قهوتنا على الانترنت
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24
  1. #11
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    العِبادةُ _ كما قال أهلُ العِلم _ : هى اسمٌ جامِعٌ لِكُلِّ ما يُحِبُّه اللهُ ويرضاهُ مِن الأقوال والأفعال الظاهِرةِ والباطِنة ..

    الظاهرة : أفعالُ الجوارِح مِن صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحَجٍّ وجِهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المُنكر .

    والباطنة : أعمالُ القلوب مِن إخباتٍ وتقوى وتوكُّل ويقين وما شابه ذلك مِن الأعمال .



    مِن أسماءِ اللهِ تبارك وتعالى : ‹‹ القَيُّوم ›› : القائِمُ بنفسِه المُقيمُ لغيره .

    ومِن أسمائِه : ‹‹ الصَّمَد ›› : وهو الذي تَصْمِدُ إليهِ الخلائقُ كُلُّها في حاجِيَّاتِهم سُبحانه وتعالى .



    [ ونَفَذَ حُكمُهُ في جميعِ العِباد ] : سواءً كان حُكمًا شرعِيَّاً أو حُكمًا قَـدَرِيَّاً ..

    أمَّا الحُكمُ الشَّرعِىُّ ، فينفُذُ عند عِبادِ اللهِ الطائعين لله ، يُنفِّذونَ حُكمَه ، ويلتزمون أمرَه ..

    وأمَّا حُكمُه القَدَرِىُّ، فإنَّه يجري على كُلِّ أحد ، رَضِىَ أو أَبَى ، فخلَقَ الخلْقَ دون اختيارهم ، ويُميتُهم دون اختيارهم ، ويُمرِضُهم ، ويُشافيهم سُبحانه وتعالى ، لا يملكون مِن أمرهِم شيئًا ؛ فأهلَكَ مَن أرادَ وأحيا مَن أرادَ سُبحانه وتعالى ، فحُكمُه ماضٍ ، ما أراد اللهُ كان ولو لم يُرِد الناس .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    القُرآنُ مُحكَمٌ كُلُّه ، ومُتشابِهٌ كُلُّه ، ومِنه مُحكَمٌ ومِنه مُتشابِه ..

    فالإحكام : بمعنى الوضوح والبيان ، فهو كُلُّه واضِحٌ بَيِّنٌ على جِنْس الأُمَّة .. قـد لا يكونُ واضِحًا بَيِّنًا لِكُلِّ أحد ، لكنَّه واضِحٌ بَيِّنٌ لجِنْسِ الأُمَّة .

    كذلك وَصَفَه بأنَّه مُتشابِهٌ بقوله : ﴿ اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا الزمر/23 ؛ يعني : يُشبِهُ بعضُه بعضًا ؛ هـذا أمـرٌ وهـذا أمـر ، وهـذا نهىٌ وهـذا نهى ، وهـذا خبرٌ وهـذا خبر ، وهـذا وَصْفُ الجَنَّة وذاك وَصْفُ الجَنَّة ، وهـذه قِصَّةٌ لنبىٍّ مِن الأنبياء وهـذه قِصَّةٌ للنبىِّ نفسِه ، وهكـذا فبعضُه يُشبِهُ بعضًا .

