بارك الله فيك
كلمات جميلة جدا
كم أشتاق اليك يا ضيف كلِّ الفصول ..
عرفتهُ منذ زمنٍ طويل ،
عندما كان يزورنا في كل عام ..
كأنة شاباً ..
وسيم الطلعة ، أنيق النظر ، له هيبة كبيرة ووقار ..
في ابتسامته حرارة وصدق ،
وفي قلبه دفء كبير وعنفوان
أحببتهُ وقد كنتُ صغيرة ،
لكنني تعلقتُ به بشدّة ،
وصرت أرقب قدومه كلّ عام ..
وعجبتُ له كيف يحافظُ على هذا الشباب الدائم ،
وأنا أكبر مع الأيام وأشيخ وأهرم ويواريني التراب ،
ويبقى هو ضيفُ كلِّ الفصول يأتينا في موعده كلما لاح الهلال !
وقعت هيبته في قلبي مذ رأيتُ الناس يستقبلونه بحفاوةٍ وحبّ كبيرين ،
ويجتمعون في المساجد كلما لاح ..
أعجبتُ بتواضعه وهو يمرُّ بهم بيتاً بيتاً ويصافحهم فرداً فرداً ،
ويبتسمون ..
وأبكي ...... حبّاً وشوقاً وحنيناً ..
وأهمسُ له بصمتٍ ....... لقد طال الانتظار ...
على شرف قدومه كانت تقام الموائد العامرة ،
ويأكل الأغنياء بجوار الفقراء ،
ويسري في المكان جوّ حميمٌ من ألفة ،
يجعلني أشمخ معتزّة بما يحدث ..
فهذا حدث يبدو لي وكأنه خارج من نطاق الزمان ،
والجشع هو حلّة يرتديها الأغنياء في العالم ،
والطمع يرتديه الفقراء !
وتحلو اللقاءات في المساجد ،
لا يتغيب فرد من أسرة ،
وتقام الصلوات ،
وتغسل الذنوب ،
ويكبر القلبُ بما يلفّه من ضياء ..
وأبقى معه ،
أتعقب تواجده لحظه بلحظة ،
وخطوة بخطوة ،
أحاول ألا أتركهُ لحظة ..
وأن أسكبَ في روحي من عطايا الرحمن عند تواجده الشيء الكثير ..
أصوم في النهار عن كل ما يعكرني ،
حتى الطعام وحتى الشراب ..
وأقوم الليل خاشعة ..
يرافقني نسيم عطره ، وآياتُ القرآن ..
ومن جمال حضوره أنه لا يغادر قبل توزيع الجوائز ،
أغمضُ عينيّ ،
أتخيّلُ جائزتي ،
أتمناها جنّة ،
أو قصراً أو بستاناً أو فردوساً ..
وأفتحهما من جديد ،
لأجد قلبي يدعو ،
وجوارحي تؤمّن ..
وروحي تعلو وتعلو ،
حتى تنتشي بجمال اللقاء ..
لحظاتُ الوداع كم تحزنني ،
وكم يبكيني الرحيل ..
أرجوه بحبّ أن يبقى قليلاً إلى جانبي ..
يرتجف قلبي ألماً ،
حين يغادرني بصمت ،
وألوّح أنا بالوداع ..
أتأملُ ملامحهُ المضيئة وسؤالٌ يحتلني ..
ترى .. هل سنلتقي في يوم ؟
وهل تعودُ إليّ مشتاقاً يا ضيف كلّ الفصول ؟
أم أنكَ ستأتي إلى هنا فلا تجدني ...
عندها سيكون قد فات الأوان !
![]()
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)