ ما عندهم عقيدة ، البُوذِيُّون ما عندهم اعتقاد ، ورُبَّما الواحِدُ يُعَذَّبُ إلى الموتِ ولا يتراجعُ عن اعتقاده ، لكنَّه اعتقادٌ باطِل ، صَحيحٌ هو جَزَمَ بقلبِهِ ويقينًا ، لكنْ على شئٍ باطِل .. وإذا كان الاعتقادُ حقًا فهو عقيدةٌ صحيحةٌ سليمة .
الشيخ / محمد صالِح المنجِّد
## مِـن ( الشـريـط الأول ) للشيخ ( عُثمان الخميس ) ##
________
أقسامُ التَّوحيد الثلاثة : توحيد الأُلوهِيَّة و توحيد الرُّبوبِيَّة و توحيد الأسماءِ والصِّفات ..
وبعضُ أهل العِلم يجعلُ التَّوحيدَ توحِيدَيْن ، فيقولون : توحيد الأُلُوهِيَّة و توحيد الرُّبُوبِيَّة ..
وبعضُهم يُعَبِّرُ عنه بـ : توحيد القصد والطلَب و توحيد المعرفةِ والإثبات ..
على كُلِّ حال هـذه مُسَمَّيَات ، والعِبرةُ بالمُسَمَّى ؛ وهو أنَّنا نُوَحِّـدُ رَبَّنا جَلَّ وعَلا مِن خلال هـذه الأوجُـه :
- أولها : أنْ نتعرف عليه سُبحانه في أسمائهِ وصِفاتِه ، وهـذه إنَّما نعرفُها مِن خلال كِتابِ رَبِّنا أو سُنَّةِ نبيِّنا مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وذلك أنَّ اللهَ بالنسبةِ لنا غيب ، ولا يجوزُ للإنسان أن يتكلَّمَ بالغيب إلَّا بعِلم .
- وأمَّا توحيد الرُّبوبِيَّة : وهو أنْ نعلمَ أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى هو الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّر ، وأنَّ اللهَ تباركَ وتعالى هو المُحيي المُميت الرَّزَّاق سُبحانه وتعالى ، فهذا كذلك تدلُّ عليه آياتُه ونصوصُ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وكذا ما نراه في حياتنا الدُّنيا .
- وأمَّا القِسم الثالث ، وهو توحيد الأُلُوهِيَّة : وهو ما يكونُ مِن العِبادِ تجاه رَبِّهم سبحانه وتعالى مِن إفراده بالعِبادة مِن الدعاءِ ، والقصد ، والطلب ، والرجاء ، والخوف ، والإخبات ، والإنابةِ ، والاستغاثة ، والاستعاذة ، وغير ذلك مِن الأمور .
هـذه هى أقسامُ التوحيد التي لا يمكنُ للعبد أبدًا أن يكونَ مُوَحِّدًا للهِ تبارك وتعالى وهو يُخِلُّ بها ، بل لا بُدَّ أن يعرفها ، وإنْ لم يعرفها على التفصيل لا بُدَّ أن يعرفها على التطبيق ؛ أنْ يُطبِّق تطبيقًا صحيحًا ؛ فلا يدعوا إلَّا الله ، ولا يَظُنُّ أنَّ خالِقًا سِوَى اللهِ سُبحانه وتعالى .
أولُ مَن أفرد توحيدَ الأُلُوهِيَّةَ في كتابٍ واهتَمَّ به واعتنى ، الإمام محمد بن عبد الوَهَّاب رحمه اللهُ تبارك وتعالى ، وهو إنَّما يَنقِلُ عَمَّن سبقه ، ولكنَّه كانت له مِيزةُ التفصيل والإفراد .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)