    أمَّا القِسمُ الثالِثُ فهو : ما ذُكِرَ في سورةِ آل عِمران بقوله : ﴿ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ آل عمران/7 ؛ يعني : بعضُه مُحكَم واضِح المعنى بَيِّن الدِّلالة ، وبعضُه ليس كذلك ، مُشتبِه المعنى ومُشتبِه الدِّلالة ، فهـذا المُشتبِه المعنى والمُشتبِه الدِّلالة : لا يوجدُ في القُرآن ولا في السُّنَّة عند أهل السُّنَّةِ والجماعة بمعنى التَّشَابُه المُطلَق ؛ يعني أنَّ قولَه تعالى : ﴿ وَاُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ آل عمران/7 ، يُعنَى به : التَّشَابُه النِّسْبِىّ الإضافِىّ ؛ يعني أنَّه يشتبِهُ على بعضِ الناسِ دون بعض .. أمَّا التَّشَابُه المُطلَق بحيثُ يُقالُ : هـذه الآيةُ مِن المُتشابِه ، أو يُقالُ ﴿ ألم هـذا مِن المُتشابِه ؛ يعني : لا أحـد يعلمُ معناه ، فهـذا مِن الخطأ ، ولا يقولُ به أهلُ السُّنَّة ، بل أهلُ السُّنَّةِ يقولون : إنَّه يُمكنُ أنْ توجدَ آياتٌ تشتبِهُ على بعضِ أهل العِلم ، فلا يُعلَمُ معناها مِن جِهةِ هـذا المُطالِع ، لكنْ ليس مِن جِهةِ الأُمَّةِ بأجمعها ، فيَعلمُ بعضُ أهل العِلم المَعنى ، والبعضُ الآخَرُ لا يعلمُ المعنى ، ولهـذا ابنُ عبَّاسٍ لَمَّا تلا هـذه الآيةَ قال : ‹‹ أنا مِمَّن يعلمون تأويلَه ›› ..

    فإذًا التَّشَابُه _ أو يُقالُ : هـذه الآيةُ مِن المُتشابِه _ لا يُوجدُ المُتشابِه المُطلَق ؛ يعني : الذي لا يعلمُ أحـدٌ معناه ، بل لا بُدَّ أنْ يُوجَدَ في الأُمَّةِ مَن يعلمُ معنى كُلِّ نَصّ ، فالقُرآنُ نَزَلَ بلِسانٍ عربيٍّ مُبين ، نزل ليَهتدِىَ به الناس ، كذلك السُّنَّة ، فلا يُوجَدُ نَصٌّ يستبهِمُ على جميع أهل العِلم وعلى الأمَّة ، لا ، وهـذا القولُ بأنَّ هناك ما يستبهِمُ على الجميع ولا يَفهَمُ معناه الجميع ، هـذا إنَّما هو قولُ أهل البِدَع ...



    الشيـخ / صالح آل الشيخ
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    نُبْـذَة عـن العـقـل :

    أمَّا العقلُ في الإسلامِ فإنَّ له شأنًا عظيمًا ، ولذلك فإنَّ العقلَ يُتَدَبَّرُ فيه في آياتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ المسطورةِ في المُصحَف والمنثورةِ في هـذا الكون .. وكذلك فإنَّ العقلَ مناطُ التَّكليف ، فلا يُكَلَّفُ النَّائِمُ ولا المجنون ، وجعلت الشَّريعةُ الحِفاظَ على العقلِ مِن الضَّروريَّات .. ولماذا شُرِعَ حَدٌّ للشُّرب ( شُرب المُسكِر / حَدّ الخَمْر ) ؟ لأجل ذلك .


    وكما أنَّ الإسلامَ جعل للعقل مجالاً فيما يُحسِنه ، فإنَّه منعه مِن الخَوْضِ فيما لا يُحسِنُه ؛ فمجالُ الغَيْبِيَّاتِ لا يُمكنُ للعقلِ أنْ يخوضَ فيه ؛ مِثل : كيفية صِفاتِ الله ، وكيف استوَى على عرشِه ، بل الإنسانُ لا يُمكِنُ أنْ يتصَّور حتى المخلوقَ الذي لم يَره ... فحتى الجَنَّةَ وهى مخلوقة ما خطرت على قلبِ بَشَر ، ونعيمُها ما خَطَرَ على قلبِ بَشَر .. وعلينا الإيمانُ والتَّسليمُ وأنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يُماثِلُه شئٌ مِن مخلوقاتِه ، ولا يُشابِهُه شئٌ مِن مخلوقاتِه ..


