موضوع روووعه كما اعتدنا منى على مواضيعك الجميله دى
تسلمى منى على هذا الموضوع الهادف![]()
أقرأ
بسم ربك الذى خلق
كثيراً ما نفقد إحساسنا ببعض المعاني .. التي تكررت إلى درجة أن التحدث بها أصبح عرفاً في مواقف ما
مثل ذلك أن نبدأ الحديث مع أحدهم بقولنا " السلام عليكم " بينما ننوي بدء مناقشة خلافية لا لشئ سوى الخلاف
و لا أدري كيف نبدأ مناقشة كهذه بافتتاحية مثل " السلام عليكم " .. التي لا توحي بأي معنى خ
الكلمات التي طالما تكررت كثيرا في المناهج و البرامج .. دون ان يؤثر ذلك في سلوكنا الحقيقي مع آبائنا و أمهاتنا
و المنطق الذي يتحدث به كثير منا .. انه نعمارج عن نطاق السلام و الأمن و الهدوء
" السلام عليكم " .. اصبحت هي و كلمات اخرى .. رغم عظم ما تعنيه .. الا انها لم تعد سوى عادات كلامية
و الحديث عن بر الوالدين و فضلهما و عقاب عاقهما يدخل ضمن دائرة تلك الكلمات ..
نحن نعرف فضلهما .. نعرف انهما رباينا و نحمل لهما هذا الجميل ..
لكنهما لا يعطيانا فرصة لبرهم .. و يقابلان محاوالتنا غالبا بالصد او عدم التجاوب على الاقل
فلماذا تتحدثون دائما عن بر الوالدين .. لماذا لا تتحدثون عن معاملة الآباء و تأثيرها في نفسية الآبناء
لماذا لا يفسر لهم أحدكم حديث .. " رحم الله والدين اعانا ابنهما على برهما "
فماذا عسانا أن نفعل ؟
لنقول أولاً .. أنه نعم .. يوجد حديث تربوي عظيم قال فيه رسولنا " رحم الله والدين اعانا ابنهما على برهما "
لكنه في المقابل لا يوجد حديث اخر يقول ان الله سوف يعذب الأبوين اللذينا لم يعيينا ابنهما على برهما
ففي واقع الامر .. لا يستطيع اي منا ان يجزم بالكيفية التي سيحاسب الله بها الاباء في تعاملهم مع ابنائهم
لا نستطيع ان نقول انه بما ان الظلم حرام فالاب الذي يظلم ابنه سوف يعاقب عقاب الظالم
لاننا لا نعلم ما هي رؤية الاب لذلك الموقف الذي يسميه ابنه ظلماً
تلك الرؤية .. التي من أجلها هناك الكثير من الآيات و الأحاديث التي تحث على حسن معاملة الوالدين مهما كانت الظروف
و التي من أجلها أيضاً لا توجد آيات و أحاديث تتحدث عن عقاب الوالدين مثلاً ..
و لكن لماذا المعاملة السيئة من الأب أو الأم لابنائهما ؟
سيبدو من التقليدي أن نقول أن الوالدين يقومان بفعل الأشياء التي يرونها قمة التضحية من أجل أبنائهم
مهما اعتقدنا - نحن الأبناء - أننا نحتاج أشياء أخرى غير التي يقدومها لنا
فلسوء الحظ .. آبائنا ليسوا باحثين تسويقيين .. يعملون بمبدأ أنه يجب أن نعرف أولاً ماهي احتياجات العميل
ثم نقدم له المنتج الذي يلبي تلك الاحتياجات
نعم فهم لا يفكرون بهذه المنطقية .. و لكنهم يقدمون لنا الحياة الممتازة من وجهة نظرهم هم
و بغض النظر عن قدرتنا على اقناعهم بشكل الحياة الممتازة من وجهة نظرنا ..
الا انه يبقى لزام علينا ان نشعر بقيمة ما يقدمونه .. ان نطبق و لو لمرة أساسيات الحوار .. و ننظر للعالم من منظارهم
و في الحقيقة .. ربما يكون واقعياً ان نقول ان المعاملة الجيدة غير مفيدة مع بعض الاشخاص
لكنه غير واقعياً على الإطلاق ان نتصور ان المعاملة الجيدة غير مفيدة مع آبائنا
و قبل أن أكمل سأحكي لكم مشهداً رأيته بنفسي ..
