دولة الحيـرة
استمرت الممالك العربية في الظهور في مناطق الفرات الوسطى والجنوبية منذ العصر السلوقي وكانت اخرها مملكة الحيرة على الضفة الغربية للفرات في منطقة الكوفة الان وكانت حدود هذه المملكة تمتد في بلاد بابل على الفرات إلى الخليج العربي
وقد اختلفت الآراء في أصل عرب الحيرة فقيل انهم من اليمن ومن عرب الجنوب من عشائر قضاعة والازد وهنالك من يعتقد انهم من العرب الشماليين بدليل التشابه اللغوي بينهم وبين اللهجة العدنانية وربما كانوا مجموعة متحالفة من القبائل العربية الشمالية والقبائل الكلدية التي استوطنت بعد سقوط بابل المنطقة نفسها كما ان مملكة الحيرة سيطرت على المنطقة نفسها بحدودها الجغرافية السياسية التي كانت تحت سيطرة مملكة بيت عديني عند بداية الاحتلال الفرثي لبلاد الرافدين.
وقد اجمع المؤرخون ان سكان الحيرة كونوا تآلفاً من ثلاث مجاميع بشرية هي :
1-اللخميون وهم النازحون من الجزيرة.
2-العباد من السكان الاصليين (أي من قبائل كلدة التي كانت تسكن المنطقة نفسها).
3-الاحلاف عرب مهاجرون نزلوا في المنطقة وحالفوا تنوخ والعباد.
ولقد حكم الحيرة (25) ملكاً منهم خمسة من الأوائل الذين ترون عنهم بعض القصص غير الواقعية.
اما الملك الأول الذي حكم الحيرة فعلاً وثبت وجوده بنص مكتوب فهو امرؤ القيس بن عمرو بن عدي وقد ذكر في النص أنه وصل اسوار نجران وكان له من ابنائه سفراء لدى الفرس والروم وعاش ملكاً في حدود 288-328م.
آخـر ملوكها
كان النعمان بن المنذر (580-602م) آخر ملوك آل لخم في الحيرة وقد عاصر حكم الملك الفارسي ابرويز وكان عهده يمتاز بجو من السلام الذي ساد علاقة الحيرة بالغساسنة في الشام ولا سيما علاقاته الوثيقة بجزيرة العرب التي اتضحت في
لقاءاته المستمرة مع قادة العرب من الحكماء والشعراء والخطباء ورؤساء القبائل و علاقاته الواسعة بشعراء و علاقته بمكة عن طريق تردد رجالاتها إلى الحيرة في رحلاتهم التجارية إذ يشار إلى علاقات تجارية بعبدالله بن جدعان وسهيل بن عمرو.
وقد حاول النعمان توظيف هذه العوامل الإيجابية لمصلحة استقلاله عن الفرس غير ان محاولته اصطدمت بالقوة الفارسية وادت إلى مقتله وهو امر قاد إلى معركة ذي قار التي انتصر بها العرب على العجم وكانت بداية لسلسلة من الانتفاضات قام بها العرب في الاحواز والابلة (البصرة) والسماوة والحيرة.