قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    2 - 6 - 2008
    ساكن في
    الامارات العربية المتحدة
    العمر
    28
    المشاركات
    38
    النوع : ذكر United Arab Emirates

    افتراضي مصر اليوم (أحمد عبدالمعطي حجازي يكتب: هديل اليمام وراء القضبان!)

    أحمد عبدالمعطي حجازي يكتب: هديل اليمام وراء القضبان!

    ٩/٤/٢٠٠٨أنا مضطر في هذه المقالة للحديث في عدة موضوعات يتصل بعضها ببعض، ولا يكون الكلام في أحدها مفهومًا أو مفيدًا إلا إذا تطرقت للحديث عما يتصل به. أول هذه الموضوعات هو الشعر الذي صدر فيه أخيرًا ديوان يحمل هذا العنوان «هديل اليمام وراء القضبان». الذي يبدو لي مستوحي من قصيدة أبي فراس التي قالها وهو أسير في بلاد الروم:
    أقول وقد ناحت بقربي حمامة
    أيا جارتا لو تشعرين بحالي
    وقد أثار هذا الديوان في نفسي خواطر كثيرة وذكريات وأسئلة أولها حاجتنا للشعر، أو لماذا الشعر؟
    والسؤال لن يكون واضحًا أو مبررًا إلا إذا عرفنا أن الديوان الذي أتحدث عنه ليس ديوانًا عاديا، لأن الذين شاركوا في نظم قصائده، وهم جماعة كبيرة ليسوا كلهم شعراء، وليس الشعر هو الذي جمعهم في هذا الديوان، وإنما جمعهم السجن الذي لم يجدوا ملجأ يفرون إليه من أهواله إلا الشعر. والهديل الذي نسمعه إذن أو نقرأه هديل سرب سجين تحول أفراده في السجن إلي شعراء.. من هم هؤلاء السجناء الشعراء؟
    إنهم الشيوعيون المصريون الذين قضوا من أعمارهم سنوات طويلة في السجون والمعتقلات تعرضوا خلالها مع غيرهم من السجناء والمعتقلين السياسيين لأهوال رهيبة مزلزلة كان أخفها وطأة العذاب الذي صبته علي أجسادهم وحوش آدمية مدربة تخصصت في فنون التعذيب وأتقنتها وتفوقت في أدائها، واستخدمت في ذلك خبرات عالمية مستوردة وآلات جهنمية حديثة حلت محل السياط والعجلات والصلبان والخوازيق التي كانت تستخدم في العصور القديمة والعصور الوسطي. ورغم أن القاعدة التي تعلمتها هذه الوحوش كانت تقضي بأن يصل التعذيب إلي الحد الذي لا تحتمله الضحية دون أن يتجاوزه إلي قتلها، فقد سقط تحت العذاب عدد من الشهداء نعرف منهم المربي شهدي عطية، والطبيب فريد حداد!
    غير أن التعذيب الجسدي لم يكن غاية في ذاته وإن تفنن فيه الجلادون واستمتعوا بالقيام به، وإنما كان وسيلة لتعذيب الروح وتأثيم الضمير وإفقاد المناضل الخاضع للتعذيب ثقته بنفسه، وتزيين السقوط في نظره، وإغرائه بالتنكر لتاريخه والشك في معتقداته ليخرج من هذا الجحيم، ويعود إلي البيت المهجور والزوجة الوحيدة المنكسرة التي قد يطول غيابه عليها فتسقط في شبكة من الشباك المنصوبة لأمثالها، وربما اضطرت لأن تسعي هي لحتفها بظلفها حتي تطعم طفلها الجائع وتقطع ما بينها وبين الرجل الذي جلب لها الشقاء. وهذا قليل جدًا من كثير تحدثنا عنه المذكرات التي نشرها أخيرًا بعض الذين تعرضوا لهذه الأهوال من أمثال فوزي حبشي، وصليب إبراهيم، وفتحي عبد الفتاح.
    * * *