رأيت أم غضبانة من ابنتها لسبب تافه في الحقيقة .. رأيت الأم و هي تضخم الأمر و تحمله أكثر مما يحتمل
ثم .. رأيت ابنتها و قد جاءت إليها تبكي تحت قدميها لكي تسامحها .. و الأم ترفض مجرد النظر إليها
دخلت الفتاة غرفتها باكية .. انتظرت قليلاً و سألت الأم .. لماذا لم تسامحيها و تنهي الموقف ؟
فقالت : لأنها غير صادقة في ما تفعله .. هي تريد أمر ما .. و تفعل كل هذا من أجل أن يتحقق لها هذا الأمر
دخلت للفتاة غرفتها .. وجدت دموعها قد جفت .. و دون ان اطلب حدثتني عن مدى مبالغة الام ..
و انها - اي الفتاة - فعلت كل هذا من اجل ان " تمشي حالها " !
هذا الموقف يجعلني أؤكد .. أن بر الوالدين لا يكون براً الا عندما نقوم به بهذا الدافع .. دافع البر و الحب
اما بر الوالدين بغرض الحصول منهما على شئ ما .. او بر الوالدين بغرض اختبار موقفهما هل سيؤثر فيهما البر ام لا
هذا كله ليس من البر في شئ .. البر لا يكون براً الا عندما يكون دافعه الحقيقي هو حب و شعور بقيمة هذين ( الوالدين )
و الحديث عن قيمة الوالدين .. هو ذلك الحديث الذي قلت لكم في المقدمة عنه اننا فقدنا احساسنا به
فقدنا احساسنا بالمعاني التي تقول انهما ربياني و انفقا من اجل تربيتي و سهرا و فعلا و فعلا
الحقيقة هناك مفارقة واحدة .. هي التي كلما تذكرتها .. عاتبت نفسي على تقصيري في حق امي و ابي
عندما كنت طفلة .. و كيف ان منتهى المرح بالنسبة لهما في مداعبة تلك الصغيرة
كيف انها سرقت كل اهتمامهم لدرجة انهما يتحدثان عنها في كل مكان .. ماذا قالت و ماذا فعلت
و كيف ان قمة سعادتهما كانت في ضحكة عالية لطفلتهما
و كيف انها اليوم لا تأبه بمشاعر الألم التي تسببها لهم
منتهى الجحود !
تعرفون .. كل منا فكر في أمر ما .. و يعتقد أن فكرته هذه فكرة سوداوية لم يفكر فيها احد ..
لكنه في الحقيقة كلنا فكرنا فيها .. و كلنا أيضاً نعتقد ان تلك الفكرة لم يفكر فيها احد !
فكرة ان تتخيل ان احد والديك ( والدتك مثلا ) توفت .. و ان تظل تبكي بمنتهى الحرقة و كأنها توفت بالفعل
مع أنك في واقع الأمر تسمع صوت صراخها في المطبخ
كلنا فكرنا في هذا الأمر .. كلنا بكينا
كلنا عدنا كما كنا في علاقتنا معها .. فلماذا ؟
لا يوجد معنى اسمه لا فائدة من برها ..
لا يوجد معنى اسمه ان والدي لا يؤثر فيه السلوك الطيب
نعم هناك بعض الاباء و الامهات طبعهم الحدة .. لكن هذا لا يعني انهم فقدوا احساسهم بحبك
انت أيضاً لا تتجاهل إحساسك بحبهم .. حدث نفسك عن مقدار حبك لهم
فهم أكثر الاشخاص استعداداً على التجاوب مع حبك و اهتمامك .. عندما يكون صادقاً
" اخفض لهما جناح الذل من الرحمة "
جرب تقيبل يد والدتك .. مساعدة والدك في نزع حذاءه .. تذلل اليهما .. سينتشون فرحاً بذلك
و ستجد حينها نعم الوالدين .. اللذان يعيناك على برهما
والحمدالله رب العالمين
أختكم فى الله .....منىرشدى
التعديل الأخير تم بواسطة mona roshdi ; 17 - 8 - 2008 الساعة 05:46 PM
موضوع روووعه كما اعتدنا منى على مواضيعك الجميله دى
تسلمى منى على هذا الموضوع الهادف![]()
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)