بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا بما قدمت
قراءة الجـنب :
إن من أراد مس مصحف من المسلمين، فعليه أن يتطهر من الحدث الأصغر والأكبر، والحدث الأصغر ما أوجب وضوءًا، والحدث الأكبر ما أوجب غسلا، لعموم قوله -تعالى-: ( لا يمسه إلا المطهر)
قراءة الجنب القرآن غيبا :
جمهور العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن، وهو جنب، ولو عن ظهر قلب، دون أن يمس المصحف؛ لما رواه أحمد وأصحاب السنن، عن علي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان:لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة .
![]()
قراءة الحائض :
أولا: لا يجوز للحائض مس المصحف عند جمهور العلماء؛ لقوله -تعالى-:لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ
، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب عمرو بن حزم:
لا يمس القرآن إلا طاهر
أما قراءة الحائض والنفساء القرآن -بلا مس المصحف- فلا بأس به في أصح قولي العلماء؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يمنع من ذلك.
ثانيًا: لا يجوز للحائض، ولا الجنب الجلوس في المسجد، ولا اللبث فيه عند جمهور الفقهاء؛ لقول عائشة- رضي الله عنها- جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد: فقال:وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب
رواه أبو داود.
قراءة من بة حدث أصغر:
يجوز لمن استجمر، ولم يتوضأ أن يقرأ القرآن، إذا لم يكن جنبًا: مدرسًا أو طالبًا، لكن قراءته على وضوء أفضل
قراءة من به سلس :
إذا كان الواقع ما ذكر، فلا حرج عليك بقراءة القرآن ومس المصحف وأنت على حالك المذكورة، ولا حرج عليك في الصلاة وحالتك ما ذكرت، لكن تستنجى وتتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت، ولا يضرك ما خرج من البول بعد ذلك، وتغسل ما أصاب بدنك أو ثوبك منه قبل الصلاة، ولا يضرك بعد لو وجد معك في الصلاة قال -تعالى-:لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا
والسلس : هو من لا يتحكم فى خروج البول
قراءة القرآن على ظهر الدابة او السيارة :
يجوز للمسلم قراءة القرآن على ظهر الدابة، وفي داخل السيارة والطائرة، وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم-أنه كان يصلي على راحلته
ولعموم قوله -تعالى-:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
، والذكر يعم القرآن وغيره.
تحسين الصوت في القراءة والآذان :
إن كان تحسين الصوت بهما، لا يصل إلى حد الغناء بهما فذاك حسن، قال ابن القيم -رحمه الله-: كان -صلى الله عليه وسلم- يحب حسن الصوت بالأذان والقرآن، ويستمع إليه، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:ما أذن الله لشيء، كأَذَنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، ويجهر به)
متفق عليه.
ولقوله -صلى الله عليه وسلم-:زينوا القرآن بأصواتكم
رواه أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي، وابن حبان والحاكم عن البراء، وزاد الحاكم:
فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا
.
قال بعض أهل العلم: معنى يتغنى بالقرآن: يحسن قراءته، ويترنم به ويرفع صوته به، كما قال أبو موسى للنبي -صلى الله عليه وسلم-:لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرًا
. وأما أداؤهما بالألحان والغناء، فذلك غير جائز، قال ابن قدامة -رحمه الله- في كتابه "المغني": (وكره أبو عبد الله القراءة بالألحان، وقال: هي بدعة. إلى أن قال: وكلام أحمد محمول على الإفراط في ذلك، بحيث يجعل الحركات حروفًا، ويمد في غير موضعه)
تحريم قراءة القرآن من أجل الكسب :
لم يعرف عن السلف الصالح استئجار قوم يقرؤون القرآن في حفلات، أو ولائم، ولم يؤثر عن أحد من أئمة الدين أنه أمر بذلك أو رخص فيه، ولم يعرف -أيضًا- عن أحد منهم أنه أخذ أجرًا على تلاوة القرآن، لا في الأفراح ولا في المآتم، بل كانوا يتلون كتاب الله رغبة، فيما عنده سبحانه. وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من قرأ القرآن أن يسأل الله به، وحذر من سؤال الناس، روى الترمذي في سننه عن عمران بن حصين: أنه مر على قارئ يقرأ، ثم سأل فاسترجع ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:من قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن، يسألون به الناس
.
الكلام أثناء قراءة القرآن :
لا بأس في ذلك، ولا مانع إن شاء الله، تقف على الآية، وتكلمه بما تريد، وتجيبه بما سألك عنه، سواء كان المتكلم أباك، أو غيره، فلا مانع من ذلك؛ لأنك لم تكن في صلاة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قرأ القرآن، كان الناس يسألونه عن معاني القرآن، ويسألونه عن غيره من أمور دينهم، فكل هذا لا بأس به إن شاء الله
رد السلام أثناء التلاوة :
يرد السلام على من سلم عليه، ثم يعود للقراءة جمعًا بين الفضيلتين
التمايل يمينا وشمالا أثناء قراءة القرآن :
لا بأس من التمايل يمينًا وشمالا عند القراءة، وليس هذا التمايل من العبادة حتى يكون بدعة في الدين، وإنما هو من عادات بعض الناس، والمنهي عنه الابتداع في الدين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
رواه البخاري ومسلم. .
حكم قول صدق الله العظيم بعد الفراغ من التلاوة :
قول: "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؛ لأنه لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا الخلفاء الراشدون، ولا سائر الصحابة -رضي الله عنهم- ولا أئمة السلف -رحمهم الله- مع كثرة قراءتهم للقرآن وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
رواه البخاري ومسلم، وفي لفظ مسلم :
من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)