قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 1234567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 76
  1. #21
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي أزمة الصواريخ الكوبية...بقلم د / نبيل فاروق

    بقلم د/نبيل فاروق

    لأن كتاب الجواسيس، (Spy Book)، يعد موسوعة متكاملة، في علوم وفنون المخابرات، ولأنه طبعة أمريكية، قلباً وقالباً، كان من الطبيعي أن يحدثنا عن واحدة من أهم العمليات العنيفة، التي لعبت فيها المخابرات الأمريكية دوراً فعالاً، خلال تاريخها القصير نسبياً...

    من العجيب أن تعد أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962م نجاحاً وفشلاً -في آن واحد- لقدرات المخابرات الأمريكية، ولكي نستوعب هذا الأمر، علينا أن نستعرض، مع كتاب الجواسيس، تلك الأزمة كاملة...

    لقد تفجّرت الأزمة بعد محاولة القائد السوفيتي (نيكيتا خروتشوف)؛ وضع صواريخ باليستية، مزودة برؤوس نووية في (كوبا)، كمحاولة منه لتعويض اختلال التوازن المتزايد في الأسلحة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي..

    ولقد أعطيت لعملية نقل الصواريخ الإستراتيجية إلى(كوبا)- بحماية القوات البحرية والجوية والبرية الروسية- الاسم الكودي (أنادير)..

    كانت الخطة الأصلية تقضي بشحن 36 صاروخاً باليستياً (آر-12 تصميم روسي، يو إس ساندل إس إس -5)، و24 صاروخاً متوسط المدى (آر-12 تصميم روسي، يو إس سكين إس إس -5)، على أن يحظى الستون صاروخاً برؤوس نووية، وأن يصلوا إلى الأهداف المحددة بالولايات المتحدة، على نحو مضمون، وبالغ الدقة..

    وكان من الضروري أيضاً أن تكون صواريخ الدفاع الساحلية، وصواريخ المدفعية، وقاذفات القنابل الخفيفة (آي وان - 28 بيجل)، كلها مزودة برؤوس نووية..

    وكل هذا لصد القوات الأمريكية، التي يحتمل أن تغزو الجزيرة.!!..

    في مجمل الأمر تقريباً، كان هناك حوالي ألف سوفيتي من فرق برية، وبحارة، وطيارون، وميكانيكيون، وتقنيون، وعسكريين، ومستخدمون آخرون. كان من المفترض أن يصلوا إلى (كوبا).

    القضية كانت واضحة تماماً للسوفيت، أحد الضباط الروس المتقاعدين، (د.جونرجي سفياتوف)، الضابط البحري، قال إنه فى أواخر عام 1962م، عندما كان يعمل كملازم مهندس شاب في إنشاء الغواصات:
    "جاءت (كوبا) كقرار يسير.. فوضع الصواريخ الإستراتيجية في (كوبا) يعكس سهولة الانتشار لسلاح إستراتيجي، كما كان يمثل برامجنا العاجلة لتزويد غواصاتنا بصواريخ باليستية، ثم إننا كنا ندعم (كوبا)، تلك الثورة الرومانسية، بالإضافة إلى أن صواريخنا في (كوبا) تعادل صواريخ (جوبيتر) الأمريكية في (تركيا).."

    قوله هذا لخص الهدف الحقيقي، في كلمات موجزة؛ فالولايات المتحدة الأمريكية، أباحت لنفسها نشر صواريخها، على حدود متاخمة للاتحاد السوفيتي، فلم يعد أمامه إلا أن يقوم بالمثل، في (كوبا)..

    ولقد حملت السفن التجارية للكتلة الشرقية والسوفيت الرجال والأدوات -متخفية ببراعة- منذ 26 يوليو 1962م..

    في ذلك الصيف كان القادة الأمريكيون -من سياسيين وعسكريين- مشغولين إلى أقصى حد بالمشاكل في (برلين)، وأزماتهم في (فيتنام). وكان هناك تخمين بالفعل من قِبَل كبار الضباط الأمريكيين، بأنه من المحتمل أن يجلب السوفيت صواريخاً بعيدة المدى، أو قاذفات قنابل إلى (كوبا)، إلا أنه لم يكن هناك دليل قوى على ذلك.

    لذا، فقد أرسلت الـCIA بطائرة التجسس U-2 للتحليق فوق (كوبا) ابتداءً من أكتوبر 1960م، ولعدة مرات.

    وبناءً على أوامر (جون ماكون) مدير المخابرات المركزية -الذي عينه الرئيس (كينيدي)، في نوفمبر 1961م- ازداد عدد التحليقات شاهقة الارتفاع فوق (كوبا).

    وفي أواخر صيف 1962م، وفرت مصادر استخبارية عدة لإدارة (كينيدي)، معلومات عن نشر أسلحة سوفيتية في (كوبا)، ولكن لم تكن هناك أية إشارات إلى أن الرؤوس النووية قد أرسلت بالفعل إلى (كوبا)..

    أفادت أربعة تقييمات للمخابرات المركزية تطورت بوساطة أعضاء المخابرات في 1962م بأن السوفيت لم ينشروا أسلحة نووية بالجزيرة..

    وفي يونيو 1962م، أظهرت أربع طلعات للـU-2 فوق (كوبا) في صورها الفوتوجرافية دلالات أولى على أن الكوبيين يقومون بتركيب صواريخ "سام" (SAM) أرض-جو، إلا أن الصواريخ في حد ذاتها لم تعتبر دليلاً في ذلك الوقت..

    وعندما حلقت الـU-2 في الخامس من أغسطس كشفت عن دلالات أكثر على تحضير مواقع للصواريخ الـ(سام)..

    وكان هذا يغير الموقف كله..

    تماماً.
    التعديل الأخير تم بواسطة mido3d ; 30 - 11 - 2007 الساعة 11:59 PM
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي أزمة الصواريخ الكوبية...بقلم د / نبيل فاروق

