يلا ياسمسم فين باقى الحلقات
70
اعتدل وائل في جلسته وهو يضع "اللاب توب" على ساقه في بيت منى, ويوصل به كاميرا.
وائل: بس الفلاشة دي متفيرسة يا منى, انتي مبهدلاها كده ليه؟.
منى: اصلي كنت اديتها لميرنا تجيبلي عليها بقيت الصور بتاعة خطوبتنا الي عندها, ومن ساعتها مشغلتهاش, هي معملتلهاش اسكان باين.
وائل: استني بقي مش هنزل حاجة عليها الا لما اعملها اسكان الاول.
منى: طب استني اجيبلك موبايلي كمان عشان تنزلي الصور الي عليه, انا مصورتش كتير في الخطوبة, كنت ملبوخة مع سارة, عاملة فيها ام العروسة.
وائل: منا استغربتك برضه, هي مش عندها اخوات بنات, ليه كنتي انتي الي واقفة معاها على طول؟.
منى: اخواتها متجوزين وقاعدين جمب اجوازهم, وبعدين هي في يوم خطوبتي مسابتنيش, دا اقل واجب اعملهولها.
وائل: ماشي ربنا يخليكي للشعب يا ستي, ادخلي بقى هاتي الموبايل والريدر.
منى: حاضر.
احضرت الهاتف واعطته اياه.
وائل: دانتي موبايلك كمان متفيرس, انتي هتبوظيلي اللاب النهاردة.
منى: كل دا عشان صور سارة ومؤمن, لا يا سيدي انا ماليش دعوة.
وائل: يلا هعمله اسكان دا كمان , لما نشوف اخرتها.
وبينما هي تناوله اياه ,رن الهاتف في يده, فنظر للرقم الظاهر امامه على الشاشة, وقال في اندهاش.
وائل: رقم غريب.
فامسكت منى الهاتف من يده في توتر .
منى: وريني كده.
وتعرفت على رقم هاتف احمد, وارتعشت, ما الذي يجعله يتصل في هذا الوقت؟, ثم ما الذي يجعله يتصل بها اصلا؟, الم ينهيا الامر؟؟؟.
وائل: ردي.
منى: آآ...لا...دي نمرة كده, نمرة مروة باين , كانت عندي ومسحتها, لتكون هي, مش عايز افتح عليها.
وائل: يا بنتي دي حد بيتصل, يمكن عايزاكي في حاجة.
منى: لا ,لا مش هرد, هي اكيد مروة, هي بترن كده للاخر, وبعدين كمل انت نقل الصور على الفلاشة, انا هروح اشحن الموبايل دا شوية, عشان مبقاش فيه الا شرطة, وهجيبلك الميموري تنقل الي عليها.
وقامت في سرعة, بينما صمت الهاتف لحظة, ثم عاد الرنين وهي تسرع لغرفتها, فسارعت باغلاق صوت الهاتف, واغلقت باب حجرتها عليها.
احمد: هاي يا موني.
منى: احمد , كنت هتوديني في داهية حالا, الموبايل كان في ايد وائل.
احمد: انا اسف , مكانش قصدي طبعا, وايه الي حصل؟.
منى: اخدته وجريت على جوة, ينفع كده؟, كنت عايز ايه؟.
احمد: مفيش يا منى , كنت عايز اسأل عليكي.
منى: احنا مش قلنا خلاص مش هتكلمني تاني, انت مصمم توقعني في مشكلة.
احمد: ابدا والله, انا كنت بس بسأل اصل انا سمعت ان سارة اتخطبت ,انتو بجد عملتو الخطوبة خلاص؟.
منى: ايوة يا احمد, ويلا بقي سلام , عشان وائل ميشكش.
احمد: ماشي حاضر, سلام, سلام.
أ*ايه البت الهبلة دي؟
خرجت منى لوائل بعد ان هدأت قليلا, وفي يدها الهاتف, وقد نسيت انها قالت له انها ستشحنه, فنظر وائل للهاتف متسائلا.
وائل: مشحنتيش الموبايل ليه؟.
نظرت منى الي الهاتف وتذكرت.
منى: اه, ...آآآ...اصل لقيت ماما حاطة موبايلها في الشاحن, قلت لما تخلص بقى.
نظر اليها في شك, لقد سمع الهاتف وهو يرن في المرة الثانية, ان منى تتصرف بريبة, وتأكد انها تخفي شيئا ما.
وائل: طيب هاتي الموبايل, هنزل كل صور الخطوبة الاول على اللاب, وبعديها ابقي انقلهم كلهم على بعض على الفلاشة.
اعطته منى الجهاز في توتر, فلمح هو في مكان الشحن بالشاشة ان البطارية مشحونة, وتأكد ان منى كانت تكذب, فقال لها في رفق.
