قديما كان هناك مكان
ترتاح نفسي فيه من الهموم والاحزان
كنت احزن فاجد فيه العون والامان
كنت اضحك فاجد فيه من يشاركني الابتسام
مكان ... لقد تخيلنا ان له جدران
تخيلناه منزل كبير ... يضم الاخوات والاخوان
يضم غرفا كثيره .. فيها العلم وبها المرح ومنها من يحدثنا عن الاديان
كنا اسره نرشد بعضنا ..ونشعر انه لن يفرقنا الا الاكفان ...
كان ينضم الينا الكثير ... منهم المصلح .. ومنهم الفاسد .. ومنهم من لم يفهم قيمه هذا المكان
كان يؤلمنا الفراق فقد كنا لبعضنا البعض نمثل كيان ...
اخدت الدنيا منا ما اخدته .. واخد الموت منا من يريد .. وتركنا بعضنا البعض لكن ظللنا نذكر العنوان
فهو عنوان منزلنا وهو ما به الامل لنعود اليه في يوم من الايام
واليوم لم يتبق في ذاكرتنا الا اطياف يأبي ان يمحها النسيان
اطياف لأناس غيروا من عقولنا واسره اصبح افرادها في خبر كان
تركنا منزلنا ... وسكنه غيرنا ... واصبح ما نملكه فيه لا شئ سوي ما في قلوبنا من اشجان
يضحكون ويمرحون في منزلنا ولا يعلمون ... بأننا من صنعنا هذه الجدران
وكنت اذهب والقي نظره علي اماكن لها في القلب مكان ...
فهنا ضحكنا وهنا لعبنا وهنا ..ابكانا الزمان
ويوما بعد يوم كنت اري منزلي يحطمه الاحزان
فبدأ في الانهيار وتشكل من جديد .. لمكان اخر لم يعرفه منا انسان
فبعدما تركناه .. وتذكرت ما فعلناه ... علمت بأنه اننا من هدمناه .. فنحن كنا هذه الجدران... وذهبنا ... وانهارت الجدران ..
وانهارت الجدران ...!!