    د.نبيل فاروق



    مازال الحديث يتواصل، من خلال كتاب الجواسيس، عن أزمة الصواريخ الكوبية، فمع ما أثبتته الصور الجوية، بدأ الموقف كله يتكهرب، وأخذ "ماكون" والآخرون في الاعتبار احتمالية نقل "السوفيت" صواريخ بعيدة المدى و"سام" إلى "كوبا"، وأمر "ماكون" بزيادة طلعات الاستطلاع إلى أربعة طلعات في الشهر، أيضاً بدأ الأمريكيون رسمياً في مناقشة الإجراءات المحتملة ضد مواقع "سام"، برغم بديهية كونها أسلحة دفاعية..
    ولقد نوقش احتمال الحصار في العاشر من أغسطس، ولكن أخذ في الاعتبار أن أي إجراء ضد "كوبا" سيدفع السوفييت لمقابلته بالمثل في "برلين"..
    ولأن تفسير الصور الفوتوجرافية لفيلم U-2 تم بواسطة القيادة الإستراتيجية للقوات الجوية SAC بقاعدة "أوفوت" في "نبراسكا"، أراد "ماكون" تفسيراً أوسع للصور، فأرسلها لمركز تفسير الصور الفوتوجرافية البحري في "سوتلاند"، ولم يكن هذا تنافساً في الخدمات الداخلية، ولكن "ماكون" أراد -وببساطة- الشرح الأفضل والأكثر موضوعية؛ نظراً لحساسية الموقف وخطورته..
    ولقد أظهرت الصور الناتجة عن مهمة الـ"U-2" -بتاريخ 29 أغسطس- مواقع لصواريخ "سام" بوضوح، مع ناقلات ومنصات للصواريخ، ورادار في الموقع، وأظهرت تلك الصور أيضاً صواريخ دفاع ساحلية تم تركيبها بالفعل..
    وفي طلعة الـU-2 في الخامس من سبتمبر، تم كشف مواقع أخرى لصواريخ "سام"، ومقاتلات سوفيتية عالية الكفاءة، من طراز "ميج-21" Mig-21..
    قبل ذلك -في 28 أغسطس- التقطت الـU-2 صورًا فوتوجرافية لقاذفات القنابل 28-I1..
    وكان الكولونيل "جون ر. رايت الابن"، الضابط بوكالة المخابرات الدفاعية، هو أول من أدرك التطابق بين مواقع صواريخ "سام" بجانب "سان كريستوبال"، وذلك النظام المستخدم بالاتحاد السوفيتي لحماية الصواريخ الإستراتيجية، عندما رأى صور الـU-2 في أواخر أغسطس، وعلى ذلك، أمر "ماكون" بتغطية فوتوجرافية مكثفة فوق "كوبا"..
    ولكن من يحوز صلاحية التحليق هناك؟!..
    هناك مخاطرة كبيرة من التحليق في سماء المنطقة حتمًا، بعد رصد مواقع صواريخ "سام" الأخيرة..
    ولقد رأى "روبرت س. ماكنمارا"، وزير الدفاع، أن الطيارين يجب أن يكونوا ضباطًا بالجيش، مرتدين الزي الرسمي، فاعترض "ماكون"؛ على أساس أن "كوبا" ما تزال عملية تضطلع بها المخابرات. وداخل نطاق سلطته..
    وبعد صراع محدود، تم اتخاذ القرار بتولي القوات الجوية لتلك المهام، ولكن مع طائرة U-2 C الأكثر عدة وتجهيزاً، والتابعة للـCIA..
    وعلى عجل، تم تدريب طياري القوات الجوية "ريتشارد س. هيزر" والميجور "رودولف أندرسون الابن"، على التعامل مع الـU-2C. حلق "هيزر" بها فوق "كوبا"، وتبعه "أندرسون" بطائرة أخرى من نفس الطراز..
    في اللحظات التالية لهبوط طائرة "هيزر" بقاعدة "ماكوي" بـ "فلوريدا"، كان نيجاتيف الفيلم يطير لـ"أوفوت" و"واشنطن" و"سوتلاند" المجاورة..
    وفي هذه المرة، كان الدليل الفوتوجرافي واضحاً، لا يقبل الشك..
    لقد نشر السوفيت صواريخ هجومية نووية بـ "كوبا"..
    كان "مايكل دافين" -الطيار الأول والمفسر الفوتوجرافي بـ"أونوت"- هو أول أمريكي يرى دليلاً لا يقبل الجدل وهو أن صواريخ SS-4 الباليستية موجودة في "كوبا"، ولقد كشفت الصور مزيداً من الصواريخ الباليستية الأخرى أيضاً...
    وفي صباح السادس عشر من أكتوبر، توجه د. "راي كلاين"، نائب مدير الـCIA إلى البيت الأبيض؛ ليطلع "ماك جورج باندي"، مستشار الأمن القومي، على الأمر، والذي أعلم الرئيس بدوره بوجود دليل قوي على وجود صواريخ نووية في "كوبا"..
    وبعد مناقشة الأزمة على المستوى الرسمي، اتخذ القرار بإرسال 6 طائرات U-2 فوق "كوبا"، في السابع عشر من أكتوبر؛ للحصول على تغطية كاملة شاهقة الارتفاع للجزيرة..
    ولقد كشفت هذه الطلعات عن تركيب نوعية من الصواريخ الباليستية SS-4 وSS-5، هذا بالإضافة إلى تعزيز مطرد للأسلحة التقليدية..
    وكان هذا يعني أن السوفيت يستعدون، من خلال "كوبا"؛ لشن هجوم على الولايات المتحدة الأمريكية..
    هجوم شامل.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي أزمة الصواريخ الكوبية...بقلم د / نبيل فاروق

    د.نبيل فاروق

    على نحو تفصيلي، يصف لنا كتاب الجواسيس، كيف واجهت المخابرات الأمريكية، أزمة الصواريخ الكوبية، فقد شكل الرئيس "كينيدي" لجنة، تضم أهم مستشاريه في الحال؛ لمناقشة ردود الفعل الأمريكية المحتملة، ومؤخرًا كتب "روبرت كينيدي"، شقيق الرئيس الأمريكي السابق، في كتابه "13 يومًا" الصادر في عام 1969م:
    عدم التصديق المصدوم، كان الإحساس المسيطر على الجميع، فلقد خدعنا "خروشوف"، ولكننا استغفلنا أنفسنا أيضًا. إذ لم يقترح عضو واحد في الحكومة على الرئيس "كينيدي"، أن من ضمن ما تبنيه "روسيا" في "كوبا" صواريخ هجومية.
    أدت هذه التأكيدات بـ"كينيدي" أن يأمر بإنذار عسكري قومي، في 19 أكتوبر. وبعد ثلاثة أيام من هذا التاريخ، انعقدت هيئة الأركان المشتركة، وأعطت توجيهاتها؛ للإعداد لحصار الجزيرة..
    ولقد أمرت الـSAC بوضع بعض قاذفات القنابل الاستراتيجية 65b-52 في وضع الاستعداد، بالإضافة إلى قاذفات أخرى، في حالة الاستعداد القصوى، مع تشتيت مطارات الأقمار الصناعية؛ تحسباً لأي هجوم سوفيتي مفاجئ، سواء بالصواريخ أو قاذفات القنابل..
    طار الرئيس "كينيدي"، حاملاً "صور الـU-2 إلى عواصم "بريطانيا"، و"كندا"، و"فرنسا"، و"ألمانيا الغربية"، في سرية تامة؛ ليكسب تأييد ودعم الحكومات الغربية الأخرى، إزاء ردود الفعل الأمريكية..
    ولقد وجه الرئيس "كينيدي" خطابًا للشعب الأمريكي، في مساء الثاني والعشرين من أكتوبر، قال فيه:
    -خلال الأسبوع الماضي، ظهر دليل لا يقبل الشك، على وجود سلسلة من مواقع الصواريخ الهجومية، يجري إعدادها الآن في الجزيرة المسجونة، وليس هناك أي غرض لوجود هذه القواعد، إلا لتوفير القدرة على هجوم نووي، ضد نصف الكرة الغربي…
    وبعد الخطاب، أحاطت "كوبا" السفن الحربية الأمريكية؛ تنفيذاً للأوامر بحصار الجزيرة؛ لوقف تدفق الصواريخ الهجومية، في حين كانت طائرات الدورية، من القواعد الأرضية، ومن حاملات الطائرات، تمسح منطقة الأطلنطي والكاريبي؛ لمعرفة وجود الغواصات والسفن السوفيتية..
    وأرسلت الـSAC 16 ناقلة بخارية، من طراز KC-97 ،والطائرة "بي-47 ستراتوجيت"، التي قامت بخمسة أنواع من الاستطلاعات التصويرية على مستوى منخفض، ومسح "فوق –الماء" حول "كوبا"..
    وفي نفس الوقت، كانت الإعدادات قد بدأت؛ لضربات جوية مكثفة، ضد مواقع الصواريخ السوفيتية، وبدأت القوات البرية والجوية والبحرية في التحرك، نحو موقع يتيح غزو الجزيرة المحتمل..
    وفور بدء الحصار، أُلحِقت طائرات الاستكشاف U-2 بممرات منخفضة المستوى، من خلال طائرات التصوير "إف 8 يوم- كروسادر" البحرية، و"إف-101 فودو"، بوساطة القوات الجوية؛ إذ كانت هناك حاجة لتصوير منخفض المستوى؛ لمعرفة مدى استعداد الصواريخ، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى..
    وبعدها، في 25 أكتوبر، أظهر التصوير الجوي أن العمل في مواقع الصواريخ يجري على قدم وساق، أما الصور المسائية التالية، فقد أظهرت فض صناديق شحن قاذفات القنابل بيجل I1-28، وتركيبها على نحو عاجل..
    وبعد يومين، وفي 27 أكتوبر، عقب أوامر "فيدل كاسترو"، لمدفعيته المضادة للطائرات، بقصف الطائرات الأمريكية منخفضة التحليق، أمر قائد الدفاع الجوي السوفيتي -بدون سلطة- بإسقاط الـU-2 شاهقة الارتفاع، بصاروخ SA-2 أرض-جو..
    في ذلك الوقت، كان الميجور "أندرسون" قد أقلع من قاعدة "ماكوي"، في صباح 27 أكتوبر؛ للقيام بطلعة جديدة فوق "كوبا"، وبينما كان فوق النهاية الشرقية للجزيرة، ضربت طائرته الـU-2 بصاروخ الـSA-2، ليموت "أندرسون"، عندما تحطمت طائرته على الجزيرة، في منطقة "بانز- أنتيلا".
    ولقد كتب "روبرت كينيدي"، في كتابه "13 يومًا"، عن رد فعل "البيت الأبيض" عند معرفته خبر فقد "أندرسون"، يقول:
    كيف كنا نستطيع إرسال المزيد من طياري الـU-2 إلى هذه المنطقة غدًا. إلا إذا انتزعنا كل مواقع صواريخ الأرض "جو السام"؟..
    كان هذا تساؤل الرئيس أيضًا، وقد أضاف "روبرت":
    -نحن الآن في لعبة جديدة تمامًا.. في البداية كان هناك اتفاق غير مبرم على أنه يجب علينا باكر الصباح التالي، أن نقوم بهجوم بالقاذفات والمقاتلات، وتدمير مواقع صواريخ "سام". إلا أن الرئيس قام بتهدئة حماس الجميع وقال:
    هذه ليست الخطوة الأولى التي تشغلني، لكن كلا الطرفين قد قام بالفعل بأخذ الخطوة الرابعة والخامسة. لكننا لم نقم بالخطوة السادسة؛ فلا أحد يجرؤ على ذلك، يجب أن نذكر أنفسنا بكوننا على متن سفينة، ترمح في مجرى ينطوي على مخاطرة بالغة..
    ووفقًا لهذا، لم يتخذ الرئيس الأمريكي أي رد فعل، تجاه مقتل "أندرسون"، واستمرت الطلعات الاستكشافية منخفضة المستوى، وكان "أندرسون" هو المقاتل الوحيد، الذي ذهب ضحية أزمة الصواريخ الكوبية..
    ولكن الأمور كانت عندئذ قد تطوّرت..
    إلى أقصى حد.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي أزمة الصواريخ الكوبية...بقلم د / نبيل فاروق