    وأنا أشعر بالخجل والذنب لأني لم أكن أعرف إلا القليل عن هذه الأهوال التي تعرض لها الشيوعيون المصريون خاصة في خمسينيات القرن العشرين وستينياته. كانت أنباء المحاكمات وحملات الاعتقال تنشر في الصحف في الحدود التي تسمح بها الرقابة الحكومية الصارمة، وكنا نسمع عن أصدقاء وزملاء يعتقلون، وعن ضحايا يسقطون، لكن هذا كان يحدث في مناخ مغلق مسموم لا يساعد علي معرفة شيء أو فهم شيء، بل يغري بالسكوت وعدم التوقف، خاصة أن الشيوعيين أنفسهم كانوا منقسمين في مواقف بعضهم من بعض، وفي موقفهم من النظام الحاكم في تلك الفترة. وربما اعتبره فريق منهم نظامًا ثوريا واشتراكيا تجمعهم به الأهداف المشتركة وإن فرقت بينهم وبينه السبل.
    ومن المؤكد أن موقف الشيوعيين السلبي من الديمقراطية، وإيمانهم بفكرة الثورة التي يحق لها أن تحمي نفسها، وتبريرهم للعنف الثوري كرد علي عنف القوي الرجعية، هذه الأفكار التي آمن بها الشيوعيون المصريون ودافعوا بها عن النظم البوليسية التي حكمت نصف العالم باسم الاشتراكية، وارتكبت أشنع الجرائم في حق خصومها هي التي أضعفت منطق الشيوعيين المصريين حين تعرضوا للاضطهاد، وعزلتهم عن الجماهير العادية وعن فريق كبير من المثقفين، وشجعت النظام العسكري الحاكم علي أن ينفرد بهم ويصادر منابرهم ويعزلهم عن الناس، ويملي عليهم في النهاية شروطه.
    لا أريد أن أبرر لنفسي أو لغيري الصمت علي ما حدث للشيوعيين، ولكني أريد أن أقول إن الأوان قد آن للكشف عن هذا التاريخ ومراجعته. وضمن هذا الإطار أقرأ ديوان «هديل اليمام وراء القضبان» الذي يضم مختارات من قصائد الشيوعيين المصريين الذين تعرضوا للسجن والاعتقال بين عامي ١٩٤٥ و١٩٦٥، وقد أعده الشاعر سمير عبدالباقي، وقدمه الدكتور هشام السلاموني، وصدر عن مركز البحوث العربية والأفريقية.
    * * *
    والحقيقة أن تاريخ الحركة الشيوعية ليس وحده المحتاج للتوثيق، وإنما تاريخ مصر الحديث كله يحتاج لتوثيق، ويحتاج لمراجعة، ويحتاج لتصحيح، ويحتاج لمعرفة موضوعية نواجه بها أنفسنا، ونعترف فيها بأخطائنا، وإلا فنحن لن نستفيد من هذا التاريخ ولن نتعلم من دروسه.
    ونحن نعرف أن الذين اغتصبوا السلطة في الخمسينيات وانفردوا بها، وعطلوا الدستور، ونصبوا لخصومهم المشانق، وحلوا الأحزاب، وكمموا الصحف لم يكفهم أن يمنعونا من الاشتغال بالسياسة، وإنما منعونا أيضًا من التفكير في السياسة والحديث في السياسة، أي منعونا من أن نكون مواطنين، ومن هنا احتكروا المعلومات واعتبروها أسرارًا خاصة بهم، واستولوا علي الوثائق، وسلطوا علينا أجهزة إعلامهم تمطرنا بالأكاذيب وتشهد علينا شهادة الزور!.
    ولقد دفعنا أثمانًا فادحة للخديعة التي انطلت علينا، وآن لنا اليوم أن نراجع ما حدث لنا، وأن ننتزع أنفسنا من أوحال الماضي، ونتطهر من شعورنا بالإثم، ونستأنف السير في الطريق الصحيح.