وائل: منى, فين القهوة يا حبيبتي؟, انا هنام منك وانا قاعد, مش قلتي هتعمليلي واحدة, نسيتي؟.
منى: اه صحيح, معلش, انا دماغي مش فيا خالص اليومين دول.
وائل: الي واخد عقلك.
منى: انت طبعا يا حبيبي.
وائل: ماشي يا فشارة, انا بشربها مظبوط.
منى: طيب منا عارفة.
وائل: متتأخريش بقى لتطلعي تلاقيني نايم, انا نازل لف من الصبح, ومش نايم من امبارح.
منى: حاضر, حاضر.
قامت منى في سرعة, وشعرت بالراحة, انها ابتعدت عنه قليلا, كي تتمالك نفسها وتشعر بالهدوء مرة اخرى, بعد التوتر الذي اصابها باتصال احمد, بينما بمجرد ما خرجت منى من الصالون, امسك هاتفها, وبحث في المكالمات المفقودة عن رقم الهاتف الذي اتصل منذ قليل, ونظر اليه قليلا, ثم طرأ برأسه ان ينظر الي المكالمات المستلمة فوجد نفس الرقم في القائمة, بتواريخ واوقات مختلفة, اخرها منذ لحظات, وشعر بالغضب, انها لم تكذب مرة واحد, فقام بنقل رقم الهاتف على هاتفه, وقرر ان يكتشف لمن هذا الرقم الذي اخفته عنه منى, وكذبت بخصوصه.
*******************
بعد تقديم سيرته الذاتية لمريم, شرع احمد في ترتيب اوراقه, وتحضير اهله نفسيا لاحتمال سفره, ولكن ظل شيطانه يدفعه ناحية مريم, لقد اندهش من تغيرها المفاجيء نحوه, وقرر مصارحتها بشكوكه,بل وربما الاعتراف لها باعجابه بها.
مريم: واقف كده ليه يااحمد؟,انت مش عندك شغل؟.
احمد: ثواني يا مريم هخلص السيجارة وهدخل حالا.
مريم: البريك خلص بقاله خمس دقايق, اطفي السيجارة واتفضل على مكتبك.
احمد: فيه ايه يا مريم , ما قلتلك ثواني.
مريم: احمد لو سمحت, الشغل شغل, احنا صحيح بنهزر ونضحك, لكن لو قصرت في شغلك انا لسه مديرتك برضة, خد بالك.
احتقن وجة احمد, واطفأ السيجارة بعصبية.
احمد: انا هروح اهه, بس انا مش فاهم انتي بتكلميني كده ليه؟.
مريم: انت الظاهر انك اتدلعت شوية فبدأت تهمل في شغلك,ومش عشان طمنتك انك في الامان من اللجنة الي بتفصل الموظفين يبقى خلاص, حافظ على شغلك يا احمد, انت مش احسن من اي حد هنا.
وانصرفت في صرامة , بينما تعجب هو بغضب, مابالها تتصرف معه بهذا الشكل؟.
أ*الله؟؟, دي مالها دي بقى ان شاء الله؟, يوم كويسة ويوم لا, ايه شغل الجنان دا؟, دنا كنت لسه بقول مالها حلوة معايا بقالها مدة
سمع صوت هاتفه يرن في جيبه , فنظر الي رقم الهاتف المتصل, ولم يتعرفه.
احمد: الو.
لم يسمع ردا من الجانب الاخر , فانتظر لحظات ثم قال بحدة.
احمد: الو.
رد الصوت :"امام؟؟؟."
احمد : ايوة انا.
سمع بعدها صوت اغلاق الخط في وجهه.
احمد: ايه الغباء دا؟, هو انا ناقص.
واغلق الهاتف في سخط, وذهب مسرعا الى مكتبه.
**********************
تسمر وائل امام هاتفه عاقدا حاجبيه, لقد انتظر فترة قبل ان يقرر ان يتصل برقم الهاتف الذي وجده على هاتف منى, لعلها تخبره من نفسها مثلما فعلت في المرة السابقة ولكنها لم تفعل, وتضاخمت شكوكه , واتجهت كلها بدون تردد الى احمد امام, انه هو لاريب, حتى مل انتظار اعترافها, فاتصل به وتأكد انه هو , شعر بالغضب والحزن يملآن كيانه, لماذا فعلت به منى هذا؟, لقد ظن انها تحبه حقا, واخذ يفكر طويلا واخذ التفكير منه مأخذه قبل ان يتصل بمنى.
منى: ايه يا لولو انت فين من الصبح, انا بتصل بيك مبتردش.
وئل: بجد؟.