    لكنَّ هناك جماعة من أهل البِدَع غَلَوْا في العقلِ غُلُوَّاً عظيمًا ، ورَوَوْا فيه أحاديث ، ووضعوا فيه أحاديث .. ولذلك قال العُلماء : لم يَصِحّ في العقل حديثٌ في فضله ، وليس لم يَصِحّ له فضلٌ في الواقِع ، لا . ولذلك قال ابنُ القيِّم رحمه الله : ( أحاديثُ العقل كُلُّها كَذِب ) ، وقال ابنُ الجَوْزِىّ : ( رُوِيَت في العقول أحاديثٌ كثيرةٌ ليس فيها شئٌ يَثْبُت ) ، وقال الألبانىُّرحمه الله : ( ومِمَّا يَحْسُنُ التنبيهُ عليه أنَّ كُلَّ ما ورد في فضل العقل مِن الأحاديث لم يَصِحّ منها شئ ، وهى تدورُ بين الضَّعْفِ والوَضْع ، وقـد تَتَبَّعتُ ما أوردَه منها أبو بكر بن أبي الدُّنيا في كِتابه " العقل وفضله " ، فوجدتُها كما ذكرتُ ، لا يَصِحّ منها شئ ) .


    وقـد وضع شيخُ الإسلامِ ابن تيمية _ رحمه الله _ القاعِـدةَ العظيمةَ بأنَّ [ صحيح المنقول لا يُخالِفُ صريحَ المعقول ] .



    الشيخ / محمد صالح المنجِّد
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    أهلُ العِلم : إنَّكَ لن تستطيعَ أنْ تعرفَ شيئًا مِن أمورِ الدنيا إلَّا بواحـدةٍ مِن ثلاث :

    إمَّا أنْ تراه أو ترى مثيلَه أو أن يصفَه لَكَ الصَّادِق ..

    فلو أخبرتُكَ أنَّ لي بيتًا ، فلا يُمكنكَ أبدًا أنْ تتصوَّرَ هذا البيتَ حتى تراه أو ترى مثيلَه أو أقـولَ لك : كمِثلِ هذا البيت أو أصفَه لكَ ، بشرطِ أنْ أكونَ صادِقًا ،، أمَّا غيرُ ذلك فكُلُّها توهُّمات ، ولن تستطيعَ أنْ تعـرفَ هذا البيتَ ولا السيارة وهى مِن أمور الدنيا ، فكيف الأمرُ بالنسبةِ للخالِقِ سُبحانه وتعالى ..؟!

    لا يمكن أنْ يعـرفَ الإنسانُ حقيقةَ خالِقِهِ سُبحانه وتعالى إلَّا أنْ يراه ، ولم يره أحـد ، أو يرى مثيلَه وليس كمِثلِهِ شئ ، أو يُخبره الصَّادِق ولم يُخبرنا الصَّادِق ، إذًا نتوقَّف ونُؤمِنُ باللهِ على ما أخبرنا به مِن أسمائِهِ وصِفاتِه سُبحانه وتعالى ، ونكِلُ ما جهلناه إلى اللهِ سُبحانه وتعالى .



    العزيـز : هو الذي إذا أراد شيئًا أمضاه ، لا يستطيعُ أحـدٌ أنْ يمنعه سُبحانه ، ولا يستطيعُ أحـدٌ أنْ يَضُرَّه جل وعلا ، ومنه حديثُ ابن عبَّاس الذي علَّمه النبىُّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم _ فقال : (( واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوكَ بشئٍ لم ينفعوكَ إلاَّ بشئٍ قـد كتبه اللهُ لَك ، ولو اجتمعوا على أنْ يَضُرُّوكَ بشئٍ لم يَضُرُّوكَ إلاَّ بشئٍ قـد كتبه اللهُ عليك )) ، هؤلاء مَن ..؟ الأُمَّةُ بإنسِها وجِنِّها ، وصغيرِها وكبيرِها ، أو مُتقدِّمِها أو مُتأخِّرِها ، لا يُمكنُ أبـدًا .. إنَّ الأمرَ كُلَّه للهِ سُبحانه وتعالى .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    أهلُ السُّنَّةِ عقيدتُهم مَبنيَّةٌ على النصوص ، لا يعتقدون إلَّا بدليل ، عقيدتُهم مَبنيَّةٌ على الكتاب ، مَبنيَّةٌ على السُّنَّة ، يَستدلُّون ثُمَّ يعتقدون .. أمَّا أهلُ الباطِل والضَّلال فإنَّهم يعتقدون ابتداءً تبعًا لأهوائِهم وعقولِهم الضعيفة وأهواءِهم المُشَتَّتة ، يَعتقدون ثُمَّ بعد ذلك ينظرون في النصوص ، فما وافق ظاهرُ النصِّ شيئًا مِن عقيدتِهم قبِلوه ، كما قال اللهُ تبارك وتعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا آل عمران/7 .. فالراسخون في العِلم يقبلون ثُمَّ يعتقدون ، وأصحابُ الأهواءِ يعتقدون ثُمَّ ينظرون في النصوص .