    من هنا أعتبر العمل في توثيق تاريخ الحركة الشيوعية المصرية عملاً إيجابيا، لأن تاريخ الحركة الشيوعية المصرية ليس تاريخ الشيوعيين وحدهم، وإنما هو تاريخنا جميعًا أو هو صفحة مهمة من تاريخنا، فالحركة الشيوعية المصرية لم تكن مجرد سياسة، ولكنها كانت إلي جانب ذلك فكرًا جديدًا، وفنًا جديدًا، وأخلاقًا جديدة اجتمعت كلها في حركة واحدة تميزت قبل كل شيء بأنها حركة عصرية أممية ارتبطت بالعصور الحديثة وعبرت عنها واقعًا وأحلامًا.
    ولا شك أن الحركة الشيوعية المصرية لم تكن كلها إيجابيات كما زعم بعض الشيوعيين وكما أشرنا إلي ذلك في السطور السابقة، لكنها لم تكن أيضًا سلبيات كلها كما زعم خصومهم.
    وفي اعتقادي أن الإيجابيات كانت أكثر من السلبيات لسبب بسيط، هو أن الشيوعيين لم يصلوا إلي السلطة، ولهذا لم يقعوا في الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها الحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية وغيرها، وإنما ظلوا منذ بدأوا نشاطهم حتي اليوم أصحاب رسالة مضطهدين محرومين من النشاط العلني يبشرون بأفكارهم سرًا، ويتلقون في سبيل ذلك الضربات، ويتوافدون علي السجون والمعتقلات، ويلاقون الأهوال الرهيبة المزلزلة التي ألجأتهم في بعض الأحيان إلي قول الشعر كما نجد في «هديل اليمام وراء القضبان» الذي شارك في نظم قصائده خمسة وثلاثون سجينًا نصفهم علي الأقل لم تكن لهم علاقة بالشعر تسمح باعتبارهم شعراء. لهذا نطرح من جديد السؤال الذي بدأنا به حديثنا: لماذا الشعر؟
    * * *
    لماذا الشعر؟ لأن الشعر كان هو الحرية الوحيدة المتاحة أمام هؤلاء المناضلين المضطهدين. لم يكن بوسعهم أن يفعلوا ما يريدون، أو يعيشوا كما يحبون، لكن كان بوسعهم أن يستوطنوا اللغة ويتجسدوا فيها. أن يجعلوها أرضًا وسماء، وأبوابًا مفتوحة، وطرقًا ممتدة، وحقولاً واسعة، ورجالاً ونساءً، ومدنًا وقري:
    كسروا يراعي، لكني حفرتُ علي
    جدرانِ مصرَ أناشيدي بأظفاري
    دمي هنالكَ مكتوبٌ، وإن طمسوا
    حروفَه أَجَّ في الظلماء كالنارِ
    وحيث هم صلبونا كلما بزغت
    شمسٌ رأي الناسُ فيها لونَ أشعاري!
    عبدالرحمن الخميسي في هذه الأبيات الثلاثة لا يري السجن إلا أنه يراع مكسور، ولا يري الحرية إلا أنها نشيد محفور. والنشيد المحفور في أبيات الخميسي ليس مجرد شعر، وليس مجرد لغة، وإنما هو دمه المكتوب. الشعر هو ذاته وحياته، وهو الروح التي لا يحيا بها وحده، وإنما تحيا بها مصر كلها. لأنه حين حفر أناشيده علي جدران سجنه حفرها علي جدران مصر، ذلك لأن صوته هو صوت أمته الذي لا يتجزأ ولا ينحبس، بل هو الذي يحول السجن إلي فضاء تبزغ فيه الشمس ملونة بألوانه.
    الشعر هو كلمة السر المقدسة التي تفتح للإنسان الكون كله، وتصله بالطبيعة، وتوحد بينه وبين كائناتها وعناصرها. والخلاص بالشعر ليس كلمة الخميسي وحده، وإنما هو كلمة الكثيرين ممن شاركوا في نظم قصائد الديوان. حسن بيومي يبدأ قصيدته «مذكرات شاهد عيان» بقوله:
    في أعماقِ البئر المهجور أُغنِّي
    ترتد إلي سمعي الأصوات
    هل منكم يا أصحابَ الحق الضائع من يسمعني،
    فيمد الحبل وينتشل الكلمات؟
    لعل الحزن يهاجر من وجه أبي
    ولعل النور يعود إلي عينيه
    ويمشي مسرورًا في الطرقات!