منى: ايوة, انت مكنتش سامع الموبايل ولا ايه؟.
وائل: ممكن.
منى:.......انت فيه ايه؟, مالك؟, فيه حاجة؟.
وائل: انا عايز اشوفك يا منى ضروري.
منى: .....انت مش جاي البيت يوم الخميس؟.
وائل: لا, قبل الخميس, عايز اشوفك برة, مش عايز اشوفك في البيت.
منى: طيب يا حبيبي بس قولي فيه ايه.
وائل: مفيش يا منى, اعدي عليكي بكرة بعد الامتحان نعد في اي حتة.
منى: بس انا كنت رايحة مع ميرنا نذاكر في بيتها بعد الامتحان.
وائل: بس انا لازم اشوفك بكرة, الموضوع مينفعلوش تأخير يا منى.
منى: انت كده قلقتني, حصل حاجة ؟, فهمني بس فيه ايه؟.
وائل: هتفهمي لما اشوفك, روحي الامتحان بكرة وانا هفوت عليكي بعده ان شاء الله, ذاكري انتي بس متشغليش دماغك.
منى: طيب يا حبيبي انت زعلان من ايه كده؟, فيه حاجة حصلتلك في الشغل؟.
وائل: بكرة نتكلم يا منى.
منى: طيب وايه الي يمنع نتكلم دلوقتي؟.
وائل: اصل انا جاي النهاردة تعبان وشكلي داخل على دور برد, فأخدت دوا ومنيمني ع الاخر, فانا هدخل انام دلوقتي ونكمل كلامنا بكرة.
منى:...... ماشي يا لولو, تصبح على خير يا حبيبي.
وائل: وانتي من اهله.
واغلق الخط في سرعة.
م* ماله وائل؟, صوته متغير خالص, ايه الي حصل؟, يكون عرف حاجة؟
دا حتى مقالش بحبك قبل ما يقفل
انا مش مطمنة
بس هيكون عرف منين يعني؟
معرفش
لاااا ,دا اكيد موضوع تاني , انتي عارفة وائل يحب المفاجآت كده
مانا خايفة من المفاجآت بتاعته دي تودينا في داهية
لا ان شاء الله خير ومفيش حاجة
يارب استر, انا بخاف من ايام الامتحانات دي , دايما المصايب كلها تحصل فيها
71
خرج احمد من بيته غاضبا , واشعل سيجارة في عصبية ونفثها في غضب, لقد تشاجر مع والده منذ قليل , لانه اخبره برغبته في خطبة مريم, وثار اباه بشدة, وعنفه لانه غير مستعد ان يخطب بعد لانه لازال في الكلية ,حتى لو نجح, مالذي يؤهله لخطبة فتاة مثل مريم, اغنى من عائلته كلها, ثم انه يجب ان يعتمد على نفسه قبل ان يفكر في الدخول في مشروع زواج, وهو غير قادر على تكاليفه.
أ* دانت ابوك دا خنيق خنقة ياراجل , انا مش عارف انت مستحمله ازاي
انا مش ناقصك انت كمان
يعني ايه مينفعش تخطب دلوقتي؟, انت مش بتشتغل وهو هيساعدك, واخيرا هتنجح وهتريحه, وهتسافر اهه, ماله بقى؟,ودي خطوبة بس يعني, وبعدين هو مش المفروض يساعدك؟, هو مش ابوك؟
سيبك منه, حتى لو مرضيش هخلي ماما تساعدني
مامتك ماشي ممكن تساعدك في الخطوبة, باباك بقى هيوافق يروح يخطبها ازاي اصلا,هو مش قالك مش ههزأ نفسي مع صاحبي
اهلي انا عارفهم, هقنعهم وهعد ازن عليهم لغاية ما يعملولي الي انا عايزه, المشكلة دلوقتي حاجة تانية خالص , مريم نفسها , انا عايز اعرفها بقى, عشان تكون مظبطاهم في بيتها كمان
انت متأكد من مريم اصلا؟
يعني ايه؟, انت مش قلتلي انها اكيد معجبة بيا, امال ايه الي يخليها تشوفلي سفرية؟
بس انتو عمركو ماتكلمتو في حاجة, انتو لازم تتكلمو اصلا على الموضوع مرة على الاقل
يعني ايه؟, اكلمها؟, ودي هفاتحها ازاي اصلا؟
انت هتغلب يا ايمو , اتصل بيها او كلمها في الشغل, اتصرف
اتصرف؟؟, ....اوفف , طيب هبقى اكلمها النهاردة في الشغل وربنا يستر بقى
*******************
ركبت منى سيارة وائل في قلق, انها اول مرة تذهب معه في مكان دون علم اهلها انها ذاهبة معه, بعد ان طلب منها هو ذلك, حاولت ان تمزح معه عدة مرات منذ رأته, ولكن رد فعله كان باردا, وبدأ الشك يتسلل الى قلبها, ما الامر الكبير الذي يؤرقه بهذا الشكل؟.