    د.نبيل فاروق


    في تلك المرحلة من الصراع، وحسبما يذكر كتاب الجواسيس، بلغ التوتر أشده؛ إذ أعدّ "كاسترو" قواته لمقاومة الغزو، ونصح "خروتشوف"، في برقية أرسلت عن طريق الكابل، بأن يتم باكر 27 أكتوبر، قصف الولايات المتحدة بالأسلحة النووية؛ في حالة هجومها على الجزيرة، بدلاً من الإذعان لمبادرة "كينيدي"..

    ولقد كتب المؤرخ السياسي "رايموند جاوشوف"، في عام 1992م، بحثاً عن الأزمة الكوبية، قال فيه:
    -بالنسبة لـ"كاسترو"، القيام بغزو لتدمير الشيوعية في "كوبا"، سيكون بداية لحرب عالمية، بين الاشتراكية والإمبريالية، أما بالنسبة لـ"خروتشوف"، فلن يكون هناك شيء كهذا، إذ يجب أن يظل الاتحاد السوفيتي بعيداً عن الانجراف إلى حرب في "كوبا"...

    وعلى الرغم من كل هذا التوتر، ومن بلوغ الأزمة مرحلة مخيفة، فقد حلت الأزمة الكوبية بالطرق الدبلوماسية، إذ كانت هناك اتصالات سرية ومباشرة، بين "كينيدي" و"خروتشوف"، بالإضافة إلى قناة خلفية على مستوى مباشر من الأهمية؛ لتبادل الرسائل بين الطرفين، وأكثر الذين استخدمهم "كينيدي"، كانوا صحفيين أمريكيين، واثنين من موظفي الـKGB في "واشنطن": "جورجي بولشاكوف" و"ألكسندر فكليزوف"...
    وعلى الرغم من افتراض أن التبادلات الأخيرة كانت أكثر سرية، إلا أن "خروتشوف" لم يضطر لإحالتها إلى المكتب السياسي أبداً..
    وفي الثامن والعشرين من أكتوبر، وافقت الحكومة السوفيتية على نقل الصواريخ الباليستية من "كوبا"، وعلى الرغم من هذا فقد استمر الحصار حتى 20 نوفمبر، حين أعلن الرئيس "كينيدي" عن رفعه، بعد تجريد الجزيرة من الصواريخ الإستراتيجية، وبمجرد البدء في تفكيك قاذفات القنابل I1-28.
    وهكذا نجح الحصار، وهو الحل الأمريكي، الذي لم يضطرهم للهجوم على القوات السوفيتية في"كوبا"، وسحب "خروتشوف" الصواريخ الهجومية من الجزيرة، وكذلك ثلاث من أربع فرق مشاة، ووافق الرئيس "كينيدي" على ألا يغزو "كوبا"، وعلى أن يسحب صواريخ "جوبيتر" الباليستية من "تركيا"..
    وبينما كانت طائرات الاستكشاف الأمريكية توفر الصور المفصلة، التي تتيح للعالم رؤية أفعال السوفيت وازدواجيتهم. فشلت المخابرات الأمريكية في التقاط العلامات المبكرة، على المنشآت السوفيتية، وطبيعة وحجم هذه المنشآت، وعندما اعتقدت بتواجد ثمانية آلاف عسكري سوفيتي في "كوبا" عند الحصار، كان الرقم الحقيقي واحدا وأربعين ألفاً وتسعمائة جندي سوفيتي، أي أن تقديرات المخابرات الأمريكية، بكل سمعتها، لم تتجاوز خمس الحقيقة فحسب!!..
    وربما كان الأكثر أهمية، أن أعضاء المخابرات الأمريكية قد استنتجوا عدم وصول الأسلحة النووية إلى "كوبا".. والواقع أن أول رءوس طوربينية قد وصلت في الشاحنة "إنديجيركا"، في الرابع من أكتوبر، ولقد تضمنت 36 رأساً طوربيدية للصواريخ الـSS-4، و80 لصواريخ الدفاع الساحلية، و12 لصواريخ "لونا" المدفعية قصيرة المدى، و6 قنابل للقاذفات I1-28، أي مجموع 134 سلاحاً نووياً!!..
    "وصلت أيضاً السفينة التجارية "ألكساندروفسك"، وعلى متنها 24 رأساً طوربيدياً نوويا،ً لصواريخ SS-5، ولكنها لم تُفرغ شحنتها".
    في ذلك الوقت، كان للبيت الأبيض مصدر استخبارات سري، وهو الكولونيل "أوليج بنكوثكي"، الضابط في "المخابرات العسكرية السوفيتية DRU"، خلال عامي 1961-1962م، والذي سرب معلومات على درجة عالية من السرية، عن الاستعدادات والأسلحة السوفيتية، لكل من الأمريكيين والبريطانيين...
    تلك المعلومات، بالإضافة إلى الطلعات المبكرة للـU-2 فوق الاتحاد السوفيتي، أظهرت لـ"كينيدي" الاستعداد السوفيتي منخفض المستوى؛ لخوض حرب نووية.
    هذا يقودنا إلى أن الاستخبارات -الجيدة والسيئة- وتفوق "أمريكا" في الأسلحة النووية، كانا عاملين حاسمين، في صالح الرئيس "كينيدي"؛ لينجح في مفاوضات أزمة الصواريخ الكوبية..

    وفي الوثائق الرسمية، للقوات الجوية الأمريكية، نجد هذه العبارة، التي تصلح كخاتمة حاسمة للموضوع:
    "إن معالجة واستغلال معلومات المخابرات غير المصقولة، كان حيوياً للأمن القومي، مثل مهمات التقاط استخبارات التطور السريع للأزمة الكوبية، التي أوجبت على المخابرات، أن تحلل وتعالج الاستخبارات في أقصى سرعة؛ لأن نتائجها هي الأساس الفعلي، لتصرفات ونتائج صانعي القرار القومي".
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي د/سميرة موسى