    فالقَصـدُ أنَّ الفيْصل بين أهل السُّنَّةِ ومُخالِفيهم أنَّ أهلَ السُّنَّةِ يُقدِّمونَ النَّصَّ ، ويحترمون النَّصَّ ، ويُقدِّسونَ النَّصَّ ، ويتَّبعون النَّصَّ .. بينما أهلُ الأهواءِ يُريدونَ النَّصَّ أن يكونَ تبعًا لهم ، وأن يكونوا هم القادة وأهواءُهم لها الرِّيادة ، وأنَّ النَّصَّ تابِعٌ غيرُ متبوع .



    الفرقُ بين التشبيه و التمثيل : أنَّ التشبيهَ يكونُ لشئٍ موجود ، وأمَّا التمثيلُ فقد يكونُ لشئٍ خياليٍّ غيرِ موجود .

    فالتشبيه : اتْباعُ شئٍ بشئ ، هـذا يُشبِهُ هـذا ، كَمَن شَبَّهَ اللهَ بخلْقِه ، كما جاء عن بعضِهم كـ هِشام بن سالِم الجواليقي و هِشام بن الحَكَم وغيرهما أنَّهما كانا يقولان : ( إنَّ أكملَ مخلوقٍ أنتَ رائيه ، فإنَّ اللهَ على صورته ) والعِياذُ بالله ، فيُشبِّهون اللهَ بخلْقِهِ سُبحانه وتعالى .

    وأمَّا التمثيل : فهو تخييلُ صورةٍ للهِ في الذِّهن قـد تكونُ لها ما يُشابهُها وقد لا يكون لها ما يُشابهُها ، فهذا تمثيل ، فهو تخييل ، فاللهُ تبارك وتعالى لا يجوزُ أنْ يُتعامَلَ معه لا بالتشبيه ولا بالتمثيل ، لأنَّه قال : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ سُبحانه وتعالى ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الشورى/11 .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    اللهُ تبارك وتعالى غَيْب ، وصِفاتُه بالنسبةِ لنا غَيْب ، فهو أخبرنا عن صِفتِه فآمَنَّا ، ولم يُخبرنا عن كيفيتها فنقف ، ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ الإسراء/36 ، ﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ الأعراف/33 ، فلا يجوزُ للإنسان إذًا أن يتكلَّمَ بدون عِلم .. فما علِمتَه فاحمد اللهَ ، وما غابَ عنكَ لِحِكمةٍ يراها سُبحانه وتعالى فسلِّم واتَّبِع سبيلَ مَن سَبَقَ مِن الصّحابةِ والتَّابعين ، إذْ لم يسألوا النبىَّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم _ بل سلَّموا وقبِلوا ، فسلِّم واقبَل كما صنع مَن تَتَّخِذُهُم أُسوةً وقُـدوة .



    كلماتٌ ثلاثٌ تُمثِّلُ عقيدةَ أهل السُّنَّةِ في الصِّفات : إقـرارٌ - إمـرارٌ – إثبـات .

    ـ إقـرار : قبول ... أنْ نُقِـرَّ ، فلا نُحرِّف المعنى .
    ـ إمـرار : عـدم الخوض والتفسير ... أنْ نُمِـرَّ ، فلا نخوضُ في التفاصيل والكيفيات .
    ـ إثبـات : أنْ نُثبِتَ للهِ ما أثبتَ لنفسِهِ وما أثبتَه له رسولُه فقط ... ولا نُحَـرِّف المعنى عن ظاهِـرِه .

    هكـذا تكونُ سلَفِيَّاً ، تكونُ مُتَّبِعًا لِمَن سلَفَ رحمهم اللهُ تبارك وتعالى
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    ## مِـن ( الشـريـط الثاني ) للشيخ ( عُثمان الخميس ) ##
    _________


    قال أهلُ العِلم : إنَّ صِفاتِ اللهِ تبارك وتعالى يُمكن أن تُقسَّمَ إلى قِسمين : صِفاتٍ ذاتية ، و صِفاتٍ طارِئة ( فِعلية ) .