منى: احنا هنعد فين؟.
رد باقتضاب.
وائل: اي كافيه يا منى.
منى: حبيبي انت فيك ايه؟, مالك؟.
وائل: مفيش.
صمتت بعد رده البارد, واخذت تدعو الله الا يكون الامر بسببها, وارتجفت حين تخيلت انه قد يكون علم بأمر احمد, حتى بعد جلوسهما في الكافيه, ظل وائل صامتا فترة.
منى: انت هتفضل ساكت كده كتير؟, مش هتقولي مالك؟.
نظر اليها وائل في برود, ثم قال في لهجة غاضبة متماسكة الي حد ماقال.
وائل: انا عايز اكلمك بس مش عارف اكلمك ازاي ؟, وانتي قدامي كده وبتخدعيني , وبتقوليلي بحبك ويا حبيبي عادي كأن مفيش حاجة, اذا كنتي انتي مش حاسة انك عملتي حاجة, هحسسك انا بكدة ازاي؟.
سقط قلب منى في قدميها, انه يعلم.
منى:...., حاجة ايه يا وائل؟,.... بخدعك ازاي يعني؟؟.
بدأ غضبه يتصاعد.
وائل: والغريب انك بترسمي على وشك تعبير البريئة عادي جدا, ومش حاسة بانك عاملة مصيبة, انا لو كنت اتخيل ان اي حد في الدنيا ممكن يكون خاين , عمري ما كنت اتخيل انك انتي ممكن تعملي كده وتمثلي عليا, يعني لما كنت فاكر اني اول واحد في حياتك, وبعدها اكتشفت ان كان ليكي قبلي تجربة وسامحتك, كانت غلطتي مثلا اني وثقت فيكي وافتكرت ان ممكن تصونيني وتحافظي عليا؟, بس انتي طلعتي مش اهل للثقة اصلا, انتي خنتي ثقتي فيكي, وخنتي نفسك واهلك وكل حاجة, يعني ايه لما اقلك اي حاجة ليها علاقة بالماضي تنسيها , وتقوليلي موافقة, ارجع الاقيكي بتكلمي احمد امام تاني؟, ومن ورايا بتكلميه بالساعات على التليفون وبقالك كتير بتضربيني في ضهري وانا نايم على وداني, هو انا مش راجل يا منى؟, ولا انا واحد ماشية معاه مثلا مش خطيبك؟.
تدفقت الدموع من عيني منى من كلامه, وشعرت بالخوف والذعر يملآنها , وشعرت بالذنب الشديد.
منى: ...لا... يا وائل ابد ا,...مفيش حاجة,..انت بس مش فاهم,..والله العظيم...
وائل: اوعي تحلفي , انتي فاكرة اني ممكن اصدقك تاني؟, تبقي بتحلمي, انا اتعلمت الدرس خلاص, على كده بقى كنتي طول الوقت بتضحكي عليا, ولا كنتي بتحبيني ولا حاجة, بقالي سنة خاطب واحدة كدابة.
انفجرت منى في البكاء.
منى: لا يا وائل,....متقلش كده,.... والله العظيم ابدا, انا بحبك بجد.
قاطعها بغضب.
وائل: اسكتي , بطلي كلام خالص, بتضحكي عليا بقالك اد ايه ؟, فاكراني مغفل ومش هعرف, انك لسه بتكلمي صاحبك القديم, انا غلطتي اني اديتك فرصة تانية, تقومي تستهوني بيا وبرجولتي, انتي بني ادمة خاينة وعمرك ما هتتغيري.
منى: لا يا وائل , ...بالله عليك ماتقول كده.
وائل: انتي كنتي عايزة مغفل بس تستعبطيه, واحد مالوش لزمة, تضحكي عليه وبس تقوليله بحبك , واهو كلام وخلاص, تقضية واجب, والصراحة والصدق والحاجات الهايفة دي معادلهاش مكان عندك, انا مش عارف انتي ازاي قدرتي تثبتيني انك بريئة بالشكل دا؟, دانتي خلتيني احبك فعلا.
منى: والله انا بحبك انت بجد, داهو بس كان بيكلمني يقولي احنا اصحاب, ويحكيلي على البنت الي بيحبها, وبس والله العظيم ما فيه بينا حاجة.
وائل: والكلام دا قالهولك في اول ولا تاني ولا عاشر مكالمة يا هانم؟, ولا بتتكلمو بالساعات في ايه اصلا, ولما هو بيحب بنت مبيكلمهاش هي ليه, بيكلم خطيبتي انا ليه؟, مالهاش راجل يحكمها؟.
