كل إنسان ينام ليلا فيستيقظ ليجد نفسه في يوم جديد, نفتح عيوننا ونتثاءب ثم نتساءل في كسل : أهو حلم ؟ أم كابوس ؟
لا بالطبع إنه ليس حلما لأننا نستطيع أن نحلم بأيامنا السالفة وأحلامنا الغابرة ولو أردنا أن تكون أحلامنا على قدر حقيقتنا فربما سنحلم بالقرون الوسطى!!.
وسنقف في شموخ وتعال, وستناول القلم والميكروفون بأيدينا وستبتسم شفاهنا في الصور الفوتوغرافية وعلى شاشات التلفزيون وسنرفع رءوسنا في كبرياء ونقول : إننا نساير الحضارة الغربية...
وكيف لا...؟! ففي شوارعنا تسير أحدث سيارتهم! وبيوتنا تزخر بأرقى مخترعاتهم ! وفوق جلودنا نحمل أغلى ملابسهم ! وعقولنا تجلس كالتلميذ الخائب أمام أفلامهم ونجومهم !
وترتدي نساؤنا أحدث خطوط موضاتهم ! وفوق سطوح منازلنا نستقبل أعلامهم وأفكارهم !
أما هم ... فإنهم مشغولون بما هو أدنى من ذلك .. مشغولون بحرب الفضاء واستخدام الليزر وهندسة الوراثة والبحث على علاج للإيذز وبالسيطرة على العالم ؟!!
ونحن قد أدينا ما علينا ولحقنا بالعصر الحديث (القرن الواحد والعشرون) فها هم رجالنا يجبون أنحاء الأرض غزاة فاتحين يحققون الانتصار في ميادين ملاهي لاس فيقاس ومونت كارلو وشعوبنا تحيى تحت الشمس الساطعة وتتكاثر ؟
أما عن هويتنا فإننا كيان واحد ضرب المثل في فن المجادلة والمحاورة والتفاهم ؟ فنحن عندما نختلف لأي سبب نحمل السلاح ! نختلف في الرأي فنهجم بالسيارات الملغومة والصواريخ وبطلقات الرصاص في صدور الأبرياء !!! ونقيم موائد (المذابح) وتعلو صوت الرصاص فتسكب الكلمات ويسيل الدم البريء على الأرض فيجف الماء !
السؤال إلى أين ؟؟؟ إلى أي اتجاه تسير قافلة العرب ؟؟؟ إلى متى نحلم بالوحدة والتكامل ؟؟؟
وأقول
قاسية هي الكلمات, خصوصا إن أردت وصف الواقع وتشريحه, ولجأت إلى الوخز طريقا للعلاج, وهو وخز نظن أننا نحتاج إليه... بعد أن طال وقت السبات, دون أن تلوح في الأفق... إفاقة !!
إلى متى ؟
إلى متى تبقى فلسطين سليبة
قضية طال حلها, ما يزيد عن نصف قرن ولم يجد العرب حلا لها, صهاينة عتوا في الأرض فساد, قتلوا ونهبوا شعبا اعزل و ما هو أعظم من كل هذا بعد الإستلاء على الأرض والقدس يحاولون الآن هدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم... فأين الضمير العربي؟ والمسلمين بصفة عامة !!!
فنتساءل ؟؟
ما ذنب أم حرمت من فلذة كبدها !
ما ذنب زوجة حرمت زوجها !
ما ذنب أبناء حرموا معنى الأبوة !
إلى متى يدوم الحصار
إلى متى تبقى الشعوب العربية جالسة على كرسي المشاهد حيث أطفال فلسطين يموتون من الجوع ويفتقرون للأساسيات العلاج ومثلهم في السودان و العراق والصومال لا لسبب سوء أن أمريكا لا تريد حماس وتعارض حكم الخرطوم وتشجب أفكار المحاكم الاسلامية بالصومال وتريد اعوانها ... أيجوز أن يكون هذا ! وهذه الشعوب راضية على حكامها مهما كانوا وفعلوا!!!
إلى متى تبقى الجزائر جريحة
عشرية كاملة مرة, دماء ودموع لم تجف... لكن الأمل موجود في ظل قيادة راشدة تسعى بعون الله إلى السمو بهذا الشعب لما فيه الخير والصلاح... جزائر اليوم رقي وازدهار ديمقراطية وحرية تعبير !!
إلى متى تبقى جزر الإمارات محتلة
ما الفائدة من أن تحتل دولة إسلامية أرض لدولة إسلامية ؟؟ مثل إيران ما مغزاها من احتلال جزر الإمارات ويبقى السؤال إلى متى؟
إلى متى يبقى لبنان يقاسي
لبنان البلد الباسل بفضل مقاومة أثبتت مدى ضعف وجبن العدو الصهيوني, لكن رغم الانتصار تبقى الجراح مزارع شبعة, الأسرى معتقلين في سجون العدو... والأدهى والأمر ما هو الحل للأزمة الإقتصادية في ضل دول عربية تنعم بالخير ولبنان المنهار من أثر حرب لم تضم جراحها بعد ؟؟؟
إلى متى تبقى الجولان أسيرة
أسيرة الجور والظلم, الجولان أرض سورية رغم أنف العدو الصهيوني ؟؟
إلى متى تبقى الصحراء الغربية بلا حل ؟
إلى متى يبقى الصومال محل نزع الأخوة الأعداء ؟؟؟
إلى متى هذا الصمت العربي ؟؟؟؟
إلى متى إلى متى ؟؟؟