    وحسن بيومي اسم جديد تمامًا بالنسبة لي، لم أسمع به من قبل لا شاعرًا ولا مناضلاً، مع أنه من جيلي ولد بعدي بعام ورحل قبل ثلاثة أعوام. وها أنا أفاجأ به في هذا الديوان صوتًا قويا أصيلاً يفيض عذوبة وبساطة، مع أن هذه الأبيات كانت تجربة من تجاربه الأولي، فقد بدأ النظم في السجن بعد أن قارب الثلاثين من عمره. وكانت محاولته الأولي قصيدة طويلة لم تنشر بعنوان «قباب ومداخن» كما جاء في التعريف به المنشور في الديوان.
    لقد تفجر الشعر بين يديه في وحشة السجن، كما تفجر الماء بين يدي إسماعيل في وحشة الصحراء. فإذا عدنا إلي أبياته وجدنا أن البئر المهجور فيها - والصحيح أن تكون مهجورة لأن البئر مؤنث لا مذكر - أقول إن البئر المهجورة في هذه الأبيات هي السجن بالطبع، أي هي الصمت والوحشة. والشاعر السجين لا يجد أمامه إلا أن يغني لعل أحدًا يجيبه فتعود له حريته، ويعود لأبيه الضرير بصره. وإذا كان الصوت حياة ونورًا وحرية فالصمت موت وقهر وظلام. الشعر لا يخلص الشاعر السجين وحده من سجنه بل يخلص أباه أيضًا من العمي. والعمي سجن أو محبس آخر، كما سماه أبو العلاء.
    ونحن نقرأ ما نظمه محمد مهران السيد في السجن فنراه هو أيضًا يحلم بصوت يبدد هذا الصمت الذي يحاصره ويتطاول عليه ويتكاثف حتي يخيل إليه أنه غطي العالم كله:
    ما أروع أن يعزف إنسان ما
    في بلد ما
    في هذي الساعة
    لحنًا يتجاوب في قاعه!
    يكفيه أن يعلم أن صوتًا ما سينطلق في مكان ما من العالم ليتخلص من شعوره بالوحشة، ولو لم يسمعه بأذنه.
    والحاجة إلي الشعر التي عبر عنها هؤلاء الشعراء ليست من قبيل الشوق لممارسة فن يتقنونه وحدهم، وإنما هي حاجة يستشعرها كل من وجد نفسه في محنة كهذه المحنة التي أنطقت الشاعر التركي ناظم حكمت، والشاعر اليوناني يانيس ريتسوس بالروائع التي نظمها كل منهما وهو سجين بالتهمة ذاتها التي سيق بها الشعراء المصريون إلي السجن.
    ناظم حكمت كان ينظم قصائده حين يشتد عليه الصمت. كان يكلم نفسه، ثم يكتشف أن كلامه ثرثرة فارغة فيتحول إلي الغناء. يقول عن السجن، «والترجمة لمحمد البخاري»:
    أنا لا أعرف عدد الأحياء بهذا المبني
    فأنا وحدي أحيا معزولاً عنهم
    لا يسمح لي أن أتحدث إلا مع نفسي
    ذلك ما أفعله، إلا أني
    حين أَملُّ الثرثرة أغني
    يتغلغل صوتي الخشن بأعماقي
    حتي يتمزق قلبي!
    ومن الطبيعي أن يكون ناظم حكمت أخًا أكبر للشعراء المصريين المناضلين الذين حيوه علي البعد وغنوا له وبكوه يوم مات. وفي «هديل الحمام» قصيدتان مهداتان لناظم حكمت، الأولي من كمال عبدالحليم يقول له فيها:
    يا من علمت الحرف يطيع
    وزرعت حقول الزيتون علي شط الكلمات
    يا شيئًا من قلبي مات!
    يا ناظم!
    ويقول له سمير عبدالباقي في قصيدة أخري:
    يا صديقي من زمان
    من زمان يا ما كنت باحلم
    لو أعدِّي البحر كله في خطوه واحده
    وأجيب لك من بلدنا
    قلوب ولادنا، ورده ورده!