سالت الدموع من عيني منى ساخنة على وجنتيها , وكلامه يحرق قلبها.
منى: والله اصحاب.
وائل: وهو انا كنت واخدك باصحاب يا منى؟, انا خاطب واحدة مالهاش صحاب صبيان يكلموها نص الليل بالساعات,من ورايا ,ايه الي يخلي ولد كنتي ماشية معاه يا منى يكلمك بالليل وانتي مخطوبة, اصحاب ايه يا منى وزفت ايه؟, مش هو دا الي قالك احنا اصحاب في الاول وبعدها رجع قالك انا عمري ما عاملتك على اننا اصحاب.
قالت بصوت متألم.
منى: ....وائل.
وائل: اسكتي خالص, اذا كنتي انتي بقى مبتتعلميش من غلطاتك , والي تعمليه تقعي فيه تاني, فانا بقى بتعلم, وان كنت سامحتك مرة وكنت قد كلامي وقتها, وقلتلك لو عرفت ان فيه حاجة لسه بتربطك بالماضي يا منى, هيكون تصرفي شكل تاني, فانا قد كلامي دلوقتي, وبقلك اهه يا بنت الناس, انا راجل وقد كلمتي, وانتي مصنتنيش ولا كنتي قد المسؤلية من دلوقتي, فانتي في حالك وانا في حالي.
قاطعته منى بذعر.
منى: لا, وائل, لا.
وائل: اسكتي يا منى عشان انا في قمة غضبي عليكي, وانا مش هقدر استحمل اعيش مع واحدة خانتني, انا فكرت كتير قبل ما اقلك الكلام دا, مع ان الموضوع المفروض مش محتاج تفكير, واحد زائد واحد بيساوي اتنين, وانا عارف نفسي كويس لما كنت قادر اسامحك قلتلك هسامحك, وانا دلوقتي مش قادر اسامحك, ومفتكرش ان فيه حاجة ممكن تغفرلك الي عملتيه, وبالشكل دا عمرنا ما هنقدر نكمل مع بعض.
صاحت تمنعه.
منى: يا وائل ,لا.
وائل: انتي في طريق يا منى وانا في طريق.
منى: يا وائل انا بحبك.
وائل: ورغم كده دا ممنعكيش تضحكي عليا, امال لو مكنتيش بتحبيني كنتي عملتي ايه؟, وبعدين انا بحبك يا منى ومانكرتش, بس انتي متنفعيش تكوني مراتي, ومفتكرش هقدر اامنلك تاني.
منى: انت بتقول ايه؟.
وائل: دانتي حتى معندكيش مبرر للي عملتيه, يعني لو كنتي جيتي تقوليلي اول مرة كلمك فيها , يعني كنتي تجربي, شوفي رد فعلي هيبقى ايه؟,صارحيني, لما هي حاجة عادية واصحاب زي مابتقولو, لكن انتي فضلتي انك تقرطسيني, بس غلطتي يامنى, مش انا الراجل الي ممكن تقرطسيه.
منى: انت بتسيبني؟.
وائل: انتي الي سبتيني وقت ما وافقتي تردي على احمد امام, وترجعي تكلميه تاني من ورايا,مش انا الي سبتك.
منى: سامحني .
وائل: مش قادر, صدقيني حاولت,بس انت جبتي اخري.
وصمت ليسترد انفاسه التي تقطعت بعد ثورته السابقة, ومنى تبكي دون توقف, ثم قال بصوت اهدأ قليلا, وبنبره اخفض.
وائل: تقدري تقولي عندك في البيت ان انتي الي سبتيني وانتي الي مش عايزاني, انا مش عايز اصدم اخوكي فيكي, قوليلهم اي حاجة, اخترعي, الفي, وانتي ماشاء الله شاطرة في الحوارات, وحاجتك عندك, انا مش عايز منها حاجة, بس انسيني بقى يا منى, وشوفيلك حد تاني, يمكن ربنا يهديكي على اديه, انا مش ندمان على الوقت الي ضاع معاكي ابدا لا, اديني بتعلم, واذا كنت لسه بحبك , فدا ربنا يعيني عليه ويشيله من قلبي, انا بس زعلان عليكي, عشان انا كنت فاكر انك مختلفة عن البنات, بس طلعتي اسوأ منهم كمان, الحمد لله على كل حال, على الله بس تكوني اتعلمتي حاجة من الي حصلك دا.
واشار الى الجرسون ليدفع الحساب, بينما منى غارقة في دموعها في انهيار.
