مَِسَآحآتٌ مِنَ آلشُكرْ لِحُروفك هُنآ ..
بآرَكـِ الله فيكـِ ..
رَفَعَ الله شَآنكـِ في الآرْضَ وَآلسَمآءْ
وَآبْعَدَ عَنْكـِ آلبَلآءْ وَآسْكنكـِ فَسيحُ آلجنآنْ ،،
مَِسَآحآتٌ مِنَ آلشُكرْ لِحُروفك هُنآ ..
بآرَكـِ الله فيكـِ ..
رَفَعَ الله شَآنكـِ في الآرْضَ وَآلسَمآءْ
وَآبْعَدَ عَنْكـِ آلبَلآءْ وَآسْكنكـِ فَسيحُ آلجنآنْ ،،
مَِسَآحآتٌ مِنَ آلشُكرْ لِحُروفك هُنآ ..
بآرَكـِ الله فيكـِ ..
رَفَعَ الله شَآنكـِ في الآرْضَ وَآلسَمآءْ
وَآبْعَدَ عَنْكـِ آلبَلآءْ وَآسْكنكـِ فَسيحُ آلجنآنْ ،،
هـذه قواعـد عامَّـة ذكرهـا أهلُ العِلمِ في الصِّفات ..
مِن هـذه القواعـد :
(1) أنَّ صِفاتِ اللهِ تبارك وتعالى توقيفية ؛ فلا نَصِفُ اللهَ سُبحانه وتعالى إلَّا بما وَصَفَ به نفسَه جَلَّ وعَلا .. لا يجوزُ للإنسانِ أنْ يُؤلِّفَ للهِ صِفة ، بل نَصِفُ اللهَ بما وصف به نفسَه ونقِف ، أو نَصِفُه بما وصفه به رسولُهُ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم _ ونقِف .. العقولُ لا دخل لها بذلك ، لأنَّه غَيْب ، والعقولُ لا تتدخَّلُ في الغَيْب ، بل نُؤمِنُ بما وصف اللهُ وبما وصف رسولُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ... إذًا هـذه القاعِـدةُ الأولى : وهى أنَّ الصِّفاتِ توقيفية ، كما هو الحالُ بالأسماءِ كذلك ، توقيف .. لا يُؤلِّفُ الإنسانُ مِن نفسه ، وإنَّما توقيف ، لا بُدَّ مِن نَصٍّ مِن الكِتابِ أو مِن السُّنَّة .
►◄
(2) قال أهلُ العِلم : بابُ الصِّفاتِ أَعَمُّ مِن بابِ الأسماءِ .. لماذا ؟ قالوا : لأنَّ الصِّفاتِ أكثرُ مِن الأسماء .. لماذا الصِّفاتُ أكثرُ مِن الأسماء ؟ قالوا : لأنَّ كُلَّ اسمٍ يتضمَّنُ صِفة .. إذًا لا يُمكنُ أنْ تكونَ الأسماءُ أكثرَ مِن الصِّفات ، إمَّا أكثر أو أَقَلّ .. هناك صِفاتٌ للهِ لا تُقابلُها أسماء ، فمِن ذلك : اللهُ تبارك وتعالى يقول : ﴿ فَاطِرَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ ﴾ يوسف/101 ، و ليس مِن أسماءِ اللهِ الفاطِر ، هـذا مِن صِفاتِه أنَّه يَفْطُرُ السَّماواتِ والأرض ، أو مِن أفعالِهِ سُبحانه وتعالى أنَّه يَفْطُرُ السَّماواتِ والأرضِ جَلَّ وعَلا ..
كذلك مِن صِفاتِهِ : الصِّفاتُ الذاتيةُ للهِ تبارك وتعالى ؛ كالوجه واليد ، ولا يُقالُ له : ذو الوجه ، ولا ذو اليد ، ولا كذا أبدًا .. فله صِفاتٌ وليست لها أسماء .. فالصِّفاتُ أَعَمُّ مِن الأسماءِ .. فاللهُ يُحِبُّ ويَرضَى ويغضب ، و ليس مِن أسمائه الغَضوب ولا المُحِبّ ولا الرَّضِىُّ سُبحانه وتعالى .. هـذه صِفاتٌ وليست بأسماء .. فالصِّفاتُ إذًا أكثرُ مِن الأسماءِ وأَعَمُّ .. ويدخلُ هُنا قضية السـؤال ؛ عندما يَسألُ الإنسانُ رَبَّه تبارك وتعالى ، يجوزُ أنْ تسألَه بفِعلِه أو وَصفِه سُبحانه وتعالى ، فتقول : { والذي نفسي بيدِه } مثلاً ، { والذي خلقني } ، { والذي فطرني } ، { والذي رَفعَ السَّماءَ بغير عَمَد } ، يجوزُ لكَ أنْ تُقسِمَ بهذه الأشياء ، لكنْ لا يجوزُ للإنسانِ أنْ يقولَ : { عبدُ الذي رَفَعَ السَّماء } ويتسَمَّى بهذا الاسمِ مثلاً ، أو { عبدُ الذي فَطَرَ السَّماواتِ والأرض } ، لا يجـوز ... الأسماءُ توقيفية ، ولا يُسَمَّى العبدُ عبدَ كذا إلَّا بأسمائه ، أمَّا الصِّفاتُ فيجوزُ السؤالُ بها ، لأنَّها أَعَمُّ مِن الأسماء كما قُلنا .
