♥♥ البهارات والبترول و الشمس ♥♥
من منا لم يتذوق وجبة الفول من دون الفلفل الأسود و الكمون ,
و كيف هو مذاقها من دونهما ؟
أو تناول وجبته الشهية من اللحم من دون البهارات .
فتخيل أنك قد تذوقت هذه الوجبات من دون إضافة أى من البهارات إليها .
بالقطع سوف تعف نفسك عنها .
بالضبط هذا ماحدث جنود الحملا تالصليبية الأولى
فلم يكن منهم من يعرف مذاق الأكل الشرقى و المحضر باضافة التوابل المختلفة ,
و حين تذوقوا هذه النكهة الشرقية المتبلة
أصبح مذاق عذائهم الخالى منها لا يمكن استساغته بعد ذلك ,
فصار هدفهم الأول هو استمرار الحصول على هذه التوابل الشرقية
مهما تطلب الأمر ,
بالتجارة أو بالحرب و لاحقا بالتوجه للاستكشافات الجغرافية التى غيرت تاريخ الأنسانية .
فبعد هزيمة الصليبيين المنكرة على يد صلا ح الدين الأيوبى
و هزيمة لويس التاسع بمدينة المنصورة
و انسحاب القوات الصليبية تدريجيا من منطقة فلسطين ,
لم يتبق للدول الغربية سوى طريق التجارة مع الدول الاسلامية العربية
و خاصة الدول اللمملوكية الناشئة عن طريق عبور بضاعتهم
و خاصة تجارة البهارات و الحرير عن طريق السويس- اسكندرية ثم إلى البندقية ,
فباقى مناطق أوروبا .
و الحقيقة الثابتة أن المماليك قد استغلوا هذه الحاجة للتجارة بفرض مكوس الضرائب
وضرائب مغالى فيها ممادفع حكام الدول الأوروبية إلى تمويل بعثات استكشافية
للبحث عن طريق أخر لا يمر بدولة اللماليو و مصر .
و باقى القصة معروفة
من حيث استكشاف طريق رأس الرجاء الصالح بواسطة بارثو لوميو دياز
و تبعه فاسكو دى كاما بالوصول إلى الهند و اكتشاف أمريكا فور سقوط دولة الاندلس .
بعد حملة نابليون و بداية الصحوة
و تولى محمد على باشا على البلاد
و محاولته انشاء الامبراطورية المصرية الجديدة
التى امتدت من أوغندا جنوبا و حتى كاد أن يصل إلى عاصمة الدولة العثمانية نفسها
و إلى اليمن و الخليج العربى شرقا ,
و استمر حتى دخول مصر نير الاستعمار الانجليزى
و مساندة العرب للانجليز فى طرد الدولة العثمانية من الشرق العربى
و اتفاقية سايكس – بيكو و توزيع الدول العربية على الأطراف المتنصرة
و اصدار وعد بلفور ,
كل هذا معروف لنا .
و هنا يحدث الخطب الأكبر الجديد
المساوى من الناحية التاريخية اكتشاف التوابل فى الفكر الغربى
ألا و هو :
اكتشاف البترول فى الدول العربية عامة و الخليجية خاصة
فبعد تذوق نعيم الحياة الذى يوفره البترول من حياة رغدة و تجارة واسعة ,
عاد الغرب لعاداتهالقديمة من الكيد و التأمر على دول العرب
و ذلك لنهب ثرواتهم الجديدة من البترول .
اليوم , العرب ما زالوا يملكون مصدرا لا ينضب من الطاقة
قد لا يتوافر طول العام فى أى مكان أخر بالعالم ألا و هو سطوع الشمس
لمدة لا تقل عن 300 يوم فى السنة ,
فعلى الغرب الاستعداد من الأن للجولة الثالثة مع العرب
(البهارات فالبترول فالشمس)
فالخطط و البحوث عندهم
(فنحن الأن فى عصر الاستكشافات العلمية )
تجرى على قدم و ساق لاستغلال الطاقة الشمسية بصورها المتعددة
الحرارية و الكهروضوئية و الكيمياء الضوئية ..إلخ ,
لانتاج طاقة نظيفة متجددة لا تنضب .
و توضع الخطط منذ الأن فى الغرب
لكيفية استغلال هذه الطاقة المتوفرة لدى الدول العربية ,
فمن عقد اتفاقات لمد خطوط كهرباء عبر الدول تحت مسمى تبادل الطاقة الكهربية
بين دول الجنوب و الشمال ,
بل و مساعدة بعض المراكز البحثية العربية على اجراء بحوث ضعيفة سطحية
لا تنتج شيئا فقط لإلهائنا بأننا نساهم فى هذا المجال ؟!
فعند الوقت المناسب تكون خطوط نقل الكهرباء جاهزة لنقل الطاقة المنتجة من الشمس إليهم
و يكون كل ماأنجزناه فى هذا المجال :
هو كيفية المساهمة فى نقلها إليهم و المحافظة على تللك الخطوط .
و نصبح فى الوضع الحالى نفسه خاضعين للتلاعب فى أسعار المعدات و الكهرباء
كما هو الوضع الحالى بالنسبة لأسعار البترول المنتج من أرضنا .
قال فاسكو دى كاما بعدماوصل إلى أطراف شرق إفريقيا و تحديدا" موزمبيق " :
الأن طوقنا المسلمين و لم يبق إلا أن نشد الخيط .
من منا يقرأ التاريخ , عجبى !
البهارات و البترول و الشمس
د-علاء الدين عبد الحميد بهجت
مقال راقى
اللهم اجعل كيدهم فى نحورهم
سلمت واليمين
اتمني ان يفيق علمائنا لذلك
قبل ان تنضب هذه الثورات للابد
متميز جدا موضوعك اخي الفاضل
بارك الله لك ...دمت بخير
بلغك الله العيد في سرور
سأبكي
وان لم تنتهي دمعاتي...
ساصرخ ..ليمزق الحزن ورقاتي..
البحث على جميع مواضيع العضو البنت الجديده 1
انتقاء رائع و جهد موفق وجدتُ المتعة بقراءة المقال ..
رعاك الله أخــي / أسأل الله أن ينفعك و ينفع بك ..
خالص التقدير و الإحترام ..
لطالماا كنااا
محطة انظار
ومطامع الغرب
فيناا
ولا زلنا
وفعلااا
عجبي
سلمت الأيآآآآآدي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)