    أما يانيس ريتسوس فيقول في قصيدته «المعتقل بيرايوس في قسم الترحيل»، وهي إحدي قصائد المجموعة التي ترجمها الشاعر المصري رفعت سلام للشاعر اليوناني وصدرت بعنوان «اللذة الأولي». يقول ريتسوس:
    نصف البطانية تحته، ونصفها فوقه
    حمي، أسمنت، رطوبة،
    نقوش علي الجدران محفورة بالأظافر
    (صورة تذكرنا بأبيات الخميسي!)
    أسماء، تواريخ، مواثيق بائسة،
    ... ... ... ...
    من الذي سيبقي هنا ليذكرنا؟!
    الشعر هنا أيضًا، في قصائد ناظم حكمت ويانيس ريتسوس، ليس مجرد فن ولكنه ملجأ، تعبير عن شعور بالخطر يلجأ له الإنسان تلقائيا، ولو لم يكن شاعرًا، لأن الشعر هو فن اللغة، واللغة ملكية عامة يتمتع بها كل المتكلمين بها. فالشعر إذن ملك الجميع من حيث هو حاجة، ومن حيث هو إمكان، وإن تفاوتت أنصبة الناس فيه وقدرتهم عليه.
    كل من بلغ السن التي ينتقل فيها الإنسان من الطفولة إلي الشباب يحاول الشعر. وكل من هزته تجربة عاصفة كتجربة الحب، أو تجربة الموت يحاول الشعر. تسعفه عندئذ موهبة حاضرة أو لا تسعفه، هذا أمر آخر. لكنه في كل الأحوال يحاول.
    ونحن في «هديل اليمام» نلاحظ هذا التفاوت بوضوح. نجد شعراء راسخين من أمثال صلاح جاهين، وفؤاد حداد، وعبدالرحمن الخميسي، وعبدالرحمن الشرقاوي، وكمال عبدالحليم، والشاعر الفلسطيني معين بسيسو. ونجد إلي جانبهم شعراء آخرين، ونجد مع هؤلاء وهؤلاء محبين للشعر أو محتاجين له يصيبون منه بقدر ما يستطيعون، وهذا أكثر ما يهمني في هذا الديوان الذي أكد لي فكرة آمنت بها دائمًا وعبرت عنها كثيرًا، وهي أن الشعر حاجة حيوية، وليس مجرد متعة يمكن أن نستغني عنها أو نستبدل بها متعة أخري.
    * * *
    الشعر ضرورة، لأنه أصل اللغة. ومنذ عرف الإنسان اللغة خرج بها من الصمت إلي النطق وصار إنسانًا، وضع العالم كله في الكلمات، فالإنسان يعرف نفسه باللغة، ويعرف العالم بها. والمعرفة درجات ومستويات. معرفة الجزء غير معرفة الكل، ورؤية السطح غير رؤية الأعماق. والشعر هو اللغة التي نستطيع بها أن نقبض علي الكل، وأن نتوغل في العمق، لأنه السحر الذي نستحضر به طاقاتنا كلها من ناحية، ونستدعي به العالم من ناحية أخري. من هنا نشعر بالحاجة إليه في أوقات النشوة وفي أوقات الخطر التي تستيقظ فيها كل ملكاتنا وكل قوانا، التي نحتاج فيها لأنفسنا، ونحتاج أيضًا للآخرين. وبقدر ما تكون القصيدة أغنية فردية تكون نشيدًا جماعيا.
    * * *
    أقول في النهاية إن الذين كتبوا قصائد هذا الديوان كانوا في
    أشد الحاجة لكتابتها. ونحن اليوم في أشد الحاجة لقراءتها!


  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيكي
    وشكوره علي المعلومات القيمه دي











    أهم شيء أن لا تتوقف عن التساؤل


    البحث على جميع مواضيع العضو احمد حسين

  3. #3

    افتراضي

    بارك الله فيك
    ومشكور علي المعلومات القيمه دي











    أهم شيء أن لا تتوقف عن التساؤل


    البحث على جميع مواضيع العضو احمد حسين

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©