►◄
(3) الأصـلُ الأخـذُ بظاهـر النَّص ، هـذا هو الأصل ، لأنَّ اللهَ لَمَّا خاطبنا باللسان العربىِّ المُبين وَجَبَ علينا أنْ نقبلَ هـذا الخِطاب ، فنعملُ بالنَّصِّ على ظاهره ، ولا نتأوَّله ولا نُحرِّفه .. الأصلُ أخـذٌ ظاهِـر ، إلَّا إذا دَلَّ الدليلُ على أنَّ الظَّاهِرَ غيرُ مُراد .. فإذا دَلَّ الدليلُ على أنَّ الظَّاهِرَ غيرُ مُرادٍ ، قُلنا نعم ، وإلَّا فالأصلُ الأخذُ بالظَّاهِر ؛ يعني الآن مثلاً : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ﴾ النحل/98 ، ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ ﴾ : يعني إذا انتهيتَ مِن القراءة .. إذًا متى تكونُ الاستعاذة ؟ بعـد القراءة .. ونحنُ نستعيذُ متى ؟ قبل القراءة .. ظاهِرُ النَّصِّ أنَّ الاستعاذةَ بعد القراءة وليس قبل القراءة .. نقول : فَسَّرَ النَّصَّ النبىُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فكان يَستعيذُ قبل أنْ يقرأ ، فهـذا تأويلٌ للنَّص ، أوَّلْنَا النَّصَّ عن ظاهره ؛ فظاهِرُهُ أنَّ الاستعاذةَ بعـد القراءة ، فأوَّلْناهُ وجعلنا الاستعاذةَ قبل القراءة ، لتفسيرِ النبىِّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم _ لذلك .
►◄
(4) مِن القواعـد المُؤصَّلَةِ عند أهل السُّنَّةِ والجماعةِ أنَّهم إذا أثبتوا الصِّفاتِ للهِ تبارك وتعالى نَصُّوا على أنَّه لا يُشبهه شئٌ مِن خلقِه أبدًا ، لا يُمكنُ أنْ يُشبه أحـدٌ اللهَ جَلَّ وعَلا أبدًا .. فالمخلوقُ مخلوقٌ مَربوبٌ ضعيف ، واللهُ هو الخالِقُ سُبحانه وتعالى .
فكما أنَّكَ تُثبِتُ للهِ تبارك وتعالى الصِّفاتِ ، فتقول : له سَمْعٌ وأنتَ لَكَ سَمْع ، ولكنْ ليس سَمْعُكَ كَسَمْعِهِ سُبحانه وتعالى ، سَمْعُكَ مَخلوقٌ وسَمْعُ اللهِ غيرُ مَخلوق ، سَمْعُكَ يزيدُ ويَنقُص وسَمْعُ اللهِ لا يَزيدُ ولا يَنقُص سُبحانه وتعالى ، سَمْعُكَ قاصِرٌ بينما سَمْعُ اللهِ كامِل سُبحانه وتعالى .
►◄
(5) أنَّ صِفاتِ اللهِ تبارك وتعالى كُلُّ ما خَطَرَ في بالِكَ ، فاللهُ غيرُ ذلك ، لا يُمكنُ أنْ يُكَيِّفَها الإنسانُ ، ولا أنْ يتخيَّلَها أبدًا ، حتى مُجرَّد خيال لا يستطيعُ الإنسان .. لذلك نقول : لا تُتعِب نفسَكَ أبدًا .
►◄►◄►◄
فالقَصدُ أنْ نُثبِتَ ما أثبتَه اللهُ تبارك وتعالى لنفسِه ، و نسكتَ ولا نخوض زيادة ، بل نُمسكُ كما أمسكَ سَلَفُنا الصَّالِحُ رحمهمُ اللهُ تبارك وتعالى .. إيمانٌ و قبول - إمـرار - إقـرارٌ و إثبات .. هكـذا يجبُ أنْ نتعاملَ مع صِفاتِ اللهِ جَلَّ وعَلا .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)