بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكون مثل النهر ، النهر في تدفق مستمر.انه لا يبالي ما اذا كنت حزينا او سعيدا،طيبا او شريرا
كل ما هنالك انه يستمر في التدفق بعض الناس يذهبون الى النهر و يبكون . بعض الناس يذهبون
الى النهر و هم يشعرون بالسعادة،لكن النهر لا يبالى بهذا او ذاك و يستمر في التدفق.يمكننا
ان نستفيد منه و نستمتع به ،او نلقي بانفسنا فيه و نغرق.و يستمر النهر في التدفق لانه غير شخصي
فجريانه لا يرتبط باشخاص.و كذلك الحال بالنسبة للكون.فالكون الذي نعيش فيه اما ان يدعمنا و اما
ان يدمرنا.و تفسيرنا و استخدامنا للقوانين هما اللذان يحددان النتائج او التاثيرات الناشئة.
يمكننا فقط ان نستقبل ما تكون عقولنا قادرة على قبوله.يمكن ان يتوجه شخص ما الى نهر الحياة
بملعقة صغيرة و يمكن ان يتوجه اخر بفنجان.يمكن ان يتوجه اليه شخص ما بدلو،و يمكن ان يتوجه
اخر ببرميل.لكن فيض النهر الغزير دائما موجود و ينتظر.وعينا و افكارنا و مذاهبنا و فلسفاتنا
و مرجعياتنا و معتقداتنا جميعها تحدد ما اذا كنا سنذهب الى نهر الحياة بملعقة او فنجان او دلو
او برميل.
و عندما نكون فقراء و قاصرين في تفكيرنا،نذهب الى نهر الحياة بملعقة صغيرة فحسب.و قد يترتب
على ذلك ان نلعن الاخرين الذين يحصلون على اكثر مما نحصل عليه.لكن تذكرايا كان ما نلعنهم به
سيكون لعنا لانفسنا.النهر هناك،و هو يفيض بغزارة .يمكننا ان نتوجه الى نهر الحياة في اي وقت
نريد بملعقة او دلو او برميل.و ما ناخده من نهر الحياة امر يرجع الينا نحن.القيد الوحيد موجود في
تفكيرنا ،و الحقيقة هي انه بامكاننا الحصول على اي شيء نريد اذا تخليناعن الاعتقاد بانه لا يمكننا
الحصول عليه.
من كتاب ـ ما وراء التفكير الايجابي ـ ل د روبرت انتوني