بين خفايا الزمن الضائع
بل من جراح القلب المميت
تعودتم أن تعانقو جراحي
من حبر قلمي المجروح
من دفتر أحزاني ..
من فترة فتحت ذلك
الكتاب التي أصبحت
أوراقه حمراء كلون
قلبي إذ تتساقط منها
دماء على تلك الأوراق
المتعبة من هموم قلبي
فتحت بأصابعي تلك
الصفحات وتحولت أناملي
حمراء من كثر الجراح ذلك
الكتاب بل من الحروف
المسطرة على ذلك
الكتاب ..
تعجبت من ذلك الأمر
كيف لذلك الكتاب القديم
الذي أكله غبار الزمن
واصبح مهمل لا أحد
يفتح ذلك الكتاب ومع
اقترابي منه زادت حرارته
وتفجر بالدماء النازفة ..
نزلت تلك الدموع من
عيني فجئه من غير
سبق ولا اعرف سبب
نزولها ولكنها تساقطت
على تلك الصفحات
لتغطيها دماً ممزوجا
بدموع حائرة تنتظر
الرحمة من صاحبها ..
تقلبت بين صفحات
ذلك الدفتر ووقفت
عيناي على صفحة
بيضاء لم أجد فيها
بقعة دم لما هذه
الصفحة بالذات لم
تجرح ولم يصيبها
جراح الزمن أغمضت
عيناي وإذا بتلك
الصفحة تتكلم وتقول
لي لا تتعجب يا صاحبي
فأنا تلك الأيام الحلوة
التي قضيتها معك
أتذكرها هي تلك الصفحة
البيضاء التي يجب أن
نعيشها بدون دماء نازفة ..
وانتفضت من غيبوبتي
ولم أجد ذلك الدفتر أمامي
ولم أجد حتى شيء من
فتاته أين رحل هذا الدفتر
ولما تركتني تلك الصفحة
البيضاء وحيدا بين صفحات
الألم والنزيف .