    - الصِّفاتُ الذاتية : هى التي لا تنفك عن اللهِ سُبحانه وتعالى ، ولا تَزيدُ ولا تنقُص ؛ مِثل : صِفة العِـلْـم ، لا يُمكن أن يكونَ اللهُ اليومَ عالِمًا غدًا عالِمًا أكثر ، أبـدًا ، العِلمُ صِفةٌ كامِلةٌ لا تتغيَّر ولا تتبدَّل ولا تزيدُ ولا تنقُص ، ولا يُمكن أن يكونَ اليومَ عالِمًا وغدًا غيرَ عالِم ، فهى صِفةٌ ذاتيةٌ للهِ تبارك وتعالى ، كذلك صِفةُ القُـدْرَة ، فهـذه صِفةٌ كامِلةٌ للهِ تبارك وتعالى لا تَزيدُ ولا تنقُص ، ولا تأتي ولا تذهب .

    - والصِّفاتُ الطارِئة : هى التي تأتي إذا جاءت أسبابُها ، وقـد تَزيد وقـد تنقُص بحسب حال مَن وُصِفَ بهذا الأمر .. فعندما يقولُ : ﴿ رَضِىَ اللهُ عَنْهُم البينة/8 ، متى يرضى ..؟ إذا فعل الإنسانُ فِعلاً يُرضيه يَرضَى اللهُ سُبحانه وتعالى .. متى يغضب ..؟ إذا فعل الإنسانُ فِعلاً يُغضبُه فيغضب . فليس على كُلِّ حالٍ اللهُ غاضِب ، وليس على كُلِّ حالٍ اللهُ راضٍ سُبحانه وتعالى ، ولكنْ يَرضَى إذا فُعِلَت الأمورُ التي تُرضيه ، ويغضبُ إذا فُعِلَت الأمورُ التي تُغضِبُه .. وقـد يَزيدُ الغضبُ إذا كان الفِعلُ شنيعًا ، وقـد يَقِلُّ الغضبُ إذا كان الفِعلُ أَقَـلَّ شناعةً ، وهكـذا .. ولذا جاء في حديثِ الشَّفاعةِ المشهور أنَّ الناسَ يذهبون إلى آدمَ فنُوحٍ فمُوسى فعيسى ، وكُلُّهم يقول : (( إنَّ اللهَ غَضِبَ اليومَ غضبًا لم يغضب قبلَه مِثلَه ، ولن يغضبَ بعده مِثلَه )) ، فـدلَّ على أنَّ الغضبَ ممكن أن يَزيد وممكن أن ينقُص ،، كذلك المَحَبَّـة ؛ فاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ أحد ، فاللهُ أخبر أنَّه لا يُحِبُّ الكافرين ، فلا يُمكنُ أبدًا أن نقولَ إنَّ هذه صِفةٌ على طول موجودة للهِ تبارك وتعالى يُحِبُّ كُلَّ أحد ، لا ، وإنَّما يُحِبُّ المُؤمنين ، ولذلك لَمَّا جاء الرجلُ الذي أرسله النبىُّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم _ مع جماعتِهِ وسألوه : لماذا تقرأُ سورةَ الإخلاص ؟ قال : ( إنَّها صِفةُ الرَّحمَن ، وأنا أُحِبُّها ) ، فقال النبىٌَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( أخبروه أنَّ اللهَ أَحَبَّه )) ، وجاء في الحديثِ الآخَر : (( إذا أَحَبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ فقال : إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأَحِبَّه ، ثُمَّ يُنادِي جبريلُ في الملائكةِ فيقول : إنَّ اللهَ أَحَبَّ فُلانًا فأَحِبُّوه ، فتُحِبُّه الملائكة ، ثُمَّ يَجعلُ له القبولَ في الأرض )) .. متى أَحَبَّهُ الله ..؟ لَمَّا فَعَلَ الفِعلَ الذي مِن أجلِهِ أَحَبَّهُ الله ، فلَمَّا أَحَبَّهُ اللهُ سُبحانه نادى جبريل ، إذًا لم يُنادي جبريلَ إلاَّ بعد أنْ أَحَبَّهُ سُبحانه وتعالى ... فهـذه الصِّفاتُ يُقالُ لها صِفاتٌ طارِئة ، تأتي إذا جاءت أسبابُها ، وقـد تَزيد وقـد تنقُص بحسب حال الإنسان .. فلا يُمكن أبدًا أنْ يُحِبَّكَ اللهُ كما يُحِبُّ مُحمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ولكنْ لَكَ نصيبٌ مِن الحُبِّ وله نصيبٌ مِن الحُبِّ .. فكُلَّما كان الإنسانُ أقـربَ إلى اللهِ ، كُلَّما كان الحُبُّ مِن اللهِ أكثرَ لهذا الإنسان ، والعكسُ صحيح بالنسبةِ للبُغض ؛ فقد يُبغِضُ اللهُ تبارك وتعالى العُصاة ، ولكنَّه يُبغِضُ الكافرين أكثر .. وكُلَّما أمعن الإنسانُ في الكُفر كان البُغضُ أكثر ، حتى إنَّ اللهَ يُبغِضُ المُنافقن أكثر مِن الكافرين ، وهكـذا .
    وهـذه الصِّفاتُ يُقالُ لها صِفاتٌ طارِئة .