    إغتيال الدكتورة سميرة موسى

    حلقة من ضمن سلسلة طويلة من الإغتيالات التى قام بها الموساد الإسرائيلي لتصفية علماء الذرة العرب، خاصة وان الدكتورة سميرة موسى توصلت إلى أبحاث هامة تؤدي إلى كسر احتكار الدول الكبرى لامتلاك السلاح النووي حيث توصلت إلى تصنيع القنبلة الذرية من معادن رخيصة يتوفر وجودها لدى كل دول العالم مهما كانت صغيرة فكان في ذلك سببا لمقتلها. وسميرة موسى من مواليد قرية سنبو الكبرى مركز زفتي ، محافظة الغربية ولدت يوم 3 مارس سنة 1917 قبل إندلاع ثورة 1919 بعامين، حفظت القرآن الكريم عند بلوغها عامها السادس و تفتح وعيها على فوران الحركة الوطنية ضد الإنجليز وكان والدها من الطبقة المتوسطة الريفية، وكان من هواة القراءة ومن المتابعين لأحداث الحركة الوطنية والمتعاطفين مع سعد زغلول، تعلمت سميرة في المدارس الأولية في قريتها، ثم انتقلت إلى القاهرة مع أسرتها حيث كان والدها يمتلك فندقا في حي الحسين، ودخلت مدرسة قصر الشوق الابتدائية، ثم مدرسة بنات الإشراف الثانوية وكانت مديرة المدرسة المربية نبوية موسى إحدى رائدات الحركة النسائية المصرية.وفي المدرسة الثانوية أظهرت سميرة موسى نبوغا خاصا في علم الرياضيات إلى درجة أنها وضعت كتابا من تأليفها في مادة الجبر وقام والدها بطبعه على نفقته الخاصة.التحقت سميرة بقسم الفيزياء بكلية العلوم وتتلمذت على يد الدكتور مصطفى مشرفة تلميذ اينشتاين، الذي تنبه لنبوغها وعبقريتها، وتخرجت في الجامعة عام 1942 وأصبحت معيدة بكلية العلوم رغم اعتراض الكثيرين على ذلك لصغر سنها إلا أن عميد الكلية على مصطفى مشرفة أصر على تعيينها، ورهن استقالته على تحقيق هذا الهدف وواصلت سميرة موسى أبحاثها وتجاربها المعملية سواء في كلية العلوم أو في معهد الراديوم وكلية الطب أو اللجان العلمية المتخصصة التي قامت بتأسيس مؤسسة الطاقة الذرية، وحصلت على الماجستير في التوصيل الحراري للغازات أما الدكتوراه فقد حصلت عليها في عامين، و كان موضوعها ( خصائص إمتصاص المواد للأشعة)، وكانت مدة بعثة الدكتوراه ثلاث سنوات، بعد ذلك قدمت الدكتورة سميرة موسى العديد من الأبحاث كما شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية الهامة .
    وفي عام 1952 كانت الدكتورة سميرة موسى في بعثة علمية إلى الولايات المتحدة لاستكمال أبحاثها العلمية في إحدى جامعاتها، ولم يكن يدري احد ان عيون ذئاب الموساد تترصدها وأن الأمر بإغتيالها قد صدر ولم يبقى الا التنفيذ.
    وفي يوم 15 أغسطس 1952 كانت على موعد لزيارة أحد المفاعلات النووية الأمريكية في كاليفورنيا، وقبل الذهاب إلى المفاعل جاءها اتصال هاتفي بأن مرشدا هنديا سيكون بصحبتها في الطريق إلى المفاعل وهو طريق جبلي كثير المنحنيات وعلى ارتفاع 400 قدم وجدت سميرة موسى أمامها فجأة سيارة نقل كبيرة كانت متخفية لتصطدم بسيارتها وتسقط بقوة في عمق الوادي بينما قفز المرشد الهندي الذي أنكر المسئولون في المفاعل الأمريكي بعد ذلك أنهم أرسلوه .
    وهكذا رحلت عالمة الذرة المصرية سميرة موسى مخلفة وراءها كما من الغموض حول وفاتها وآمالا كانت قد عقدت بها .
    بينما أصابع الموساد ملطخة بدمائها و دماء أخوتها العلماء الذين ابوا الا أن يخدموا وطنهم و عروبتهم.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي فضيحــــــــة لافـــــــــــون

    فضيحــــــــة لافـــــــــــون

    أحد أشهر عمليات المخابرات على المستوى المصري – الإسرائيلي وربما على المستوى العالمي أيضا، جرت العملية في أوائل الخمسينيات في مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952، يطلق عليها أيضا "فضيحة لافون" في إشارة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق غير أن الإسم الحقيقي للعملية هو "سوزانا".
    تم التخطيط للعملية بحيث يقوم مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب بتخريب بعض المنشأت الأمريكية الموجودة في مصر بهدف زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة.


    الخلفية السياسية لوضع اسرائيل عام 1954.

    كان بن جوريون أحد أشهر الشخصيات الإسرائيلية وزيرا للدفاع ورئيسا للوزراء وفي هذا العام أستقال بن جوريون من رئاسة الوزارة ووزارة الدفاع، وتوجه الى الاستيطان في كيبوتس (مستوطنة) سد بوكر في النقب.
    وجاء بدلا منه موشي شاريت في رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع اسرائيل دوليا في منتهى التعقيد، فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها المرابطة في منطقة السويس، والادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور تنكرت جزئيا لاسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
    وكان الإعتقاد السائد لدى إسرائيل في هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد اسرائيل، ولذلك فمن الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة والعتاد.
    وبناء على هذا الإعتقاد وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي – وهي المختصة بتفعيل شباب اليهود - خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وكان الأمل معقودا على أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس.
    وبالفعل تم تشكيل المجموعة وأطلق عليها الرمز (131) وتم تعيين المقدم موردخاي بن تسور مسؤولا عن الوحدة عام 1951، وكان بن تسور هو صاحب فكرة انشاء شبكات تجسس في مصر، ولذلك قام بتجنيد الرائد "أبراهام دار" الذى ارتحل على الفور إلى مصر ودخلها بجواز سفر لرجل أعمال بريطاني يحمل اسم "جون دارلينج".

    فضيحة لافون (عملية سوزانا2)
    بداية العملية:

    عبر اللاسلكي أرسل إلى الخلية في مصر برقية توضح أسلوب العمل كالتالي:
    "أولا:
    العمل فورا على الحيلولة دون التوصل إلى إتفاقية مصرية بريطانية.
    الأهداف:
    المراكز الثقافية والإعلامية
    المؤسسات الإقتصادية
    سيارات الممثلين الدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من الرعايا الإنجليز
    أي هدف يؤدي تدميره إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا
    ثانيا:
    أحيطونا علما بإمكانيات العمل في منطقة القناة
    ثالثا:
    استمعوا إلينا في الساعة السابعة من كل يوم على موجه طولها (G) لتلقي التعليمات...
    وفيما بعد أتضح أن الموجه (G) هي موجة راديو إسرائيل وأن السابعة هي الساعة السابعة صباحا وهو موعد برنامج منزلي يومي كانت المعلومات تصل عبره يوميا إلى الشبكة .. وعندما أذاع البرنامج طريقة "الكيك الإنجليزي" كانت هذه هي الإشارة لبدء العملية..!!
    وفي يوم الأربعاء الثاني من يوليو 1954، أنفجرت فجأة ثلاثة صناديق في مبنى البريد الرئيسي في الاسكندرية ملحقين أضراراً طفيفة وعثرت السلطات المصرية على بعد الأدلة عبارة عن:
    - علبة اسطوانية الشكل لنوع من المنظفات الصناعية كان شائعا في هذا الوقت أسمه "فيم".
    - جراب نظارة يحمل أسم محل شهير في الإسكندرية يملكه أجنبي يدعي "مارون أياك".
    وكان من تولى التحقيقات هو الصاغ ممدوح سالم وزير الداخلية فيما بعد ثم رئيس الوزراء ثم مساعد رئيس الجمهورية!
    وبعد الفحص تبين أن العلبة الإسطوانية كانت تحتوى على مواد كيميائية وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر، ولأن الخسائر لم تكن بالضخامة الكافية فقد تجاهلت الصحافة المصرية الموضوع برمته.
    وفي الرابع عشر من يوليو انفجرت قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي (وكالة الإستعلامات الأمريكية) في الاسكندرية. وعثر في بقايا الحريق على جراب نظارة مماثل لذلك الذى عثر عليه في الحادث الأول، غير أن السلطات المصرية رأت أن الشبهات تنحصر حول الشيوعيين والأخوان المسلمين. وبرغم أن الصحافة لم تتجاهل الموضوع هذه المرة لكنها أشارت إلى الحريق بإعتباره ناتج عن "ماس كهربائي"!.
    وفي مساء اليوم نفسه أنفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة وعثر على جرابين من نفس النوع يحتويان على بقايا مواد كيميائية.
    وفي الثالث والعشرين من يوليو (الذكرى السنوية الثانية للثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي.
    وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله،
    وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق.
    وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل.
    وبناء على أعترافات ناتاسون تم القبض على كل من:
    فيكتور موين ليفي مصري الجنسية يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عام مهندس زراعي.
    روبير نسيم داسا مصري المولد يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عاما يعمل في التجارة.
    وأمام المحققين أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أم الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!".
    وحينما سؤلوا: لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين .. لم يجدوا جوابا!
    وقبل أن تنتهى التحقيقات جاء تقرير للمعمل الجنائي يثبت العثور على شرائح ميكروفيلم في منزل فيليب ناتاسون، وثبت فيما بعد أن هذه الشرائح دخلت مصر قادمة من باريس بالتتابع بأن لصقت على ظهور طوابع البريد!
    ولأن الميكروفيلم كان أعجوبة هذا العصر وكان قاصرا فقط على أجهزة المخابرات وشبكات التجسس فقد بدأت شبهة التجسس تحوم حول العملية.
    وبعد تكبير الشرائح، بوسائل بدائية، أتضح أنها تحتوى على سبع وثائق عن تركيب وأستعمال القنابل الحارقة إضافة إلى شفرة لاسلكي وأشياء آخرى.