وائل: يلا, روحي اغسلي وشك وتعالي, هوديكي بيت ميرنا ,بس اتمنى دي تكون اخر مرة اشوفك فيها يامنى, وربنا يسامحك
يااااااااااااااااااااااه
هى اللى جابته لنفسها
ممتأخريش علينا بليز
72
لم تستطع منى السيطرة على بكائها امام ميرنا, ولم تستطع ميرنا تهدئتها.
ميرنا: اهدي يامنى, الي انتي فيه دا مش هيحل حاجة.
قالت من بين دموعها.
منى: م...مش...قادرة.
ميرنا: طيب خدي نفس بس , وحاولي تبطلي عياط.
منى: ه...هعمل.... ايه؟؟....ه...قول...لبابا ايه؟.
ميرنا: طب اسكتى بس عشان تعرفي تتكلمي.
منى: مش....قادرة.
فصمتت ميرنا في انتظار توقف منى عن البكاء,حتى توقفت بعد فترة.
ميرنا: هو قالك ايه؟.
منى: قالي انتي في طريق وانا في طريق, و وقالي قوليلهم في البيت ان انتي الي سايباني, ودي اخر مرة اشوفك, مش عايز ...اشوفك....تاني.
وعادت تبكي بهيستيرية مرة اخرى, فتمتمت ميرنا.
ميرنا: لا حول ولا قوة الا بالله.
منى: انا ...استاهل....بس...مكنتش ...فاكرة ....انه هيسيبني.
ميرنا: ازاي يعني مكانش هيسيبك, ما اي واحد تاني كان هيبقى دا تصرفه برضه, انتي كنتي فاكرة ايه؟.
منى: هقول لمؤمن ايه؟, هقول ...لماما ايه؟.
ميرنا: قوليلهم الحقيقة.
منى: م...مقد...رش.
ميرنا: طيب فكري في حاجة .
منى :مش عارفة افكر اصلا, انا بموت من ساعتها, هو فعلا سابني, انا مش مصدقة.
ميرنا: يامنى انا مش عارفة اواسيكي, عشان هو عنده حق.
منى: بس ميسبنيش لا, يزعق ويخاصمني ويعمل كل الي هو عايزه , بس هو بيحبني ,يبقى ميسبنيش.
ميرنا: يامنى انتي فاكراه احمد عشان يعمل كده, وائل راجل وعاقل كمان, وانتي جرحتي كرامته, ومسمعتيش كلامه, كنتي عايزاه يعملك ايه يعني؟.
منى: معرفش.
ميرنا: بصي يا منى يا حبيبتي , والله لو ليكو نصيب في بعض هترجعو لبعض ولو بعد ايه؟.
منى: انا مش عايزاه يسيبني اعمل ايه؟.
ميرنا: دا مش بايدك يامنى, انتي كان بايدك وقت ما كلمتي احمد من وراه, دلوقتي انتي ضيعتي حقك في ان يكونلك اختيار اصلا في علاقتكو.
عادت تبكي.
منى: هقول في البيت ايه؟, وهقول لسارة ايه؟, دي ممكن تقول لمؤمن.
ميرنا: لا يا منى طبعا, سارة عمرها ما تعمل كده ابدا, انا مش عارفة انتي واخدة جنب منها من ساعة ما اتخطبت لاخوكي.
منى: هتقول لمؤمن , وهيموتني.
ميرنا: لا طبعا, المهم, خليكي في مشكلتك انتي دلوقتي, بصي ,اصبري الاول على وائل لغاية ما تتأكدي ان دا قراره الاخير, وفي نفس الوقت تفكري في حاجة هتقوليها لاهلك, احتياطي لو مرجعش في كلامه, وتصلي استخارة برضه, والي ربنا هيعمله هو الي هيكون يامنى, ويا حبيبة قلبي الحاجات دي نصيب.
استمرت منى تبكي بلا انقطاع.
ميرنا: ياربي كان لزمته ايه وقت الامتحانات دا دلوقتي؟, انتي متفكريش دلوقتي, انتي تذاكري وتركزي محدش هينفعك لو سقطتي, يا منى خليكي معايا , بصيلي, احنا لازم نذاكر عندنا امتحانات ,وربنا يستر بقى.
لم ترفع منى عينيها انما استمرت تبكي , وهي ترتعش.
*******************
مريم: عايزني وموضوع مهم, وزن زن من الصبح,فيه ايه؟, خير؟.
احمد: انتي مكنتيش عايزة تكلميني ولا ايه؟, بتحلقيلي من اول اليوم.
مريم: "احلقلك"؟, ايه الكلام دا؟, ايه الي هيخليني "احلقلك"؟.
احمد: معرفش , بقالك مدة بتشوفيني و تدوري وشك.