    فهناك صِفاتٌ ذاتية ، وهناك صِفاتٌ طارِئة .. أمَّا صِفاتُ الذَّات التي هى بالنسبةِ لنا يُقالُ لها الجوارِح ؛ كصفةِ الوجهِ واليدِ والأصابِع ، للهِ تبارك وتعالى وغيرها ، فهـذه لا تَزيدُ ولا تنقُص ، وهى ذاتيَّةٌ للهِ تبارك وتعالى .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    " اليَـدُ " ( يـدُ الله عز وجل ) في القُرآن أتت تارةً مُفـرَدَة ، وتارةً مُثَنَّاة ، وتارةً مجموعة .. فأمَّا المجموعة في قوله : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعًامًا يس/71 ، فجعلها أيديًا ، قال : ﴿ مَمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا هـذا واحـد .
    اثنين : قال : ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ ص/75 ، وكما قال هُنا ( في الكِتاب / المتن ) : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِالمائدة/64 ، فجعلهما اثنتين .
    الثالث : أنَّه ذكر يدًا واحدةً فقال : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُالمُلك/1 .

    فهل هُناك تعارُضٌ بين الإفـراد والتثنيـة والجَمْـع ؟ وهل يُوصَفُ اللهُ جَلَّ وعَلا بأنَّ له يدًا واحـدةً ، أو يُوصَفُ بأنَّ له يدين ؟ أو يُوصَفُ بأنَّ له أيْدِيًا ؟
    الجـواب : أنَّه يُوصَفُ بأنَّ له يَـدَيْـن ، وأمَّا إضافةُ اليـدِ الواحـدةِ إليه جَلَّ وعلا ، فهـذا مِن إضافـةِ الجِنْس ، هـذا معـروف ؛ تُضيفُ المُفرَد وتُريدُ به الجِنْس .. وأَمَّا الجَمْـعُ في قوله : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا يس/71 ، فهُنا جَمَعَ لأجلِ أنَّ العـربَ مِن لُغتِها أنَّ المُثنَّى إذا أُضيفَ إلى ضمير جَمْعٍ أو تثنية فإنَّه يُجمَعُ لأجل خِفَّـةِ اللفظ ، مِن مِثل قوله تعالى : ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا التحريم/4 ، ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فهما امرأتان ، فخاطبهما بقوله : ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ ، ثُمَّ قال : ﴿ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ، والمرأتان لهما كم قلب ؟ لهما قلبان ؛ كُلُّ واحدةٍ لها قلبٌ واحد ، فإذا كان كذلك فَلِمَ جَمَع ؟ الجـواب : لأنَّ هـذا مِن سَنَن لِسان العرب ؛ أنَّه إذا أُضيفَ المُثنَّى إلى ضمير تثنية أو جُمِع فإنَّه يجوزُ جمعُه طلبًا لِخِفَّةِ اللفظ .. فهُنا في قوله : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعًامًا يس/71 ، هُنا جَمْع وليس ثَمَّةَ مُعارَضة بين الجَمْع هُنا وبين قوله : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِالمائدة/64 ، بل جَمَعَ هُنا لأنَّه أضافَ المُثنَّى أصلاً إلى ضمير الجَمْع ، فجَمَعَ لأحل الخِفَّة ( خِفَّة اللفظ ) .. أصلُ الكلام : " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَت يَدَيْنَا " ، ثُمَّ صارت : " أَيْدِينَا " ، فيقتضيه اللسانُ العربىّ ..