    فضيحة لافون (عملية سوزانا3)

    وبمواصلة التحريات تم القبض على:
    صمويل باخور عازار يهودي الديانة يبلغ من العمر 24 عام مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا.
    ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى ماير موحاس ذو الأصل البولندي وهو يهودي الجنسية عمره 22 عام يعمل كوسيط تجاري (مندوب مبيعات).
    وكان أخطر ما أعترف به موحاس هو إشارته إلى جون دارلينج أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
    كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موسى ليتو وهو طبيب جراح وهو مسؤول فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين الجاسوس الشهير الذى أفرج عنه فيما بعد.
    وأعدت النيابة قرار الإتهام كالتالي:
    1- إبراهام دار (جون دارلينج) ضابط بالمخابرات الإسرائيلية – هارب – مؤسس التنظيم
    2- بول فرانك – هارب – المشرف على التنظيم
    3- ماكس بينيت حلقة الإتصال بين الخارج والداخل
    4- صمويل عازار مدرس بهندسة الإسكندرية مسؤول خلية الإسكندرية في البداية
    5- فيكتور مويز ليفي مسؤول خلية الإسكندرية عند القبض عليه
    6- د. موسى ليتو مرزوق طبيب بالمستشفى الاسرائيلي مسؤول خلية القاهرة
    7- فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل مسؤولة الاتصال بين خلايا التنظيم
    8- ماير ميوحاس مسؤول التمويل في خلية الاسكندرية
    9- فيليب هرمان ناتاسون عضو
    10- روبير نسيم داسا عضو
    11- إيلي جاكوب نعيم عضو
    12- يوسف زعفران عضو
    13- سيزار يوسف كوهين عضو
    بعد الفضيحة
    في أعقاب سقوط الشبكة في مصر وما صاحبها من دوي عالمي أصدر موشي ديان رئيس الأركان في ذلك الوقت قرارا بعزل مردخاي بن تسور من قيادة الوحدة 131 وتعيين يوسي هارئيل بدلا منه فما كان من الأخير الا أن اتخذ أحد أكثر القرارات غرابة في تاريخ المخابرات بأن استدعى جميع العملاء في البلاد العربية وأوقف جميع النشاطات.

    المحاكمة:

    في الحادي عشر من ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي:
    الإعدام شنقا لموسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955).
    الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون.
    الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لفيكتورين نينو وروبير نسيم داسا.
    الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
    براءة إيلي جاكوب نعيم وسيزار يوسف كوهين.
    مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت.
    وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام.

    فضيحة لافون (عملية سوزانا4)

    في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن التنظيم بعد أن وصل الشارع الإسرائيلي الى مرحلة الغليان، والعجيب أن الولايات المتحدة وبريطانيا اشتركتا في هذا الطلب فقد بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق.
    وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة على أقفية حكام الغرب ويدل على أن مصر تمضي في طريقها غير عابئة بغير مصلحتها".
    وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موسى ليتو مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل بخور عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.
    وأستمرت الفضيحة في إسرائيل..
    فقد أتضح أن موشي شاريت رئيس الوزراء لم يكن على علم بالعملية على الإطلاق!، وكان لابد من كبش فداء وأتجهت الأنظار الى بنحاس لافون وزير الدفاع الذى أنكر معرفته بأى عملية تحمل أسم "سوزانا"! .. وتم التحقيق معه لكن التحقيق لم يسفر عن شئ.
    وأستقال بنحاس لافون من منصبه مجبرا وعاد بن جوريون من جديد لتسلمه، كما عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية ليحل محله نائبه هركافي.
    وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو.
    وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مرسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان.
    وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
    وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!!.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي االرجل ذو الوجوه الثلاثة

    د.نبيل فاروق
    (ريتشارد سورج)… اسم قد يبدو مجهولاً وغير مألوف، إذا ما وضعته أمام أي قارئ عادي، في أي مكان في العالم، ولكنه يحتل، في تاريخ الجاسوسية، مكانة فريدة ومرموقة، لم ينافسه فيها أحد قط؛ فهو الجاسوس الوحيد عبر التاريخ، الذي كان لدوره الفعّال الفضل، في حسم نتائج حرب عالمية كاملة..
    الحرب العالمية الثانية..


    أو بمعنى أدق، كان (سورج)، على الرغم من نهايته، أنجح جاسوس عرفه التاريخ، حتى لحظتنا هذه، قياساً بما حققه من نتائج في مهمته...

    والكتاب الذي نستعرضه هذه المرّة، والذي يحوي قصة الجاسوس الفذ (سورج)، أو (سيرجي)، كما يطلق عليه السوفيت، كتاب صدر في ستينات القرن العشرين، وبالتحديد في شهر يونيو 1966م، عن دار القاهرة للطباعة والنشر، تحت عنوان ( الرجل ذو الوجوه الثلاثة)، وهو مترجم عن كتاب بنفس الاسم، للألماني (هانز أوتو مسنر)، أصدرته، في نفس السنة، يناير 1966م، شركة (راينهارت) للنشر في (نيويورك)....

    وكان سبب اختيار المؤلف للعنوان، هو أن (سورج) كانت له ثلاث شخصيات، ووثقت به ثلاث حكومات أجنبية، خدع بمنتهى المهارة اثنتين منها، ومنح إخلاصه وولاءه كله للثالثة، لذا فقد اعتبره المؤلف صاحب ثلاثة وجوه ..
    والمؤلف نفسه كان ملحقاً صغيراً، في السفارة الألمانية في (طوكيو)، قبيل الحرب العالمية الثانية، ولقد كان (سورج)، وبعض أفراد شبكته الجاسوسية، ضيوفاً في حفل زواجه، وكان بعضهم من أقرب الناس إليه، ولكنه لم يعرف أبداً حقيقة (سورج)، حتى مابعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945)...
    ولقد راح (مسنر) يجمع المعلومات، من هنا وهناك، من الصحفيين، والزملاء، والمراسلين، حتى أمكنه أن يكتب تاريخ (سورج) كله تقريباً، إلى الحد الذي جعل كتابه أحد المراجع المهمة، لما يعرف الآن باسم (فن الجاسوسية)...
    ونكتفي هنا بالحديث عن المؤلف؛ لنعود إلى صاحب الشخصية الرئيسية في الكتاب...
    إلى (سورج)..
    (ريتشارد سورج)...
    ففي الملفات الرسمية، وصف (سورج) بأنه صاحب شخصية فريدة مبهرة، وثقافة واسعة، وذكاء مفرط، وجرأة وبراعة كادت كلها تبلغ حد الكمال..
    هذا بالإضافة إلى حس مرهف، وقدرة مدهشة على فهم واستيعاب من أمامه، وسبر أغواره، والغوص في أعماقه حتى النخاع..
    كذلك كان (سورج) يستطيع فهم من أمامه، وكشف طبيعته، وإجادة التعامل معه، بعد دقائق قليلة من لقائه الأوَّل به..
    ويالها من موهبة خارقة، وجدت مستقرّها تماماً...
    وهذا بالنسبة لطبيعتة الشخصية..
    أما بالنسبة لمهاراته العملية، ومواهبه القيادية المدهشة، فحدِّث ولا حرج..

