حظيت
الثورات العربية
بتغطية إعلامية متفاوتة
فبين قنوات ثورية الهوى
و قنوات تابعة
كانت الأخبار تتبدل من قناة إلى أخرى
ففي تونس
بعض القنوات كانت تتحدّث عن الثوار
بأنهم يُدمرون الممتلكات العامة
ناسية قمع الشرطة لهم و قتلها للمتظاهرين
بينما قنوات أخرى
كانت متعاطفة مع طلبات الشعب لأقصى الحدود
كذلك الأمر في مصر
قسم يدعم الشعب و آخر يدعم النظام
ثم عندما لاحت بوادر انتصار الثورة
دعموا كلهم الشعب
في ليبيا لم يختلف الأمر كثيرا
مع فارق واحد مهم
تم التركيز على مجازر النظام
و لم تُذكر مجازر الثوار و لا حلف الناتو إلا بطريقة مخففة
و بدت قوات التحالف
كأنها فعلا قوات تحرير و ليس احتلال و مصالح...
في اليمن مصيبة المصائب
مجازر يومية تحت أعين العالم كله
و تسويات لا تنتهي تحت الطاولات
لتخرج إحدى المحطات و تعلن
أن الشعب انتصر
بينما الحقيقة أنه خُدع و غُلب على أمره
و ذهبت أرواح الشهداء سدى...
نأتي للمرحلة الراهنة
و هي أهم مرحلة من مراحل الأمة ككل
القضية السورية
فبين من يراها ثورة
و من يراها فتنة
يدفع الشعب ثمن تلك الإدعاءات
ألاف الأرواح
و تدمير ما لا يسهل بناؤه
و تقسيم ما لا يمكن إعادة وصله...
لفتني بالأمس
إحدى التغطيات المباشرة
لقناتين من نفس الخط الداعم للمعارضة
على القناة الأولى
مشهد لأحد أحياء العاصمة دمشق
ترتفع منه سحب الدخان
و المراسل يقول أنها غارة جوية
نفس المشهد على القناة الثانية
لكن المراسل يقول أنه هجوم للمعارضين على مواقع للجيش السوري ؟؟؟؟؟
كيف هذا ؟؟
من نصدق و القناتين لهما نفس المرجعية ؟؟؟
نتساءل هنا
ما هو مقياس الحدث في الإعلام العربي
ما هي حدود صدقيته
هل هو واقعي أم مُصطنع ؟؟؟
من يصنعه ؟؟؟ و لمن ؟؟
ما مدى تأثير ما نراه على المشاهد العربي
كيف نميز الخطأ من الصواب
و هل يقبل بعضنا بالحقيقة إن كانت تُخالف أهواءه ؟؟؟
رحلة البحث عن الواقع...
للنقاش...
تحياتي...