أنابوليس إنطلق البـارحة وهنية يعتبره مهرجانا خطابيا
ينطلق اليوم بأنابوليس قرب واشنطن المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط بمشاركة قادة فلسطينيين وإسرائيليين وبحضور عربي بارز ووفود من خمسين بلدا بهدف تحريك المفاوضات بين الجانبين.
وقد شن رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية هجوما لاذعا على المؤتمر، ووصفه بأنه لا يعدو أن يكون مهرجانا خطابيا ولقاء دبلوماسيا لا أكثر.
وأضاف هنية أن "أنابوليس يراد له أن يكون حلقة متممة لأوسلو الذي فشل في جلب الحقوق للفلسطينيين"، واعتبر أن الهدف منه "كسب الوقت حتى تهود القدس وتبنى مستوطنات جديدة وتشطب كل الحقوق بما فيها الواردة في مبادرة السلام العربية".
ودعا هنية إلى التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية بما فيها حق العودة والقدس والأسرى قائلا إن "أي تنازلات يقدمها الوفد الفلسطيني تمس الحقوق والثوابت لا تلزم الشعب الفلسطيني".
وأكد رفضه لأي محاولات للتطبيع المباشر وغير المباشر مع إسرائيل بما في ذلك حضور وفود عربية إلى جانب الوفد الإسرائيلي.
وحذر هنية من أن أي تنازلات تأتي نتيجة للمؤتمر سوف لن تكون لها تأثيرات على أرض الواقع لأن الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي سيرفضها.
إخفاق
وعشية المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 50 بلدا أخفق اجتماع فلسطيني إسرائيلي بحضور أميركي عقد بمبنى الخارجية الأميركية في التوصل إلى وثيقة مشتركة للمفاوضات التي ستلي اجتماع أنابوليس للسلام.
وأوضح مراسل الجزيرة وليد العمري الموجود بالعاصمة واشنطن أن الاجتماع الذي ضم رئيسي الوفدين الفلسطيني أحمد قريع والإسرائيلي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس، لم يفلح في الاتفاق على نقطتين أساسيتين وهما مرجعية المفاوضات وآلياتها.
وأضاف أنه فيما يخص النقطة الأولى طالب الوفد الفلسطيني بانطلاق المفاوضات على أساس خطة خارطة الطريق الأميركية ووفقا للمرجعيات الدولية، فيما تمسك الطرف الإسرائيلي باعتماد ما يتم التوصل إليه من نتائج في المفاوضات على أساس الخطة الأميركية فقط (أي مراعاة التحفظات الإسرائيلية على الخطة).
أما النقطة الثانية فأفاد المراسل بأن الطرف الفلسطيني طالب بلجنة ثلاثية إسرائيلية فلسطينية أميركية للإشراف على المفاوضات، فيما رفض الإسرائيليون وجود طرف ثالث.
وبناء على هذا الفشل فإن الكلمات التي سيتم إلقاؤها في الاجتماع من قبل الوفود الثلاثة ستمثل مرجعية لكل منهم في المفاوضات التي ستنطلق بعد الاجتماع.
من جهته دعا الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عقب لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشكل منفصل بالبيت الأبيض، الجانبين إلى القبول "بتسويات صعبة" من أجل السلام.
مظاهرات معارضة
وبالتزامن مع بدء مؤتمر أنابوليس أعماله تنظّم حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحزب التحرير الإسلامي، مسيرات منفصلة في قطاع غزة رفضا لما وصفوه بالتفريط في الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
وقد وقعت هذه الفصائل وثيقة في غزة أمس اعتبرت فيها أن الرئيس عباس لا يملك الحق في التنازل عن الثوابت الفلسطينية، وأن الوفد المفاوض لا يمثل الشعب الفلسطيني.
وحذر المشاركون من أن اجتماع أنابوليس قد يقود إلى مزيد مما وصفوه بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وانتقدوا السياسات والمواقف الأميركية الداعمة لتل أبيب، قائلين إن أنابوليس تعبير واضح عن ذلك.
أما في الضفة الغربية فقد أعلنت الحكومة الفلسطينية حظر المسيرات والمؤتمرات في مدن الضفة الغربية معتبرة إياها تحريضا ضد الحكومة، وكانت فعاليات عدة في مدينة رام الله وغيرها من مدن الضفة الغربية مقررة بمناسبة انعقاد اجتماع أنابوليس بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية وحزب التحرير الفلسطيني ومنظمات العمل الأهلي.