    فبدقته وقوة شخصيته، أدار (سورج) أقوى وأنجح وأكمل شبكات الجاسوسية، داخل (الصين) و(اليابان)، خلال الحرب العالمية الثانية..
    ولكن حتى هذا ليس سبب شهرته وأستاذيته، في عالم الجاسوسية، الذي لا تتوقَّف الصراعات فيه لحظة واحدة، في الحرب، وفي السلم أيضاً، وإنما تعود شهرته الفائقة، وأستاذيته المبهرة، التي أسهبت عشرات الكتب والمراجع في وصفها، والإشادة بها، والانبهار بخطوطها، طوال أكثر من نصف قرن من الزمان، إلى أنه الجاسوس الوحيد، في تاريخ الجاسوسية كله، الذي كان لنجاحه الفضل الأوَّل، في تغيير مسار حرب طاحنة رهيبة..

    و(ريتشارد سورج) هذا هو الابن الثاني لمهندس ألماني، عمل في حقول بترول الإمبراطور، وحفيد (أدولف سورج)، السكرتير الخاص للمفكِّر (كارل ماركس)، وأحد الذين اعتنقوا الشيوعية منذ مولدها..
    ولأنه كان يشعر بالعار، كل العار، بسبب هذا، فقد بذل والد (سورج) قصارى جهده؛ ليمحو من ذاكرته تماما أمر اعتناق والده للشيوعية، ولدفع الآخرين إلى نسيان هذا أيضاً، وتمنى لو استطاع أن يمحوه من مجرى الزمن أيضاً، حتى إنه ألحق ابنه (ريتشارد) بإحدى الفرق العسكرية الألمانية، إبان الحرب العالمية الأولى، كدليل قاطع على ولائه، وانتمائه لألمانيا وإمبراطورها، وقائدها، وأفكارها, ولكل ما يرتبط بها، ولو بأدنى رابطة أو صلة..

    وعلى الرغم من أن (ريتشارد) قد أبلى بلاءً حسناً خلال الحرب الأولى، استحق معه التقدير والثناء من رؤسائه، بل والترقية المحدودة أيضاً، إلا أن عقله كان يستهجن ويحتقر القتال المباشر، والاشتباك الواضح الصريح، ويعتبر كليهما وسيلة من لا عقل له، ويبني في أعماقه فكراً آخر، ومستقبلاً مختلفاً..

    وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، بدأ (سورج) في تحويل فكره وطموحاته إلى واقع عملي، وحقيقة ملموسة..
    ومن جامعات (كييل) و(هامبورج)، حصل (ريتشارد سورج) على درجة الدكتوراه، في العلوم السياسية، عام 1920م، وفي اليوم نفسه، وقبل حتى أن يجف حبر شهادة الدكتوراه، كان يملأ استمارة الالتحاق بالحزب الشيوعي الألماني في (هامبورج)..
    وكان هذا أحد الأخطاء الكبيرة في حياته..

    فالواقع أن هذا القرار كان وبالاً على رأس (سورج)، وخاصة في تلك الفترة، التي تدهور خلالها الاقتصاد الألماني، وشارف الانهيار، وبات الحصول على وظيفة ثابتة ومحترمة من رابع المستحيلات، حتى بالنسبة لعبقري يحمل شهادة الدكتوراه مثله..
    وهكذا تنقَّل (سورج) من وظيفة بسيطة إلى أخرى، ومن مدرِّس ابتدائي، إلى موظف في منجم للفحم، وإلى منزل حقير، في حي صغير، من أحياء (هامبورج) البسيطة..
    ولكنه كان يشعر في أعماقه أن هذه ليست حتماً نهاية المطاف، وأن القدر مازال يدخر له الأفضل..

    ولقد كان على حق تماماً، فقد كان القدر ينتظره هناك..
    في ليلة باردة..
    جداً.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي الرجل صاحب الوجوه الثلاثة 2

    د.نبيل فاروق
    نقطة التحوّل في حياة (ريتشارد سورج)، أشهر وأنجح جواسيس الحرب العالمية الثانية، كانت تكمن في ذلك اللقاء المثير، الذي باغته على نحو غير متوقّع، في منتصف ليلة من ليالي الشتاء الباردة، في قلب العاصمة الألمانية (برلين)..
    ففي تلك الليلة، فوجئ (سورج) بزيارة من واحد من أهم، وأشهر، وأخطر الرجال، في تلك الفترة العصيبة، من تاريخ (ألمانيا)... (هنري تولمان)، رئيس الشرطة السرية للحزب الشيوعي الألماني، والرجل الذي اشتهر بقسوته وبروده وصرامته، ونظراته القادرة على تجميد الدم، في عروق أشجع الشجعان..

    وداخل منزل (سورج) الحقير، التقى به (تولمان) وشرح له أن (موسكو) تهتم به كثيراً، وتتابع حماسه للمبادئ الشيوعية، ثم أخبره في النهاية أن عليه أن يسافر إلى (موسكو)، العاصمة الحمراء؛ ليلتقي ببعض المسؤولين هناك..

    وسافر (سورج) إلى (موسكو)..

    وهناك التقى بالرفيق (ديمتري مانولسكي)، رئيس قسم المخابرات الأجنبية في (الكومنترن)، وخضع معه لعدد من الاختبارات والدراسات، لم يفصح عنها الكتاب، ولكنها انتهت بعودته إلى (هامبورج)، وقد أصبح أحد العاملين في ذلك العالم الغامض المثير..

    عالم الجاسوسية..

    كانت مهمته الرئيسية هي جمع المعلومات السياسية، من كل مكان يذهب إليه، ورصد ردود الأفعال العالمية، تجاه التطورات الاجتماعية والاقتصادية السريعة والعنيفة، التي تحدث في (ألمانيا) النازية، وأنه في سبيل نجاح هذا، لابد وأن يخفي تماماً ميوله الشيوعية، ويتجنَّب حتى الإشارة إليها، بل والبدء في معارضتها، ومحاربتها، والاختلاف معها تمام الاختلاف، لو أُثير الأمر بأية صورة من الصور..

    وعلى الرغم من أن القاعدة، في عالم المخابرات هي أن ينبهر العميل بالجهاز، إلا أن (سورج) قد هزم هذه القاعدة، وعكسها تماماً..

    فلقد برع (سورج) في مهمته، وقام بها خير قيام، وبموهبة مدهشة، وبراعة منقطعة النظير، طوال خمس سنوات كاملة، تلقَّى خلالها الكثير من التدريبات، واكتسب عشرات المهارات والخبرات، وهضمها كلها بسرعة مذهلة، أبهرت السوفيت تماماً..

    كما تحوَّل (سورج) إلى جامعة شاملة في العلوم واللغات، وأجاد بطلاقة تامة، الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، واليابانية، مع عدد لا بأس به من اللهجات الصينية..

    باختصار، لم تمض تلك السنوات الخمس، حتى أصبح (ريتشارد سورج) واحداً من تلك الفئة النادرة في عالم الجاسوسية..

    الفئة التي تحمل لقب (جاسوس كفء)..

    وعبر (أوروبا)، ومن خلال عمله كمراسل صحفي متجوِّل، راح (سورج) يمارس عمله، لينهال سيل من المعلومات المهمة والخطيرة، على السوفيت، الذين تضاعف انبهارهم بكفاءة جاسوسهم وقدراته، فقرَّروا تطوير العملية كلها، ونقله إلى مرتبة أكبر..
    مرتبة العميل الخاص..
    جداً..

    وفي (موسكو)، التقى (سورج) بالكولونيل (بالدن)، رئيس المخابرات السوفيتية، الذي أعلنه بالترقية، وبما تعنيه أدبياً ومالياً، ثم أسند إليه أولى مهماته القوية..