    فإذًا نَصِفُ اللهَ جَلَّ وعَلا أنَّ له يَدَيْـن .. والآياتُ التي فيها ذِكْرُ اليَدَيْن تدُلُّ على التثنية ، وأمَّا المُفرَد فلا يُعارِضُ التثنية ..





    الشيـخ / صالح آل الشيخ
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    صِفـةُ الاستـواءِ [ استـواءُ اللهِ على عَرشِه ] ، هل هىَ صِفةٌ طارِئةٌ أو صِفةٌ دائمةٌ ( ثابتةٌ ) للهِ تبارك وتعالى ؟

    هى مِن حيثُ الصِّفة صفةٌ طارِئة ؛ لأنَّ اللهَ متى استوى على العرش ؟ لَمَّا خلَقَ العرش ، فالعرشُ مخلوقٌ من مخلوقاتِ اللهِ تبارك وتعالى ، فقبل أنْ يخلُقَ العرشَ لم يكن مُستوٍ عليه ، وإنَّما جاء الاستواءُ على العرشِ بعـد خَلْقِهِ ، فمِن هذه الحيثية هى صِفةٌ طارِئة ..
    أمَّا بعـد أنْ استَوَى عليه ، فهو كذلك عليه ما زال سُبحانه وتعالى ، فهى صِفةٌ ثابتةٌ للهِ تبارك وتعالى .
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    29 - 8 - 2010
    ساكن في
    بين الامل والرجاء
    المشاركات
    7,293
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    عُلُـوُّ اللهِ تبارك وتعالى ثلاثـةُ أنـواع ، كما نَصَّ على ذلك أهلُ العِلمِ ، استنباطًا مِن الكِتابِ والسُّنَّة :
    هناك عُلُـوُّ قَـدْر و عُلُـوُّ قَهْـر و عُلُـوُّ مكـان .
    - أمَّا عُلُـوُّ القَـدْر للهِ تبارك وتعالى : كما في قولِ اللهِ تبارك وتعالى : ﴿ وَهُوَ الْعَلِىُّ العَظِيمُ البقرة/255 ؛ أى قَـدْرُه عَلِىٌّ سُبحانه وتعالى .

    - وأمَّا عُلُـوُّ القَهْـر : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ المُلك/16 ، سُبحانه وتعالى ﴿ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ .

    - وأمَّا عُلُـوُّ المكـان : فكذلك في قوله تعالى : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ المُلك/16 ، أو في قوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( اللهُ رَبُّنا الذي في السَّماء )) ، أو (( ارحموا مَن في الأرضِ يرحمكم مَن في السماء )) ، فهذا عُلُوُّ مكان .

    واللهُ تبارك وتعالى له كُلُّ ذلك ، ومِن ذلك قولُ اللهِ تبارك وتعالى : ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ الأنعام/18 .

    فالقَصدُ أنَّ أهلَ السُّنَّةِ يُثبِتون هذه كُلَّها للهِ تبارك وتعالى ، فيقولون : نُثبِتُ للهِ عُلُـوَّ القَهْـرِ ، ونُثبِتُ للهِ عُلُـوَّ القَـدْر ، ونُثبِتُ للهِ عُلُـوَّ المكـان .
    والمُخالِفون لأهلِ السُّنَّةِ يُثبِتون عُلُـوَّ القَـدْرِ وعُلُـوَّ القَهْـر ، وينفون عُلُـوَّ المكـان
    رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين

    البحث على جميع مواضيع العضو حرف مشتعل

 

 
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©