مريم: اكيد مأخدتش بالي, يعني هدور وشي منك ليه؟.
احمد: معرفش, هو انا مزعلك في حاجة؟.
مريم: ليه يابني ؟,هو فيه ايه حصل اصلا؟.
نفث احمد وهو يهز رأسه,وقال بحدة.
احمد: انتي متغيرة معايا ليه يا مريم؟.
مريم: ولا متغيرة ولا حاجة.
نظر اليها في تردد , ثم قال باندفاع.
احمد: مريم,...بصراحة كدة,...هسألك سؤال وتردي عليا, انتي رأيك فيا ايه؟.
مريم: من ناحية ايه؟.
احمد: من كل النواحي, انا كولي رأيك فيا ايه؟.
مريم: ويهمك رأيي في ايه؟.
احمد: م الاخر كدة يا مريم, انا لو عريس واتقدمتلك تعملي ايه؟.
نظرت اليه مريم في دهشة.
مريم: عريس؟؟؟, معرفش, ليه؟, انت ناوي تخطب ولا ايه؟.
احمد: مريم, متلفيش وتدوري عليا, ومتحرجنيش اكتر من كدة, انا حاولت اكلمك في الموضوع كذا مرة, واتكسفت ,متقفليش عليا, انا بصراحة كدة, لو جيت اتقدملك فعلا, توافقي ولا لأ ؟, رأيك فيا كعريس ليكي ايه؟.
مريم: انت بتقول ايه يا احمد؟, انت بتتكلم بجد؟, انت عايز تتقدملي؟.
احمد: ومالك بتقوليها باستغراب كده ليه ؟, فيها ايه يعني؟.
مريم: انا عمري ماتخيلت ان ممكن تكون بتفكر في حاجة زي كدة, ليه ؟, انت عمرك حتى ما لمحتلي او كلمتني في حاجة.
تعجب احمد من ردها.
احمد: امال احنا الي بينا دا كان ايه؟, انتي كنتي بتعامليني على اساس ايه؟.
مريم: ايه يا احمد, احنا اصحاب , وانا عمري ما عاملتك على اننا غير اصحاب.
احمد: جرى ايه يا مريم, مفيش حاجة اسمها اصحاب بين ولد وبنت.
مريم: لا طبعا فيه, فيه صداقة محترمة وبحدود, انا كنت فاكراك فاهم.
احمد: لا طبعا, صداقة محترمة دي كنا الي بنضحك بيها على البنات, لكن انتي عارفة كويس ان مفيش حاجة اسمها صداقة فيها ولد وبنت وتليفون , امال انتي كنتي بتتعاملي معايا على اساس ايه؟, كنتي بتكلميني وتهذري معايا في التليفون, وبتشوفيلي سفرية ليه؟, كل دا والي بينا صداقة بس يا مريم؟؟.
مريم: انت هتتعصب عليا ليه؟, خد بالك من كلامك يا احمد, ووطي صوتك لو سمحت, انا مش واحدة مصاحبها عشان تزعقلي, انا لما كنت بتكلم معاك كويس, دا عشان انا افتكرتك انسان محترم وتستاهل, ولما شفتلك السفرية, كانت خدمة لصديق, بس لو كنت عارفة ان معاملتي الكويسة معاك هتخليك تفتكر ان ما بينا حاجة تانية, مكنتش فكرت اتعامل معاك اصلا, بس انت الظاهر من كتر ما اشتغلت بنات, افتكرت خلاص ان اي بنت عشان بتكلمك حلو تبقى دايبة فيك, انت عايز حد يصححلك افكارك دي يا احمد.
احمد: يعني ايه؟, يعني انا مش في دماغك خالص؟.
مريم: انت ازاي اصلا تفكر تحطني في دماغك, وتفتكر اني ممكن اكون بتعامل معاك على اساس اني معجبة بيك, كان المفروض تكون صريح معايا من الاول وانا كنت هاخد بالي من تصرفاتي معاك, يا احمد, انا مش متخيلة انك طول الوقت كنت فاكر اننا مش اصحاب.
بهت احمد من طريقة كلامها, واستنكارها للامر بشدة وكأنه وصمة عار.
احمد: انا مش طول الوقت كنت فاكر كده, انا لما لقيتك جبتيلي السفرية, وبقيتي بتساعديني في مستقبلي افتكرت....
مريم: افتكرت ايه؟, اني بحبك؟, انت مجنون يا احمد؟, هو اي حد يساعدك يبقي عايز منك حاجة, اكبر بقى وخليك عاقل, وفكر صح, انا كنت افتكرتك اتغيرت.
قال بصوت خفيض يشوبه حزن.