    لقد طلب منه السفر إلى (شنغهاي) في (الصين)، وجمع كل المعلومات الممكنة عن جنرال شاب، وهو (شيانج كاي شيك)، والعمل على إعادة تأهيل شبكة جاسوسية مهلهلة هناك..
    وسافر (سورج) إلى (شنغهاي)..
    وهناك التقى بأفراد شبكة الجاسوسية (المهلهلة)، وأخبرهم بصرامة أنه رئيسهم الجديد، وبدأ يضع قواعد العمل الجديدة، في نفس الوقت الذي راح يجمع فيه المعلومات عن (شيك)..

    ومرة أخرى، أثار انبهار المخابرات السوفيتية ورجالها..
    فقد حصل (سورج) على كل المعلومات المطلوبة، وأعاد بناء الشبكة، التي أُطلق عليها اسم (وحدة الصين)، والتي بدأ أفرادها يتساءلون، في دهشة وانبهار، عن رئيسهم الجديد، الذي لا ينام أبداً، والذي يعمل بنشاط جمّ، دون توقُّف أو هوادة، والذي قام بخطوة بالغة الجرأة، إلى الحد الذي أذهلهم جميعاً، وجعلهم يتعاملون معه بتقدير واحترام ومهابة بلا حدود، وكأنه إله الجاسوسية نفسه..

    فلقد أقنع (سورج) القنصل الأمريكي بتأجير حجرتين من منزله لرجل أعمال واقتصاد ألماني، يُدعى (فريدريك مانهايم)، والذي لم يكن في الواقع سوى جاسوس آخر، وخبير في الاتصالات اللاسلكية، يعمل لحساب السوفيت، ويُدعى (ماكس كلوس)، وكانت حقائبه، التي انتقلت إلى منزل القنصل الأمريكي، تحوي جهاز الاتصال اللاسلكي، الذي ظلّ يبث الأسرار والمعلومات إلى (موسكو)، طوال عامين كاملين، دون أن يدرك الأمريكيون دورهم في هذا !!..

    وبعد نجاحه المذهل، في إحياء (وحدة الصين)، التي تحوّلت من وحدة مهلهلة، إلى واحدة من أقوى وحدات الجاسوسية السوفيتية، في العالم أجمع، قرّر السوفيت استغلال مهارات وكفاءة (سورج)، في مجال حيوي آخر..

    وانطلق (سورج) ليقتحم صحافة النازي، في قلب(برلين) نفسها، مؤيّداً بشهادة اثنين من أصدقائه، الذين أشادا ببراعته وأمانته، وإخلاصه المتناهي لعمله..
    وكانت خطوة بالغة الجرأة منه بالفعل!!..
    إذ كان يكفي أن يقوم جهاز (الجستابو) بتحريات جادة عنه، لينكشف أمره، وتفتضح خدعته، ويسقط في قبضة أشرس جهاز أمني، في ذلك الحين..
    ولكن من حسن الحظ، أن (الجستابو) كان آنذاك مشغولاً بما بدا له أكثر أهمية..

    لقد اكتفى بشهادة الرجلين، وبالشهادات التي نالها (سورج)، وتركه يعمل في منصب كبير الصحفيين والمراسلين الألمان، لجريدة (زيتونج)، الناطقة بلسان الحزب النازي، ويسافر إلى أقرب حليف للنازية، في ذلك الحين..
    إلى (طوكيو) مباشرة..
    وهناك بدأت مرحلة جديدة..
    وخطيرة..
    للغاية.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي د.نبيل فاروق

    د.نبيل فاروق
    في (طوكيو)، بدأ (سورج) طريقه بلعب أهم دور، في قصة أي جاسوس حذر، في أرض جديدة..
    دور الجاسوس النائم..
    ومصطلح الجاسوس النائم هذا يستخدم لوصف جاسوس، تم زرعه في منطقة الهدف، أثناء مروره بمرحلة التوطين الأولى، التي يسعى خلالها لتثبيت أقدامه، في المجتمع الجديد، ومد جذوره في أعماقه، ويحظر عليه تماماً التورُّط في أي عمل تجسُسي خلال تلك المرحلة، مهما كانت المغريات؛ نظراً لاحتمال دفع أمر ما تحت يمينه، لكشف هويته، وتحديد حقيقة انتمائه..

    لذا فلم يمارس (سورج) أية أعمال جاسوسية على الإطلاق، في الفترة الأولى، وإنما اكتفى بمد جذوره في المجتمع الياباني، وتوطيد صلاته واتصالاته، وإقامة جسور من الثقة والصداقة، بينه وبين أبرز العناصر السياسية، والاقتصادية، والعسكرية في (اليابان)، وعندما استقر به المقام، واطمأن إلى قوة ثباته في المجتمع الياباني، بدأ (سورج) في بناء شبكة الجاسوسية الجديدة..

    وعلى الرغم من أن الشرطة السرية اليابانية (الكمبتاي)، كانت شديدة النشاط في تلك الفترة، وتتعامل مع كل الأجانب باعتبارهم جواسيس، إلا أن (ريتشارد سورج) قد تجاوز فترة التوطين الأولى، ونجح في إقامة صداقات وعلاقات قوية متينة، داخل المجتمع الياباني، بل وداخل (الكمبتاي) نفسه، مما ساعده على الخروج من مرحلة الكمون إلى مرحلة النشاط، والبدء في تنفيذ خطة تواجده الرئيسية..

    وخلال فترة محدودة، أنشأ (سورج) شبكة قوية فعَّالة، راحت (موسكو) تتابع أخبارها بمنتهى الاهتمام الممزوج بالحذر، خاصة وأن (سورج) قد حدَّد مصروفاتها الشهرية بثلاثة آلاف دولار، وهو مبلغ هائل في ذلك الحين..

    ولكن سرعان ما أدركت (موسكو) أن شبكة (سورج) تستحق هذا..
    بل وما هو أكثر منه أيضاً..

    فقد حقَّقت الشبكة اليابانية أوَّل انتصاراتها، عندما التقط أحد أفرادها، وهو الثري الياباني (أوزاكي)، محضر اجتماعات لجنة الدراسات الصينية، التي تحدَّثت عن رغبة (اليابان) في احتلال (منشوريا) الصينية..
    ولقد حدث الغزو الياباني بالفعل، وكانت كارثة عسكرية على كل المستويات، إذ لم ينجح اليابانيون في احتلال (منشوريا) فحسب، وإنما أمكنهم احتلال شمال (الصين) كله أيضاً، وفرض هيمنتهم وسيطرتهم على مساحة واسعة من الأراضي الإستراتيجية..
    وهنا، أدرك السوفيت أهمية وخطورة شبكة (سورج) اليابانية..
    وبلا تردّد منحوا قائدها كل ما طلبه..

    ثم فجّر (سورج) مفاجأة جديدة..
    لقد أبلغ السوفيت أن الجيش الياباني في سبيله إلى الثورة، في فبراير 1936م، ثم لم تلبث ثورة الجيش أن حدثت، في التوقيت نفسه، وحملت في التاريخ اسم (حادث فبراير)..

    وهنا تأكَّد السوفيت من أهمية عميلهم وقوته، وبراعته المذهلة في جمع وتحليل أخطر وأدق المعلومات..

    وكان من الطبيعي -والحال هكذا- أن يتم تصنيفه باعتباره عميل نادر، على أعلى درجة من الأهمية والخطورة، وأن يتم إطلاع (ستالين) نفسه على تطورات عمله، أوّلاً بأوّل..

    وخلال الأشهر التالية، توالت معلومات (سورج) وتحليلاته، على نحو مدهش، فأخبر (موسكو) باتفاقية التعاون العسكري، بين (طوكيو)
    و(برلين)، وأيد قوله هذه المرّة بصور المستندات، الدالة على هذا..

    وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، عام 1939م، كان (سورج) أشهر وأقوى وأخطر جاسوس للمخابرات السوفيتية، في العالم كله، وكانت الشبكة اليابانية التي أقامها، هي أنشط شبكات الجاسوسية، ليس في تلك الفترة، وإنما في تاريخ المخابرات كله..

    وعلى الرغم من اتفاقية الدفاع المشترك، التي وقَّعها (هتلر) مع (موسكو)، وصلت معلومات إلى السوفيت، من عميلهم الفذ (ريتشارد سورج)، تحمل مفاجأة مذهلة ومفزعة. معلومات تؤكِّد أن (ألمانيا) ستهاجم الاتحاد السوفيتي قريباً..
    وعلى الرغم من ثقتهم التامة في عميلهم (سورج)، شكك بعض قادة الجيش السوفيتي في المعلومة، وبدا لهم أنه من غير المنطقي أن يشن (هتلر) حرباً على (روسيا)، في الوقت الذي انشغلت فيه قواته كلها بضرب العاصمة البريطانية (لندن)، لدفع الأسد البريطاني إلى الانهيار والاستسلام..