احمد: وهو انا متغيرتش يا مريم؟, انا جاي اقلك عايز اخطبك, انا عمري ما قلت لبنت حاجة زي كدة,حتى منى لما كنت بحبها مقلتلهاش كده, انا اخترتك انتي عشان اكون معاكي, انا حتى ما حاولتش اعمل معاكي اي حاجة من الي كنت بعملها مع البنات قبلك, كنت بحترمك وبقدرك.
هدأت مريم قليلا, وخفت نبرة صوتها.
مريم: ودي حاجة مش وحشة يا احمد, بس افتكر كويس انت فكرت تخطبني ليه؟, لانك لقيت ان ماليش سكة تانية, معرفتش توصلي, قلت تجرب سكة الرسمي, دا لا هو حب ولا اهتمام ولا احترام ولا حاجة, دا حل عشان تحافظ على كرامتك , باعتبار اني اكيد هرفض اني اصاحبك ,يا احمد انا كنت فاكراك فعلا اتغيرت من جواك.
صمت احمد ووضع وجهه بين كفيه, هاهي للمرة الالف مريم تشعره بأنه لاشيء, وبأنها افضل منه دون ان تتطرق حتى لموضوع فارق المستوى الاجتماعي, وهاهو يتجرع من الكأس الذي اداره على العديد من الفتيات بحجة الصداقة, وكيف كان يتعرف اليهن بهذه الطريقة, او كيف كان يتملص منهن بحجة انهما "مجرد اصدقاء".
مريم: يا احمد انا مش قصدي ازعلك, انا فعلا كنت مذهولة انك فكرت بالطريقة دي, بس اديك على الاقل فكرت صح, من هنا ورايح, لما تلاقي بنت تحبها وتحترمها, اوعى تضيعها من ايدك, وخلى طريقك الوحيد يبقى طريق الرسمي والصح, عشان تقدر تلاقي الي تقدرك وتحبك بجد, بس انا مش عارفة انت ازاي مسمعتش الخبر, دانا تقريبا هتخطب قريب, ازاي نسيت اقلك على الموضوع دا, هو صديق العيلة من زمان, وكنت مستنية يرجع من برة ويستقر هنا, عشان نرتبط رسمي باذن الله.
نظر اليها احمد في يأس.
أ*كمان هتتخطبي انتي كمان!!
مريم: متزعلنيش منك يا احمد, قوم يلا وفوق كدة,...ومتبصليش كدة, متحسسنيش اني قتلتك يعني, منا عارفة الي فيها, انت لابتاع حب ولا كلام من ده, خليك بس انت ركز في شغلك , ومستقبلك, وان شاء الله ربنا هيكرمك.
قال بصوت واهن.
احمد: بتحبيه؟؟.
ابتسمت مريم, ورفعت حاجبها الايسر.
مريم: مع انك ميخصكش بس ايوة, بحبه, وانا الي ساعدته انه يسافر ويعمل نفسه, ويرجع احسن من الاول, وعشان كده انا كنت مستنياه, لانه عدى توقعاتي ليه حتى, واختار انه ينجح ويثبتلي انه يستاهل ثقتي فيه واني كان عندي حق اني استناه.
قال بحزن.
احمد: هتتخطبيله امتى؟.
مريم: هو راجع مصر ان شاء الله قريب عشان يستقر هنا على طول بقى, عشان شغلي انا هنا وكده, وبعدين انا مش عايزة اسافر, فأول ما نحدد معاد, متخافش,اكيد هتكون اول واحد يتعزم.
احمد: ربنا يوفقك.
مريم: خلاص بقى, شيل وش الدراما دا من وشك, وعادي يا احمد, بكرة ربنا يكرمك انت كمان, وتبقى تعزمني.
أ*اه ابقى اعزمك, ظريفة اوي حضرتك
حتى مريم طلعت مظبطة برة
انت تسكت خالص, انت الي علقتني بيها, وعشمتني وقلتلي اكيد معجبة
انا مالي, انت هتعلق غلطاتك عليا؟؟
ولا اعلق ولا اتنيل خلاص, هو الظاهر ان انا الي حظي كدة, كل ما تعجبني واحدة, انا معجبهاش, ما البنات كلهم كدة, اول ما البنت يجيلها عريس , تنسى اوام احمد, كأني كنت حاجة بيسلو بيها وقتهم
ولا يهمك, بكرة تلاقي احسن منها
لا احسن منها ولا اقل منها, انا مش عايز منها ولا من غيرها حاجة, كفاية عليا كدة ضربتين في سنة واحدة, منى ومريم, البنات كلها بتتخطب , حاجة تقرف
بجد جميله جدااااااااا
متتأخريش علينا
مرسي يا قمر علي الكام حلقه الحلوين دول
متباعكي
تسلم ايدك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)