    وفي الثاني والعشرين من يوينو 1941م، بدأ (هتلر) بالفعل عمليته (بارباروسا)؛ لغزو الاتحاد السوفيتي..

    وهنا انمحت آخر ذرة شك، في براعة (سورج) وكفاءته، ودقة ما يرسله من معلومات..

    وهنا أيضاً، بلغ نشاط الشبكة اليابانية ذروته، وراحت معلوماتها تنهال على (موسكو)؛ لتنقل إليها أسرار اليابانيين أوَّلاً بأوَّل؛ إذ كان أخشى ما تخشاه (موسكو)، هو أن يستغل اليابانيون حربها مع النازيين، للانقضاض عليها من الخلف..

    ونشطت شبكة (سورج) بكل قوتها، للبحث عن جواب هذا التساؤل القلق..

    وعلى الرغم من حذره الغريزي، ودقته الفائقة، وشكوكه اللامتناهية، في كل من يتعامل معه، وقع (سورج) في الخطأ الذي يمكن أن يقع فيه أي رجل، مهما بلغت هويته..

    لقد التقى ذات يوم بالراقصة اليابانية الفاتنة (كيومي)، وانبهر بها، وبجمالها الفتّان، وسحرها الطاغي، وأطلق لغريزته العنان معها، على الرغم من أنه لم يبد من قبل أبداً أدنى اهتمام بمثل هذه الأمور، حتى أنه لم ينتبه إلى أمر بالغ الأهمية والخطورة..

    لقد كانت (كيومي) تعمل في الواقع، لحساب مكتب الجاسوسية المضادة الياباني..

    ولكن، وكجاسوس خبير ومحترف، واصل (سورج) عشق (كيومي)، دون أن يمنعه هذا من مواصلة عمله، بنفس الدقة والاهتمام، متحدياً كل المخاطر كالمعتاد..

    ثم فجأة وقعت في يده أخطر معلومة، يمكن أن يحصل عليها جاسوس على الإطلاق..

    معلومة من مصادر عسكرية يابانية مطلِّعة، تؤكِّد أن (اليابان) لا تنوي أبداً خوض الحرب، في الجبهة السيبيرية، مكتفية بحروبها في (الصين)
    و(الهند الصينية)..

    وكانت هذه المعلومة تساوي الكثير..
    والكثير جداً..
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    9 - 11 - 2007
    ساكن في
    ღ♥ღ الأسكندرية ღ♥ღ
    العمر
    39
    المشاركات
    2,459
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي الرجل صاحب الوجوه الثلاثة 3

    د.نبيل فاروق
    مع وصول هذه المعلومة الخطيرة إلى (موسكو)، ومع ثقتها الشديدة في قوة عميلها (سورج) وخطورته، نظراً لتاريخه السابق كله، اتخذت القيادة السوفيتية قراراً بالغ الأهمية والخطورة..

    لقد قرَّر قادة السوفيت سحب ما يقرب من مليوني جندي، من الجبهة السيبيرية، مع كل معداتهم، ودفعهم لمواجهة الألمان في الغرب..

    وكان أخطر قرار تم اتخاذه، في تاريخ الحرب العالمية الثانية على الإطلاق؛ إذ أنه يترك الجبهة اليابانية عارية تماماً، ويلقي بثقل السوفيت كله على الجبهة الألمانية..
    وكانت نقطة تحوّل حاسمة، ليس في مسار محاولة الألمان لغزو الاتحاد السوفيتي فحسب، ولكن في مسار الحرب العالمية الثانية كلها..

    لقد انهزمت (ألمانيا) النازية، أمام جنود (موسكو) وتراجعت، وظلت تتراجع وتتراجع خلال السنوات التالية، حتى انهزمت هزيمة ساحقة في النهاية، واندحرت على الجليد السوفيتي، وانهارت قياداتها، والسوفيت يدفعونها أمامهم، حتى (برلين) نفسها..

    وكانت الهزيمة ساحقة ماحقة، في ذلك الحين، هوى معها الرايخ الثالث من حالق، وتحطّمت أسطورته بمنتهى العنف، حتى أن الفوهلر العظيم (أدولف هتلر) آثر الانتحار، على الوقوع في قبضة السوفيت أو البريطانيين..

    أما (سورج) نفسه، فبعد أن حقَّق أعظم انتصاراته، وأبلغ المخابرات السوفيتية بأعظم معلومة، في الحرب العالمية الثانية كلها، وقع في خطأ بسيط، تخلّى خلاله عن حذره الأسطوري، الذي لازمه طيلة عمره..

    لقد قرأ ورقة تحوي بعض الأسرار العسكرية، أمام (كيومي)، ثم مزّقها وألقى بها في سلة القمامة، على الرغم من أن ألف باء الجاسوسية، يحتم حرق الورقة، أو التخلُّص منها بأية وسيلة حاسمة، ويحذر تماماً من إلقائها في سلة المهملات، أو وسط القمامة..

    وانتبهت (كيومي) للأمر..
    ولأنها عميلة مخلصة ومحترفة، قامت (كيومي) بواجبها، وأبلغت الكولونيل (أوزاكي)، الذي أمر رجاله بجمع كل قصاصة ورق، في سلة قمامة (سورج)، وفرزها، وتجميعها، وإعادة لصقها..
    ثم واجهه بتلك الورقة، قبل شروق شمس اليوم التالي..
    وهكذا سقط (سورج)..
    وسقطت شبكته اليابانية كلها..

    المدهش للغاية، أن تلك المعلومة الأخيرة، التي لم يجد (سورج) الوقت لإرسالها إلى (موسكو)، في تلك الفترة، والتي ألقي القبض عليه بسببها، كانت أيضاً كفيلة بتغيير مسار الحرب كلها..
    كانت معلومة تقول: إن الطائرات اليابانية تعتزم الهجوم على ميناء (بيرل هاربور) الأمريكي، فجر السادس من نوفمبر التالي..

    وعند محاكمة (سورج)، بدا شامخاً قوياً مهيباً كعادته، وبدت نظراته حادة صارمة، تخيف وترهب قضاته أنفسهم، حتى وهو يتلقَّى مع (أوزاكي) الحكم بإعدامهما رمياً بالرصاص..

    وفى السابع من نوفمبر 1944م، تم تنفيذ حكم الإعدام في الدكتور (ريتشارد سورج)، خبير العلوم السياسية، ومراسل جريدة (زيتونج)، والجاسوس السوفيتي، الذي حمل لقباً فريداً، بين كل الجواسيس، الذين عرفهم التاريخ..
    لقب (الأستاذ)..

    ونُكّست الأعلام في الاتحاد السوفيتي كله، حداداً على مصرعه..
    وتم إصدار طابع بريد يحمل صورته..

    ولكن هذا لم يحسم أسطورته..

    فلسبب ما بدأ يتردّد خفية أن (سورج) لم يلق مصرعه فعلياً، وأن اليابانيين قد أطلقوا سراحه، بموجب صفقة ما...

    ولم تؤيد اليابان هذا أو تنفِه، ولكن الراقصة الفاتنة (كيومي) أنهت فقرتها ذات ليلة بفزع شديد، لتخبر صديقاتها، وهي ترتجف في رعب، أن (سورج) بين روّاد الحانة، وأنه عاد ليقتلها، جزاء ما فعلته به..
    ولم يصدّقها أحد.

    وماتت (كيومي) في حادث غامض ذات ليلة تالية، لتترك خلفها لغزاً يرتبط بأخطر الجواسيس قاطبة..

    (سورج)..

    (ريتشارد سورج) ..

    صاحب الوجوه الثلاثة..

    الغامضة.
    لاتعتمد على الصديق فهو نادر
    ولاتعتمد على الحبيب فهو غادر
    ولكن
    اعتمد على الله فهو قاااااااااادر


    البحث على جميع مواضيع العضو mido3d

 

 
صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 1234567 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 3 - 10 - 2009, 12:53 AM
  2. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 20 - 9 - 2009, 05:27 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©